قراءات

النشر العربي.. ووأد الإبداع

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ندرك جميعا قيمة المعرفة والثقافة وأهمية النشر والتأليف الجاد في تحضر ورقي أمتنا ومجتمعاتنا العربية. ولكن السؤال المهم هنا هو: هل لدينا إهتمام بالفعل بمؤلفينا وكتابنا ومثقفينا العرب، وهل التأليف والكتابة "تؤكل عيش" في عالمنا العربي؟، وهل هناك من يهتم بحال المؤلفين والكتاب العرب، ويدرك حجم المشكلات والهموم والقضايا التي تواجههم في سبيل الإسهام بإعمال إبداعية جادة &تفيد الوطن والمواطن.

تعاني صناعة التأليف والنشر في العالم العربي من العديد من الهموم والمشكلات المعروفة لدى أصحاب الشأن، والتي تساهم جميعها في وأد الإبداع، وتراجع حركة التأليف والنشر.من هذه الهموم، مسألة التمويل ومكافآت المؤلفين والكتاب، فكما نعلم، في العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية كانت المخطوطة المؤلفة التي يقدمها الكاتب للنشر، توزن بالذهب، أما الآن المؤلف قد يعاني الأمرين من الحصول على حقه القانوني الذي يكفل له حياة كريمة مثل أي مهنة أخرى في المجتمع. كذلك عندما يتقدم المؤلف بمخطوطة كتابه لمؤسسة ثقافية أو دار النشر، قد يواجه صعوبات جمة، منها أن المخطوطة قد تظل حبيسة أدراج المؤسسات الثقافية ودور النشر لفترات طويلة، وقد تواجه بالرفض رغم أهمية وقيمة موضوعها في تنمية ورقي المجتمع، وذلك بحجة أن هذا الموضوع أو المجال لا يتماشى مع خطة أو سوق النشر. والسؤال هنا: هل دور النشر ومؤسسات الثقافة في عالمنا العربي لديها هيئات استشارية لتقييم مخطوطات المؤلفين وإعدادها للنشر، أم أن الأمر يرجع الى تقديرات صاحب دار النشر وخبراته والى العلاقات الشخصية أو الى تقديرات أفراد غير مؤهلين وبعيدين عن الشأن الثقافي وحاجة المجتمع؟، الأمر الذي يصيب المؤلف والكاتب العربي بالإحباط والبعد عن المشاركة في المشهد والشأن الثقافي. والتساؤل هنا هل التأليف والنشر شأن ثقافي أم تجاري؟لا شك هناك الكثير من الهموم والإتهامات المتبادلة بين المؤلفين والناشرين العرب، فبعض المؤلفين يشتكي من جشع بعض الناشرين وعدم حصولهم على حقوقهم القانونية المشروعة، أو من سوء التسويق والتوزيع لكتابه. والناشر يشتكي من كساد بيع الكتب بسبب إرتفاع اسعارها، والسؤال هنا:من المسؤول عن هبوط نسبة بيع وتوزيع الكتاب؟.&على سبيل المثال يعاني مؤلف الكتاب العلمي لعامة الجمهور في موضوعات ومجالات مهمة وحديثة للمجتمع ونادرة التأليف مثل الروبوتات أو الذكاء الإصطناعي أو الخلايا الجذعية وطب التجديد والتغير المناخي، تعاني مخطوطة الكتاب في هذه المجالات من رفض الناشر لها، وأن السوق ليس في حاجة لمثل هذه الكتب، في حين أن هناك من بين القراء من يبحث عن مثل هذه الكتب ولا يجدها، والسؤال هنا: هل يلجأ الناشر الى كتب بعينها تكون رخيصة ومثيرة في عناوينها وموضوعاتها، بناء على رغبة عامة الجمهور، بغض النظر عن الجودة والإبداع وحاجة المجتمع وفئات قليله؟.&وكذلك التساؤلات عن لوائح وشروط النشر وقيمة المكافآت والحقوق المستحقة قانونياً للمؤلفين، هل هي متاحة بالفعل على المواقع الإلكترونية لدور النشر والمؤسسات الثقافية في العالم العربي، أم أنها في طي الكتمان والسرية، أم أنها قائمة على الكرم والود المتبادل؟ وهل الحديث في أمر الحقوق المادية للمؤلف من الأمور الصعبة والغامضة ومن المعيب والحرج التحدث فيها؟وهل تدرك مؤسسات الثقافة ودور النشر في عالمنا العربي أن قيمة المكافآت المخصصة للكتاب والمؤلفين لا تتناسب بالفعل مع حاجتهم وظروف ومتطلبات العصر ولا تساعد على توفير حياة كريمة لهم؟، وهل المؤلف والكاتب يحصل على حقوقه الفعلية بالكامل أم أن الناشر قد يخفيها عليه؟، وهل هناك ضمانات قانونية ومادية للمؤلف؟&وكذلك السؤال عن حقوق الملكية الفكرية للمؤلف والناشر، من يحمي حقوق المؤلف إذا حدث ورفضت دار النشر أو المؤسسة الثقافية مخطوطة الكتاب، ثم بعد ذلك وجدها المؤلف منشورة في المكتبات باسم مؤلف آخر مع تغييرات بسيطة؟، ومن الذي سيطالب بحقوق نشر مقال أو دراسة أو كتاب وجده صاحبه على المواقع الإلكترونية من دون إذنه وموافقته وكذلك من دون أي مردود مادي؟، ومتى سيكون لدينا كيان قوي يتولى حماية حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين؟& في الواقع الإجابة عن مثل هذه التساؤلات وغيرها لا تنفصل عن حالة الوضع الثقافي العام في عالمنا العربي، ومدى الإهتمام الجاد بالمتميزين والمبدعين من كتاب ومؤلفين ورعايتهم حق الرعاية بما يتناسب مع إنتاجهم وجهدهم العلمي والإبداعي.&&وضعية المؤلف والكاتب العربي في حاجة عاجلة الى إعادة نظر، بما يكفل حقوقه المادية والمعنوية ويساعده على الإبداع والمساهمة في رقي وتحضر مجتمعاتنا.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال رائع ومتميز
متابع -

مقال في غاية الأهمية ، لا فوض فوك يا كاتب المقال، مؤتمرات وتوصيات كثيرة سنويا عن حال النشر والمؤلفين العرب، والوضع لا زال كما هو، وبخاصة ما يتعلق بحقوق المؤلفين، والسرقات الفكرية العديدة من البعض لإنتاج المؤلفين وإعادة نشرها،دون حساب أو عقاب يذكر، أمور كثيرة في حاجة لإعادة نظر، بدلا من صرف ملايين الجوائز سنويا على الجوائز الأدبية،

مقال رائع ومتميز
متابع -

مقال في غاية الأهمية ، لا فوض فوك يا كاتب المقال، مؤتمرات وتوصيات كثيرة سنويا عن حال النشر والمؤلفين العرب، والوضع لا زال كما هو، وبخاصة ما يتعلق بحقوق المؤلفين، والسرقات الفكرية العديدة من البعض لإنتاج المؤلفين وإعادة نشرها،دون حساب أو عقاب يذكر، أمور كثيرة في حاجة لإعادة نظر، بدلا من صرف ملايين الجوائز سنويا على الجوائز الأدبية، بينما حقوق المؤلفين المادية لازالت هزيلة للغاية