أخبار

الصحافة الأوروبية تنتقد حصيلة عهد جاك شيراك

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دو فيلبان يقدم دعمه لساركوزي والأخير لا يعتبر نفسه وريثا
الصحافة الأوروبية تنتقد حصيلة عهد جاك شيراك

دو فيلبان يقدم دعمه لساركوزي والأخير لا يعتبر نفسه وريثا
الصحافة الأوروبية تنتقد حصيلة عهد جاك شيراك

شيراك: متابعة البناء الاوروبي امر حيوي

شيراك يعزف عن تجديد ولايته وعن دعم أي مرشح

باريس، لندن، واشنطن: وجهت الصحف الأوروبية الاثنين انتقادات لاذعة للرئيس الفرنسي في تقويمها لحصيلة عهده، غداة اعلان جاك شيراك انه لن يترشح لولاية ثالثة، فنددت معظم الصحف ب"انتهازيته" و"مواقفه المتقلبة". وخالفت الصحف الروسية هذا التوجه فاثنت على "الديناصور الاوروبي" شيراك وعلى "مساره السياسي اللامع"، منوهة بولعه بروسيا وكتبت صحيفة "كومرسانت" الاقتصادية انه "لن يكون لاي من الرؤساء الفرنسيين المقبلين وزن +اليوروصور+ شيراك ولن يكون له ماضيه في الخدمة" العامة. وكما كان متوقعا، كانت الصحف البريطانية الاقل تساهلا بين الصحف الاوروبية حيال الرئيس الفرنسي وكتبت صحيفة "دايلي تلغراف" (يمين الوسط) في مستهل مقالتها "ان كانت اللياقة توجب بقول امور لطيفة عن الذين يتقاعدون، فليس من السهل القيام بذلك في ما يتعلق بجاك شيراك". وتابعت الصحيفة "انه كرجل سياسي جسد (..) كل نقاط الخلل في السياسة الفرنسية" مضيفة "انه فاتن وغير ثابت في موقفه ومهيب وشامخ وعديم الذمة". واضافت "لقد كان وفق مزاجه من دعاة التبادل الحر او الحمائية، ديغوليا او اطلسيا، مؤيدا للفيدرالية او مشككا باوروبا". وختمت "يقال ان الشعوب في الديمقراطية تحصل على السياسيين الذين تستحقهم، فرنسا كانت تستحق افضل من ذلك".

ورأت صحيفة اوساط الاعمال "فاينانشل تايمز" ان شيراك كان "انتهازيا ابديا بدل موقفه حول مسائل عديدة" فيما نعتته "ذي غارديان" ب"دوارة هواء".

كذلك استخدمت صحيفة "لو سوار" البلجيكية عبارة "دوارة هواء سياسية" لوصف شيراك مخصصة صفحتين ل"الوداع المؤثر لرئيس رديء".

واثنت صحيفة "ليبر بلجيك" على "اعظم رجل سياسي في جيله" معتبرة انه استمر "اربعين عاما على الرغم من كل الاحداث" لكنه "خلال اربعين عاما قال كل شيء ونقيضه".

كذلك شددت صحيفة "الموندو" الاسبانية على "التقلب في مواقف" الرئيس الفرنسي فيما اعتبرت صحيفة "آ بي ثي" المحافظة ان "تبدل ارائه اسطوري تماما مثل هفواته".

وتساءلت صحيفة "برلينر تسايتونغ" الالمانية "ما الذي فعله هذا الرجل بامكاناته؟ القليل" معتبرة ان "جاك شيراك يترك فرنسا في الحالة التي تسلمها بها عام 1995".

وعبرت الاسبوعية الالمانية البارزة "در شبيغل" عن رأي مماثل فكتبت في موقعها على الانترنت "لن يبقى الكثير من شيراك الذي ساهم على مدى اربعين عاما في صياغة السياسة الفرنسية. النصائح التي وجهها مساء الاحد الى شعبه لم يتبع معظمها هو نفسه اطلاقا". وبين المآخذ الكبرى على شيراك الرفض الفرنسي للدستور الاوروبي في استفتاء نظم في عهده.

وتطرقت "دي فيلت" الى الفشل "الذريع" الذي سجله الاستفتاء على الدستور الاوروبي في فرنسا معتبرة انه "افقد شيراك اعتباره في الخارج ايضا".

ورأت صحيفة "سودويتشي تسايتونغ" في مقالة على موقعها الالكتروني ان الرفض الفرنسي للدستور الاوروبي "يعتبر من نقاط الفشل الكبرى في عهده".

وكتبت "فاينانشل تايمز" بهذا الصدد "ان شيراك ينتقد بصورة خاصة لفشله في إحداث تغييرات في فرنسا ودعوته الى استفتاء على الدستور الاوروبي عام 2005 وفشله في تسويق هذه الفكرة لدى الناخبين الذين صوتوا بالرفض".

وفي وارسو، ذكرت الصحف ب"هفوته" حيال الدول المنضمة حديثا الى الاتحاد الاوروبي، حيث اعتبر ان بولندا والدول الاخرى "فوتت فرصة ممتازة للزوم الصمت" حين قدمت دعما صريحا للتدخل الاميركي في العراق الذي عارضته فرنسا.

اخيرا اشارت الصحافة الى الصعوبات التي واجهها الرئيس في نهاية ولايته مع تراجع شعبيته وكتبت صحيفة "دي ستاندارد" البلجيكية الصادرة بالهولندية ان "المعاداة لشيراك اضحت رياضة وطنية" فيما ذكرت "لا ريبوبليكا" ان "مؤشر شعبيته انخفض الى ادنى مستوياته وقلة كانوا يأملون ان يترشح لولاية جديدة".

ولفتت صحف عدة الى ان شيراك حرص على عدم التطرق الى مسألة خلفه وكتبت صحيفة "تا نيا" اليونانية (يسار الوسط) ان "شيراك اعلن انه لن يترشح لولاية ثالثة لكن لم يقدم اي هدية لساركوزي فلم يعبر عن دعمه لمرشح اليمين".

كذلك كتبت صحيفة "لا ديرنيير هور دو بروكسل" "شيراك يرحل بدون تأييد ساركوزي خلفا له"، موضحة ان "علاقة الابوة التي كانت تربط بينهما في الماضي تحولت شيئا فشيئا الى حقد".

واعتبرت صحيفة "ايل كوريري ديلا سيرا" انه لم يكن في وسع شيراك "الافصاح" عن دعمه لساركوزي التزاما ب"دور الحكم" المنوط به ولانه "كان سيلحق الضرر بخلفه اكثر مما سيفيده".

من جهة ثانية قدم رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان رسميا دعمه في الانتخابات الرئاسية الى المرشح اليميني نيكولا ساركوزي الذي اعتبر لفترة طويلة منافسه داخل معسكرهما. وقال دو فيلبان غداة اعلان الرئيس جاك شيراك انه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثالثة "اقف اليوم مع نيكولا ساركوزي للدفاع عن المثل العليا لاسرتنا السياسية ولوضع الفرنسيين امام اوضح خيار ممكن".

واضاف "ساقف الى جانبه لانه مثال سياسة اسرتنا السياسية وهذا هو التزامي. نحن معا في الحكومة وسنكون معا في هذه المعركة". وصرح دو فيلبان في الاسابيع الاخيرة انه لن يؤيد اي مرشح قبل ان يعبر شيراك عن رأيه. ويشغل ساركوزي منصب وزير الداخلية في حكومة دو فيلبان مع انهما على خلاف معروف. وفي خطابه التلفزيوني الاحد، لم يؤيد شيراك ساركوزي موضحا انه سيعلن عن "خياراته الشخصية" في وقت لاحق.

ساركوزي

قال نيكولا ساركوزي مرشح اليمين الرئيس الى الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة انه تأثر بتصريح الرئيس جاك شيراك مساء الاحد الذي لن يترشح لولاية ثالثة، لكنه اوضح انه لا يعتبر نفسه "وريثا" له. واعلن شيراك 74 عاما مساء الاحد للفرنسيين انه لن يترشح لولاية رئاسية ثالثة طاويا بذلك صفحة 40 عاما امضاها في المعترك السياسي بينها 12 على رأس الدولة.

وقال شيراك انه سيكشف لاحقا عن مرشحه المفضل للانتخابات التي تجري دورتها الاولى في 22 نيسان/ابريل المقبل متجنبا تاليا ان يدعم مرشح حزبه الذي يقيم معه علاقات صعبة. وقال ساركوزي في مقابلة مع اذاعة "فرانس انتر"، "كانت لحظة مؤثرة. جاك شيراك كان وقورا وصادقا" واصفا الرئيس الفرنسي بانه رجل "محترس ويتمتع بشخصية متعددة الجوانب".

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان يعتبر نفسه الوريث السياسي لجاك شيراك قال ساركوزي "في الحقيقة لم اشعر يوما اني وريث احد. فرنسا هي جمهورية وليست ارثا". وقال ان ما يلفته في جاك شيراك "حيوته الهائلة" و"عزمه على تجاوز المحن".

شيراك

ولم يكن قرار شيراك بعدم الترشح لولاية ثالثة مفاجئا بعدما راجت معلومات عن هذا الاحتمال منذ منتصف الاسبوع موعد اعلان قصر الاليزيه عن نية شيراك بتوجيه كلمة متلفزة الى الفرنسيين ولكن ما كان ينتظره الفرنسيون ولم يقله شيراك هو من سيدعم من المرشحين لخلافته. واعتبر شيراك، في خطابه المتلفز الذي القاه مساء أمس واعلن فيه انه لن يترشح الى ولاية رئاسية جديدة، ان "متابعة البناء الاوروبي امر حيوي". وفي اشارة الى رفض الدستور الاوروبي في ايار/مايو 2005، قال شيراك "خلال الاستفتاء، عبرتم عن شكوككم وهواجسكم وتوقعاتكم". واضاف ان "متابعة البناء الاوروبي امر حيوي. والقوميات التي اساءت كثيرا الى قارتنا يمكنها الانبعاث في اي وقت. ولسنا وحدنا من سيواجه التقلبات الاقتصادية في العالم".

وقال ان "على فرنسا المطالبة باوروبا قوية. باوروبا سياسية. وباوروبا تضمن نموذجنا الاجتماعي. مستقبلنا في خطر. فلنحمل دائما هذه المثالية وهذه الارادة". ربما لاني لم افعل ما كان يتعين علي القيام به" لتجنيب اوروبا هذه الضربة.

و باعلانه عن عدم ترشحه لولاية ثالثة، يطوي شيراك صفحة من الحياة السياسية إستمرت 40 عامًا، بينها 12 عامًا في الرئاسة. وقال شيراك: "في نهاية الولاية التي منحتموني إياها، حان الوقت بالنسبة إلي أن أخدمكم في طريقة أخرى، لن أطلب أصواتكم لولاية جديدة". داعيًا الفرنسيين إلى عدم التحالف مع التطرف أو رفض الآخر. وأضاف في خطابه الذي ألقاه من قصر الأليزيه أن كل شيء في روح فرنسا يرفض التطرف، مؤكدًا أنه يحب بلاده بشدة.

ردود فعل متباينة

من جهة ثانيةأثار الاعلان عن انتهاء عهد شيراك ردود فعل متباينة الاثنين تضمنت تعليقات قليلة من رؤساء دول قابلتها انتقادات لاذعة في غالب الاحيان ولا سيما في الصحافة الاوروبية. وبعد ان امضى 12 عاما على رأس الدولة واكثر من اربعين عاما في واجهة الحياة السياسية، اعلن جاك شيراك البالغ من العمر 74 عاما مساء الاحد عزوفه عن الترشح لولاية ثالثة.

وعلى اثر هذا الاعلان الذي كان متوقعا، عرضت الصحافة الاوروبية حصيلة صارمة عن ادائه السياسي فنددت بصورة خاصة ب"انتهازيته" و"مواقفه المتقلبة"، فيما تفردت صحافة موسكو بالاثناء على "اليوروصور" شيراك وعلى "مساره السياسي اللامع".

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اول رئيس دولة يبدي رد فعل على اعلان شيراك فتمنى له "افضل ما يكون"، مؤكدا ان "الولايات المتحدة وفرنسا كانتا وستظلان شريكين وحليفين وفيين"، متغاضيا عن الخلافات الحادة في وجهات النظر التي ظهرت بشأن الحرب على العراق واثارت توترا كبيرا في العلاقات بين البلدين والرئيسين.

وكانت "نيويورك تايمز" من الصحف الاميركية النادرة التي علقت على رحيل شيراك عن الحياة السياسية، فرأت ان المؤرخين سيرون فيه المسؤول الاوروبي الذي قاد جبهة المعارضة للاجتياح الاميركي للعراق، فيما كتبت صحيفة واشنطن بوست ان شيراك يترك "ارثا مثيرا للجدل" وسيبقى في ذاكرة الاميركيين الزعيم المعارض للحرب في العراق. وفي اوروبا حيت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في شيراك "شريكا جديرا بالثقة" مشددة على "قناعته الشخصية الراسخة" بالتعاون الفرنسي الالماني.

وقال المتحدث باسمها اولريش فيلهلم "ان المانيا وفرنسا ساهمتا كثيرا في تحضير اوروبا للمستقبل" مشيرا الى ان "التشاور هو الذي اتاح على الدوام احراز تقدم في المسائل الاوروبية".

واعربت الحكومة اليابانية عن املها في ان يستمر شيراك المعروف بولعه باليابان في العمل على استمرار العلاقات الثنائية الجيدة بعد رحيله من قصر الاليزيه. وقال المتحدث باسم الحكومة ياسوهيسا شيوزاكي "نود ان يواصل اسهامه في العلاقات الجيدة بين اليابان وفرنسا". وانضمت الصحافة الصينية الى الاصوات المشيدة بشيراك فذكرت الاثنين بولعه بآسيا عموما وبالصين تحديدا.

وعنونت صحيفة "غلوبال تايمز" صفحتها الاولى "العالم متأثرا يبدي اسفه لاعلان شيراك تقاعده"، مشيرة الى انه "مولع بالثقافة الشرقية وزار اليابان اربعين مرة والهند ما لا يقل عن سبع مرات والصين ست مرات (اربع مرات منها بصفته رئيسا)". واعلنت "بكين سوار" على عرض صفحتها الاولى "نهاية عهد شيراك قريبا"، واصفة الرئيس الفرنسي بانه "اختصاصي كبير في الصين يهوى مطبخ سيشوان".

ونشرت الصحيفة صورة بالاسود والابيض تعود الى العام 1975 يظهر فيها شيراك برفقة دينغ هسياو بينغ فيما اعتبر تحليل ان "+ديناصورا سياسيا+ اوروبيا يتقاعد".

وفي افريقيا، كان الرئيس السنغالي عبدالله واد الوحيد الذي بادر الى اعلان موقف فقال لاذاعة فرنسا الدولية "شيراك كان مرساة افريقيا في مجموعة الثماني، كان الوحيد الذي كنا نحن الافارقة على اتصال مباشر معه"، مبديا "اسفه الكبير" لرحيله عن الساحة السياسية. لكنه صرح بعد قليل لاذاعة "ار تي ال" "يجب ان يفتخر الفرنسيون بما قام به شيراك لكنني لن اقول لكم ان شيراك نجح بطريقة ما في دفع افريقيا على طريق التقدم الاقتصادي" مضيفا "كان يضع الكثير من المشاريع لكن كل هذه الاجتماعات بين فرنسا وافريقيا لم تسفر عن نتائج عملية كبرى".

وفي المقابل، ابدت صحيفة "افريك ماتان" في ساحل العاج ارتياحها ل"نهاية مسار حفار قبور لافريقيا". وكتبت الصحيفة المقربة من الوطنيين "ان افريقيا تطلق صيحة ارتياح. فقد تقاعد احد اكبر جلاديها جاك شيراك" منددة ب"دعم باريس للدكتاتوريات الافريقية وللانقلابات العسكرية في القارة".

وفي العالم العربي، اثنى طلال سلمان في افتتاحية صحيفة "السفير" اللبنانية على "آخر صديق كبير للعرب". وكتب سلمان انه "برغم كل ما يمكن ان يوجه الى جاك شيراك من انتقادات على بعض المواقف (..) فان الحقيقة ان العرب سيخسرون آخر رئيس صديق لهم في الغرب بضفتيه الأوروبية والأميركية". وتابع "من الامانة ان نشهد لفرنسا جاك شيراك انها كانت تمثل الموقف الصديق للقضايا العربية عموما وفلسطين اساسا، كما ان موقفها من حرب الاحتلال الاميركي للعراق كان غاية في الشجاعة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف