باكستان: مشرف يغادر قصر الرئاسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن ستواصل العمل مع الحكومة الباكستانية
برويز مشرف يخضع للضغوط ويعلن إستقالته
تسلسل زمني لحكم مشرف منذ انقلاب باكستان
وفيما عدد مشرف، خلال كلمته المطولة، إنجازاته التي حققها في باكستان، منذ توليه الرئاسة قبل نحو تسع سنوات، دعا أيضاً إلى مصالحة وطنية بين كل الفرقاء السياسيين، حفاظاً على مصلحة باكستان. جاءت استقالة مشرف في خضم تدابير كان يتخذها الائتلاف الحاكم لإقالته من المنصب، ليشكل بذلك مشرف سابقة، كأول رئيس يتم عزله في تاريخ باكستان.
وكانت الناطقة باسم "حزب الشعب الباكستاني" الحاكم، شيري رحمن، لم تستبعد الأحد احتمال إقالة مشرف قسرياً، وأضافت: "قرار تقديم مسار آمن للرئيس هو خيار على قيادات التحالف." وكانت الغالبية النيابية الباكستانية قد حددت السبت مهلة نهائية لمشرف لمغادرة السلطة طوعاً أو مواجهة بدء إجراءات إقالته، فيما واصل حزب الرئيس الباكستاني الإصرار على أنه لن يغادر السلطة وسيواجه كل محاولات إطاحته من منصبه، بما فيها لائحة الاتهامات التي أعدها النواب.
وقال شاه محمد قرشي، وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها الغالبية، إن الوقت "ينفد بالنسبة لمشرف، وإذا لم يستقل في غضون يومين فستنطلق عملية إقالته،" بينما رد طارق عظيم، أحد أبرز مناصري مشرف، أن الأخير "واثق من قدرته على الدفاع عن نفسه أمام البرلمان وتفنيد لائحة الاتهام بسهولة لأن كل ما قام به كان لمصلحة البلد والشعب."
يشار إلى أن بعض السياسيين المقربين من مشرف كانوا قد أشاروا إلى أن الرئيس الباكستاني قد يقبل التنحي عن منصبه إذا ما تلقى ضمانات بعدم ملاحقته. وتعتبر باكستان أبرز حلفاء الولايات المتحدة في سياق ما يسمى "الحرب على الإرهاب" في آسيا، ولكن التطورات الأمنية في البلاد، واعتقاد الكثير من المراقبين أن التحالف مع واشنطن سبب تفاقم العنف الداخلي، أديا إلى تآكل شعبية مشرف، الذي تلقى نظامه ضربة قاسية جراء النقمة الشعبية ضده بعد اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو.
رقص واطلاق نار في شوارع باكستان ابتهاجا باستقالة مشرف
تبادل الباكستانيون التهاني ووزعوا الحلوى ابتهاجا باستقالة مشرف، فيما قال الطالب الجامعي سابا غول ان "البلاد سعيدة للغاية" باستقالته. وارتفعت اصوات الطبول وصيحات الابتهاج في انحاء مدينة لاهور القديمة. وفي انحاء اخرى اطلق البعض نيران بنادق الكلاشنيكوف في الهواء ابتهاجا.
واحتفل خصوم مشرف في انحاء البلاد بعد اعلانه على التلفزيون الاثنين استقالته واضعا نهاية لعام من الاقتتال السياسي المرير الذي تسبب في شل البلاد. وانتشرت الاحتفالات في مناطق خاصة اقيمت في مدن كبرى وفي عشرات المدن للاستماع الى خطاب مشرف الاخير الى الامة. ونصبت التلفزيونات ذات الشاشات الكبيرة في بعض الاماكن.
وجرت اكبر الاحتفالات في لاركانا بلدة بنازير بوتو رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت في تفجير انتحاري في تجمع انتحاري في كانون الاول/ديسمبر. وصرح شابير احمد احد السكان المحليين لوكالة "ان هذا جزء من الثار لبنازير، لقد ضحت بحياتها لتمنح الديموقراطية لباكستان". واصطف الالاف في الشوارع ورشقوا بيلاوال نجل بنازير بوتو بالورود اثناء زيارته هذه البلدة المغبرة الواقعة جنوب السند.
وتوجه اخرون الى ضريح بنازير الواقع على مشارف لاركانا. وفي مدينة بيشاور القريبة من مناطق القبائل المضطربة حيث تقاتل القوات الباكستانية فلول طالبان والقاعدة، فتح بعض الناس النار في الهواء وهتفوا بشعارات معادية لمشرف. كما تجمع المئات في مدينة مولتان وسط البلاد وهي مسقط رأس رئيس الوزراء الحالي يوسف رضا جيلاني الذي ينتمي الى حزب بوتو.
وانحنى بعضهم مقبلا الارض وشكروا الله. وقال عبد القدير جيلاني نجل رئيس الوزراء امام حشد من الف شخص "لقد تخلصت البلاد اخيرا منه (مشرف)". وترددت اصوات الطلقات النارية في انحاء بلدة غليغيت التي تعد بوابة الهملايا الباكستانية. وتبادل الباكستانيون كذلك الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة.
وجاء في احداها "هذه مناسبة سعيدة لنا جميعا" بينما جاء في اخرى "مبروك، لقد انقذ الله باكستان". الا ان بعض الباكستانيين اعربوا عن حذرهم وقالوا انه من المرجح ان يشهد البلد النووي وحليف الولايات المتحدة في "الحرب على الارهاب"، المزيد من الفوضى السياسية. وقال افتخار احمد الذي يعمل اخصائي نظارات في بيشاور "اعتقد ان علينا ان ننتظر لنرى ما ستكون عليه البلاد".
واضاف "لقد كان تحليل مشرف للوضع صحيحا، فالبلد يواجه العديد من المشاكل وعلى القيادة ان تحاول الان ايجاد حل". وتعاني باكستان من مشاكل اقتصادية كبيرة منذ فوز الائتلاف الحكم في الانتخابات في شباط/فبراير. وقال بائع العصير امتياز احمد انه سينتظر كذلك ليرى ماذا سيحدث. واضاف "دأب الائتلاف على القول ان مشرف يشكل عائقا كبيرا. سنرى ما الذي سيفعلونه الان".
بوش سيواصل العمل مع باكستان بعد استقالة مشرف
واعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش سيواصل العمل مع باكستان في مكافحة الارهاب وملفات اخرى، بعد استقالة مشرف. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو في بيان ان "الرئيس بوش ملتزم العمل مع باكستان قوية تواصل جهودها لتعزيز الديموقراطية والقتال ضد الارهاب".
واضاف ان الرئيس بوش "يثمن جهود الرئيس مشرف في الانتقال الى الديموقراطية والتزامه بمحاربة القاعدة والمنظمات المتطرفة". وتابع المتحدث ان بوش "يتوق للعمل مع حكومة باكستان لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والامنية". وقبيل تصريحات بوش، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في بيان ان بلادها ستواصل العمل مع "الحكومة المدنية المنتخبة ديموقراطيا" في باكستان والتي دفعت مشرف للاستقالة.
وقالت رايس "سنواصل العمل مع الحكومة الباكستانية والقادة السياسيين وحضهم على مضاعفة تركيزهم على مستقبل باكستان واحتياجاتها الملحة بما في ذلك وقف تنامي التطرف". واضافت ان مشرف الذي اعلن استقالته الاثنين "كان صديقا للولايات المتحدة واحد اكثر الشركاء في العالم التزاما في الحرب ضد الارهاب والتطرف".
وتابعت ان مشرف "اختار الانضمام الى الحرب ضد القاعدة وطالبان وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تهدد سلام وامن باكستان وجاراتها وشركائها في العالم". واضافت "ومن اجل ذلك كله نكن له عميق الامتنان". والاثنين اعلن مشرف قائد الجيش السابق الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1999، في كلمة متلفزة استقالته وسط تهديدات من خصومه بتوجيه الاتهامات له بهدف عزله.
وخسر حلفاء مشرف السياسيون في الانتخابات العامة التي جرت في شباط/فبراير. واكدت رايس ان واشنطن تدعم "بشدة" تشكيل حكومة مدنية جديدة في اسلام اباد "وتحترم نتائج" انتخابات شباط/فبراير. وقالت "نعتقد ان احترام العمليات الديموقراطية والدستورية في ذلك البلد هو امر اساسي بالنسبة لمستقبل باكستان وحربها على الارهاب".
وجاء بيان رايس الذي صدر اثناء توجهها الى اوروبا لاجراء محادثات يجريها حلف الاطلسي بشان الازمة في جورجيا، في الوقت الذي دعا عدد من زعماء العالم الى الاستقرار والوحدة في باكستان عقب استقاله مشرف.
مصرع 460 مسلحاً و22 جندياً في مواجهات
تعهدت باكستان الجمعة، باجتثاث المليشيات المتشددة من مناطق القبائل النائية حيث أوقع القتال الجاري منذ عشرة أيام، بين تلك العناصر والقوات الحكومية، 460 قتيلاً في صفوف المسلحين. ولقي 22 جندياً باكستانياً مصرعهم خلال المواجهات، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وقال وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، إن تقارير للاستخبارات المحلية كشفت عن تواجد قرابة ثلاثة آلاف من تلك العناصر في منطقة "باجور" شمال غربي باكستان المتاخمة للحدود الأفغانية. وأوضح مالك أن تلك العناصر تضم مسلحين باكستانيين ومن طالبان الأفغانية، إلى جانب جنسيات أخرى من آسيا الوسطى. وذكر وزير الداخلية الباكستاني خلال مؤتمر صحفي الجمعة، إن المروحيات القتالية تدك مواقع المليشيات المسلحة منذ اندلاع المواجهات في السادس من أغسطس/آب الجاري. وتعهد المسؤول الباكستاني باجتثاث تلك العناصر نهائياً من المنطقة.
وقال حاكم الإقليم، عويس أحمد، إن المواجهات أدت لنزوح قرابة 219 ألف شخص من المنطقة. وشن الجيش الباكستاني، في أواخر يونيو/حزيران، حملة عسكرية واسعة، هي الأضخم ضد المليشيات المسلحة المنتشرة في مناطق القبائل النائية، منذ تولي الحكومة المدنية السلطة في مارس/آذار.
التعليقات
ّاه او واحد
هولاكو -ااه لو واحد من البعثيين شريف كان صدام اعتمد له وترك القصره وخرج مثلما تفعله مشرف بل ان اسمكم فعلا يليق بتصرفكم ؟ فليتعلم الذين معنى الوطنية واحترام الشعب والوطن عندما يغلط امام شعبه بل لا يدمر ويحرق الشعب والوطن مثل الشوفانيين البعثية.وشكر