عباس: أنابوليس وضع القطار على السكة

موسى: العرب يريدون "إعطاء فرصة" للمؤتمر
عباس: أنابوليس وضع القطار على السكة لقيام دولة فلسطينية مستقلة

أنابوليس: إجتماعات لبوش مع قادة النزاع

بوش وأولمرت وعباس يعقدون لقاءً ثلاثيًا اليوم

رايس: المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تبدا الاربعاء

السعودية: لا يمكن القبول بطابع يهودي لدولة اسرائيل

انابوليس بالصور

الفيصل يأمل أن يتمكن مؤتمر أنابوليس من تحريك عملية السلام

واشنطن-دمشق: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء ان المؤتمر الدولي في انابوليس وضع القطار "على السكة" لقيام دولة فلسطينية مستقلة. وقال عباس للصحافيين في واشنطن ردا على سؤال حول ما اذا كان مؤتمر انابوليس قد قرب الفلسطينيين من قيام دولة فلسطينية كما يطمحون " وضعنا القطار على السكة " . واضاف " نحن متفائلون بالنتيجة التي وصلنا اليها. جئنا بهدف ونستطيع ان نقول اننا حققنا هذا الهدف " . واتفق عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الثلاثاء خلال مؤتمر السلام في انابوليس، بالقرب من واشنطن، الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش على السعي للتوصل قبل نهاية 2008 الى اتفاق سلام يؤدي الى قيام دولة فلسطينية.

الى ذلك أكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الحضور العربي الكثيف في مؤتمر انابوليس كان بهدف " اعطاء فرصة لهذه الفرصة " مبديا مع ذلك تشككه في جدية اسرائيل في التوصل الى تسوية. وقال موسى في لقاء مع مجموعة من الصحفيين قبل ان يغادر واشنطن ان الولايات المتحدة وهي " القوة ذات التاثير عالميا اعطت رسالة بانها تريد العودة الى القيام بدور نشط في عملية السلام " فقررنا الاستجابة كما اننا " جئنا لمساندة الفلسطينيين " .

وشدد موسى على ان الشهرين المقبلين سيكونان حاسمين لمعرفة مصير التحرك الاميركي. وقال في " الشهرين المقبلين سنتابع الموقف وسيكونان اختبارا للنوايا لمعرفة ان كانت هناك جدية ام هي لعبة جديدة .. فهناك جدية اميركية ولكن اذا سئلت هل هناك جدية اسرائيلية؟ فانني ساجيب بالنفي ولكن نحن نريد ان نعطي فرصة لهذه الفرصة". ووصف موسى "الدعوة الروسية الرسمية الى عقد اجتماع متابعة لمؤتمر انابوليس في موسكو بين شباط/فبراير ونيسان ابريل المقبلين" بانها "بالغة الاهمية" خصوصا وان هذا الاجتماع سيبحث استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني.

وقال "اعتقد ان هذا الاجتماع سيعقد ونحن (العرب) ايدناه بقوة ولكني اظن ان اسرائيل غير مرتاحة لهذا الاقتراح وهو ما امكننا ملاحظته مما بدا على وجوه الوفد الاسرائيلي عندما استمعوا اليه والى تاييدنا له". واعتبر موسى انه يمكن التوصل الى السلام على كل مسارات النزاع العربي-الاسرائيلي (الفلسطيني والسوري واللبناني) "في اسبوع لو كانت هناك ارادة سياسية لدى اسرائيل"، موضحاان "كل نقطة (من نقاط التفاوض) على المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية لها ملفات بها كافة البدائل ولن يبتكر احد شيئا جديدا".

وقال ان "الفشل وحدوث احباط اخر امر محتمل وارجو الا يحدث فشل لان هذا معناه نتائج اخطر" في المنطقة مضيفا "لابد ان نرى تقدما خلال الشهرين القادمين" لكن ينجح التحرك الاميركي. واعرب عن اعتقاده بان "الولايات المتحدة يمكن أن تنجح وتطمئن الاطراف اذا لعبت دور الوسيط النزيه وليس المحامي عن اسرائيل لانها اذا كانت محامي اسرائيل فانها ستصطدم" برفض عربي لمواقفها.

واضح موسى في هذا السياق انه اكد في كلمته امام المؤتمر الرفض العربي لما ورد في خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش حول تعهده بحماية امن اسرائيل "كدولة يهودية"، وقال "ذكرت في المؤتمر ان اي دولة تقوم على اسس دينية او عرقية مسالة مرفوضة، واذا اعيد طرح هذا الموضوع فسوف يكون لنا كلام فيه".

ووصف موسى التفاهم الفلسطيني-الاسرائيلي الذي اعلنه الرئيس الاميركي جورج بوش في افتتاح المؤتمر الثلاثاء بانه "تفاهم عام ليس فيه ما يمس الحقوق او الثوابت العربية وليس فيه ما يدعمها ولكنه لا يستبعدها". وكشف ان التاخير في التوصل الى هذه الوثيقة كان اساسا بسبب اصرار الوفد الاسرائيلي على تضمنيها عبارة تشير الى الطابع اليهودي لدولة اسرائيل.

غير انه اعتبر ان هذه الورقة المشتركة تضمنت "عنصرين رئيسيين طالبنا بهما وان لم تشمل كل ما عرضناه وهما الاطار الزمني للمفاوضات الذي يشير الى انهائها في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 (قبل انتخابات الرئاسة الاميركية) وآلية المتابعة التي تتراسها الولايات المتحدة" التى ستتولي الاشراف على تطبيق الطرفين لالتزاماتهما بموجب خارطة الطريق. وردا على سؤال عن التحليلات العديدة في الصحف الاميركية التي تعتبر ان حضور العرب الى انابوليس هو بسبب مخاوفهم من ايران ورغبتهم في عزلها، قال موسى "لا اعتقد في هذا" التحليل.

وتابع "تخوف العالم العربي من ايران عبارة غير صحيحة .. توجد خلافات بيننا وبين ايران، توجد علامات استفهام ولكن نحن جئنا الي هنا لان لدينا مشكلة احتلال اسرائيلي وهذا موضوع لا علاقة له بايران وانا لا اعتقد كما يقول البعض ان كل هذا المؤتمر هو عملية تعبئة ضد ايران". وشدد الامين العام للجامعة العربية على انه "كان واضحا في كل البيانات العربية امام مؤتمر انابوليس انه ليس هناك تطبيع مجاني مع اسرائيل ولسنا مستعدين لان نقدم مكسبا صافيا لاسرائيل او مكافاة لها لان سياستها" مازالت غير مقبولة.

بوش: السلام "ممكن" في الشرق الاوسط والولايات المتحدة "ملتزمة بنشاط"

وقال بوش ان السلام ممكن بين الاسرائيليين والفلسطينيين وان الولايات المتحدة ستكون مشاركة بنشاط في الجهد الجديد الذي يبذل في الشرق الاوسط. وقال بوش وهو يقف بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في حديقة الورود في البيت الابيض "لم اكن لاقف هنا لو لم اكن اعتقد ان السلام ممكن".

وغداة مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الاوسط والذي تعهد خلالها الاسرائيليون والفلسطينيون بتحريك عملية السلام المتعثرة، قال بوش انه اكد لضيفيه ان الولايات المتحدة ستكون "مشاركة بنشاط" في هذا الجهد الجديد. وفي تصريح مقتضب جدا وخال من اي مجاملات دعا بوش ايضا المجتمع الدولي الى دعم الجهد الجديد لحل النزاع الذي يعود لستين عاما.

الجبهة الشعبية: المشاركة العربية في انابوليس "تمت من دون ثمن"

من جهتها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاربعاء ان مشاركة الدول العربية في مؤتمر انابوليس للسلام "تمت من دون ثمن"، واتهمت الادارة الاميركية بعدم التعاطي بجدية مع القضية الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية ماهر الطاهر في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية ان "مشاركة العرب في مؤتمر انابوليس كانت من دون ثمن ولم يحصلوا على اي التزام لا بالانسحاب من الارض ولا على حق عودة اللاجئين".

واتهم الطاهر الادارة الاميركية بانها "غير جادة في تعاطيها مع القضية الفلسطينية ولا مع حق العودة لللاجئين"، معتبرا ان "كل ما صدر عن المؤتمر حول عدم تحديد مواعيد يعني ان اسرائيل تناور وتخادع ولا تريد السلام". وعن مشاركة سوريا في هذا المؤتمر، قال الطاهر ان سوريا "تعاملت بوضوح مع المؤتمر وحددت طرح قضية الجولان فيه".

واوضح ان الحكومة الايرانية "وجهت الدعوة لكافة الفصائل الفلسطينية للاجتماع في طهران وسنلبي الدعوة في الوقت المناسب"، في اشارة الى اجتماع مناهض لمؤتمر انابوليس من المقرر ان يضم كافة الفصائل الفلسطينية بشكل خاص المعارضة لهذا المؤتمر.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس تعهدا الثلاثاء في الولايات المتحدة المباشرة بمفاوضات فورية لحل النزاع بينهما الذي يعود الى ستين عاما، بهدف التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية 2008. واجتماع انابوليس قرب واشنطن والذي شاركت فيه نحو خمسين دولة ومنظمة، يهدف الى تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط بهدف اقامة دولة فلسطينية.