أخبار

الدايلي تلغراف : النبي كان جنرالا قطع رؤوس مئات الاسرى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


تصريحات بنديكت السادس عشر: أول معركة يخوضهانائب البابا

الفاتيكان لم يفلح في تهدئة خواطر المسلمين

مسيحيو العراق يدعون لضبط النفس ومسلموه لطرد سفراء البابا

التسامح تضرر بتصريحات البابا

تصريحات البابا تثير الغضب في العالم الإسلامي

البابا وحوار معقد حول الاسلام

ميركل تدافع عن تصريحات البابا

لندن -وكالات : في الوقت الذي ما زال فيه العالم الاسلامي غاضبا من استشهاد البابا باقوال بإمبراطور مسيحي من القرن الرابع عشر قال إن النبي محمد لم يأت إلى العالم إلا بأمور "شريرة ولاإنسانية بدأت ردود فعل "مضادة" تشق طريقها الى الواجهة والذي يتوقع ان تؤجج الوضع الذي لم يهدأ اصلا .

تظاهرات واستنكارات تعيد الى الاذهان معضلة الرسوم الكاريكتاورية التي نشرت في صحيفة دانماركية، لكن الفارق الان ان التصريحات لم تكن متعلقة بفرد عادي او بمؤسسة ولكنها صادرة عن بابا روما .

خرجت صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية اليوم بوصفها للنبي محمد بانه كان جنرالا قطع جنوده ورؤوس مئات الاسرى وتضيف الصحيفة " البابا لم يقصد شرأ، ولكنه قلق". وتتابع "من سخرية الامور ان يُتهم البابا بندكت السادس عشر بمعاداة الاسلام في في خطابه، لأنه لم يوجد في تاريخ الفاتيكان حبر أعظم درس الاسلام بعمق كما درسه هو ولكونه درس القرآن آية آية وتناقش مع فقهاء مسلمين، فهو يرفض نظرة المسيحيين المتشددين البسيطة للاسلام الى غاية منتصف القرن العشرين، على أنه دين شرير، لكنه يرى أن بعض مذاهبه لا يمكن الدفاع عنها من الجانب الاخلاقي." وتعتبر الصحيفة ان "في قلب الاسلام غموض كبير بشأن العنف، مصدره أن رسول الاسلام كان يدافع عن نشر الدين بحد السيف." وتضيف : "وفي النهاية، فمحمد كان جنرالا قطع جنوده رؤوس مئات الأسرى."

اما صحيفة التايمز فاعتبرت ان ما قاله البابا هو الخطاب الذي كان الحرب بحاجة الى سماعهتقول الصحيفة: "حتى منتقدو البابا يرون انه لم يقصد الاساءة الى المسلمين، لكن الخطأ الذي وقع فيه انه لم يبد أي تحفظ تجاه نص الامبراطور الذي استشهد به ."لا يمكن للبابا الدفاع عن نفسه بكون اقواله اخرجت من سياقها، لأنه فعل نفس الشيء مع الامبراطور البيزنطي مانويل 2 باليولوغوس."

وتضيف "كما أن البابا قال ان السورة 2256 تعود الى الحقب الاسلامية الاولى، والاصح انها تعود للسنة الرابعة والعشرين من النبوة، عام 624 أو 625، حيث كان في المدينة وذا قوة وسلطة، وليس في موقف ضعف." وتنقل الصحيفة عن البروفيسور كلاوس كونج الذي كان أحد زملاء البابا في جامعة توبينغن ان راتسينغر "لم يقصد ايذاء المسلمين، فهو مهتم جدا بالحوار مع كل الديانات، ومن حقه الاستشهاد بمن يشاء، لكنه فعل ذلك دون القول ان كلام الامبراطور خطأ، وهذا يبين قدراته المحدودة في علم الدين." ويرى القس جوزيف فيزيو من جامعة أفي ماريا في نابولي ان "بندكت السادس عشر يؤمن بأن الاسلام لا يقبل التغيير، وبالتالي، لا يتلاءم مع الديموقراطية."

"نيويورك تايمز" تدين تصريحات البابا حول الاسلام

وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر حول الاسلام بانها "مفجعة وخطيرة". وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها بانها "ليست المرة الاولى التي يزرع فيها البابا الشقاق بين المسيحيين والمسلمين". واضافت ان يوزف راتسينغر اعلن عندما كان على رأس علماء اللاهوت في الفاتيكان في 2004، معارضته انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لان "هذا البلد المسلم نقيض دائم لاوروبا"، مشددة ايضا على تشدده العقائدي.

واكدت الصحيفة ان "العالم يصغي دائما بانتباه الى كلمات كل بابا. وعندما يزرع احدهم الالم عمدا او بسبب الاهمال فان الامر يصبح مفجعا وخطيرا". ورأت انه على الحبر الاعظم "تقديم اعتذارات عميقة ومقنعة وان يبرهن على ان الكلمات يمكن ان تهدىء الاوضاع ايضا".

ردود فعل العالم الاسلامي

إيران

طلبت ايران من البابا بنديكتوس السادس عشر "تصحيح" تصريحاته المثيرة للجدل حول الاسلام معتبرة انها "خطأ جسيم". ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية اليوم السبت عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني قوله ان تصريحات البابا حول الاسلام والجهاد تشكل "تفسيرا سياسيا لديانة الهية ونحن ندينها".
واضاف المتحدث ان "تعليقاته تناقض موقفه كزعيم ديني لاحدى الديانات الالهية ونعتبر ان الامر يتعلق بخطأ جسيم"، داعيا البابا الى "اعادة النظر سريعا في تصريحاته وتصحيحها للتمكن من ترسيخ العلاقات بين الاديان".

وكانت تصريحات للبابا بنديكتوس السادس عشر حول الاسلام والجها ربطت ضمنا بين العنف والديانة الاسلامية مما اثار موجة استنكار وغضب شديدين في العالم الاسلامي. واعرب شيخ الازهر اعلى هيئة سنية في العالم، محمد سيد طنطاوي اليوم السبت عن "بالغ استيائه لما نسب لبابا الفاتيكان من اقوال أساءت للاسلام والرسول الكريم (...) واثارت مشاعر الغضب لدى اكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم حول العالم"، وقال انها "تنم عن جهل واضح بالاسلام".


مفتي عام السعودية

ندد مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ اليوم السبت بتصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر مؤكدا ان مثل هذه التصريحات "كذب" ويمكن ان تسمم العلاقة بين الديانتين. وقال في تصريحات لصحيفة "الرياض" السعودية اليوم تعليقا على تصريحات البابا بشأن علاقة الاسلام بالعنف "هذا كله كذب. فالاسلام بعيد عن الارهاب".
واضاف ان "ديننا الاسلامي دين سماحة لا يرضى العنف والارهاب (..) الاسلام بعيد عن الارهاب ولم ينتشر الا بقناعة من الشعوب الذين تبصروا ورأوا خير الاسلام وعدالته وحسن نظمه". وتابع "اذا كان اولئك يهاجمون الاسلام ويكذبونه ورسول الاسلام (..) فكيف يظنون ان هناك توافقا وتقاربا وهم على الباطل ومن سب واستهزأ بالدين الاسلامي ومحمد". وكان وزير الاوقاف الاسلامية السعودي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ طلب من البابا الاعتذار عن تصريحاته.

من جهة اخرى انتقدت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها اليوم بشدة تصريحات البابا التي اعتبرتها "مرفوضة شكلا وموضوعا". وتحت عنوان "البابا يشعلها حرب اديان" كتبت الصحيفة ان "بابا الفاتيكان اعتمد لغة الحرب الصليبية لانه لم يملك منطق الحكمة وتعايش الشعوب واحترام عقائدها وتقاليدها وادراك ان التقول على الدين الاسلامي من اعلى رتبة دينية مسيحية لا يعني فقط الوقوع بخطأ وانما افتعال حرب كبرى". واشارت الى امتزاج "روح النازية التي يمثلها البابا الجديد بمتعصبي الكنيسة الكاتوليكية" معتبرة ان "البابا اختلطت عليه المشاعر فهو حاول استجلاب حروب الماضي باطار سياسي تغلفه الكنيسة".

وقالت الصحيفة ان "البابا فتح المعارك وسواء اعتذر او كلف مرجعياته الاخرى بالاعتذار (..) فالعالم الاسلامي ووجه بموقف لا يقبل التحريف اذ ما قاله البابا مخطط له ومحسوب بردات فعله ومبيت الغاية والهدف". واضافت انه بذلك "يجازف بعلاقات لا ترسمها الحكومات او تحركها الدبلوماسيات انما تغذي عداءها مراجع دينية عليا تحسب عليها كل كلمة وسلوك". وختمت "الرياض" بتأكيدها انه "بغض النظر عن الاتجاه الذي يريده البابا، فقد وضع اقدامه على النار وقد يجر المسيحيين والمسلمين باتجاه لا توقفه النوايا الحسنة امام السيئات الكبرى التي جلبها رأس الكنيسة". واضافت "مع تأكيدنا على احترام الديانات التوحيدية فان زلات البابا غير مقبولة ومرفوضة شكلا وموضوعا".


حركة طالبان

طالبت حركة طالبان اليوم السبت البابا بنديكتوس السادس عشر باعتذارات عن تصريحاته حول الاسلام، معتبرة انها تندرج في اطار منطق "صليبي للغرب ضد الاسلام". وقال متحدث باسم الحركة محمد حنيف في تصريحات هاتفية لوكالة فرانس برس "ندين بشدة" التصريحات. واضاف "نريد ان يعتذر البابا ايضا من الامة الاسلامية".


حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية

ندد حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية بشدة بتصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر التي ربط فيها بين الاسلام والعنف ووصفها بانها "مؤسفة" مطالبا بالاعتذار عنها. وجاء في بيان للحزب نشر الجمعة في الجزائر ان هذه التصريحات "تنم عن جهل فاضح للاسلام وقيمه السامية ودوره الايجابي في بناء الحضارة الاسلامية".
واضاف الحزب الذي قاد الثورة الجزائرية ان تصريحات البابا تحتوي على "مغالطات وتحريف للتاريخ ولحقيقة رسالة الاسلام التي هي رسالة تسامح وخير وسلام".
وتابع ان تصريحات البابا "تكشف عن تعصب مقيت ضد المسلمين مما يثير الكراهية والبغضاء بين ابناء الديانات السماوية" ملاحظا انه "ما كان للبابا ان ينساق وراء التيارات والاراء المتطرفة التي تسعى لتأجيج الصراع بين الحضارات والديانات".

ودعا حزب جبهة التحرير العلماء المسلمين في مختلف ارجاء العالم الى "فضح مثل هذه الادعاءات الباطلة التي لا يروجها الا جاهل او حاقد".
كما طالب الفاتيكان بالاعتذار من المسلمين.

ماليزيا

طالب رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي البابا بنديكتوس السادس عشر تقديم اعتذارات بعد تصريحاته حول الاسلام التي اثارت استياء واسعا في العالم الاسلامي، حسبما ذكرت وكالة الانباء الماليزية برناما اليوم . وقال رئيس وزراء ماليزيا التي تتولى رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي انه "على البابا عدم الاستخفاف في الفضيحة التي اثارها". واضاف بدوي في تصريحات نقلتها الوكالة من كوبا حيث يشارك في قمة عدم الانحياز ان "الفاتيكان يجب ان يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه القضية ويتخذ الاجراءات اللازمة لتصحيح الخطأ". واكد رئيس الحكومة انه "من المؤسف الا تقوم شخصية مهمة مثل البابا برسم الطريق من اجل تشجيع علاقات جيدة بين الديانات"، معتبرا ان "تصريحاته لن تشجع الحوار بين الديانات".

لبنان

استدعى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة القائم بأعمال السفارة البابوية لاستيضاحه ما صدر عن البابا كما صدرت مواقف شاجبة من القيادات الروحية الإسلامية والهيئات المختلفة. وطُرحت هذه القضية خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية الليلة الماضية، وأوضح السنيورة للوزراء انه طلب إلى سفير لبنان في الفاتيكان مراجعة الكرسي الرسولي في هذا الموضوع.

وأوضح القائم بالأعمال البابوي في لبنان فيسفالداس كولبوكاس بعد زيارته السنيورة "أن البابا لم يكن يقصد أي عداء تجاه أي طرف أو جهة ولكنه تحدث عن الواقع المسيحي"، مشيرا إلى "أن النقاش مع الرئيس السنيورة سيتواصل بهدف توضيح وجهات النظر والعمل المشترك الذي يمكن أن يقوم بين المسلمين والمسيحيينgt;. وسلم كولبوكاس السنيورة نسخة عن التوضيح الصادر عن المسؤول الإعلامي في حاضرة الفاتيكان فيديريكو لومباردي حول موقف البابا. واصدر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بيانا قال فيه إن كلام البابا "صادر إما عن جهل وعدم معرفه، أو عن قصد في تشويه الإسلام لصرف الناس عن تعاليمه السامية لأن العقل هو جوهر الإسلام وتعاليمه في مصدريه الأساسيين وهما القرآن والسُّنّة".

وانتقد المرجع السيد محمد حسين فضل الله تصريحات البابا، وقال في خطبة الجمعة إن مثل هذه التصريحات تكشف أن البابا ليس على دراية علمية بالإسلام. ودعا البابا للاعتذار شخصيا عن قراءته الخاطئة للإسلام، معربا عن رفضه للعذر الذي أبداه الفاتيكان حول أن البابا لم يكن يقصد الإسلام والجهاد. إلا أن رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر أصدر بياناً ليل أمس جاء فيه "بعد التدقيق في النص الأصلي للمحاضرة التي ألقاها قداسة البابا، تبين أن تعليقات عدد من المعلقين حتى في الصحافة الغربية شوهت أقواله". وقال إن "قداسته وهو اللاهوتي المعروف والذي كان من أقرب معاوني البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، لا يمكن أن يصدر عنه ما يسيء إلى العقيدة الإسلامية السامية ولا إلى مشاعر الأخوة المسلمين، إلا أن بعض التفسيرات واقتطاع أجزاء من المحاضرة قد أساءا إلى النص الأصلي تماما".
وكان خطباء الجمعة نددوا بشدة بتصريحات البابا، في وقت اتخذت القوى الأمنية اللبنانية تدابير أمنية مشددة خشية خروج تظاهرات قد تؤدي إلى إخلال بالامن.

الازهر


صرح شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي اليوم السبت ان تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر حول الاسلام تنم عن "جهل واضح بالاسلام". وقال شيخ الازهر في تصريحات بثتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، ان "هذه التصريحات تنم عن جهل واضح بالاسلام". واضاف ان تصريحات الحبر الاعظم "تنسب الى الاسلام ما ليس فيه ولا تسهم على نحو بناء في تعزيز الحوار بين اديان العالم وحضاراته وثقافاته". وعبر شيخ الازهر عن "بالغ استيائه لما نسب لبابا الفاتيكان من اقوال أساءت للاسلام والرسول الكريم (...) واثارت مشاعر الغضب لدى اكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم حول العالم".

من جهة اخرى، وفي تصريحات نشرتها صحيفة "الاهرام" المصرية اليوم السبت، قال الشيخ طنطاوي انه دعا "اعضاء مجمع البحوث الاسلامية الى عقد جلسة طارئة في مشيخة الازهر لبحث هذه الاكاذيب". من جانبه، اكد مجلس الشعب المصري "ضرورة مسارعة البابا الى الاعتذار عن هذه التصريحات التي تعد حلقة من حلقات معاداة الاسلام"ونقلت "الاهرام" عن فتحي سرور رئيس المجلس ان "اللغة التي استخدمها البابا لغة عدائية قديمة مرفوضة تعيد إلي الذاكرة معاداة الكنيسة الكاثوليكية للدين الاسلامي ومن شأنها أن تنسف الجهود المبذولة للتقارب والحوار بين الحضارات".

على صعيد متصل تظاهر آلاف الاشخاص اليوم عقب صلاة الجمعة في جامع الأزهر احتجاجا على تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر التي تضمنت هجوما على الاسلام. وندد المتظاهرون بتصريحات البابا باعتبارها تكرس التعصب الديني والكراهية ضد الأديان الأخرى ولا تساعد على جو التسامح الديني. كما طالب المتظاهرون المؤسسات الدينية في الدول الاسلامية باتخاذ موقف حاسم وسريع ازاء تصريحات البابا بما يدعم موقف الاسلام ويشجع على عودة التسامح بين المسلمين وأتباع كافة الديانات الأخرى.

دول الخليج العربية تطالب البابا بالاعتذار

بدورها، طالبت دول الخليج العربية باعتذارات شخصية من البابا بنديكتوس السادس عشر بشأن تصريحاته "التي اساءت للاسلام والرسول الكريم محمد".

وجاء في بيان صدر عن الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلا من السعودية والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر، ان "عملية الاقتباس الانتقائي الاحادي الجانب التي وردت في حديث بابا الفاتيكان تعبر عن عدم وعي واقتناع ولذا فإن مجرد التوضيح الصادر عن الفاتيكان لا يكفي وانها تدعو الى صدور اعتذار واضح وصريح من قداسته مباشرة على ما صدر منه في محاضرته من مغالطات مسيئة وتطاول على الاسلام والنبي الكريم محمد".

وقال بيان مجلس التعاون "اعربت الامانة العامة للمجلس عن اسفها الشديد لما ورد على لسان بابا الفاتيكان الذي تجاهل وبشكل متعمد مبادئ الاسلام السمحة وتعاليمه الانسانية التي تحث على المحبة والسلام لا العنف والبغضاء". واضاف البيان "ان خطورة مثل هذه الاقاويل انها تأتي من شخص في مكانة بابا الفاتيكان وفي وقت كثرت فيه الحملات التي تمس مشاعر المسلمين والتي لا تثير الا نعرات التطرف الديني والتنافر بين الاديان وذلك في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى الحوار والتعايش والسلام". وقال ايضا "من الاجدر بقداسة البابا بحكم مكانته الدينية الرفيعة ان ينأى بنفسه عن مثل هذا الجدل العقيم والمغلوط فهو المطالب اكثر من غيره بالبحث والتشجيع على ما يدعو الى التآلف بين البشر والاديان".

من جهة اخرى، دعا الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الاسلام اليوم" التي تضم اصواتا اسلامية معتدلة، الى "غضبة اسلامية قوية ضد بابا الفاتيكان". وقال في بيان ان البابا بنديكتوس السادس عشر "اساء الى الاسلام في محاضرته" التي القاها في المانيا. وقال البيان "ان ما قاله البابا كان مرتبا ومدروسا ومخططا له ولم يكن زلة لسان ابدا، فهو يلقي خطابه في جامعة اكاديمية حول العقل والمنطق وكأنه لم يجد الجرأة في مهاجمة الاسلام ونبيه بشكل مباشر فاستعار هجوما لامبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر في حوار مع احد المثقفين الفارسيين...".واضاف ان تصريحات البابا "محاولة لوضع غطاء ديني للبغي والعدوان السياسي الذي تمارسه الادارة الاميركية على المسلمين"، مؤكدا ان هذه التصريحات "لا يمكن ان تمر مرور الكرام".ومن جهته، أدان وزير العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية الكويتي عبد الله المعتوق اليوم تصريحات البابا "المسيئة للاسلام والمسلمين". وقال المعتوق "ان الاساءة للرسول الكريم محمد تعتبر اساءة لجميع الانبياء والرسل الذين ارسلهم الله تعالى رحمة للعالمين". وحذر الوزير الكويتي "من مغبة اشعال فتيل الفتن بين الامم والاديان".

هنية يدين تصريحات البابا

و في غزة أدان اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني بعد ظهر اليوم تصريحات البابا. كما تجمع حوالى الفي شخص امام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) في غزة ورفعوا اعلام حركة حماس الخضراء، ورددوا اناشيد تمجد "الله ونبيه".وكان هنية اعلن بعد مشاركته في صلاة الجمعة في مسجد في غزة "باسم الشعب الفلسطيني اعبر عن تنديدنا واستنكارنا التصريحات التي صدرت عن سيادة البابا حول الاسلام كعقيدة وشريعة". وطالب هنية البابا بان "يعيد النظر في هذه التصريحات ويتوقف عن المس بالديانة الاسلامية التي يعتنقها مليار ونصف المليار مسلم في العالم"، معتبرا ان تصريحات الحبر الاعظم "جافت الحقيقة ومست جوهر العقيدة واساءت الى التاريخ الاسلامي".من جهته، اكد اسماعيل رضوان المسؤول في حماس والاستاذ في الجامعة الاسلامية في غزة الذي كان يشارك في التظاهرة التي نظمت في هذه المدينة ان "تصريحات البابا تسيء الى الاسلام ونبيه ولا تشجع الحوار بين الاديان". وقال "ان تصريحات البابا طاولت كل المسلمين. اننا نبدي استغرابنا لتناوله مثل هذه المسائل ونتساءل ما اذا كانت هذه التصريحات تشكل دعما لاسرائيل".

"الايسيسكو" تطلب من البابا الاعتذار للمسلمين

من جانبها، طلبت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) من البابا بنديكتوس السادس عشر تقديم اعتذاره على "ما جاء على لسانه من اقوال تسيء الى رسول الله محمد". وفي بيان اصدرته "استنكرت المنظمة ما جاء على لسان بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر من أقوال تسيء إلى رسول الله محمد (...) وتغالط حقائق التاريخ الذي يشهد بما كان للدعوة الاسلامية منذ انبثاقها من اثر عميق في تغيير مجرى الحضارة الانسانية واغنائها بالمنهج العلمي الذي كان اساسا للنهضة الاوروبية". وأعربت الايسيسكو في البيان "عن استغرابها من أن يصدر عن رئيس الكنيسة الكاثوليكية ما يزيد في تعميق الفجوة بين العالم الإسلامي والغرب ويفسد العمل الذي تقوم به أطراف دولية تساهم فيها أطراف إسلامية عديدة من أجل رأب الصدع في العلاقات بين الغرب والشرق، في إطار تعزيز حوار الثقافات وبلورة التحالف بين الحضارات".

وطالبت الايسيسكو بابا الفاتيكان "أن يبادر إلى تصحيح ما صدر عنه من كلام مستفز لمليار وثلث المليار من المسلمين في العالم، والاعتذار صراحة عما بدر منه في حق رسول اللهَّ".

باكستان تستدعي السفير البابوي

من جانبها، استدعت وزارة الخارجية الباكستانية اليوم سفير الفاتيكان لدى باكستان. وقالت الخارجية في بيان ان كلام البابا يسبب الالم والازعاج للمسلمين في مختلف انحاء العالم وذلك في وقت تبرز الحاجة لتحقيق انسجام بين اصحاب مختلف الديانات. من ناحيته عبر السفير البابوي عن اسفه للالم الذي شعر به المسلمون وقال ان "وسائل الاعلام اخطأت في صياغة الكلام الذي استقاه البابا من بعض الكتابات خلال المحاضرة التي القاها في المانيا". واضاف ان "البابا يكن جليل الاحترام للدين الاسلامي" مشيرا الى انه سينقل مشاعر حكومة باكستان.

مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية يدعو الى الحوار

و قد دعا مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية في بيان الى الحوار بين الكاثوليك والمسلمين بعد التصريح المثير للجدل الذي ادلى به البابا بنديكتوس السادس عشر. وقال المجلس الذي يعنى بالدفاع عن حقوق المسلمين ان "الرد المناسب على الاقوال غير الدقيقة والمثيرة للجدل للبابا هو بالنسبة للمسلمين والكاثوليك، توثيق حوار اكبر من اجل بناء افضل للعلاقات بين المسيحية والاسلام" وذلك بعد كلام البابا.

واعتبر المجلس ان "هذا الحادث المؤسف يقدم للمسيحيين المناسبة كي يعرفوا اكثر عن الاسلام والنبي محمد ومفهوم الجهاد" مستشهدا بالقرآن للتصدي لاقوال البابا التي اثارت موجة من الغضب في العالم الاسلامي. وطلب مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية مقابلة ممثل الفاتيكان في واشنطن لبحث هذه المسألة معه. وختم البيان بالقول "فلنواصل بذل الجهود بين الطوائف والتي عمل من اجلها البابا يوحنا بولس الثاني الذي قام بخطوات كبرى من اجل التقريب بين المسلمين والكاثوليك".

ليبيا: تصريحات البابا تعرض السلام العالمي للخطر

وادانت الهيئة العامة للاوقاف فى ليبيا تصريحات البابا معتبرة ان التوجة الجديد للفاتيكان "يفتح افاق العداوة ويعرض السلام العالمي للخطر". وجاء في بيان للهيئة ان "هذه الاساءة التى صدرت عن البابا هى المفاجأة غير المتوقعة من قمة الهرم الديني فى العالم المسيحي مما يعني ان الحرب انتقلت ضد الاسلام من السياسين والاقتصاديين الى رجال الدين".واضاف البيان ان "ما جاء فى محاضرة البابا لن يؤثر فى علاقة المسلمين بالمسيحيين التى نلتزم فيها نحن المسلمين بتعاليم القران الكريم".

وشددت الهيئة العامة للاوقاف في بيانها على ان "اعتذار البابا عن هذه الاساءة غير كاف فى نظرنا وانما يجب معالجة التوجهات العدائية ضد الاسلام من جذورها ان اراد الجميع اقامة عالم السلام والمحبة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف