قراءة في كتاب ساركوزي الجديد: نقد ذاتي وانتقاد لـهولاند
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&أصدر الرئيس الفرنسي السابق و زعيم حزب 'الجمهوريون'، اليمين الوسط، نيكولا ساركوزي &كتابا تحت عنوان 'La France Pour La vie ' او ' فرنسا من أجل الحياة' تضمن نقدا ذاتيا لولايته الرئاسية حيث تطرق لكل الحوادث التي طبعت سلبا ام إيجابا عهده الرئاسي موجها أسهم انتقاداته لليسار الحاكم و للرئيس الحالي فرانسوا هولاند معلنا ان فرنسا تفتقر اليوم للزعامة مع رئيس لا يملك صفات القائد و يفضل البقاء بعيدا عن الحسم و اتخاذ القرارات. &
أكد أن كتابه ليس إعلان ترشح للرئاسيات العام القادم، لكن تراجع فرنسا داخليا و عالميا و حب الفرنسيين له حملوه من جديد نحو غمار الحياة السياسية.&&و يبقى السؤال :هل أقنع ساركوزي القارىء بالمبررات التي ساقها في كتابه حول الإنتقادات التي طالت عهده الرئاسي ؟&&يبقى الجواب لذلك بيد الشعب الفرنسي خاصة مناصري حزب 'الجمهوريون' الذين سيختارون في الأشهر القادمة مرشح الحزب الذي سيخوض الإنتخابات الرئاسية عام 2017.&&نقذ ذاتي&&يقدم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي كتابه على أنه نقد ذاتي لكل ما حملته ولايته الرئاسية و وسيلة لمخاطبة الفرنسيين كما لم يحدث من قبل حول ما تعيشه بلادهم اليوم و ما يخبئه لهم الغد وسط قناعة بأنه ما زال هناك أملُ في الغد على الرغم من التحديات الكبرى التي تواجه عالمنا اليوم.&نيكول ساركوزي: فرنسا لم تحطم، فرنسا لم تنته و هي أكبر من مجرد حنين او ماضي جميل&يؤكد ساركوزي ان كتابه ليس إعلان &ترشح للإنتخابات الرئاسية القادمة، فما زال الوقت مبكرا و لكنه لا ينفي أن التحدي الأكبر عام 2017 &هو إيجاد تناوب على السلطة في البلاد أي إنتقال الحكم &من اليسار إلى اليمين و إلا سيكون الفائز الأكبر هو حزب الجبهة الوطنية أو اليمين المتطرف لأن التحدي تاريخي و إلا سيدفع &الغضب و اليأس بغالبية الفرنسيين نحو الأسوأ. &
أسباب عودته إلى الحياة السياسية&يعرض الرئيس الفرنسي السابق ثلاثة أسباب وراء عودته إلى الحياة السياسية و يأتي في مقدمتها فشل إستراتيجيات الحزب اليساري الحاكم و منها السياسة الإقتصادية و يعرض على سبيل المثال الزيادة في الضرائب التي بلغت نسبة 48 مليار يورو منذ عام 2012 ، ناهيك عن زيادة مؤيدي حزب الجبهة الوطنية بنسبة غير متوقعة.لا يغيَب ساركوزي عن كتابه بأن عودته إلى الحياة السياسية تأتي أيضا في وقت كان حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية سابقا و حزب 'الجمهوريون' اليوم مهددا &بالإنفجار مع غياب قائد واحد مقبول من مناصري و قياديي الحزب &و إفتقاره &لخط سياسي بفعل الخلاف المتصاعد بين رئيس الوزراء الأسبق فرانسوا فيون و رئيس الحزب يومها جان فرانسوا كوبيه اللذين أعلن كل منهما فوزه برئاسة الحزب.&&يتساءل ساركوزي: كيف لي ان لا أعود إلى الحياة السياسية وسط كل هذه الأزمات؟ ففرنسا تسير نحو حائط مسدود و لا ينفك اليمين المتطرف عن حصد ناخبين و مناصرين جدد وسط معارضة مشرزمة.&يقول : قررت خوض الإنتخابات الرئاسية في الحزب و فزت بالرئاسة بتأييد أكثر من 64 بالمئة من مناصري الحزب في أيار مايو 2015، و في الربيع الماضي، استطاع الحزب الفوز &بثلثي عدد الأقاليم في فرنسا و حرم اليمين المتطرف من &الفوز بأي اقليم بعكس استطلاعات الرأي التي كانت تتوقع فوز حزب الجبهة الوطنية ب 10 على الأقل.&و جاءت إنتخابات المناطق التي فاز فيها اليمين الوسط ب 8 مناطق بينها منطقة فرنسا الكبرى التي تضم العاصمة باريس و منطقة أوفيرني رون ألب التي تعتبر تاريخيا معقلا لليسار. و هي انتخابات مكنت حزب اليمين الوسط من ادارة غالبية المناطق في فرنسا التي كان لا يسيطر سوى على منطقة واحدة منها.&ساركوزي: الفوز جماعي و لكن الخسارة هي دائما يتيمة. &
السنوات التي تلت خسارته&&يستذكر نيكولا ساركوزي السنوات التي تلت خسارته في الإنتخابات الرئاسية عام 2012 و يقول إنها شكلت متنفسا له بعيدا عن الأزمات و الحروب التي كان يحفل بها العالم و لكنه يعترف أنه &في قرارة نفسه كان هناك دائما خوفٌ من &الحياة غير السياسية، ذهب به الأمر حتى للتساؤل &في إحدى المرات إن كان هناك بالفعل حياة بعيدة عن السياسة؟ و لكنه اكتشف وجود حياة كانت مليئة بالطمأنينة، استعاد فيها حب العائلة &الذي لا يوازيه شيئا في العالم و يؤكد &أن زواجه من عارضة الأزياء الإيطالية الأصل كارلا بروني كان &أفضل خيار اتخذه عام 2008 ، لأنه صحيح أن الإقامة مع صديقة في قصر الأليزيه هو ممكن قانونيا و مقبول سياسيا و لكنه كارثة على المستوى الإنساني مع غياب أية وسيلة تستطيع الصديقة بها المدافعة عن نفسها.&&يتابع: ما أردت تجنيبه ل كالا بروني أن يكون لديها صفة ' العشيقة الرسمية'.&&و إن كان ساركوزي وجه سهام انتقاداته إلى حياة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الشخصية و علاقته بصديقته السابقة فاليري ترييفيلير لكنه أثنى بالمقابل على الخطوة التي قام بها الرئيس الفرنسي الأسبق اليساري فرانسوا ميتيران حين قام بالإتفاق مع مجلة باري ماتش بالكشف عن وجود إبنة له من علاقة خارج إطار الزواج.&فساركوزي يقول إنه في الأصل رجل محارب عصامي يخوض حروبا و لكنه &لا &يحب أن يترك ندوبا لها سواء كانت فائزة او خاسرة و يبقى في الأساس فرنسيا، لا يتحمل فكرة تصنيف فرنسا بعكس ما هي عليه اليوم.&&ساركوزي و القضاء&&لا يغيب ساركوزي عن كتابه المتاعب القضائية التي لاحقته في العامين بعد خسارته في الإنتخابات الرئاسية و هي تجربة أضافت له الكثير و عاني خلالها كل ما لا يتخيله عقلٌ حتى وصل الأمرُ به &إلى مرحلة تساءل فيها إن كان حقا مذنبا؟&يتساءل ساركوزي: هل بمحض الصدفة رأيت نفسي عام 2012 و انا في خضم الحملة الإنتخابية للرئاسيات متهما بإستغلال امرأة عجوز في إشارة إلى ليليان بيتنكور أو بأنه تم تمويل حملتي الإنتخابية من جانب أسوأ ديكتاتور عرفه التاريخ في القرن 21 في إشارة إلى العقيد الليبي &السابق معمر القذافي! و إن كنت بالفعل تلقيت اموالا من القذافي لماذا لم يقم &القذافي &أثناء &الحملة العسكرية الغربية &التي اطاحت به بالكشف عنها و لماذا جرى الإنتظار حتى مقتله &لإظهار مستند و &تعمد نشره ما بين جولتي الإنتخابات الرئاسية الأولى و الثانية الحاسمة!&يحمل بطريقة غير مباشرة اليسار الحاكم المسؤولية و يسأل: أين ذهبت الشعارات التي ينادي بها اليسار : حقوق الإنسان، دولة القانون او الشفافية ؟ هل ذهبت مهب الريح عندما يتعلق الأمر بشخصية من اليمين!&ساركوزي يقول: هل بتنا في فرنسا في مرحلة إهمال ، غدا ممكنا فيها أن يتم تسريح عشرات القضاة و رجال الأمن و الخبراء التقنيين من أجل التدقيق في حياتي المهنية و الشخصية؟، لقد تم التنصت على هاتفي و ملاحقتي خلال أشهر لأنه كان هناك قاض في مرسيليا اشتبه بان لي علاقة بشبكة لتهريب المخدرات من جمهورية الدومينيكان، مستندين على دليل انني كنت استقل طائرة من شركة جوية متورطة في هذه التجارة غير الشرعية، يا له من دليل ! &'لا يغيب ساركوزي قضية شركة بيغ ماليون و هي شركة كانت مسؤولة عن صورة ساركوزي في حملته الرئاسية و التي اتهمت بإصدار فواتير مزورة.و يتساءل إن كان هناك شخصية في تاريخ الجمهورية الخامسة تمت معاملتها بهذه الطريقة ؟&يرد ساركوزي على منتقديه الذين يرون اليوم ان القضاء الفرنسي لا يقوم اليوم سوى برد الصاع صاعين له عندما تجرأ على مقارنة الجسم القضائي ب البازيلا ؟يعترف ساركوزي انه أخطأ عندما استخذم &هذه العبارة و لكنه يؤكد على البعد النبيل لها إذ اتت لشرح لماذا اختار رشيدة داتي وزيرة للعدل في فرنسا، و هي فرنسية من أب جزائري و أم مغربية و يقول إنه &أراد عبر هذا الإختيار التأكيد للفرنسيين أنهم سواسية أمام القضاء إن كانوا &فرنسيي الأصل أو من &أصول مهاجرة.&يعدد ساركوزي في كتابه كل ما دفع فرنسا إلى التراجع عن ما كانت عليه، فالإنبهار بالشفافية دمر كل شيء وتظل الخاسر الأكبر هي الديمقراطية التي لم تعد تعرف من تصدق أو إلى جانب من تقف.&يقول إنه منذ عشرين عاما كان حلم الشباب الكندي التمكن من القدوم إلى فرنسا لمتابعة دروسهم و لكن للأسف ما يحصل اليوم هو النقيض إذ بات امل الشباب الفرنسي الحصول على فرصة تمكنهم من إكمال دروسهم الجامعية في كندا أو الولايات المتحدة أو بريطانيا او الصين و وضع ساركوزي ذلك في خانة كيف تنظر المجتمعات الفرنسية إلى الطموح و المال و النجاح و العمل.&&يستذكر ساركوزي في هذا الإطارة عبارة فرانسوا هولاند في حزيران يونيو عام 2006 عندما قال إنه لا يحب الأغنياء موضحا أن ذلك ينطبق على كل فرد يزيد دخله الشهري عن 4 000 يورو.&ساركوزي يحلو له تذكير الرئيس الحالي بان رئيس الجمهورية يجب ان يحترم كل فرد في المجتمع و يستذكر سريعا ساركوزي الحادثة التي واجهته عندما كان يقوم بزيارة إلى صالون الزراعة في باريس و يومها عمد إلى الرد على شخص قام بإهانته.يقول ساركوزي إنه كان خطأ منه القيام بذلك لأنه وضع على نفس المستوى ويؤكد أن هذه السنوات علمته ان إمتلاك شخصية قوية ليس مبررا لفعل كل شيء.&ساركوزي و المال&&يسرد ساركوزي في كتابه الإنتقادات التي طالته كحبه للمال و يقول إن الحقيقة عكس ذلك لأنه لو كان هدفه الأساسي هو جني المال لما كان دخل معترك السياسة.&يتابع ساركوي: ' انا اختلف عن باقي الزعماء السياسيين لأنني لا أعتبر نفسي غريبا عن عالم المال و الإقتصاد'.&و صحيح ان ساركوزي لم يتابع دروسه في المدرسة العليا للإدارة التي تخرج كبار موظفي الدولة و الرؤساء لكن ذلك لم يمنعه من حيازة شغف متابعة التحصيل العلمي و العملي لمن استطاعوا القيام بذلك .&يعرج ساركوزي سريعا على الحملة الإعلامية التي طالته بعد موافقته على المشاركة في محاضرات مقابل عائد مالي و &يقول إنه كان حرا لأنه لم يعد رئيسا و قبل فقط المشاركة في محاضرات خارج فرنسا &و ممولة من منظمات غربية لتفادي أي تعارض في المصالح داخل فرنسا.&كيف لي أن لا أعود إلى الحياة السياسية !&يخلط ساركوزي في كتابه حياته الشخصية و المهنية و يقول كيف لي أن لا أعود إلى الحياة السياسية عندما يقوم عدد من الأشخاص بإنتظارك خارج المطعم فقط لأخذ صورة أو التمكن من رؤيتك و مصافحتك؟ كيف لي ان أقول لهؤلاء الفرنسيين انهم لم يعودوا أفرادا في عائلتي و انهم لم يستطيعوا بعد ذلك الإعتماد علي؟&لم أستطع القيام بذلك لأن الشعلة في داخلي ظلت مضاءة و لم تنطفىء مع مر الزمن ، فكل شيء بدأ مع فرنسا و سينتهي معها....&خسارة الإنتخابات الرئاسية عام 2012&&في كتابه، يعمد نيكولا ساركوزي إلى التخفيف من وطأة خسارته للإنتخابات الرئاسية عام 2012 و يقول إن الخسارة أتت بفارق ضئيل عن خصمه آنذاك الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، فيما كانت استطلاعات الرأي تتوقع انتصارا كبيرا لفرانسوا هولاند.&يصف ساركوزي هولاند بالشخص البارد و تصرفاته هي أقرب إلى سوء التعليم، &يعود سريعا إلى يوم التسلم و التسليم حيث عمد هولاند إلى الدخول إلى قصر الأليزيه فيما كان ساركوزي و زوجته لم يركبا بعد السيارة مغادرين.&&ساركوزي أثنى على ولايته الرئاسية مؤكدا أنه لا يمكن أن نحكم بلدا مع أصدقائنا و أن خير مثال على ذلك التنوع الذي أدخله إلى الحكومات المتعاقبة في ولايته الرئاسية حيث استدرج شخصيات من اليسار ك برنار كوشنير وزير الخارجية الأسبق و أدخل وجوها فرنسية من أصول مهاجرة ك رشيدة داتي وزيرة العدل او راما ياد وزيرة حقوق الإنسان.&&اتهم اليسار باستخدام اليمين المتشدد في سياساته وقال إنها سياسة متبعة منذ عهد الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران حتى يومنا هذا و يأتي ذلك في إطار رده على انتقادات اليسار له بمحاولة استدراج ناخبي اليمين المتطرف في تصريحاته و قراراته السياسية.&انتقد اليمين المتطرف و قال إن زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لو بان ليست إلا وريثة كانت بحاجة إلى كل هذا الوقت لكي تعرف بالنهاية أن والدها شخص لا يمكن التفاهم معه.أثنى على صفات وزير الخارجية الأسبق و المرشح المحتمل للإنتخابات الرئاسية ألان جوبيه و نادى بضرورة الإبقاء على علاقات يسودها الإحترام المتبادل لتفادي تكرار الخلافات التي شابت معسكر اليمين الوسط &بين الرئيسين الأسبقين فاليري جيسكار ديستان و الطامح آنذاك للوصول إلى الرئاسة و الرئيس الأسبق جاك شيراك أو إدوار بالادور رئيس الوزراء الأسبق و الطامح للوصول إلى الرئاسة و جاك شرياك.&هل كان النصر ممكنا عام 2012؟&نعم، يقول ساركوزي، لأن فرانسوا هولاند كان مرشحا مثاليا و هذا ما يجيد القيام به لأن ذلك يبقيه بعيدا عن اتخاذ القرارات.&ساركوزي يرى ان خسارة عام 2012 كانت رغبة فرنسية في التناوب و نتيجة الأزمة الإقتصادية العالمية عام 2008 .دافع عن سياسته الإقتصادية &و قال إن بداية عهده الرئاسي سجل انخفاضا في معدل البطالة بلغ ما دون مليوني عاطل عن العمل في سابقة منذ عام 80 و ان نسبة العجز العام كانت ما دون 3 & & &بالمئة و لكن أتت الأزمة الإقتصادية و أطاحت بكل ما تم تحقيقه على المستوى الإقتصادي.&&يقول ساركوزي إنه كان أول من بادر إلى الإعلان عن سحب الجنسية الفرنسية من حملة الجنسيتين في حال ارتكب أحدهم جرائم بينها إرهابية ما أثار تنديد المعارضة يومها وها هو فرانسوا هولاند يدعو المجلس بغرفتيه لإقرار هذا التعديل الدستوري.&و في انتقاده ل هولاند، قال ساركوزي إن الديقمراطية بحاجة لرئيس قوي.&اقر ساركوزي بان خطاه كان عدم إظهاره علنيا شغفه بالثقافة و الآداب و السينما &متسائلا عن ما ستغدو عليه فرنسا بدون إرثها الثقافي.و استطرد سريعا بالقول إنه لا يفهم أيضا الجدل الذي يولد عندما يتحدث عن جذور فرنسا المسيحية فذلك لا يشكل أي انتقاص لمفهوم العلمانية لان فرنسا ليست فقط مسيحية و لكن جذورها هي كذلك و ان نفي ذلك لن يسفر سوى عن تطرف اكبر لدى قسم من الفرنسيين.ساركوزي عبر عن حزنه لغياب تلك المشاريع الكبرى في فرنسا على غرار ما شهده العالم في أجزائه الأربعة، من لندن إلى الدوحة، و من نيويورك الى ابو ظبي، و من هونغ كونغ الى شنغهاي و اعاد السبب الأساسي لذلك هو &الإفتقاد لحب المغامرة و العشق للإبتكار و الإكتشاف.
ازمة اللاجئين كما يراها ساركوزي&&يعرج ساركوزي على ازمة اللاجئين و يقول انها التحدي الاكبر التي تواجه مجتمعاتنا منذ بداية القرن الواحد و العشرين و يدعو الحكومات الى التحلي بالوضوح و الانسانية عبر منح اللاجىء مدة قصيرة للاقامة يحق له فيها الاستفادة من المساعدات الاجتماعية.يرى ان التحديات التي تواجه المجتمعات الغربية يجب ان تتزامن مع تشديد اجراءات دخول التراب الفرنسي و تعيش اوروبا حالة من الضعف تفتقر فيها الى قائد لها تواجه عبره ازمة اللاجئين التي لن تنتهي طالما لم تتبن جميع الحكومات الاوروبية سياسات مشابهة لمواجهة ازمة اللاجئين سياسيا او اقتصاديا عبر مساواة في المساعدات الاجتماعية لدى جميع الدول الاوروبية و يدعو إلى مساعدة الدول الأفريقية لأن انهيار القارة السمراء سيكون كارثة على الدول الأوروبية .يتابع: لا ابالغ اليوم حين اقول ان الثقل الاستراتيجي لسياسة فرنسا الخارجية يجب أن يكون في تنمية و استقرار افريقيا.&لكن السؤال الأكبر يبقى ل ساركوزي: هل سنقوم بذلك؟ساركوزي يقر بأن اليمين خزل بعض ناخبيه و مناصريه في هذا الاطار، لكن مجرد الاعتراف بالخطيئة يعني ذلك اقرارا بان الازمة حقيقة و يجب مواجهتها.&يستذكر ساركوزي في كتابه عمله السياسي في السنوات العشر التي سبقت وصوله لرئاسة الجمهورية و يقول إن تعيينه على رأس وزارة الداخلية كان الحدث الأكبر في حياته الوزارية و كان هدفه الأساس كيفية إستعادة إحترام رجال الأمن في فرنسا خاصة في الضواحي الفرنسية حيث يقيم غالبية الفرنسيين من أصول مهاجرة.&&يتساءل ساركوزي : أي فرنسا نريد اليوم؟ و لكن الجواب في نفوسنا واضح، نريد فرنسا التي تستوعب الاختلاف ولكن تحافظ على ثقافتها و هويتها و طريقة عيشها.&ساركوزي يعرج على كيفية استغلال الحزب اليساري اصوات الفرنسيين المسلمين في الانتخابات الرئاسية &ذاهبا حتى الى اظهار اليمين كمعاد للمسلمين.&لا يخف ساركوزي الدور العالمي الذي لعبه عام 2008 &في حل الأزمات الدولية &خاصة حين ساهم في انهاء الازمة الروسية مع جورجيا.&يقول ساركوزي: لا يغيب يوم لا أفكر فيه بما هو عليه اليوم حال فرنسا و ما يمكن ان يغدو عليه في المستقبل.يتابع: لا اتحمل فكرة أن أرى فرنسا تتراجع و صوتها يخفت و انها لم تعد مثالا يُحتذى به.&&يعترف بأنه في قرارة نفسه يريد ان ترمز السياسة إلى الأمل و يعرض على سبيل المثال حالة ألمانيا في نهاية التسعينات التي كانت توصف برجل أوروبا المريض مع نسبة بطالة بلغت علم 2005 عشرة بالمئة من إجمالي عدد الألمان و لكن في أقل من عشر سنوات استطاعت ألمانيا النهوض من سباتها العميق و خفض نسبة البطالة لديها إلى النصف و فرض نفسها عالميا مع الكبار و فرنسا لا ينقصها شيئا و لكنها تفتقر اليوم للقرارات السياسية.&ساركوزي ينهي كتابه بالإعلان ان اعتماد خطاب يقوم على الحقيقة هو الشرط الأساسي لبعث الأمل من جديد في نفوس الشعب الفرنسي و هذا هو السبب الذي دفعه للكتابة عن ما حفلت به ولايته الرئاسية و عمله السياسي و &هذا ما يجب على السياسيين القيام به في الأشهر التي تفصل فرنسا عن موعد إجراء الإنتخابات الرئاسية العام القادم، و هذا يصبح حقيقة إن تم استخلاص العبر من حالة فرنسا اليوم .يدعو لمضافرة الجهود في ثلاثة مجالات ألا و هي: السلطة السياسية و التنمية و البطالة لأن الفرنسيين ياملون التحكم من جديد في مصيرهم &عبر بعث الأمل بأن هناك مستقبلا أفضل ل فرنسا.&يعود ساركوزي سريعا بالذاكرة &إلى &حفل التسليم و التسليم مع الرئيس اليميني الأسبق جاك شيراك &في قصر الأليزيه و يصفه بالرجل المحترم و الأنيق كما لو انه أراد أن يوصل للشعب الفرنسي الفرق السائد بين الرئيس الحالي فرانسوا هولاند و جاك شيراك الرئيس الأسبق.يقول إن القدر منحه فخر قيادة فرنسا في غضون خمس سنوات و هو ما يدفعه اليوم لرد جميل الفرنسيين&يؤكد ساركوزي: لن اتوقف عن خدمة فرنسا لأنها في داخلي و هي جزء من حياتي ...&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف