علم لبنان أصبح منسيا في مونديال كأس العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد أن احتل الساحات في 8 و14 آذار
علم لبنان أصبح منسيا في مونديال كأس العالم
غدير غزيري من بيروت : تفاقمت الحمى السياسية في لبنان في الآونة الأخيرة بين السياسيين والمواطنين خصوصا عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري ورفاقه ، وما تبعه من اغتيالات ومحاولات اغتيال وسلسلة التفجيرات التي استهدفت مناطق واحياء لبنانية متعددة وحمى الانتخابات النيابية التي تبعتها، إلا أن الأزمة السياسية اضحت تراوح مكانها اليوم في سد مقفل محاط بجدران الحوار الوطني الداخلي الذي لم يحرك ساكنا على صعيد حلحلة الأزمة القائمة بين أطراف الحوار أنفسهم وبين الوطن ككل والبلدان المجاورة كسوريا وفلسطين من جهة ثانية.
حدث ينتظره سكان العالم اجمع مرة كل اربع سنوات، حدث تاريخي بامتياز يحظى بمتابعة اكثر من مليار نسمة في اصقاع الأرض، يتسمرون على شاشات التلفزة في المنازل والمطاعم والفنادق والساحات العامة، حدث يجتذب الأنظار والعقول والأوقات والقلوب، نهائيات كأس العالم لكرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
ولبنان هذا البلد الصغير حجما والقليل من حيث عدد سكانه الا انه يهتز اهتزازا تفجيريا عند دخول هدف داخل المرمى فتشعر وكأن زلزالا ضرب الأرض تحت أقدام اللبناني المهووس متابعة كل ما هو جديد وشيق ومثير.
وقبل بدء المسابقة العالمية ترى التحضيرات والاستعدادات على شتى اتواعها في لبنان شبيهة بتحضيرات الفرق المشاركة فعلا فكيف سيبدو الأمر في حال كان لبنان أحد الدول ال32 المشاركة؟؟
ولعل أكثر ما يلفت الأنظار هو شرفات المنازل والسيارات المزينة تزيينا باهرا بالأعلام والصور والملصقات ومتاجر الثياب التي تجني ارباحا طائلا مع بيع الثياب الملونة بألوان الأعلام، فمع بداية كل مونديال ينتزع اللبناني علم الحزب الذي ينتمي اليه واضعا مكانه علم الفريق الذي يشجع. فترى الأخضر والأصفر او الأسود والأصفر او الأخضر والأحمر او الأزرق والأبيض وغيرها من الألوان التي احتلت شرفات المباني والسيارات واعمدة الطرقات الملاصقة للبيوت. فضلا عن الملابس والساعات وربطات العنق وحاملات المفاتيح وغيرها من السلع التي تكسب المتاجر كثيرا في هذه الفترة الذهبية بالنسبة اليهم.
لا شك ان مسابقة نهائيات كأس العالم حدث يستقطب انظار ومشاعر الملايين لكنه في لبنان ذو طعم مميز، وهنا تبدأ المنافسة الشريفة وغير الشريفة احيانا مع اطلاق صافرة الحكم الأولى ويبدأ التصفيق والقلوب تخفق اخفاقا عميقا مع اقتراب الكرة من مرمى الفريق الخصم، وترتعد فرائص المشجعين مع بداية اقتراب موعد الصافرة الأخيرة سواء عند مشجعي الفريق الخاسر او الفائز. وبالعودة الى لبنان فان انتشار ظاهرة الأعلام بكثافة انمت تعبر عن حماسة اللبناني وميله للمنافسة سواء اكان مشاهدا او مشاركا او محللا، وخلال المسابقة التاريخية قد تكثر المشاحنات ايضا وقد يتعرض البعض للأذى وقد تقوم الدنيا ولا تقعد خلال مباراة قد تجمع الارجنتين وانكلترا، نظرا للحساسية التاريخية بين البلدين، او بين منتخبي البرازيل والمانيا باعتبار انهما يمثلان قطبي الكرة العالمية وما قد ينتج ايضا عن الشد العصبي حيت تصل احدى المباريات بعد التعادل السلبي الى حسم نتيجتها بما يسمى ضربات الجزاء الترجيحية.
ويا للهول لو كان منتخب ايطاليا هو الذي يواجه هذا الموقف نظرا لما له من تجربة سوداء طبعت في التاريخ في نهائي مونديال 94 على ملعب روزبول في مدينة دالاس الأميركية حين اخفقت ايطاليا بنتيجة 3/2 حين اهدر المدافع الأقوى في العالم وقتذاك ولاعب ميلان السابق فرانكو باريزي وتبعه المهاجم دانييل ماسارو حين صد كرته الحارس كلوديو تافاريل واختتمها منقذ ايطاليا آنذاك روبيرتو باجيو بضربة جزاء كادت تعانق السحاب، ما ادى الى اطلاق لقب صاحب الحظ السيء على المنتخب الأزرق.
وهكذا فان المشاحنات والأعصاب المشدودة انتقلت الى لبنان الذي لم تفارقه يوما على شتى انواعها فترى الأعلام المنتشرة بكثافة في كل شارع لبناني وكل حي من الأحياء في هذا البلد الذي لا تتعدى مساحته مساحة مقاطعة فرنسية واحدة يتساوى عدد حاملي الأعلام خلال فترة كأس العالم عدد حامليها خلال مظاهرة وطنية ما.
ويفوق رداد اسماء اللاعبين والنجوم امثال اليساندرو ديلبييرو وميكاييل بالاك وزيدان ورونالدينيو وغيرهم ترداد اسماء السياسيين امثال سعد الحريري وميشال عون ووليد جنبلاط في فترة الانتخابات اللبنانية.
البرازيل، المانيا، ايطاليا، فرنسا، الأرجنتين، كل هذه الأسماء اصبحت واقعا لبنانيا وجزءا من الجياة اليومية وكذلك أعلامها لون العلم الذيسيزين به اللبناني شرفته كل هذه الأحاديث اصبحت تطارد الحديث عن الحالة السياسية الانتقالية- لفترة محددة طبعا- وبعدها يعود اللبناني الى لبنانه الحزبي او السياسي او الطائفي او المذهبي بعد نسيان العاصفة الكروية ومع بدء احداث سياسية جديدة قد يتوجها ظهور الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فيا ليت العام كله مونديال حتى يتسنى للبنان واللبنانيون نسيان ما رأوا وما قد يخبؤه الزمن من احداث لم يكن يتوقع شيئا منها قبل بداية العام 2005.
إقرأ المزيد
اللبنانيون : الكأس مضمونة سلفاً لراقصي السامبا
الإماراتيون يتوقعون فوز السعودية على تونس
كأس العالم ينتشل المصريين من الأهلي والزمالك
التوانسة ينتظرون منتخبهم بحماس وعقولهم مع البرازيل
الفلسطينيون ينتظرون بشغف مونديال ألمانيا