أخبار

الصحافة البريطانية: ردود الفعل حول زيارة الملك عبد الله وإعلان الطوارئ في باكستان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

زيباري يتعهد بمكافحة حزب العمال الكردستاني

قلق دولي من فرض حال الطوارىء في باكستان

ربيع الغرب يهب على السعودية المحاصرة بتاريخها ومقدساتها

لندن: يطالعنا في صحيفة الصنداي تايمز تقرير طويل لمراسليها في واشنطن نيك فيلدين وسارة باكستر بعنوان " السعودية مرتع للإرهاب العالمي". يقول الصحفيان إن الملك عبد الله فوجئ خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى المملكة المتحدة في الأسبوع الماضي والتي استمرت يومين بسيل الانتقادات التي وُجهت إلى السعودية. ويضيفان نقلا عن مسؤول بريطاني أن المسؤولين السعوديين أصيبوا "بصدمة كبيرة".

وتقول الصحيفة إن الملك عبد الله يُنظر إليه داخل السعودية على أنه شخصية إصلاحية تعاملت بحزم مع الجماعات الإرهابية السعودية وأنه خفف من القيود الصارمة المفروضة على الحريات الشخصية للسعوديين.

وبفضل ارتفاع أسعار النفط، تنعم السعودية برخاء اقتصادي وتتبنى بعض أنماط العيش الحديثة. ورغم أن الأناجيل والصلبان لا تزال محظورة في السعودية، فإن رقعة انتشار خدمات الإنترنت تزداد اتساعا، وهناك خطط لبناء أكبر ناطحة سحاب في العالم في مدينة جدة وسيطلق عليها اسم " برج الميل".

ويمضي التقرير قائلا إن علماء الدين المتشددين يجندون الشباب المستعدين للتضحية بأنفسهم في أكثر نقاط التوتر سخونة في العالم. ويستشهد الصحفيان بتحليل أعدته القناة الأميركية "إن بي سي نيوز" ويخلص إلى أن السعوديين يشكلون 56% من المقاتلين الأجانب في العراق وأنهم من ضمن أكثر العناصر المقاتلة عنادا وتشددا.

ويضيف التقرير أن نصف المعتقلين الأجانب الذين يحتجزهم الأميركيون في معسكر كروبر قرب بغداد هم سعوديون.

ويحتفظ الأميركيون بهم في مجمع منفصل دون نوافذ ويلزمونهم بارتداء قمصان صفراء تمييزا لهم عن باقي المعتقلين. وقد حاولوا فرض تطبيق الشريعة على باقي المعتقلين الآخرين ودعوهم إلى اعتناق المذهب الوهابي.

رعب في العراق
ويتابع التقرير أن بعض علماء الدين السعوديين تسببوا خلال الشهور الأخيرة في حالة من الهلع والرعب في العراق وإيران بإصدارهم فتوى تدعو إلى تدمير المراقد المقدسة لدى الشيعة في النجف وكربلاء بالعراق.

ورغم أن بعض أبرز أعضاء الأسرة الحاكمة في السعودية عادة ما يعبرون عن مقتهم للإرهاب، فإن الحكومة السعودية تغض الطرف عن شخصيات قيادية مناصرة للإرهاب داخل المملكة. وتقول الصحيفة إن هناك شريطا صوتيا منسوبا إلى الرئيس الأعلى للقضاء في السعودية، الشيخ صالح اللحيدان، الذي يشرف على محاكمات الإرهابيين يشجع فيه الشباب على القتال في العراق.

ويمضي التقرير قائلا إن إدارة الرئيس بوش منقسمة بشأن كيفية التعامل مع التهديد السعودي إذ تحذر وزارة الخارجية الأميركية من مغبة الضغط على السعودية لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى انهيار الأسرة الحاكمة وحلول متشددين أكثر خطورة محلها.

وتنقل الصحيفة عن ستيفن شوارتز وهو باحث في مركز التعددية الإسلامية بواشنطن قوله إن "جورج بوش وديك تشيني مقربان من السعوديين بسبب علاقاتهما النفطية في الماضي بالسعوديين لكنهما محبطان تماما منهم الآن. المشكلة أن السعوديين كانوا جزءا من السياسة الأميركية لمدة طويلة وليس من السهل إيجاد حل لهذا الوضع".

ويمضي التقرير قائلا إن السلطات السعودية لم تقاض سعوديا واحدا اتهمته الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة بتمويل الإرهاب.

وقبل أسبوعين، اتهم مسؤولون في وزارة الخزانة الأميركية ثلاثة مواطنين سعوديين بتمويل الإرهاب. وكان الثلاثة قد عملوا في الفيليبين حيث يُقال إنهم ساعدوا في تمويل جماعة أبو سياف المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وتواصل الصحيفة أن أحد المتهمين الثلاثة ويسمى محمد الصغير يشتبه أنه حلقة الوصل بين جماعة أبو سياف ومتبرعين خليجيين. وتمضي الصحيفة قائلة إنه عندما شن تنظيم القاعدة سلسلة من الهجمات الإرهابية على أهداف داخل السعودية عامي 2003 و 2004، أدرك المسؤولون السعوديون في أعلى هرم السلطة مدى المشكلة التي تواجهها المملكة.

وبالتالي، بدأت السلطات السعودية ترفع درجة تنسيقها مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي وتفرض إجراءات صارمة على الجمعيات الخيرية وتراقب المساجد وترصد تحركات المقاتلين العائدين من العراق.

وتنقل الصحيفة أن الملك عبد الله حث، خلال زيارته للندن الأسبوع الماضي، الشباب البريطاني المسلم على عدم التورط مع المتشددين. وتقول الصنداي تايمز إن الإدارة الأميركية تعول على السعودية لمساعدتها في جلب الاستقرار للعراق والتصدي لطموحات إيران النووية والإقليمية وإعطاء زخم لعملية السلام في الشرق الأوسط خلال المؤتمر المقرر عقده في هذا الشهر في ماري لاند بالولايات المتحدة.

حالة الطوارئ
صحيفتا الصنداي تلجراف والإندبنت أون صنداي خصصتا تغطية واسعة لإعلان الرئيس الباكستاني برفيز مشرف حالة الطوارئ وتعليق العمل بالدستور. مراسل الصنداي تلجراف في إسلام أباد، مسعود أنصاري، يقول إن الجنرال مشرف استبق قرارا للمحكمة العليا الباكستانية يقضي بعدم دستورية جمعه بين منصبي الرئيس وقائد الجيش الباكستاني ومن ثم، أمر جنوده باقتحام مبنى المحكمة العليا ليقول لرئيسها، افتخار تشودري، إنه مُقال من منصبه.

كبير المحللين في شؤون جنوب آسيا بصحيفة الصنداي تلجراف، أحمد رشيد، يرى أن القضاة والصحفيين والناشطين السياسيين الذين انتقدوا نظام مشرف خلال الشهور الأخيرة يواجهون خطر تعرضهم للاعتقال.

ويمضي المحلل قائلا إن باكستان خلال تاريخها الطويل من الأحكام العرفية وحالات الطوارئ لم تشهد جنرالا يفتقر إلى الشعبية ويحاول إطالة عمر نظامه باللجوء إلى قوة السلاح مثلما هو الشأن بالنسبة إلى مشرف.

ويواصل المقال أن حماس الجنرال مشرف لاتفاق تقاسم السلطة مع بوتو قد خف بعد أن أفلح الأميركيون في فرضه عليه في آخر لحظة على أمل أن يؤدي إلى مكافحة التطرف في باكستان.

ويمضي المقال قائلا إن مشرف أصيب بصدمة بعد أن رأى حجم الشعبية الهائلة التي تحظى بها بوتو بعد عودتها من منفاها الاختياري. ويرى رشيد أن مدى استعداد الجيش الباكستاني للبقاء وفيا للجنرال مشرف هو العامل الحاسم الذي سيحدد مجرى الأحداث في المستقبل، وأن الجيش قد يخلص إلى أن مشرف عبء على المؤسسة العسكرية وبالتالي، من السهولة تحميله -أي مشرف- مسؤولية تردي الأوضاع في باكستان بدل الزج بالجيش برمته في معمعة الصراع الجاري.

ويختم الكاتب مقاله قائلا إن انتشار المشاعر المعادية للغرب في باكستان وتنامي المد الإسلامي يؤشران على مستقبل بائس ينتظر باكستان.

انقلاب داخل انقلاب
الكاتب الباكستاني ـ البريطاني، طارق علي يقول في مقال بصفحة الرأي بالإندبندنت أون صنداي إن ما حصل في باكستان هو انقلاب داخل انقلاب، وأن الجنرال مشرف حكم باكستان بواجهة مدنية في حين أنه يستند إلى المؤسسة العسكرية في اتخاذ قراراته.

ويرى طارق علي أن بوتو لو أيدت حالة الطوارئ التي أعلنها مشرف فإنها ستنتحر سياسيا ولو قررت التخلي عن الجنرال، فإنها ستخون ثقة وزارة الخارجية الأميركية التي دفعت بها في هذا الاتجاه.

ويختم علي مقاله قائلا إنه مهما تعددت المسارات التي قد تأخذها الأحداث في بلده، فإن رحلة باكستان الطويلة نحو نهاية الليل البهيم ستتواصل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف