أداء جماعياً منح فريق ديدييه ديشان بطاقة العبور
مونديال 2022: بالذهنية والصلابة والخبرة.. فرنسا موجودة من دون مبابي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخور (قطر): أظهرت فرنسا السبت أمام إنكلترا أنها لا تعتمد حصراً على كيليان مبابي الذي وجد نفسه محاصراً من قبل دفاع "الأسود الثلاثة"، فكان مخضرمو أبطال العالم على الموعد بأداء جماعي منح فريق ديدييه ديشان بطاقة العبور (2-1) الى نصف نهائي مونديال قطر.
بعدما وجد طريقه الى الشباك في كل من المباريات الأربع التي شارك فيها أساسياً في النهائيات القطرية، بدا مهاجم "الديوك" ونجمهم الأول عاجزاً عن ايجاد الحلول أمام الدفاع الإنكليزي المحكم في لقاء السبت على ملعب البيت في الخور.
ولم يجد نجم باريس سان جرمان طريقة للتخلص من كايل ووكر الذي أقفل عليه المنافذ، واكتفى بمحاولة واحدة على مرمى الحارس جوردان بيكفورد، في سيناريو مغاير تماماً لمبارياته السابقة التي شهدت كل منها خمس تسديدات له على أقل تقدير، باستثناء اللقاء ضد تونس (1-2) الذي شارك فيه كبديل لمدة 40 دقيقة واكتفى بالتسديد خلاله ثلاث مرات.
ورغم الخسارة التي أودت بهم خارج النهائيات، تباهى الإنكليز بنجاحهم في إيقاف مبابي مثل ما فعل ديكلان رايس بقوله "نجحنا في تكتيكنا. لعبنا كما يجب. كنا عدائيين وأوقفنا مبابي".
لكنهم لم يوقفوا مبابي بالكامل، إذ كان في أصل الهدف الأول الذي سجله الفرنسيون عبر أوريليان تشواميني، وقام بتمرير العديد من الكرات الخطيرة.
قد تكون الأرقام الشخصية من أهدافه الرئيسية في المونديال القطري، لاسيما لقب الهداف، لكن مبابي وضع جانباً ما قد يعتبر أنانية، واحتفل بصخب بعدما سجل أوليفييه جيرو هدف التقدم الثاني لفرنسا، ثم انفجر فرحاً عندما شاهد قائد إنكلترا هاري كاين يفرط بالتعادل 2-2 بعد إهداره ركلة جزاء لبلاده.
أمام المغرب الأربعاء على ملعب البيت، يعرف "كيكي" أن بلاده تعول عليه ليخرج فائزا من مبارزته مع صديقه العزيز وزميله في سان جرمان أشرف حكيمي.
جيرو، لوريس، غريزمان: القادة موجودون
الثلاثينيون المقدسون! في ملعب البيت في الخور، أبدع قادة الديوك بأقصى سرعة. مع تصدياته الست مساء مباراته الدولية القياسية الـ143، كان هوغو لوريس سيتوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة لو لم يتم منحها إلى جيرو صاحب هدف الفوز بضربة رأسية قاتلة.
قال حارس مرمى توتنهام الإنكليزي البالغ من العمر 35 عاما "لقد كانت أمسية استثنائية، مباراتي الدولية رقم 143، أمام إنكلترا، البلد الذي أمارس فيه اللعبة منذ عشر سنوات".
من جهته، رفع جيرو (36 عاما) غلته من الأهداف في البطولة إلى أربعة، بعدما صام عن التهديف في نسخة 2018. اعترف ابن غرونوبل أن هذا الهدف الدولي الـ53 "ربما كان أجمل أكثر" من الهدف 52 المرادف لرقم قياسي "لقد كان شعورا لا يوصف".
لن تكتمل الوصفة بدون إضافة المكون الآخر أنطوان غريزمان: مرر صانع ألعاب أتلتيكو مدريد الإسباني كرتين حاسمتين، بينهما كرة مقشرة لجيرو ليصبح أفضل ممرر في تاريخ المنتخب الفرنسي في سن الحادية والثلاثين مع 28 تمريرة.
كما أنه أبان، مرة أخرى، عن شراسة دفاعية من خلال تدخلاته الكثيرة وعودته لمساندة الدفاع في أكثر من مناسبة، وهي مهمة حاسمة لفرض التوازن الجماعي لمنتخب ديدييه ديشان الذي تردد لفترة طويلة، في الماضي، لإشراك أربعة لاعبين يميلون إلى الهجوم.
أخطاء فادحة ولكن هناك صمود
"ما يفرض التوازن هو روح الفريق لدينا، وحقيقة عدم الاستسلام، والعمل من أجل بعضنا البعض"، هذا ملخص جيرو للمعادلة بعد المباراة لتوضيح نقاط قوة المنتخب الفرنسي في هذا المونديال.
بعدما تلقى ضربات موجعة بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرض لها قبل البطولة (بول بوغبا، كريم بنزيمة، لوكا هرنانديز، بريسنل كيمبيمبي)، بدا المنتخب الفرنسي متلاحما.
كان الصمود ضرورياً السبت أمام الهجمات المتكررة للإنكليز واستعادة التوازن بعد خطأين فادحين داخل المنطقة كان بإمكان تشواميني وتيو هرنانديز تجنبهما.
اعترف تشواميني قائلاً "كان يتعين علينا أن نفعل ما هو أفضل في كلتا الحالتين، أنا أولاً".
أكد لوريس "لقد عانينا كثيرًا لكننا كنا أقوياء أمام العاصفة. وفوق كل شيء، كنا حاسمين عندما اقتضت الضرورة ذلك"، مصراً على "العامل الذهني" للاعبين.
كلمات القائد تردّد صداها لدى المدرب. "الجودة ليست كافية، في هذه المجموعة يوجد أيضاً الذهنية، وربما أيضاً بعض الخبرة".