أخبار

حكومة كردستان تنفرد بتأييد قرار الكونغرس لتقسيم العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رغم المعارضة الرسمية والشعبية والدينية الواسعة
حكومة كردستان تنفرد بتأييد قرار الكونغرس لتقسيم العراق

جنرال أميركي: مبالغة بعض المتعاقدين الامنيين في رد الفعل بالعراق

سيول تراجع اداء وحداتها في العراق لتقرير وضعهاحكومة كردستان ترفض الاتفاق التركي العراقي

وزيرة: عائلات عراقية عربية مستعدة للرحيل عن كركوك

واشنطن: بنية النظام السياسي تعود الى الشعب العراقي

الإتفاق التركي العراقي يوقع غدا الجمعة

مجلس الشيوخ الاميركي يوافق على تقسيم العراق

واشنطن: بنية النظام السياسي تعود الى الشعب العراقي

وصفة مسمومة ستؤجج الصراعات في المنطقة

حزب العمال يقتل جنديين تركيين ويجرح 4

أسامة مهدي من لندن: إنفردت حكومة إقليم كردستان العراق بتأييد قرار الكونغرس الأميركي بتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات شيعية وسنية وكردية رغم المعارضة الرسمية والشعبية والدينية العراقية الواسعة للقرار الذي أكدت هذه الحكومة أيضا أنه ينسجم مع مبادئ الدستور العراقي في حين عبر عن موقف مخالف وزير الخارجية العراقي الكردي هوشيار زيباري. وقالت حكومة إقليم كردستان الذي يترأسه الزعيم الكردي مسعود بارزاني في بيان من مقرها في اربيل الشمالية اليوم تعليقا على قرار الكونغرس الاربعاء ان مواطني الاقليم يرحبون بالقرار لاعادة بناء العراق على اسس فيدرالية . واضافت ان المعالجة الفيدرالية لا تعني التقسيم ولكن هي الوحدة الطوعية والحل الوحيد للمشكلة العراقية. ويتمتع اقليم كردستان منذ عام 1991 بحكم ذاتي اقره الدستور العراقي الجديد عام 2005 على اساس الارتباط بفيدرالية مع الحكومة المركزية في بغداد. وشددت حكومة كردستان في ختام بيانها على ترحيبها بالقرار الذي وصفته بالمهم.

زيباري يؤيد موقف المالكي ويخالف رأي زعيم حزبه بارزاني

وفي تصريح لافت خالف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري موقف حكومة كردستان وكذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني الذين يترأسه بارزاني وينتمي اليه الوزير حيث اكد في تصريح نشر في لندن اليوم معارضته تقسيم العراق إلى ثلاث ولايات أو مناطق كما جاء في قرار الكونغرس. واعتبر زيباري القرار غير ملزم للحكومة العراقية وانه نتاج الجدل السياسي الداخلي الدائر في الولايات المتحدة حول المسألة العراقية. واضاف ان هذا القرار يختلف بالتأكيد عن الفيدرالية التي اختارها العراقيون في دستورهم . واشار الى ان كل العراقيين متفقون على عدم التقسيم وحتى الفيدرالية التي اقرها الدستور ستكون على أساس جغرافي وليست على أساس عرقي وطائفي.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد امس رفضه الشديد لقرار الكونغرس لتقسيم العراق معتبرا انه يشكل كارثة للعراق والمنطقة برمتها ودعا مجلس النواب الى جلسة طارئة للرد على القرار.

وقال المالكي في تصريح له ان قرار مجلس الشيوخ غريب لان وحدة العراق وسيادته وامنه وشكل نظامه امر يعود إلى العراقيين وليس شأنا يخص الكونغرس . واضاف ان المطلوب من الكونغرس مساعدة العراق على تثبيت سيادته ووحدته وليس طرح مشاريع تشكل كارثة على العراق وعلى المنطقة برمتها . ودعا مجلس النواب العراقي الى جلسة طارئة الاسبوع المقبل لمناقشة قرار مجلس الشيوخ والرد عليه بما يؤكد وحدة العراق وارضه وشعبه . كما اكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن حكومة بلاده ترفض ذلك القرار.

وأضاف الدباغ في تصريح صحافي أن المشاريع مثل التقسيم قد تجد منفذا لها نظرا للتباعد السياسي وعدم الثقة الموجودة بين الأطراف العراقية. وشدد على أن المسؤولية تقع على عاتق السياسيين لكي لا يسمحوا لهذا النوع من القرارات بالمساس بالبلد وداعيا جميع الكتل السياسية إلى التوحد.

حزب الحرية والعدالة الكردستاني

وقال حزب الحرية والعدالة الكردستاني العراقي إن قرار الكونغرس يعبر عن استمرار الولايات المتحدة بالتمادي في التدخل بالشؤون الداخلية العراقية ورسم خريطة مستقبلية مقتصرة على مصالحها بعيدا عن إرادة وتطلعات شعب العراق وخضوع المصالح الوطنية العراقية للتجاذبات السياسية الداخلية وعلاقتها بالحملات الانتخابية الرئاسية والانتخابات التكميلية للكونغرس في الوقت نفسه عن مصالح الشركات الاقتصادية وتطلعاتها في منطقة الخليج والشرق الأوسط غير آبهين بمصلحة العراقيين وبالزلزال الذي ستصيب شظاياه كل دول المنطقة. واضاف الحزب في بيان من مدينة الموصل الشمالية ارسلت نسخة منه الى "إيلاف" ان مراكز القرار في الولايات المتحدة الأميركية قد كشفت عن وجهها الحقيقي وأهدافها المبطنة من احتلال العراق بحيث لا تنطلي علينا الأسباب المعلنة للغزو أمام ما ينضح كل فترة بدأ من الإصرار على إصدار قانون النفط والغاز سيئ الصيت وإقامة قواعد ثابتة في العراق وما تمخض أخيرا من صدور قانون تقسيم العراق. وقال ان شعب العراق بعربه وأكراده وكافة قومياته وطوائفه يجد في مثل هذه المشاريع المشبوهة التصميم على قصم ظهر وحدة العراق والتي هي نتاج تضحيات أبنائه وتطلعاته نحو المستقبل في عراق حر موحد.

ودعا الحزب المعارض لهيمنة الحزبين الكرديين الرئيسين على اقليم كردستان العرب والمسلمين وكافة الدول والشعوب المحبة للحرية والسلام الى الإفصاح عن موقفها لكي لا تمر مثل هذه المشاريع الدنيئة التي تقرر مصير العراق والمنطقة. واشار الى "أن شعبنا الكردي يقف مثل باقي أشقائه في العراق ضد هذا المشروع وهم قادرون بفضل إرادتهم وصمودهم على دحر الاحتلال الغاشم وقبر كل مشاريعه التي تستهدف وحدة الشعب والتراب العراقي".

جامعة الامام الخالصي الشيعية

واعتبرت جامعة مدينة العلم للامام الخالصي الكبير الشيعية في بغداد ان القرار يستهدف العراق لتقسيمه إلى كيانات ومشيحات طوائف لا تخدم سوى المشروع الأميركي المعادي لشعب العراق . وقالت الجامعة في بيان ارسلت نسخة منه الى "إيلاف" اليوم " ها نحن نرى اليوم قيام المجلس الأميركي بإصدار قانون لا يتعلق بالولايات المتحدة وشؤونها بل يستهدف وطننا الذي هو على بعد عشرات آلاف الأميال من هذا المجلس وعاصمته، يقضي بتقسيم وطننا إلى كيانات ومشيحات طوائف لا تخدم سوى المشروع الأميركي المعادي لشعبنا ووطننا".

وطالبت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع الحكومات "لا سيما دول المنطقة التي طالما أعلنت أنها مع وحدة العراق وضد تقسيمه بعدم الاكتفاء بعبارات الشجب و الإدانة بل أن تقوم باتخاذ خطوات عملية حازمة لمواجهة هذا المشروع الإجرامي الخطر و ذلك بالإعلان عن الامتناع عن التعامل مع أية جهة عراقية تذعن لهذا القانون التعسفي الجائر وبرفض استقبال الأشخاص والوفود التي تمثلها". ودعت الجامعة في الختام الشعب العراقي بجميع فئاته إلى إعلان الرفض القاطع لما اسمته بالغدر الأميركي .. وناشدت المنظمات الإقليمية والدولية وحكومات المنطقة "اتخاذ مواقف حازمة لردع هذه البادرة الدولية الخطرة التي لو مرت لأصبحت سابقة دولية يمكن أن تطال اي دولة فيها".

الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق

وعبر الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق عن استغرابه للقرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ الاميركي والقاضي بتقسيم العراق وقال ان"هذا المشروع يكشف دون شك عن قراءة خاطئة للواقع السياسي العراقي ويثير لدى الشعب العراقي المخاوف والهواجس في وقت هو بأمس الحاجة الى الهدوء والاستقرار". واوضح البياتي في بيان وزعه مكتبه اليوم ان هذا" القرار لايستند الى حقائق ووقائع لاجغرافية ولاتاريخية"، مشيرا الى ان "العراق بحاجة الى دعم واسناد وليس الى رسائل خاطئة". واضاف ان"مشروع بايدين رسالة خاطئة هدفها التشويش على العملية السياسية في العراق وتثير المخاوف لدى دول الجوار، ولهذا فنحن في الوقت الذي لانقبل فيه هكذا تدخلات في الشأن العراقي ونرفض هكذا مشاريع من شأنه ان يفكك وحدة العراق، نؤكد ان الشعب العراقي يتمسك بوحدته الوطنية ولن يرضى بهكذا مشاريع".

وقال البياتي ان"هذا القرار يجعل مصير التركمان في العراق مجهولا لانهم يتوزعون على مناطق متعددة من البلاد ومن شأنه ان يثير لديهم المخاوف على وجودهم وعلى دورهم ويشطب عليهم وبالتالي نحن كتركمان نقول ان هذا المشروع سيكون على حساب وجودهم وحقوقهم وان النظام الفدرالي في العراق نظام يستند إلى الدستور الذي لايشير لا من بعيد ولا من قريب الى تقسيم العراق على ضوء مشروع بايدين". واشار البياتي الى ان"الفيدرالية في العراق هي عبارة عن نظام توافقي يحفظ حقوق جميع مكونات وطوائف وقوميات الشعب العراقي ومرتبط بحكومة مركزية قوية.. وبالتالي فان إضعاف الحكومة المركزية من خلال تقسيم البلاد على اساس طائفي وعرقي، من شأنه ان يؤدي الى تأزيم الاوضاع مجددا ودفع الوضع السياسي العراقي الى نفق مظلم". واكد انه" سيكون لمجلس النواب والقوى السياسية العراقية موقف حازم من هكذا مشاريع تحمل معها مخاطر ليس على العراق فحسب بل على المنطقة برمتها".

.. ومعارضات اخرى

وقد جوبه مشروع القرار الاميركي بمعارضة عراقية وعربية شديدة حيث اجمع نواب برلمانيون وهيئات سياسية ودينية وعشائرية عراقية على رفض كامل للقرار الذي يقترح تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات سنية وشيعية وكردية واعتبروه تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية العراقية. وفي خطبة الجمعة امس هاجم الشيخ عبد المهدي الكربلائي الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني في كربلاء قرار الكونغرس . وقال الكربلائي في صحن الامام الحسين وسط كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) "اود التوجه بالدعوة الى جميع الاخوة سواء كانوا من المسؤولين والكتل السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وجميع الكيانات الدينية والثقافية بعدم الاصغاء والالتفات لاي مشروع يتضمن تقسيم العراق على اساس طائفي او عرقي".

ودعا الكربلائي كل الدول العربية وخصوصا دول جوار العراق الى الوقوف في وجه هذا المشروع، وقال "الدعوة ايضا الى جميع الدول وخاصة دول الجوار التي لها مساس مباشر بوضع العراق الى عدم الالتفات لمثل هذه المشاريع لانها ليست من مصلحة الشعب العراقي". وقال "من الخطأ التصور ان مثل هذا المشروع سيؤدي الى تخفيف الفوضى في العراق بل بالعكس سيؤدي الى مزيد من التناحر وتعميق ازمة هذا البلد ونشر مزيد من الفوضى حتى الى بعض دول الجوار".

ومن جهتها أدانت هيئة علماء المسلمين العراقية السنية هذا القرار وقالت إنه "سابقة خطرة" يراد تعميمها على دول المنطقة واعتبرت أن من يؤيد هذا المشروع "خائن لدينه ووطنه وأمته." ووافق مجلس الشيوخ بأغلبية 75 صوتاً على قرار "غير ملزم" يعتمد خطة لتقسيم العراق يعتبر مقدموها أنها " الحل الوحيد" لوضع حد لأعمال العنف التي تجتاح البلاد. ويقول مقدم الخطة السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن المرشح للرئاسة الاميركية انه يقدم حلا سياسيا في العراق يمكن أن يسمح بانسحاب القوات الأميركية دون ترك البلاد في حالة من الفوضى.

وتنص الخطة التي صاغها ليزلي جيلب خبير السياسة الخارجية في إدارة الرئيس الاسبق جيمي كارتر على وضع نظام فيدرالي حسبما يسمح الدستور العراقي والحيلولة دون أن يتحول العراق إلى دولة تعمها الفوضى. كما تقضي بتقسيم العراق إلى كيانات كردية وشيعية وسنية مع حكومة فيدرالية في بغداد تتولى امن الحدود وعائدات النفط وذلك بزعم "نزع فتيل العنف الطائفي بتقديم حصة من عائدات النفط إلى السنة" بحسب السيناتور جوزيف بيدن مقدم المشروع.

وقد ردت وزارة الخارجية الاميركية على المشروع الليلة الماضية مؤكدة ان بنية النظام السياسي في العراق امر يعود الى الشعب العراقي . وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الاميركية توم كايسي ان هذا القرار "ليس لديه اي نوع من الالزام او اثر قانوني" مشيرا الى ان اي قرار في هذا الشان "يتخذه الشعب العراقي" قائلا "من الواضح ان الامر يعود لهم لتحديد ما هي الهيكلة التي يتمنونها لحكومتهم".

ورغم ان الدستور العراقي الذي وافق عليه اكثر من 10 ملايين عراقي في استفتاء شعبي عام 2005 أقر بإمكانية إنشاء أقاليم فيدرالية إلا ان هذا الموضوع ظل يثير جدلا مستمرا بين كتل مجلس النواب العراقي ففي حين يعده الأكراد حلا للمأزق العراقي يختلف أعضاء الإئتلاف الشيعي حول الأسس التي تقوم عليها الوحدات الفيدرالية فيما يعارضه بشدة أطراف مثل الكتلة الصدرية وجبهة التوافق العراقية السنية وجبهة الحوار الوطني وقوى اخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف