طالباني: الارهاب قل في أميركا وزاد في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طالبانيلا يتفقمعتقرير واشنطن الاستخباري
الارهاب قل في أميركا وزاد في العراق
العفو الدولية: سجناء في غوانتانامو بيعوا لأميركا
سترو: الوضع في العراق ينذر بكارثة
أميركا لم تحقق أهدافها في مجال إعادة الإعمار في العراق
محامو صدام: المحكمة انتقام سياسي وليست جنائية
اغتيال شقيقة قاضي محكمة صدام وزوجها وطفلهما
أسامة مهدي من لندن: اكد الرئيس العراقي جلال طالباني انه لايتفق مع التقرير الاستخباري الاميركي الذي تسرب الى الاعلام الثلاثاء الماضي واعتبر ان الحرب في العراق زادت من خطر الارهاب في الولايات المتحدة وقال طالباني ان هذا الخطر قل عنها لكنه زاد في العراق لان الجماعات الارهابية منشغلة به وترسل مقاتليها اليه وحذر من ان رحيل قوات التحالف عن العراق بدون تحقيق النجاح الكامل سيؤدي الى استفحال الإرهاب في المنطقة.
واضاف طالباني في مقابلة مع محطة PBS الفضائية الأميركية ري سواريز الليلة الماضية قبيل عودته الى بغداد التي وصلها اليوم مختتما زيارة للولايات المتحدة استغرقت عشرة ايام وبعث بنصها مكتبه الاعلامي الى "ايلاف" اليوم ان عملية تحرير العراق جعلت أميركا أكثر أمنا والعراق بلدا مكافحا من اجل السلام و الديمقراطية في الشرق الأوسط وسط تهديد الإرهاب واشار الى انه لذلك جاء الإرهابيون الى العراق وتمركزوا فيه للانتقام وإعاقة تقدم العراق الديمقراطي والعملية الديمقراطية للشعب العراقي والتي ستشكل خطرا كبيرا على الإرهاب في أرجاء المنطقة كافة. واشار الى ان العراقيين يعانون حاليا هو السيارات المفخخة وعمليات الاغتيال والتفجيرات الانتحارية ومن ثم يأتي المتشددون من السنة والشيعة الذين يقتلون بعضهم البعض منذ الشهور الماضية.
وحول مشروع الاقاليم الذي يناقشه مجلس النواب العراقي حاليا اوضح الرئيس العراقي ان الدستور الجديد ينص على أن العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ديمقراطية وهذا يعني ان الفيدرالية مقرّة في الدستور. وقال ان تطبيق ذلك متروك لرغبة الشعب في تلك المناطق والناس احرار في اختيار الكيفية التي ستدار بها مناطقهم.
وفيما يلينص المقابلة:
ري سواريز: السيد الرئيس، نرحب بكم مرة أخرى في هذا البرنامج.
شكراً.
هل سمعتم عن ذلك التقرير الاستخباراتي الاميركي الذي اعتبر ان الحرب على العراق ادت الى زيادة الارهاب؟ و ما هو رأيكم في النتائج التي خلص اليها.
انا لا اتفق مع ما جاء فيه، لا اتفق على الإطلاق. اعتقد أن عملية تحرير العراق قللت من خطر الارهاب على الولايات المتحدة الامdركية، لأن معظم المجموعات الإرهابية تركز الآن على العراق، ترسل قواتها اليه، و منشغلة به، و خلافا لذلك فإنها ستركز جهودها ضد الولايات المتحدة الأميركية.
إذن فان عملية التحرير جعلت أميركا أكثر أمنا، و العراق أكثر خطرا؟
حسنا، لقد جعلت أميركا أكثر أمنا، و جعلت العراق بلدا مكافحا من اجل السلام و الديمقراطية في الشرق الأوسط، وسط تهديد الإرهاب. و كان هذا شيئا طبيعيا. فبعد انهيار الدكتاتورية، و التي كانت ترتبط بعلاقة جيدة مع الإرهاب، فقد الإرهاب الدولي حليفا كبيرا في العراق، ألا وهو الدكتاتورية. وهكذا جاء الإرهابيون الى العراق و تمركزوا فيه للانتقام و إعاقة تقدم العراق الديمقراطي، و العملية الديمقراطية للشعب العراقي والتي ستشكل خطرا كبيرا على الإرهاب في أرجاء المنطقة كافة.
و لكن لو كنت مواطنا عراقيا عاديا، صاحب محل، أو ربة بيت، أو سائق سيارة أجرة، فهل يشكل العراق الآن مكانا خطيرا للعيش، مقارنة بما كان عليه في العام 2002؟
أي عراق؟ لو نظرت الى العراق، سترى ان الكثير من المحافظات فيه، هادئة، و آمنة. لدينا مشاكل في ثلاث محافظات في العراق.
وإذا نظرت إلى ذلك العراق، فانه كان يعيش تحت تهديد الدكتاتورية، التي كانت تشن حرب إبادة ضد الشعب. و لقد خلفت هذه الدكتاتورية مقابر جماعية، تضم رفات مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء، الذين دفنوا في صحراء العراق، دون أن يمثلوا أمام أي نوع من المحاكمات.
هذه الدكتاتورية كانت تشكل خطرا حقيقيا على الشعب العراقي بجميع فئاته، لاسيما في الشمال، ضد الشعب الكردي في كردستان، و في الجنوب ضد الشيعة. و حتى انها قتلت المئات من العرب السنة في العراق.
وفي نفس الوقت، كانت هذه الدكتاتورية تشكل تهديدا كبيرا للسلام و الاستقرار في الشرق الأوسط. فقد قامت بالاعتداء على إيران، و غزو الكويت، و كانت مستعدة لارتكاب هذه الجرائم مرة أخرى. لهذا أنا أرى أن تحرير العراق، هو انـجاز عظيم و مهم و تاريخي للشعب العراقي، و الشرق الأوسط، و للأمن و الاستقرار في المنطقة.
ري سواريز: لقد قلتم ان العنف ينحصر بشكل أساسي في ثلاث محافظات والعاصمة العراقية من ضمنها.
نعم
خلال سنة، منذ ان تحدثنا آخر مرة، عاش المدنيون في العراق، أخطر شهرين - تموز و آب-- حيث قتل ما يقارب الـ (7000) شخص.
نعم، انا اعرف ذلك. ما زال هناك خطر الإرهاب، و لكن اذا ما تمت مقارنته بالعام الماضي فانه قد انخفض. الكثير من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة الإرهابيين تم تحريرها، و هي الآن تحت سيطرة الحكومة العراقية. و حتى في بغداد، قبل خمسة أشهر، كان هناك ما معدله 10-12 هجوم بالسيارات المفخخة يوميا، أما الآن فان عدد الإنفجارات قد انخفض الى اثنين او ثلاثة في اليوم الواحد.
ان ما نعاني منه هو السيارات المفخخة و عمليات الاغتيال و التفجيرات الانتحارية، و من ثم يأتي المتشددون من السنة و الشيعة، الذي قاموا بقتل بعضهم البعض في الشهور الماضية. و لكن جميع هذه الجرائم قد قلت هذه الأيام و نأمل ان تنتهي مع تقدم عملية المصالحة الوطنية.
حسنا، لقد نشرت أميركا قوات إضافية في بغداد، لكن بعض المعارك التي تجري في العاصمة هي بين الجيش الوطني العراقي والميليشيات المرتبطة بأعضاء في حكومتكم. انه موقف غريب.
لقد قررنا، أن لا يكون هناك مكان للميليشيات في العراق الجديد، بل سيوجد جيش نظامي واحد فقط، يدين بالولاء للدولة. بعض الميليشيات تخرق، أحيانا القانون، و عند ذاك يتوجب على الحرس الوطني العراقي التدخل، للقيام باعتقالهم أو معاقبتهم. و لكن بشكل عام الميليشيات الرئيسية، هادئة، و لا تقوم بأي أعمال مناوئة للنظام، كما يفعل الإرهابيون.
كرئيس للجمهورية، هل كنتم قادرين على حث رئيس الوزراء، كي يكون أكثر فاعلية في محاولة نزع سلاح الميليشيات؟
حسنا، لدي اتفاق كامل مع رئيس الوزراء في هذا الشأن ولا اعتقد، انه بحاجة الى المزيد من الحث، فهو مقتنع بضرورة وضع حد لانتهاك القانون من قبل أي شخص، و أن عليه إيقاف نشاط الميليشيات، و إرغامها على الالتزام بالقانون. وهكذا فان رئيس الوزراء لا يحتاج الى الحث وأنا أثق به بشكل كامل وأعتقد أنه يقوم بواجبه على أحسن وجه.
ولكن وعلى سبيل المثال، فان الجهة المرتبطة بجيش المهدي، لديها أيضا ستة أعضاء في الحكومة.
ثلاثة.
حسنا ثلاثة.
نعم ثلاثة، لديهم ثلاثة أعضاء في الحكومة، و وعدوا أنهم سيلتزمون بالقانون، و أن السيد مقتدى الصدر، قائد جيش المهدي، وعد أيضا بأنه سيتجنب أي نوع من المواجهات مع القوات الأميركية و العراقية، و أمر أنصاره بالامتثال للقانون، لكن بعض الأشخاص الفوضويين يقومون أحيانا بانتهاك القانون، و بشكل عام، فإن لدينا اتفاقية مع قيادة جيش المهدي، تقضي بعدم السماح لأي نوع من التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
القادة الكبار في الجيش الامريكي في العراق، أعربوا مؤخرا، عن عدم اعتقادهم بمغادرة عدد كبير من القوات الأميركية العراق قبل الربيع المقبل. هل تعتقدون ان استمرار وجود هذه القوات، يجعل من تهدئة الأوضاع في البلاد عملية أكثر صعوبة؟ هذا الرأي يشغل الآن حيزا من الجدل الدائر في بلدنا.
لا، لا اعتقد.. أرى أن ما قاله جنرالاتكم صحيح، ربما في الربيع المقبل، يمكن لقوات التحالف ان تبدأ بالرحيل بصورة تدريجية، لأننا سنكون حتى الربيع المقبل قادرين على تأهيل جيشنا و تهيئته ليحل محل قوات التحالف. وبدأنا الآن بتحمل مسؤولية الأمن في محافظة واحدة، كل شهر. فالجيش العراقي يحل محل قوات التحالف في عدة مناطق في العراق ونأمل أن تكون غالبية المحافظات تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية نهاية العام الحالي.
لأن لدينا الآن انتخابات في الولايات المتحدة، و هناك جدل مثار بين مرشحين مختلفين، بشأن ما سيحدث في العراق، إذا ما غادرته قواتنا بصورة سريعة. بعض المرشحين يقول "دعونا نضع خطة و نرحل لأن هذا سيجبر العراقيين على الاهتمام بوطنهم". بينما يقول البعض الآخر "إذا رحلنا بصورة سريعة، سوف نترك وراءنا عراقا خطرا للغاية". بنظركم، ما الذي سيحدث اذا ما رحلت الولايات المتحدة بصورة سريعة؟
شخصيا، أنا لا أريد ان أتدخل في الجدل الدائر بين الأميركيين ولا أريد أن أتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة الاميركية.
و لكني اعتقد أن الرحيل عن العراق بدون تحقيق النجاح الكامل، سيكون كارثة تؤثر على هيبة الولايات المتحدة، و تؤثر على الوضع في الشرق الأوسط، وعلى الشعب العراقي، و على الديمقراطية و السلام في الشرق الأوسط، وسيؤدي الى استفحال الإرهاب و سيطرته على بعض الأماكن في المنطقة.
أنت الآن رئيس لبلد موحد، و لكنك أيضا قضيت الكثير من حياتك تناضل من اجل حقوق الكرد في العيش بسلام، و أن لا يكونوا مستهدفين من قبل حكومتهم. في غضون ذلك، أصبح الناس في بلادكم، أكثر، لـنـسمِّـه، تمسكا برغبتهم في العيش كما يشاؤون، بدون انتظار الأوامر و التعليمات من بغداد، فهل أصبحتم عرضة للتجاذب بين الاتجاهين؟
اعتقد إننا قد حققنا أهدافنا، فالشعب الكردي يعيش الآن بسلام و استقرار و ازدهار في المنطقة. و لدى الكرد الحق في وطن فيدرالي موحد وهم يشاركون الآن بفاعلية في مركز السلطة، و يتمتعون بجميع الحقوق الديمقراطية.
ولأن المنطقة الكردية، تنعم بالهدوء الآن، فأن هناك ازدهارا، و هناك إعادة للإعمار. هناك تطور في مجال الزراعة و الاقتصاد و الثقافة و في كل شئ وأن الكرد سعداء في إطار العراق الديمقراطي الموحد وقد صوتوا لصالح الدستور.
أعتقد ان العراق يقدم الآن مثالا جيدا للآخرين، في ان البلد المتعدد القوميات يمكن ان يعيش بسلام و استقرار، إذا ما كانت هناك ديمقراطية، و حقوق إنسان، و فيدرالية للجميع.
الآن يناقش البرلمان العراقي، خطة لإعطاء نسبة كبيرة من الحكم الذاتي للأقاليم المختلفة، مقسما بذلك البلاد الى مقاطعات إدارية، و شعبكم يدعم هذه الخطة، فهل تعيقون ذلك؟
انت تعلم، ان المادة الأولى من الدستور العراقي، الذي صادق عليه الشعب، عبر استفتاء صوّت فيه أكثر من 10 ملايين و نصف المليون مواطن بـ "نعم" لصالح الدستور، تنص على أن العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ديمقراطية، و هذا يعني ان الفيدرالية مقرّة في الدستور.
ولكن كيف ستطبق، و كيف ستعطي الصلاحيات لمناطق مختلفة من العراق بتشكيل حكومة اقليمية؟ هذه الأمور متروكة لرغبة الشعب في تلك المناطق. و نحن الآن في البرلمان العراقي نناقش قانونا يتعلق بهذه المادة من الدستور، كي نعطي للناس الحق، اذا ما رغبوا، باختيار الكيفية التي ستدار بها مناطقهم.
فخامة الرئيس، شكرا لتحدثكم الينا اليوم.
شكرا".
وعاد طالباني الى بغداد اثر زيارة للولايات المتحدة قالت مصادرعراقية رسمية انها كانت ناجحة للغاية ترأس خلالها وفد العراق الى الدورة 61 لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة حيث القى كلمة العراق امام الجمعية العمومية كما ترأس الوفد العراقي في اجتماع العهد الدولي لدعم العراق في نيويورك والقى كلمة دعا فيها المجتمع الدولي الى دعم العراق مؤكدا ان العراق سيفي بجميع التزاماته بهذا الخصوص.
كما التقى الرئيس مام جلال على هامش اجتماعات الجمعية العمومية مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي جدد دعم بلاده للعملية السياسية في العراق وحكومة الوحدة الوطنية فيه كما التقى عددا من الرؤساء والمسؤولين الكبار للدول العربية والاجنبية منهم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ورئيس بولندا ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي ووزير الخارجية السوري ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس.
ثم توجه طالباني الى واشنطن حيث التقى هناك نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي والرئيس الاميركي السابق بيل كلنتون ووفدين من مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الاميركي.
وخلال جميع هذه الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات قدم طالباني شرحا لتطورات العملية السياسية والوضع في العراق على جميع الصعد والخطط المستقبلية لاعادة اعمار العراق الجديد واستتباب الامن فيه ومشروع المصالحة الوطنية.