الرياضة قوة ناعمة عالمية للمملكة المغربية
المغرب.. "أمة رياضية" أخذها محمد السادس إلى العالمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خاص - إيلاف: على مدار ربع قرن من حكم الملك محمد السادس، أكدت المملكة المغربية على جانب من هويتها يتمثل في أنها "أمة رياضية"سبقت محيطها العربي والشرق أوسطي في معانقة العالمية، والأمر لا يتعلق بوصول "أسود أطلس" إلى قبل نهائي مونديال 2022 لكرة القدم، الذي يعد قمة جبل الانجازات، وهو انتصار لم يبلغه العرب أو تحققه أفريقيا من قبل، على أي حال للمغرب والرياضة في عهد الملك محمد السادس قصة تستحق أن تروى.
المغرب أمة رياضية
يشتهر المغرب بصورة ذهنية لها طبيعتها الخاصة، تتعلق بممارسة الرياضة على النطاق الشعبي، بعيداً عن "رياضة البطولة والتنافسية"، كما أن المغرب فيما يتعلق بـ"اللايف ستايل" يعتمد سكانه على نمط غذائي صحي إلى حد بعيد، فضلاً عن أن الأجواء الرائعة معظم فترات العام.
قاعدة ممارسة مليونية
ويضاف إلى ما سبق تأسيس وإنشاء بنية تحتية رياضية قوية، وكذلك فإن قاعدة الممارسة الكبيرة تعد من أهم مقومات نجاح الدول في إثبات ذاتها ف المنافسات القارية والعالمية، وتشير احصائية تعود إلى عام 2022 صادرة عن مندوبية التخطيط إلى أن هناك 6 ملايين شاب في المغرب تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاماً، فيما يبلغ عدد سكان المغرب 38 مليون و 240 ألف نسمة تقريباً، أي أن قاعدة الممارسة كبيرة ومؤهلة للمنافسية العالمية.
وبالنظر إلى جميع هذه المقومات معاً، بداية من انتشار ثقافة ممارسة الرياضة، وقوة البنية التحتية الرياضية، واتساع قاعدة الممارسة، ودعم ملك البلاد للرياضة قبل كل ذلك، يحق لنا أن نقول إننا أمام "أمة رياضية".
ويكتمل هذا الوصف على أرض الواقع بوجود جهات عليا تدعم توجهات المجتمع العاشق للرياضة، وتشجع الشباب على تحطيم حواجز العالمية في مختلف اللعبات الرياضية، وهذا ما فعله الملك محمد السادس على مدار ربع قرن.
ومن المعروف أن تحطيم حواجز العالمية في القطاع الرياضي والتنافسي، يلهم ملايين الشباب في المغرب للسير على نفس الخطى في شتى المجالات، أي أن الرياضة قوة محفزة وملهمة، وقوة ناعمة للمملكة المغربية حول العالم.
13 ميدالية أولمبية في عهد الملك
على مدار ربع قرن في ظل حكم الملك محمد السادس شاركت المملكة المغربية في 6 دورات أولمبية، والحالية في باريس هي السابعة، وخلال هذه المشاركات حقق أبطال المغرب 13 ميدالية أولمبية، من بينها 3 ذهبيات، حيث فاز البطل هشام الكروج بذهبيتين في أولمبياد أثينا 2004، في مسابقتي الجري 1500 متر و 5000 متر، كما فاز بـ 4 ذهبيات في بطولات العالم.
وظفر العداء المغربي سفيان البقالي بميدالية ذهبية في سباق 3 آلاف متر موانع ببطولة العالم لألعاب القوى التي احتضنتها مدينة يوجين الأمريكية. وبفضل هذا الإنجاز، تحصل سفيان البقالي على لقب أفضل رياضي في القارة السمراء من قبل الاتحاد الإفريقي لألعاب القوى.
وهناك عدد كبير من أبطال المغرب في مختلف الرياضات نجحوا في دخول التنافس العالمي، إلا أن ألعاب القوى هي المميزة دائماً منذ عصر البطلة نوال المتوكل معجزة الثمانينات من القرن الماضي، وكذلك سعيد عويطة، ونزهة بدوان وغيرهم من أبطال وبطلات المغرب.
9 بطولات قارية لأندية المغرب منذ عام 2000
أما على مستوى كرة القدم الأفريقية، فقد فازت الأندية المغربية بدوري أبطال القارة السمراء عامي 1999، و 2022 بواسطة العملاقين الرجاء والوداد، وفازت الأندية المغربية كذلك ببطولة الكونفدرالية الأفريقية 7 مرات في عهد الملك محمد السادس، الأمر الذي يؤكد الحضور الكروي المغربي القوي على المستوى القاري.
معانقة التاريخ في مونديال 2022
كان بلوغ نصف نهائي مونديال قطر 2022 بمثابة الأمل الذي منحه المنتخب المغربي لكرة القدم ليس لـ38 مليون مغربي فقط، بل للملايين في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وكذلك للقارة الأفريقية، فبعد أن حقق المغاربة هذا الانجاز الكبير، أصبح الحلم مشروعاً للجميع.
وحينما نعود بالذاكرة إلى أيام المونديال ونرى حجم الدهشة العالمية بأداء ونتائج المنتخب المغربي، والفرحة العربية الغامرة، يجب أن نعود إلى المشروع الكبير لتطوير الرياضة والكرة المغربية والذي كان موضع اهتمام الملك محمد السادس، الذي حرص على تحويل الشغف المغربي الجماهيري بكرة القدم إلى الجانب العلمي والعملي بمشروعات بنية تحتية رياضية عملاقة.
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم
وفقاً لما نشرته مصادر مغربية عدة، ومنها الصحافة المغربية فإن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي دشنها الملك سنة 2010 بسلا الجديدة، هي السر وراء النجاح والتألق اللافت للمنتخبات الوطنية على المستويين العالمي والقاري، وكذا وراء بروز اللاعبين المغاربة في أوروبا خلال السنوات الماضية، حيث تخرج منها أبرز اللاعبين المغاربة الحاليين على رأسهم يوسف النصيري، ونايف أكرد، وعز الدين أوناحي، وغيرهم من النجوم والعناصر المؤثرة في الكرة المغربية.
الأكاديمية هدفها النهوض بكرة القدم الوطنية وتطويرها من خلال انتقاء وتكوين لاعبين موهوبين، يشكل بعضهم اليوم العمود الفقري للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي تأهل إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 لأول مرة في تاريخ كرة القدم العربية والإفريقية.
مركب محمد السادس لكرة القدم
يعد مركز محمد السادس لكرة القدم، من أفضل المنشآت الرياضية في القارة الأفريقية وفقاً لتقرير موقع medi1news، حيث يتوفر على ملاعب من الجيل الجديد، ومرافق رياضية وطبية مكنته من احتضان معسكرات لمنتخبات وفرق عالمية، من أبرزها المنتخب الوطني المغربي ونادي ريال مدريد الإسباني.
وتم تشييد مركز محمد السادس لكرة القدم، على مساحة 30 هكتارا، ويحتوي على بنية تحتية من الجيل الجديد وتجهيزات حديثة ومتطورة، تستجيب لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما يتوفر على 66 غرفة و4 أجنحة مخصصة للمنتخب المغربي الأول، و3 وحدات للإيواء بطاقة استيعابية تبلغ 150 سريرا للمنتخب المغربي لأقل من 23 عاما وللمنتخب المغربي لأقل من 20 عاما، و 45 غرفة بطاقة استيعابية تبلغ 80 سريرا.
ويتوفر المركب أيضا، على أربعة ملاعب لكرة القدم بالعشب الطبيعي، وثلاثة بالعشب الاصطناعي، وملعبا مغطى لكرة القدم، وملعبا لكرة القدم بالعشب الهجين، وقاعة إعادة التأهيل بإمكانها استضافة مباريات لكرة القدم داخل القاعة، ومسبحا أولمبيا في الهواء الطلق، وملعبين لكرة المضرب، وملعبا لكرة القدم على الشاطئ.
القرية الرياضية بطنجة
أشرف الملك محمد السادس سنة 2014 بحي الزياتن بمدينة طنجة، على إطلاق مشروع قرية رياضية بمواصفات دولية، حيث تتكون من قاعات مغطاة متعددة الاختصاصات، ومسبح أولمبي ومركب لكرة المضرب، وملاعب قرب خاصة بأنواع كرة القدم، السلة، والطائرة والكرة الحديدية، وثانوية رياضية ومضمار للجري، وفندقين، ومصحة رياضية، ومنطقة ترفيهية تضم متجرا مخصصا للوازم الرياضية،
وفي السنوات الماضية، احتضنت القرية الرياضية وخصوصا ملعب طنجة العديد من المباريات المهمة والتظاهرات الرياضية العالمية، من ضمنها مباراة كأس السوبر الإسباني 2018 بين نادي برشلونة وإشبيلية، وكأس السوبر الفرنسي سنتي 2011 و2017، ونهائيات كأس إفريقيا للمحليين 2018، ومباريات كأس العالم للأندية، ومنافسات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة.
منشآت رياضية أخرى
تم افتتاح ملعب مراكش في يناير لسنة 2011، والذي يعتبر رابع أكبر ملعب في المملكة المغربية، واستضاف ملعب مراكش تظاهرات مهمة، من بينها كأس القارات لألعاب القوى سنة 2014، وكأس العالم للأندية سنتي 2013 و2014.
وأشرف الملك محمد السادس، على تدشين المسبح نصف الأولمبي، بمنطقة سيدي يوسف بن علي بالمدينة الحمراء مراكش، حيث يستقبل هذا الصرح تظاهرات رياضية وطنية ودولية نظرا لخضوعه للمعايير المعتمدة في إنجاز هذا النوع من المسابح.
في سنة 2013، تم افتتاح ملعب "أدرار" بأكادير حيث يعد من أكبر الملاعب المغربية، بحكم الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها، إذ استعمل في بنائه 66 ألف و700 متر مكعب من الاسمنت و4330 مترا مربعا من المعدن، و21 كيلومترا من الاسمنت في المدرجات و7416 مترا مربعا من الأرضية الاصطناعية.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للملعب 45 ألف متفرج، من ضمنها خمسة آلاف متفرج في المنصة الشرفية و15مقصورة أحدثت في آخر لحظة، و288 مقعدا لفائدة الصحافة الوطنية.
وبخصوص الأرضية والحلبات، يتوفر الملعب الرئيسي لأكادير على مساحة معشوشبة طولها 120 مترا وعرضها 80 مترا، منها 105 طولا و68 عرضا محددة لمكان اللعب، كما يضم حلبة مطاطية طوها 400 متر مكونة من ثمانية ممرات، وممر خاص بالمسافات القصيرة طوله 144 مترا.
استضافة كأس العالم 2030.. بالإصرار الملكي
بالعودة إلى التاريخ القريب، فقد كانت المملكة المغربية الأقرب لاحتضان مونديال 2010 الذي نظمته جنوب أفريقيا، واللافت في الأمر الإصرار الملكي والشعبي بالمغرب على احتصان هذا الحدث الكبير، والذي يمثل نقلة حضارية كبيرة لأي بلد يستضيف المونديال، فهو يجسد فكرة الأمن أولاً من خلال احتضان العالم وجذبه في فترة المونديال، ثم البنية التحتية القوية، والمواصلات، والطرق، والفنادق، والملاعب، والقدرة على استضافة ملايين المشجعين في توقيت بعينه.
وقد نجحت المغرب في الفوز بشرف التنظيم المشترك لمونديال 2030 مع اسبانيا والبرتغال، ويتوقع له الجميع أن يكون نسخة مونديالية استثنائية على المستويات كافة.
وملخص القول إن المغرب "أمة رياضية" برؤية ملكية، على المستويات كافة، سواء ما يتعلق بممارسة الرياضة على المستوى الشعبي، أو الفوز بالبطولات، أو الحضور العالمي والمونديالي والأولمبي المشرف، وكذلك فيما يتعلق باستضافة أكبر البطولات العالمية، وآخرها مونديال 2030.