الصحف الاسرائيلية منقسمة بين الدبلوماسية وبين مواصلة الحرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ أيضا
هآرتز: إسرائيل تعتزم توسيع نطاق اهدافها بلبنان
صوت حزب الله الذي لم تستطع إسرائيل إسكاته
إنقسام مجلس الامن ..ولا وقف لإطلاق النار
اسرائيل: مجلس الامن سيبقى الباب مفتوحا امام القصف الجوي
اعتقال 4 معارضين للحرب على لبنان مطار بريستويك
غارات على الضاحية ووزراء الخارجية العرب في بيروت اليوم
حزب الله يؤكد واسرائيل تنفي:مقتل 4 جنود في حولا
أسامة العيسة من القدس : خيمت أحداث يوم أمس الأحد، حيث قتل 12 جنديا إسرائيليا من الاحتياط وثلاثة مدنيين في مدينة حيفا، على الصحافة الإسرائيلية الصادرة اليوم. وعنونت صحيفة يديعوت احرنوت موضوعها الرئيسي "200 صاروخ 15 قتيلا وجيش الدفاع يهدد لبنان بأنه سيدفع الثمن غاليا"، ووصفت مقتل الجنود في كيبوتس كفار جلعادي بأنه "كارثة"، وخصصت مساحة واسعة للحديث عن مقتلهم وسرد قصصا وصفتها بالإنسانية عنهم، وعن عائلاتهم، وذكرت كيف انهم هربوا من الحر ليستظلوا في مكان في الكيبوتس فسقطت عليهم صواريخ حزب الله، فقتلتهم.وقالت الصحيفة بان وحدة كوماندوز إسرائيلية حققت إنجازا هاما أمس بآسر أحد منفذي خطف الجنود الإسرائيليين، وأشارت إلى أن وحدة مختارة من الجيش الإسرائيلي تمكنت من تدمير منصات لإطلاق الصواريخ، ونشرت صورة لجندي إسرائيلي في قرية يارون اللبنانية يبحلق في صورة كبيرة للسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله وكتبت تعليقا تحتها "نظرة عميقة في عيني العدو".
عين على الجبهة وأخرى على مجلس الأمن
وكتبت صحيفة يديعوت احرنوت انه على الرغم من صعوبة يوم أمس إلا أن إسرائيل "تنتظر الأمم المتحدة"، ولا تريد أن تجعل مما حدث أمس من تصعيد من جانب حزب الله، سببا في التعجيل بنشاط عسكري استثنائي في لبنان، وتفضل انتظار قرار مجلس الأمن الذي من المقرر أن يصدر في الأيام المقبلة، ولكن ذلك لا يعني إمكانية أن ترفض إسرائيل القرار.
ونقلت يديعوت عن مصادرها أن ايهود اولمرت، رئيس الوزراء، تشاور مع وزير دفاعه عمير بيرتس، والجنرال دان حالوتس، رئيس الأركان، إلا أن أي قرار بشان مضاعفة العمليات العسكرية في لبنان لم يتخذ رغم ما أسمته الصحيفة عواقب يوم أمس الخطيرة إسرائيليا.
وحسب المصادر العسكرية التي استندت إليها يديعوت، فان ما حدث أمس من تصعيد خطير هو أمر غير مألوف، ولكنه في سياق الأحداث، كان يمكن أن يقع منذ بداية القتال، واستنادا إلى هذا التصور، فانه لا يتوقع أن تستجيب إسرائيل بصورة غير عادية لما حدث، وإنما ستسمر في خطتها العسكرية كما هو مقررا لها.
وفي هذه الأثناء، ووفقا للصحيفة، فان إسرائيل تنتظر التطورات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المقرر أن يجتمع في الأيام المقبلة، وفي الوقت نفسه تجري مناقشات حول احتمال أن لن يكون هناك وقف إطلاق النار لأي سبب، مثل عدم الموافقة على قرار مجلس الأمن أو رفضه من قبل حزب الله.
وحسب الصحيفة فان المسؤولين الإسرائيليون يرون في الأيام المقبلة، لحظة تقاطع هامة في الحرب، لذا فان أحداث أمس الأحد، لا يتوقع أن تؤثر على العملية العسكرية، وان ما قدمه الجيش من خطط لقصف مولدات الكهرباء والبنى التحتية في جنوب لبنان، ستجمد الان.
وقالت الصحيفة انه من المرجح أن يعقد اولمرت اجتماعا صباح اليوم الاثنين في مكتبه بالقدس، للتشاور الأمني، سيحضره رؤساء الأجهزة الأمنية، ووزير الدفاع، للنظر في استمرار إسرائيل في عمليتها ضد لبنان، والرد على تصعيد أمس.
ورفض مساعدو اولمرت الكشف إذا ما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يدعم تصعيد العمليات العسكرية ضد حزب الله، وقال هؤلاء انهم يقدرون أن اولمرت يفضل انتظار القرار الذي سيتخذه مجلس الأمن.
ومع ذلك فان صدور قرار من مجلس الأمن قد لا يعني بالنسبة لإسرائيل نهاية ما تسميه عمليتها في لبنان، ونقلت يديعوت احرنوت عن مصدر في مكتب اولمرت قوله "لن يضطرنا قرار من مجلس الأمن، إلى إنهاء العملية، فحزب الله ربما يرفض قرار مجلس الأمن".
وقالت الصحيفة بان وزير الدفاع، وبعد الضربة الموجعة مساء أمس الأحد، عقد مشاورات مع قادة الجيش الإسرائيلي، وانه لم يتم التوصل إلى قرار بشان الرد على ما حدث أمس، وأشارت إلى انه في هذه المرحلة، فان الجيش الإسرائيلي لن يتقدم نحو نهر الليطاني ما لم يصدر قرار من القيادة السياسية بشان ذلك، وانما ستقتصر عملياته على مسافة 8-12 كلم في الحدود اللبنانية.
ونقلت يديعوت عن ما أسمتها مصادر عسكرية عليا قولها بأنه في هذه المرحلة سيقتصر عمل الجيش على "تنظيف القرى الحدودية من إرهابي حزب الله، ومن الأسلحة والذخيرة، وكذلك العمل على تدمير مواقع إطلاق الصواريخ".
ونقلت عن أحد الوزراء المهمين في الحكومة الإسرائيلية قوله "لا أحد يعرف ماذا سيحدث. نحن نعمل، وحزب الله يواصل إطلاق الصواريخ. وليس من الواضح ما الذي يمكن عمله اكثر من ذلك".
اولمرت يتنصل من النصر
ورفضت مصادر في مكتب اولمرت المزاعم القائلة، بان رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزرائه، سارعوا بإعلان أن إسرائيل كسبت الحرب، خلال مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية. وقال مسؤول رفيع المستوى للصحيفة "نحن لا نقول أن هناك انتصارا، ولكننا نقول، بأننا تمكننا من إحداث صدمة لحزب الله".
وفي صفحاتها الداخلية كشفت يديعوت أن إيران ستزود حزب الله خلال الأسابيع المقبلة، بصواريخ ارض-جو، لمساندة القدرة الدفاعية لهذا الحزب، وان إسرائيل تنظر إلى ذلك بخطورة. وقالت بان وزارة الخارجية الإسرائيلية وجهت تحذيرا لمواطنيها بتوخي الحذر، خلال زيارتهم لكل من تركيا، واليونان وقبرص، بسبب الأحداث التي تعصف بالمنطقة وامكانية تعرضهم لاعتداءات.
وفي موضوع آخر، كشفت صحيفة يديعوت احرنوت، بان رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تساحي هنغبي، يقضي إجازته مع عائلته في الولايات المتحدة، رغم ظروف الحرب العصيبة التي تعيشها إسرائيل. وتعتبر هذه اللجنة من أهم اللجان في الكنيست الإسرائيلي، ومن المتوقع، أن تلاحق التهم بالجبن هنغبي الذي كانت لاحقته سابقا الاتهامات بالفساد عندما كان وزيرا عرف بتصريحاته المتطرفة ضد الفلسطينيين والعرب.
وقالت الصحيفة بان ميمي مزوز، المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، قرر عدم سحب المواطنة من عضو الكنيست العربي، واصل طه بسبب ما نسب إليه من دعوته لخطف جنود إسرائيليين. وكتب الصحافي اليكس فيشمان مقالا في الصحيفة تحت عنوان (دوامة المواجهة) عن ما وصفه بالتصعيد من قبل حزب الله قائلا أن هذا الحزب و"منذ أن تبين له أن الحلول السياسية مقبلة، صعد من خطواته العسكرية، ولكن الأجهزة الأمنية العسكرية الإسرائيلية متفقة على انه يجب على حزب الله دفع الثمن غاليا، على الأقل حتى صدور قرار مجلس الأمن المتوقع يوم الأربعاء".
حسابات إسرائيل وحسابات الأسد
أما صحيفة معاريف فخصصت موضوعها الرئيسي للحديث عن سوريا وما وصفتها بتهديدات وزير الخارجية السوري وليد المعلم "الاستفزازية" ضد إسرائيل حين أعلن أمس استعداد بلاده لحرب إقليمية. وعنونت الصحيفة صفحتها الأول بعنوان له طابع حربي "إذا تدخلت سوريا في الحرب الدائرة في لبنان، فإنها ستدفع الثمن غاليا".
وتوقفت طويلا وتفصيلا أما تصريحات الوزير السوري، مقللة من أهميتها، ونقلت عن ما وصفتها مصادر أمنية قولها ردا على تصريحات المعلم "إذا كان الرئيس السوري الأسد بشار يعتقد انه سيخرج سالما من حرب إقليمية ومن مواجهات كهذه فانه بالتأكيد مخطئ". وتناولت الصحيفة نفس المواضيع تقريبا التي شغلت الصحف الإسرائيلية الأخرى، خصوصا مقتل الجنود الذي اعتبر كارثيا في إسرائيل، وقصف مدينة حيفا الذي علقت عليه بالقول "كسر جدار الصمت في حيفا" إشارة إلى أن القصف الذي أصاب حيفا أمس جاء بعد فترة من الهدوء، وتحدثت عن حي النسناس الذي يعيش فيه عرب ويهود ويعتبر نموذجا لما تصفه بالتعايش بين الجانبين في مدينة حيفا.
وحول الرد على ما اعتبر اكثر الأيام دموية منذ اندلاع المواجهات مع حزب الله، نقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله "ربما حان الوقت لفرض الظلام الدامس على جزء من الأراضي اللبنانية" في إشارة إلى ضرب مولدات الكهرباء في الأراضي اللبنانية، وقالت بان القيادة العسكرية تضغط على القيادة السياسية للرد بقوة على اليوم الدامي أمس، وتوسيع الحملة الإسرائيلية في عمق الأراضي اللبنانية، وبان اولمرت سيبحث ذلك اليوم الاثنين في الاجتماع الذي سيعقد في مكتبه بالقدس.
وقالت الصحيفة بان الجيش الإسرائيلي بامكانه إعادة الدولة اللبنانية لعقود إلى الخلف، وان هذا الجيش امتنع عن قصف أهداف مدنية في لبنان استجابة لمطالب أميركية، وان الأمر ربما يتغير بعد تصعيد يوم أمس من قبل حزب الله.
أصابع اللوم
صحيفة هارتس، تحدثت عن ما قالت انه تصعيد من قبل الجيش الإسرائيلي على لبنان وقصفه لأهداف في البنى التحتية ردا على مقتل 15 من الإسرائيليين أمس.
وتحدثت عن القرار المرتقب لمجلس الأمن، والخلافات حوله، وعن طلب إسرائيلي من الإدارة الأميركية بإدخال تعديلات عليه.
وفي صحيفة الجيروسالم بوست كتب الصحافي ديفيد هوروفيتز تحليلا بعنوان (أصابع اللوم) أشار فيه انه بعد 25 يوما من المعارك لم يحسم أي طرف الفوز في هذه المعركة، وان شعور العجز لدى الرأي العام الإسرائيلي ذروته.
وقال بان الإسرائيليين، رأوا بشعور من العجز، الصواريخ اللبنانية وهي تسقط على حيفا وكفار جلعادي وتقتل 15، وانه يبدو أن البحث عن صواريخ حزب الله من الجو يشبه البحث عن إبرة في كومة قش.
وتساءل إلى من ينبغي توجيه أصابع اللوم حول مقتل الجنود أمس، الذين تركوا في ساحة مكشوفة عرضة للكاتيوشا، أم لمطلقي الصواريخ؟ مشيرا إلى انه من السهل جدا على اولمرت أن يستخف بالعدو وترقب النصر، ولكن الحقيقة أن الصواريخ القاتلة تسقط كالأمطار.
وكتب هوروفيتز محذرا من الاستخفاف بقدرة حزب الله قائلا، بان هذا الحزب يتلقى الدعم من إيران، وان أفراده تدربوا مع جيش احمد نجادي، ودعا إلى الاستفادة من القنوات الدبلوماسية لتحقيق إنجازات.