ثلوج "فاطمة وهيدي" السوداء
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
** سمات الومضة **لم يكن من مقومات الومضة &التكثيف والتركيز فقط في اختيار المفردات نعم لابد أن تكون &حالة انسانية شديدة الصدق تستند إلى أقل الكلمات التي تفي بالغرض كما في قصة " وهيدي" &( شاعر) حيث تقول :( أحبته، فتركها وبحث عن فتاةٍ تحمل اسما لا يكسر وزن قصيدته.) إلا أن التكثيف في حد ذاته لا يصنع عملا مدهشا &وقويا .. فوهيدي لديها لغة شاعرية رائعة تعاملت بها مع نصوص المجموعة واستندت على السرد أكثر من اعتمادها على الحوار في معظم نصوصها وهذا يجعلنا نلفت انتباهها إلى ضرورة التوقف قليلا أمام نصوصها القادمة التي نطمع أن تكون أكثر قوة وتأثيرا كما في القصص التي استندت على لغة الحوار أكثر من السرد .فمن مقومات " الومضة " أيضا الخاتمة المدهشة حيث أنها ركيزة أساسية في القصة الومضة وهذا ما صنعته وهيدي في بعض نصوص المجموعة كما في قصة " وليمة ، رحيل ، طمع ، بؤس وغيرها "&فعلى كاتب القصة القصيرة جدا تكثيف لغته وتخليصها من الترهل واستعمال أفعال الحركة والاختصارات وتجنب استعمال الصفات و الظروف واستعمال أفعال الحركة القوية ويقلل من استخدام أفعال الوصل واستخدام الحوار بدلا من السرد في كثير من الأحيان .ويفضي التكثيف الناجح إلى لغة مشعة بالإيحاءات والدلالات فتكون رشيقة في إيصال المعنى لأن اللغة الايحائية عكس التقريرية وأكثر تأثيرا .** قدرات وهيدي **اللغة لدى فاطمة وهيدي شاعرة جدا أقرب ما يكون إلى قصيدة النثر كطبيعة الومضة وهذا يحسب إليها ، لكن " وهيدي " لم تسلم من الوقوع في شرك الانسياق وراء سحر اللغة فانساقت وراء الحشو الزائد قليلا ونست تماما أن من أهم ملامح قصة الومضة التخلص من الحشو &كما في قصة " إبداع " .وفي القصة القصيرة جداً لعبة فنية أو تقنية قصصية لا غاية لها إلاّ الخروج على السّرد، وهو خروج يبعث على الإثارة والتشويق" الذي يتحقق من ثنائية المفارقة التي من الممكن أن تحمل أبعاد التقابل أو التضاد، الرفض أو القبول، الواقعي وغير الواقعي المؤمل أو المتخيل .&أيضا الومضة لا يهمها الانشغال كثيرًا بالحدث بقدر ما يهمّها أن تؤدي غرضها الفني في أن تبرق وتشع داخل النص القصصي أولاً ، ثم في داخل وجدان المتلقي ثانياً . وإذا ما توافرت هذه الشروط وهي : التركيز والتكثيف والاقتصاد في الكلمات والموحيات والدلالات, والمفاجأة الصادمة التي تصل حدّ الإثارة وتحفيز مخيلة القارئ وهواجسه تجاه ما يقرأ ويتفاعل معه وينفعل به , فهي قصة ومضة بامتياز.وهذا ما نتمناه للكاتبة الجادة فاطمة وهيدي في كتابها القادم بنصوص أكثر جرأة ودهشة عن سابقتها &..لكنها &بكل تأكيد تبشر بكاتبة متميزة &حققت نجاحات لا بأس بها ونتمنى لها نجاحاتٍ أكبر في عالمها القصصي فهنيئا لها .&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف