ندبت الجماهير العربية بصفة عامة والجماهير التونسية بصفة خاصة، حظها العاثر بعد أن أخفق ممثل العرب في البطولة الأفريقية في المحافظة على لقبه الذهبي، وامتدت موجات الحزن التي اعتلت وجوه أنصار الكرة العربية على وجه البسيطة كافة، ولم يكن التونسيون وحدهم من تجرعوا مرارة الخروج المر من الاستحقاق الأفريقي، ففي السعودية خرجت الجماهير على كافة ميولها تعبر عن استياءها، مؤكدة أنها كانت تأمل أن يكون المنتخب التونسي طرفا ثابتا في النهائي لكن تجري الرياح بما لا يشتهي العرب، وبات الأمل معقود في شكل كبير على لاعبي المنتخب المصري في بلوغ نهائي القارة السمراء، والتتويج بلقب البطولة خصوصا وأنها تقام على أرضهم ووسط جماهيرهم.

المدرب السعودي يوسف عنبر قال عن هزيمة المنتخب العربي وخروجه من المسابقة، " قدم المنتخب التونسي مستوى عال لكنه لم يكن في الصورة التي كنا نؤملها منه، كما عرف عنه خصوصا وأنه بطل النسخة الماضية والمنتخب العربي الثاني الذي سيمثل العرب في مونديال العالم الذي سيقام صيف 2006 في ألمانيا إلى جانب المنتخب السعودي، ولكن تظل كل مباراة لها ظروفها الخاصة، على رغم أن المنتخب المنافس قدم مستويات أفضل أثناء سيناريو المباراة لكن دون أهداف، وأبتسم الحظ للتوانسة مرة ثانية في ركلات الترجيح بعد نهاية أشواط المباراة بالتعادل الإيجابي بعد أن ابتسمت لهم في المرة الأولى أثناء المباراة عندما احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لمصلحتهم لم يحسنوا التعامل معها.

وتساهلت بعض العناصر الفنية في جدية التسديد في ركلات الترجيح نهاية الأشواط الأربعة وتحولات فرص الفوز من حوزتهم لترشح المنافس، وبصفة عامة فإن ركلات الترجيح لها وضعها الخاص ولا تخضع لمعايير فنية عالية بقدر ما تتطلبه من تركيز وإتقان في التسديد.

ومن ضمن مجموعة من الجماهير في السعودية التي خرجت تعبر عن استياءها من الخروج المر وقف عدنان المرامحي إلى جانب الطريق العام واضعا يداه على خديه والدموع تتناثر من عينيه قائلا: "لا أصدق أن المنتخب الذي أعشقه وأطرب لمتابعة مواجهاته، خسر لقاءه وفي غمضة عين فقد لقبه، الكل يعرف قوة المنتخب التونسي والمتعة الكروية التي يطرب من خلالها الجماهير، لاسيما وأنه يقف على هرم أقوى المنتخبات العربية والأفريقية، وأمل من الله أن يكون في ذلك درسا قاسيا يستوعبه اللاعبون خلال الفترة المقبلة فالحل الوحيد لمسح المستويات الباهتة التي ظهروا فيها في البطولة الأفريقية هو تقديمهم أداء فني راقي خلال المونديال العالمي المقبل".

التعليقات