المحلل الشرقاوي يفند لـإيلاف عملية حزب الله عسكريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دقة وحرفية وباب لقلب القواعد في الصراع مع اسرائيل:
المحلل الشرقاوي يفند لـإيلاف عملية حزب اللهعسكريا
حزب الله يقصف مطار روشبينا وخزان الوقود الاساسي لنهاريا
الموقف السعودي يطرح مصير العلاقات مع دمشق
حزب الله يمتلك صواريخا قادرة على بلوغ تل ابيب
الاقتصاد اللبناني يتجه نحو المجهول
السنيورة : بوش يضغط على اسرائيل للحد من هجماتها
شيراك : هل هناك نية لتدمير لبنان
اليوم الثالث..العالم والتطورات بين لبنان واسرائيل
السعودية تنتقد حزب الله والمغامرات
إستمرار الهجمات الاسرائيلية والهجمات المضادة لحزب الله
أسامة العيسة من القدس : سيكون من المبكر، من وجهة نظر المتابعين العسكريين والسياسيين، التكهن بما ستنتج عنه المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، وربما لن يتوقف أحد لتحليل العملية التي كانت شرارة للأحداث التي نفذها حزب الله واطلق عليها اسم (الوعد الصادق)، ولكنها ستبقى نقطة محورية فيما حدث وسيحدث، فما هي ميزات هذه العملية من ناحية عسكرية؟خبير عسكري فلسطيني قال إنها نفذت بحرفية عالية من الناحية العسكرية، وبأنها ذات أهداف سياسية تتعلق بما يجري في غزة من عدوان إسرائيلي بعد خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط.وقال العميد يوسف الشرقاوي في لقاء مع إيلاف أن "الآداء العسكري الممتاز وإدارة النار بهدوء في الميدان من قبل منفذي عملية (الوعد الصادق)، قصف مواقع الجيش الاسرائيلي بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، والانقضاض على دورية عسكرية مؤللة تعتبر نجاحا أمنيا ً وعسكريا ً على أعلى مستوى، بعد رصد واستطلاع الدورية الإسرائيلية المستهدفة عدة شهور، وتجهيز مسرح المواجهة، بعزله وزرع العبوات في طريق نجدات الجيش الاسرائيلي المحتملة لإفشال أي عملية مطاردة، والتي يلجأ إليها العدو دائماً عند مطاردته المهاجمين وخصوصا عندما يكون في حوزتهم جنودا ً أسرى".واضاف "فرغم الإنذارات الساخنة والمتكررة من قيادة الجيش قبل عملية تبديد الوهم في قطاع غزة، وقبل عملية حزب الله على طريق مستعمرة (زرعيت /اشتول) شمال فلسطين المحتلة، استطاع المقاومة في قطاع غزة وجنوب لبنان قتل وأسر جنودا إسرائيليين، مما يؤكد فشل أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في رصد تحركاتهم من ناحية، وفشل الجنود الإسرائيليين في التصدي للمجموعات المهاجمة، وتفوق المهاجمون في التخفي والوصول إلى الهدف".
ورأى الشرقاوي بان "عملية الوعد الصادق أثبتت كفاءة عالية، وبتخطيط دقيق لها، إذ أن نجاح الانسحاب وتأمين خط الإنسحاب لا يقل أهمية عن نجاح التقدم، وتأمين طريق التقدم والظهور فجأة، وإنجاز الهدف بنجاح، كذلك تأمين مسرح العمليات وتجهيزه وعزله يميناً ويساراً، لمنع الاسرائيلين من التدخل في أرض المعركة، ويتمثل هذا التأمين بزرع عبوة متفجرة متطورة في طريق الآليات العسكرية الإسرائيلية، لمنعها من مطاردة المنفذين، وتركيز القناصة بالتصدي للمشاة حالة نزولهم من الآليات. هذه الفكرة طُبقت على نطاق ضيق من أسس نجاح الدفاع ضد الدروع في الجيوش الكلاسيكية، أي عزل الجنود عن الدبابات، ومنعهم من النزول إلى أرض المعركة، لمطاردة المنفذين من ناحية، ولمنعهم من نجدة القتلى والجرحى في أرض المعركة. كما أن المدافعين تمكنوا من تدمير الدبابات، وبهذا تُعتبر العملية إنجازاً عسكريا ً وأمنيا ً على مستوى عالي من الدقة، سواء كان في التخطيط أو التنفيذ".
ويؤكد الشرقاوي بان "المجموعة نفذت السيناريو المعد للعملية بدقة متناهية، لأنها تدربت عدة شهور من أجل إنجاح المهمة لهدف أسر الجنود، لذلك عملت على عزل مسرح العملية يميناً ويساراً وفي العمق، وتأمين المسرح لعدم تقدم النجدات واصطياد المشاة حال نزولهم من الآليات، والسيطرة على أرض المعركة، وتأمين قتل وأسر الجنود، وتدمير أي آلية تنوي الدخول إلى مسرح العملية، للقيام بمطاردة المهاجمين وانتخاب مرابط للقناصة وتجهيزها وتمويهها قبل تنفيذ العملية".
وأدى ذلك إلى أن "القوات الإسرائيلية رغم تفوقها الهائل برا ً وجوا ً لم تتمكن من الدخول إلى المعركة إلا بعد ساعة من إنهاء تنفيذ العملية، وعجزت عن سحب أشلاء جنودها القتلى وجرحاها من أرض المعركة نظراً لسيطرة القناصة على أرض المعركة".
والى تمكن "مجموعة حزب الله المهاجمة إبادة فصيل عسكري إسرائيلي، بقتل 8 جنود وجرح 23 وأسر 2، وتدمير عربيتي هامر وتدمير دبابة ميركافاة، بأقل من عشر دقائق، وأمنت المجموعات المساندة حزاما ً ناريا ً منعت القوات الاسرائيلية من إخلاء الجرحى والقتلى من أرض المعركة، واستطاعت مجموعات حزب الله المساندة للقوة المهاجمة من إفشال أحزمة النار المعادية لتأمين انسحاب باقي أفراد مجموعات الحماية، وتأمين انسحاب مجموعات القناصة".
ونوه الشرقاوي بما قال انه سرعة حزب الله "بإدخال المدفعية الصاروخية إلى أرض المعركة، والرد على مرابض مدفعية العدو، وهذا يدل على أنها تمتلك بنكا ً للأهداف المقصودة مسبقا ً، إذ أنها استطاعت رشق 14 هدف محمل مسبقاً بمئات القذائف الصاروخية، و تمكنت من ضرب مدرجات مطار روشبينا العسكري، ومدرجات هبوط كريات شمونا، وضرب مجموعة رادارات في أعالي جبل الجرمق، الذي يعتبر عيون إسرائيل لمراقبة الأراضي السورية واللبنانية، وكذلك ضرب مشارف صفد ومركز القيادة للجيش الإسرائيلي في الجليل، بعد وقت قصير من ضرب مدرجات مطار بيروت الدولي، وضرب طرق المواصلات والجسور والبنى التحتية، ومراكز توليد الطاقة".
وهذا بالنسبة للشرقاوي يعني أن حزب الله أثبت "قدرته على التحكم، بنقل نيران المدفعية في العمق الإسرائيلي، ويدخل في هذا المجال تهديدها بضرب مشارف حيفا بصواريخ مداها يصل العمق الإسرائيلي. إضافة إلى قدرتها على تطوير رماية المدفعية الصاروخية من رماية نقطوية إلى رماية مساحية (ضرب أي نقطة وأي مساحة في العمق الإسرائيلي) مما يثبت أن هذه الأهداف المضروبة والمنوي ضربها، كانت قد حملت مسبقا على لائحة الأهداف قبل تنفيذ العملية، تحسبا ً لاتساع نطاق المعركة".
ويذهب الشرقاوي إلى أن "المقاومة في لبنان فنّدت نظريات الخبراء العسكريين بعد الحرب العالمية الثانية القائلة بأن لا يوجد بعد الان جنديا ً جبانا ً وجنديا ً شجاعاً، لأن السلاح سيجسر الهوة بينهما، إذ برهن حزب الله على أهمية المقاتل المؤمن بعدالة قضيته، وأنه لا يوجد في أرض المعركة أسيادا ً وعبيد، وأن إدخال الوسائل القتالية عند حاجتها ومفاجئة العدو بوسائل قتالية جديدة، والتدريب المتواصل والتخطيط الدقيق، والإعداد السري للعمليات القتالية من مقومات التفوق المعنوي على الاسرائيليين في أرض المعركة.لأن شعار المقاومة دائما في حروب التحرير تحطيم معنويات الاسرائيليين، وجعله يفقد الأمل في إمكانية النصر مهم يفوق العدد والعدة".
ويبدي الشرقاوي تفاؤلا فيما ستؤول إليه الأمور قائلا أن "نجاح العملية النوعية (الوعد الصادق) بإمتياز فتحت الباب على مصراعيه لتغير كل قواعد اللعبة في الصراع العربي الإسرائيلي، وقد تطيح بثقافة التنازل لصالح ثقافة المقاومة، وستجبر إسرائيل بالتأكيد على الدخول بصفقة تبادل واسعة لتبادل الأسرى، وقد تذهب المقاومة اللبنانية إلى أبعد من ذلك، بأن تفرض
على الاسرائيليين تسلمه خرائط حقول الألغام التي تركها خلفه، عندما انسحب صاغراً من لبنان، لما سببته في قتل وبتر أرجل المواطنين اللبنانيين".
واعتبر الشرقاوي انه "عندما يصرح أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، أن 2+ 1 = 3، إنما هي إشارة واضحة إلى الأسيرين بحوزة المقاومة اللبنانية، والأسير الآخر الذي بحوزة المقاومة الفلسطينية، مما يؤكد أن عملية تبديد الوهم وعملية الوعد الصادق وجهان لمقاومة واحدة".
وختم حديثه بالقول "طالما تباهى الجيش الإسرائيلي بأنه الجيش الذي لا يُقهر، إنه يُهزم ويمرغ أنفه في التراب، شرط وجود قيادة مؤمنة بالنصر ومقاومة تفرض ولا تستجدي، وتستنزف العدو بأغلى ما يملك أي استنزاف طاقته البشرية أولا ً، لأن استنزافه بشرياً الخطوة الأولى والصحيحة على طريق النصر".