توقيف المتحدث باسم فتح الإسلام في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قدامى القوات اللبنانية والخيارات المنفصلة عن جعجع
إسماعيل: بيان الأكثرية اللبنانية يحتاج إلى القليل من الجهد ليكمل
ألمانيا: إحالة لبناني مشتبه فيه بقضية إرهابية للمحاكمة
فيلتمان: حزب الله يعيد التسلح وواشنطن لن تعترف بحكومة لا تحظى بالغالبية
بيروت: أعلن ناطق عسكري لبناني، أنه تم توقيف ابو سليم طه المتحدث باسم تنظيم "فتح الإسلام" الذي قاتل الجيش اللبناني طيلة ما يزيد عن ثلاثة أشهر في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. وكان متحدث عسكري آخر، قدأعلن في الثالث من ايلول/سبتمبر مقتل ابو سليم طه غداة سيطرة الجيش اللبناني على المخيم. وقال المتحدث إن "محمد صالح الدواوي المعروف باسم ابو سليم طه اعتقل فجرًا برفقة ثلاثة اعضاء آخرين من فتح الاسلام في منطقة جبل تربل" قرب طرابلس كبرى مدن شمال لبنان. واضاف ان "الاعضاء الثلاثة الآخرين الذين اعتقلوا هم سوري وسعودي وتونسي" من دون توضيح ظروف التوقيفات.وجاء في بيان الجيش "فجر اليوم وفي منطقة الشمال تمكنت قوى الجيش من القاء القبض على مجموعة من اربعة عناصر من تنظيم فتح الاسلام." وأشار البيان الى ان جنسيات الموقوفين موزعين بين "فلسطيني وسوري وسعودي وتونسي ومن بينهم الناطق الاعلامي باسم التنظيم المدعو محمد صالح زواوي المعروف باسم أبو سليم طه الفلسطيني الجنسية.
وقد اسفرت المواجهات بين الجيش اللبناني وتنظيم "فتح الاسلام" وهي الاعنف منذ نهاية الحرب الاهلية في لبنان في 1990، عن مقتل قرابة 400 شخص، بينهم 222 اسلاميًا على الاقل و166 جنديًا.
لغز إختفاء العبسي يزداد تعقيداً ويثير علامات استفهام
إلى ذلك ازداد لغز مصير قائد تنظيم "فتح الإسلام" شاكر العبسي تعقيداً ، بعدما جددت زوجته تأكيدها أن الجثة التي عاينتها في براد مستشفى طرابلس الحكومي تعود اليه، في الوقت الذي أعلن القضاء اللبناني خلاف ذلك بناء لفحص الهوية الوراثية (دي أن آي) وعدم مطابقة "دي أن آي" لأبناء العبسي وشقيقه عبد الرزاق مع الجثة المفترض انها له.
ولم يكتف القاضي اللبناني سعيد ميرزا بنشر تقرير فحص الحمض النووي الذي اثبت أن الجثة لا تعود للعبسي، بل نشر مضمون شهادة أحد عناصر التنظيم وهو يمني معتقل وروايته عن هروب العبسي وثلاثة آخرين من المخيّم قبل ساعة من "ساعة الصفر" لـ "الهروب الانتحاري" من مخيم نهر البارد.
وانعكست هذه المعلومات قلقاً لدى سكان القرى اللبنانية المحيطة بمخيم نهر البارد، واستنفاراً في الوحدات العسكرية التابعة للجيش اللبناني المنتشرة في المخيم ومحيطه.
أما في ما يتعلق بأهالي المنطقة، فسادت في أوساطهم حال من القلق من إمكان ان يعاود العبسي تشكيل مجموعة مسلحة في مناطقهم لشن عمليات ضد الجيش اللبناني، خصوصاً في ظل روايات واستنتاجات كثيرة انتشرت وسط الأهالي حول مصيره.
ولم يستبعد بعض المراقبين إمكانية أن تكون زوجة العبسي قد أدلت بشهادة غير صحيحة بهدف تضليل التحقيق وتوفير فرصة الهروب لزوجها، وكذلك ابنته، لكن ما يدعو للاستغراب هو أن عددا من مشايخ رابطة علماء فلسطين ومجلس أئمة المساجد في مخيم نهر البارد، وقيادات من الفصائل الفلسطينية المختلفة اجتمعوا على رأي واحد هو ان الجثة التي عرضت على بعضهم في المستشفى الحكومي والتي شاهدها بعضهم الآخر بواسطة وسائل الاعلام هي جثة شاكر العبسي الذي يعرفونه حق المعرفة.
وطرح هذا الواقع العديد من علامات الاستفهام حول هذا اللغز الذي أدخل اللبنانيين والفلسطينيين ومعهم كل المهتمين في العالم العربي وأجهزته الامنية والمخابراتية في دوامة الفصل بين ما هو نظري وشخصي وما هو علمي في وقت عادت فيه حالة القلق لترخي بثقلها على يوميات المواطنين الخائفين من إمكانية تجدد خلايا هذا التنظيم بعد الاعلان القضائي بعدم ثبوت مقتل العبسي حتى الآن.
وأكد عدد ممن تعرفوا على جثة العبسي لجريدة "السفير" اللبنانية أن أبو حسين "العبسي" ليس شخصية غامضة او وهمية، بل هو كان ينكشف على كل الناس ويتردد على صلاة الجماعة في المسجد، كما كان يتجول في المخيم بحراسة أمنية ويقوم بالواجبات الاجتماعية من عزاء وتبريكات وغيره، كذلك فان عددا كبيرا من أبناء المخيم يعرفونه عن كثب، إضافة الى عدد من القيادات الفلسطينية التي عمل لفترة تحت إمرة بعضها في تنظيم فتح الانتفاضة، وأولئك الذين عاشوا معه مراحل سجنه وعودته الى مخيم شاتيلا وقيادته فتح الانتفاضة هناك ومن ثم انتقاله الى مخيم البارد وإعلانه تنظيم فتح السلام.
في غضون ذلك ، طالب الدكتور عبد الرزاق العبسي المقيم في الأردن ، وهو شقيق شاكر العبسي ، بإجرء فحص حمض نووي محايد . ونقلت عنه " الجزيرة نت " قوله: " أنا أطالب بفحص تقوم به جهة محايدة للحمض النووي، ولن أعطي عينة جديدة للسلطات اللبنانية", لكنه عرض عبر الجزيرة نت قيام جهات طبية أردنية بأخذ عينة جديدة منه.
وقال: " أنا مستعد لمنح الخبراء في الأردن عينتين على أن يسافروا لبيروت ويأخذوا عينتين من جثة شقيقي شاكر، ومن ثم فحص إحدى العينتين في الأردن والثانية لدى مختبر معتمد دوليا".
اسئلة تبحث عن اجابات
ويرى مراقبون ان لغز إختفاء العبسي بهذه الطريقة فجر عدة أسئلة منها: ماهي الأسباب التي جعلت القضاء اللبناني لا يكتفي بإعلان نتائج الفحص الطبي والحمض النووي، ولماذا ضمن بيانه الرسمي شهادة موقوف أمام الشرطة قبل أن يدلي بأقواله أمام النائب العام التمييزي حتى الآن. وهل يمكن الاستناد الى شهادة الموقوف اليمني بشأن هروب العبسي.
ولماذا لم يقم القضاء اللبناني باستدعاء زوجة العبسي وأعضاء في رابطة علماء فلسطين وبعض أئمة مساجد مخيم نهرالبارد ممن حسموا أن الجثة للعبسي منذ اللحظة الأولى. وهل هناك فعلا محاولة من جانبهم لتضليل التحقيق وإيجاد ثغرة وفسحة لهروب العبسي.
وهل خرج العبسي فعلاً من المخيم وبصحبته عدد من القيادات وكيف كان سيناريو الخروج، وهل وقع الهروب الكبير قبل معركة الحسم في اليوم الخامس بعد المائة من معارك نهر البارد. ومن الذي اتخذ القرار بإعدام عناصر التنظيم قبل اعتقالهم.
وهل ستستجيب السلطات اللبنانية لدعوة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال والذي طالب بفتح تحقيق كامل حول موضوع "فتح الاسلام" وشاكر العبسي تحديداً، لمعرفة أسباب ما حصل في نهر البارد وأدى الى سقوط أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني.
إعدام قادة التنظيم بعد اعتقالهم
في غضون ذلك، ذكرت تقارير اخبارية أن هناك من اتخذ قراراً بالإعدام الأمني لقادة "فتح الإسلام"، حيث كانت تصدر أنباء عن مقتل الشخصيات قبل التأكد من موتها، وأحياناً قبل أن تحصل الوفاة.
كذلك كان قرار إعدام أبو هريرة الذي أكدت قناة "العربية" أنه اعتقل حيّاً من قبل قوى الأمن اللبنانية ثم ما لبث أن مات، يشير إلى الاتجاه نفسه، وهو ما أفقد المحققين مناجم من المعلومات، إضافة إلى عملية الاغتيال في وضح النهار التي جرت لأبو جندل، دون أي مبرر، وسط الشارع وفي وضح النهار.
ونقلت جريدة "الأخبار" اللبنانية عن أحد الذين التقوا قادة في "فتح الإسلام" أنه كان يطالبهم بكشف حقيقتهم قبل أن تندثر الحقيقة في ركام السياسة المحلية التي توظفهم في هذا الجانب أو ذاك، إلا أن قادة فتح الإسلام كانوا يؤكدون له بالمقابل أن المعلومات.