تضامن كامل مع السعودية ومطالبة إيران بالإيجابية في ملفها النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القمة الثلاثون لدول مجلس التعاون الخليجي
قمة "اللا قرار" الخليجية بلا نتائج مرجوة
الأمين العام لمجلس التعاون بحرينيّ وقمَّة الكويت لن تحدد الاسم
أمير الكويت : ستهداف الحوثيين للسعودية مساس لأمن مجلس التعاون
أنهى قادة دول مجلس التعاون الخليجي أمس الثلاثاء قمتهم الثلاثين في الكويت. وجدد البيان الختامي الذي أعلن في الجلسة الختامية المسائية التضامن الكامل مع السعودية والدعم المطلق لحقها في الدفاع عن أراضيها. كما أكد الثقة في قدرة دول التعاون على تجاوز تبعات الأزمة الإقتصادية العالمية. ودعت الدولة الخليجيّة إيران إلى التعامل بإيجابية مع متطلبات الشرعية الدولية لضمان التوصل إلى حل سلمي لملفها النووي.
الكويت، وكالات: أكدت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتها السنوية في الكويت الثلاثاء، ثقتها في قدرة اقتصادياتها على تجاوز تبعات الازمة الاقتصادية العالمية، ودعت من جهة اخرى ايران الى التعامل بايجابية مع متطلبات الشرعية الدولية لضمان التوصل الى حل سلمي لملفها النووي.
ووجهت القمة التي استمرت يومين، بانشاء مجلس نقدي يضع جدولا زمنيا جديدا للعملة الخليجية الموحدة، كما اعلنت الاتفاق على تعيين مرشح مملكة البحرين في الامانة العامة لمجلس التعاون خلفا للقطري عبدالرحمن العطية في رئاسة المجلس اعتبارا من 2011.
وفي بيانها الختامي، اكدت قمة الكويت "الثقة في متانة اقتصاديات دول المجلس وقدرتها على تجاوز تبعات الازمة" الاقتصادية العالمية التي تاثرت بها دول الخليج بقوة اذ انها تعتمد على تصدير الطاقة مع امتلاكها 45% من احتياط النفط وربع الغاز العالمي تقريبا.
إلى ذلك، أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي "التضامن التام مع المملكة العربية السعودية والدعم المطلق لحقها في الدفاع عن اراضيها وامن مواطنيها مؤكدا ان اي مساس بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن واستقرار وسلامة كافة دول المجلس"، في اشارة الى المواجهات العسكرية مع المتمردين الحوثيين على حدود المملكة مع اليمن. كما اكد قادة دول المجلس "الدعم الكامل لوحدة وامن واستقرار اليمن" الذي يشن حربا شرسة في الشمال مع المتمردين الزيديين الحوثيين، فيما تنشط حركة انفصالية متنامية في جنوبه.
وفي الإطار العسكري أيضا، قال الامين العام للمجلس عبدالرحمن العطية ان القادة اتخذوا قرارا بشأن انشاء "قوة تدخل سريع" مشتركة بهدف "ردع العدوان على اي دولة من دول المجلس" دون الادلاء بمزيد من التفاصيل، الا انه اكد عدم ارتباط القوة بالمواجهات التي تخوضها السعودية حاليا. وعلى الصعيد الاقليمي، ابدت دول الخليج تاييدها لدعوة الجامعة العربية الى عقد جلسة خاصة لمجلس الامن الدولي لاعلان قيام الدولة الفلسطينية على اراضي 1967.
وعلى صعيد الملف الايراني، دعا قادة الدول الخليجية ايران الى التعامل بايجابية مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرارات الشرعية الدولية، مجددين رفضهم لاي عمل عسكري ضد ايران. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح في مؤتمر صحافي في ختام القمة "ما نتمناه ونطلبه ... هو ان تلبي ايران ما هو متطلب منها من وكالة الطاقة الذرية وان تتعامل بايجابية مع قرارات الشرعية الدولية".
واكد الشيخ محمد ان دول الخليج "لا تريد ابدا اي عمل عسكري" ضد ايران اذ ان "اي توتر في هذه المنطقة سينعكس على اوضاعنا". الى ذلك، جدد مجلس التعاون في البيان الختامي لقمة الكويت "التاكيد على مواقفه الثابتة من اهمية الالتزام بالشرعية الدولية"، كما جدد الدعوة "الى جعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل والاسلحة النووية" بما في ذلك اسرائيل.
وعلى صعيد مشروع الوحدة النقدية، وجهت القمة بانشاء مجلس النقد وطلبت من مجلس ادارته العمل على وضع جدول زمني لاصدار العملة الخليجية الموحدة التي كان يفترض ان تصدر في 2010 بحسب الجدول الزمني الاساسي. واعربت الكويت عن الامل في انضام سلطنة عمان والامارات الى الاتفاقية في "المستقبل القريب".
وتشمل اتفاقية الاتحاد النقدي التي دخلت حيز التنفيذ، اربع دول هي السعودية والكويت وقطر والبحرين. وكانت سلطنة عمان اعلنت في 2007 انها لن تنضم الى الاتحاد النقدي بينما انسحبت الامارات من المشروع هذه السنة احتجاجا على عدم اختيارها لتكون مقرا للمصرف المركزي الخليجي المستقبلي.
ولم يشر وزير الخارجية الكويتي الى وجود اي جدول زمني متفق عليه للعملة الموحدة، واكتفى بالقول ان "العربة وضعت على المسار"، مشيرا الى ان الهدف هو قيام "سوق خليجي مشترك قادر على امتصاص الصدمات الخارجية التي لا شك انها ستكون موجودة في المستقبل". كما اعتبر ان مسالة ربط العملة المشتركة بالدولار او بسلة عملات مسالة سيبت فيها المجلس النقدي في مرحلة لاحقة.
هذا وأكد العطية في المؤتمر الصحافي الختامي ان القادة اتفقوا في القمة على ازاحة كافة العوائق امام التنفيذ الكامل للاتحاد الجمركي الخليجي الذي اطلق في 2003 ولم ينفذ بشكل كامل لاسباب تقنية وسياسية. ويفترض ان تنتهي الفترة الانتقالية لاتفاقية الاتحاد الجمركي في 2010.
وندد البيان الختامي "بالسياسات الاسرائيلية الاحادية الجانب ومحاولة فرض الامر الواقع بتغيير الاوضاع الجغرافية والسكانية للاراضي الفلسطينية المحتلة واعمال التهويد القائمة في القدس الشرقية وتكثيف سياسة الاستيطان وتوسيع المستوطنات القائمة".
وطالب مجلس التعاون المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته نحو الايقاف الفوري للنشاطات الاستيطانية وازالة جدار الفصل العنصري وعدم السماح لاسرائيل بالمساس بوضع القدس الشريف والمحافظة على المقدسات الاسلامية والمسيحية". كما اعرب المجلس عن ادانته لعمليات التفجير في العراق.
وكانت قمة الكويت شهدت تدشين مشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس والذي بات يضم اربع دول هي السعودية والكويت والبحرين وقطر، على ان يضم الامارات وسلطنة عمان في حدود 2012. وتعليقا على رفض السويسريين بناء مآذن جديدة في استفتاء شعبي، دعا بيان القمة سويسرا والمجتمع الدولي "الى تكثيف الجهود لضمان احترام الحقوق الدينية والحفاظ على اماكن العبادة".
هذا وتصدرت نتائج قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي الصفحات الاولى للصحف الاردنية التي سلطت الضوء على نتائجها وأهميتها للعمل العربي المشترك واثرها على دول المنطقة. وتناولت الصحف الاردنية الصادرة نتائج القمة بالتحليل مؤكدة اهميتها في تعزيز ثقة دول المجلس في قدرة اقتصاداتها على تجاوز تبعات الازمة الاقتصادية العالمية.
من جانبها أبرزت الصحف الكويتية مقررات القمة وأهم المحاور التي تناولتها إطلاق الاتحاد النقدي وإنشاء قوة خليجية للتدخل السريع وتجديد التضامن مع السعودية في عناوينها الرئيسة.