مكرم محمد أحمد يفوز بمنصب نقيب الصحافيين المصريين

الصحافيّون المصريّون يحدّدون اليوم مستقبل التغيير

إنطلاق الجولة الثانية لحسم منصب نقيب الصحافيين المصريين

بعد معركة إنتخابية بالغة الشراسة لصحافيي مصر وفي الجولة الثانية فاز مكرم محمد أحمد بمنصب نقيب الصحافيين المصريين للمرة الثانية بعد انتخابات الاعادة التي جرت يوم الأحد بمقر نقابة الصحافيين وسط القاهرة، على منافسه ضياء راشوان، الباحث بمركز "الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية". وحصل مكرم محمد أحمد على 2419 صوتاً مقابل 1561 لمنافسه رشوان.

نبيل شرف الدين من القاهرة: حصل مكرم محمد أحمد الذي فاز بمنصب نقيب الصحافيين المصريين على 2419 صوتا، مقابل 1561 لمنافسه رشوان، وذلك بعد يوم طويل شهد حضوراً كثيفاً للصحافيين والمشاركة في الاقتراع وسط أجواء من الاستقطاب الحاد بين مؤيدي المرشحين، ودعاية مكثفة وتأييد من قبل المعارضة الناصرية والقومية والإسلامية لصالح المرشح الخاسر ضياء رشوان، بينما حشدت المؤسسات الصحافية الكبرى كافة محرريها لانتخاب مكرم محمد أحمد الذي ينظر إليه باعتباره أحد شيوخ المهنة في مصر.

وخلال الأيام القليلة الماضية تمكن مكرم محمد أحمد من التوصل إلى اتفاق مع محرري صحيفة ldquo;الشعبrdquo; المغلقة لإنهاء إضرابهم عن الطعام، بعدما اتفاق مع السلطات الحكومية على إنهاء أزمتهم وإعادة فتح ملف التأمينات الاجتماعية للصحيفة وتسوية رواتبهم وتوزيعهم على الصحف القومية.

وثمة من يرى أن معركة نقابة الصحافيين المصريين تعد بمثابة "بروفة مصغّرة" لمعركة الانتخابات التشريعية والرئاسية التي سوف يخوضها المصريون في العامين المقبلين، كما تعكس حجم الخلافات الحادة بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين التي ينظر إليها باعتبارها كبرى الجماعات المناوئة للنظام.

ويبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية المسدّدين لاشتراكات نقابة الصحافيين، وبالتالي يحق لهم التصويت في الانتخابات 5416 عضواً يتوزعون على 20 لجنة انتخابية في مقر النقابة وسط القاهرة، في ما يبلغ عدد الأعضاء في مدينة الإسكندرية 109 أعضاء أدلوا بأصواتهم في لجنة انتخابية واحدة.

أجواء المعركة

وبعد أن أسفرت الجولة الأولى عن فشل المرشحين في الحصول على 50 في المائة زائد واحد من عدد الأصوات، حسم الصحافيون المصريون يوم الأحد خياراتهم في واحدة من أكثر عمليات الاقتراع إثارة للجدل باختيار مكرم محمد أحمد نقيباً، الذي أكد عقب إعلان النتيجة بأنه سوف يظل ملتزماً بالعمل على انهاء العمل بعقوبة الحبس في جرائم الرأي مع الجمعية العمومية للنقابة ومؤسسات المجتمع المدني ومن خلال الحوار مع الدولة"، بينما لم يكن للمنافس رشوان سوى شعارات "النزاهة واسترداد النقابة من قبضة الحكومة"، كما روج في دعايته الانتخابية المكثفة.

ومساء الأحد الماضي أعلن رئيس محكمة جنوب القاهرة ورئيس اللجنة المشرفة على انتخابات النقابات المهنية، المستشار محمد السيد، إعادة الانتخابات على المنصب لعدم حصول أي من المرشحين على نسبة 50 في المئة + 1 من مجمل الأصوات الصحيحة، حيث حصل مكرم على 1497 صوتاً مقابل حصول رشوان على 1458 صوتاً، بينما تمكن اليوم مكرم من حصد الأغلبية بفارق كبير ضد منافسه.

ودارت برامج المرشحين على اختلاف مشاربهم حول قضايا مزمنة في المجتمع الصحافي تشمل ضعف أجور أغلبية الصحافيين وضعف قدرتهم على تملك مساكن مناسبة وانخفاض أجور التقاعد من النقابة، التي تضم جداول القيد فيها ما يقرب من ستة الاف صحافي لهم حق الاقتراع.

وتحت ضغوط الصحافيين من شتى الاتجاهات السياسية والمشارب الفكرية، ألغت الحكومة قبل سنوات مضت عدة مواد في قانون العقوبات كانت تجيز الحبس في قضايا النشر، لكن مواد أخرى ظلت باقية في القانون وقوانين أخرى سارية، كما غلظت أيضاً التعديلات التي ألغت المواد التي تجيز الحبس عقوبة الغرامة، والتي يقول صحافيون انها يمكن أن تنتهي بحبس الصحافيين الذين يعجزون عن سدادها.