رجال دين ومفكرون يتحدثون لـإيلاف عن محاضرة البابا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رجال دين ومفكرون يتحدثون لـ"إيلاف" عن محاضرة البابا :
دعوات لاستقالته ومطالبات بالاعتذار وضبط الشارع الاسلامي
إقرأ أيضا
الدايلي تلغراف : النبي كان جنرالا قطع رؤوس مئات الاسرى
تصريحات بنديكت السادس عشر: أول معركة يخوضهانائب البابا
الفاتيكان لم يفلح في تهدئة خواطر المسلمين
مسيحيو العراق يدعون لضبط النفس ومسلموه لطرد سفراء البابا
تصريحات البابا تثير الغضب في العالم الإسلامي
ريما زهار من بيروت: لا يزال كلام بابا روما بنديكتوس السادس عشر يتفاعل عالميًا وعربيًا ، هذا الكلام الذي ادان "الجهاد" و"اعتناق الدين مرورا بالعنف خلال حديثه الى اساتذة جامعيين وطلاب في راتيسبون جنوب المانيا.وذكر مقطعا من حوار دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"فارسي مثقف"، ويقول الامبراطور للمثقف "ارني ما الجديد الذي جاء به محمد لن تجد الا اشياء شريرة وغير انسانية مثل امره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف".
والسؤال الذي يطرح كيف ستؤثر محاضرة البابا على العالم الاسلامي، وهل سنشاهد ردات فعل على غرار ما حدث بالنسبة للكاريكاتور الدانماركي؟
ايلاف سألت عددًا من المشايخ والمفكرين المسلمين وعادت بالآتي.
يقول الشيخ ماهر حمود (امام مجلس الخضر وداعية اسلامي) لـ"إيلاف" ان تأثير خطاب بابا روما كبير جدًا لانه يصدر عن اعلى مرجع في النصرانية في العالم، فهذا امر خطير لانه يفترض انه كان مسؤولًا عن العقيدة النصرانية في الفاتيكان ومن المفترض ان يكون مطلعًا، واذا ما تمت المقارنة مع رسوم النبي محمد (صلعم) فتصريحات البابا اخطر منها بعشرات الاضعاف " .واضاف الشيخ حمود "التوضيح الذي صدر عن الفاتيكان لا يكفي، برأيي ان عقلاء المسيحيين في العالم كثر ويتمنون في انفسهم ان يستقيل بابا روما، وخطأ بهذا الحجم لا يمكن ان يمر مرور الكرام، فحتى مجرد الاعتذار والتراجع لا يكفي، اما اذا استقال وترك المكان لشخصية متل يوحنا بولس الثاني (البابا السابق) الذي توفي مؤخرًا سيكون الوضع افضل لأننا رأينا فيه الكثير من الانفتاح وكان موقفه معتدلًا الى حد كبير".
وعن الخطوات المتوقعة قال "يجب ان تتخذ خطوة بحجم هذا الخطأ ولا يجوز ان يمر هكذا ، واذا ما تم اصلاح من هذا النوع ستتم حروبًا عالمية، ولكنني اعتقد ان العقلاء كثر في العالم المسيحي والاسلامي سيعملون على اطفاء هذه النار".
وتابع "كلام البابا لا يستند الى وقائع فهو نقل كلامًا عن قيصر روماني كان لاجئًا عند الاتراك في القرن الرابع عشر خوفًا من حرب بين ابيه واخيه، وكان يحتمي عند المسلمين.وقال البابا ان الاسلام يرتبط بالعنف وهذا غير صحيح."ولدى سؤاله هل سنشاهد ردات فعل على غرار ما حصل للكاريكاتور السابق قال"المفروض اضعاف ما حصل الا اذا تم تدارك الامر بين المعنيين وهم يسعون الى ذلك من خلال ذكر بعض الكهنة المسيحيين الفاضلين ومنهم مثلًا يوحنا بولس الثاني والمطران جورج خضر وسليم غزال، وابراز مواقف مسيحية معتدلة في صلب الرد على الموقف البابوي غير المتوقع.ولبنان بالتحديد بهذا الموضوع لن يتأثر لاننا خرجنا من حرب ولا اتصور ان اللبنانيين سيتجاوبون مع هكذا دعوة الا اذا تم الاصراره عليها ".
الشيخ عسيران
الشيخ محمد عسيران (مفتي صيدا والزهراني الجعفري) تحدث بدوره الى "ايلاف" واعتبر ان على رأس الكنيسة الكاثوليكية ان يكون عالمًا متثبتًا من الكلام الذي يلقيه لان المعلومة التي القاها غير صحيحة. واضاف "الاسلام ليس دينًا بعث بالسيف فهو دين الكلمة الطيبة ويدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فعليه اولًا ان يصحح معلوماته وان يقرأ الآخرين قبل ان يتهجم عليهم وهذا الكلام الذي القاه رأس الكنيسة الكاثوليكية قد يحدث فتنة كبيرة بين المسلمين والمسيحيين، وندعو لتعايش الامم والشعوب والاديان بينها بالانسانية التي تجمعها فلذلك عليه ان يغيّر هذا الخطاب ويعتذر عن هذا الكلام".
ويضيف :"على الفاتيكان ان يتلافى هذا الموضوع وليس المشايخ المسلمين في المناطق وعليه ان يقدم اعتذار عن جهل رأس الكنيسة، وبالطبع سيكون هناك ردات فعل لان الاسلام هو دين الله وننتمي اليه وندافع عنه".
مفكرون
المفكر اللبناني رضوان السيد تحدث بدوره لـ"إيلاف" فأكد ان محاضرة البابا في جامعة بون وموضوعه العقل والايمان وكله عن النقاش الداخلي بين تيارين داخل المسيحية الكاثوليك والبروتيستانت.واضاف " انما في بداية المحاضرة، اراد، ولا اعرف لماذا، ان يفتتحها بحديث عن العقل والإيمان فذكره محاورة بين امبراطور بيزنطي بليولوغوس وشيخ مسلم اسماه الفارسي، تقول هذه المحاورة كيف يمكن فرض الايمان بالسيف كما يفعل محمد(صلعم) الذي لم يأت بخير في حياته، ثم يتابع الامبراطور وينتهي الحديث عند هذا الحد عن الاسلام وعن فكرة الجهاد بانها دعوة لاعتناق الدين الاسلامي بالعنف، فينصرف الى القول بان العنف مخالف لطبيعة الله عز وجل، ويأخذ البابا هذا المقطع بكامله ثم يبدأ بمسألة علاقة العقل بالايمان والطبيعة الانسانية وتدور المحاورة كلها حول هذا الموضوع، وينتهي بالدعوة الى الحوار بين اهل الاديان والمذاهب، وفي ما عدا ذلك كل المحاورة عن مجرى النقاش حول علاقة العقل بالدين ضمن الديانة المسيحية في اوروبا، موضوع المحاضرة نفسه ليس مهمًا او جديدًا".
وتابع السيد "ما قاله البابا اكثر مؤرخي المسيحية لا يوافقون عليه، والموضوع الذي اثار المسلمين كالعادة هو هذه الاسطر التي وردت في الفقرة الثانية من المحاضرة والتي تتضمن ردود الامبراطور على مسلم مفترض".
ويضيف"ارجو الا نشاهد افعالًا كما جرى في الكاريكاتور لان المسألة هي اساءة تعبير وما كان البابا يحتاج الى هذا الشاهد لافتتاح محاضرته ولكن يبدو انه رجل محافظ وانه وجد الامر مناسبًا ان يبدأ بهذه الطريقة علمًا ان الاسلام غير مقصود اساسًا وربما استسهل الامر رغم مسؤولياته الكبرى باعتباره اهم شخصية دينية في العالم وكان يجب ان يكون شديد الحذر".
وعن موقف الفاتيكان اللاحق يقول "وعلى كل لقد اعتذر الفاتيكان عن الامر فارجو ان يقف الامر عند حدود الاحتجاجات الشفوية لاننا لا نحتاج الى مسألة مثل الرسوم الكاريكاتورية لتسوء علاقاتنا مع العالم من جهة ونخرب في ديارنا من جهة اخرى كتخريب ممثليات الفاتيكان كما خربنا ممثليات الدانمارك وكتبت مئات الصفحات بطريقة سخيفة ومشينة ولا تخدم الاسلام بشيء".
المولى
المفكر اللبناني سعود المولى اكد لـ إيلاف ان محاضرة البابا كان لها منذ اللحظة الاولى نتائج سلبية جدًا، واهاجت كل القصص القديمة من حملات صليبية والموقف السلبي من الاسلام وممكن ان تستخدم من قوى اسلامية متشددة سلبيًا.
ويتابع:"اتمنى الا نشاهد ردات فعل سلبية على غرار الكاريكاتور لان هذا البابا تميز بالاخطاء منذ لحظة وصوله اولًا الغى المجلس البابوي للتخاطب مع الاديان ولديه اناس حوله لا يظنون الا ان الدين الوحيد هو المسيحية اما سائر الاديان فهي ثقافات محلية بما فيها الاسلام، وهو لاهوتي متشدد وبالمناسبة اقام المحاضرة في الجامعة التي يعلم فيها، وافهم ان يكون نقاشًا لاهوتيًا ولكن تعميمه بالاعلام اساء اليه، وربما المسلمون يقولون الشيء ذاته في حلقاتهم الدينية عن المسيحيين".
وعن ردود الفعل اللبنانية يقول المولى "البنانيون واعون وخصوصًا الكنيسة اللبنانية ميزت نفسها عن هذا الكلام وساقوم باتصالات كي نحصل على مواقف كنسية مسيحية تميز نفسها عن هذا الكلام".