ناخبون يرددون: نقبض من الجميع ونصوّت لواحد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجاليات العراقيَّة تحلم بالتغيير
لندن: مع إقتراب موعد الانتخابات العراقية التي لم يتبق على إجرائها سوى خمسة أيام ومع احتدام الحملة الدعائية للمرشحين، فإنّ هداياهم الى الناخبين تتنوع، والدولارات التي يحاولون بها رشوة الناخبين تتزايد حيث يقدمها ناخبون يتطلعون لعضوية مجلس النواب تتباين أهدافها بين الرغبة في خدمة مواطنيهم وبين الامتيازات التي تتيحها لهم هذه العضوية. ومن خلال اتصالات أجرتها "إيلاف" مع مواطنين في العراق وعبر متابعة المناظرات التي تعرضها القنوات العراقية وتقديمها للمرشحين فقد تم رصد حالات غير معتادة من التنافس الانتخابي تستحق التسجيل.
ويشير مواطنون الى ان ابواب منازلهم بدأت تطرق في اليوم اكثر من مرة من مرشحين في مناطقهم لم يكونوا يعرفونهم من قبل او حتى سالوا عن اوضاعهم في احلك الظروف الاقتصادية والامنية التي مروا بها. ويقولون إن المرشحين يدقون الابواب حاملين معهم هدايا عينية ومادية للناخبين يساعدهم في حملاتهم الانتخابية هذه، مقربون من افراد العائلة او اصدقاء مستفيدين.
وتتنوع هذه الهدايا بين البطانيات والمدافئ واجهزة التلفزيون والثلاجات والمجمدات واكياس السكر وصلت الى المسدسات التي اهداها رئيس الوزراء نوري المالكي الى رؤساء عشائر والذين باعوها بمبلغ 3 الاف دولار لكل واحد منها وهو امر لم ينفه المالكي موضحًا انه قدمها للعشائر تقديرًا لوقفتها ضد الارهاب.
وقد وصلت الوعود الى حد ان مرشحين اكدوا لناخبيهم انهم سيمنحونهم قطع اراض سكنية في حال فوزهم، الامر الذي أدّى بمحافظة بغداد الى اصدار بيان توضيحي عاجل تكشف فيه زيف هذه الوعود مؤكدة ان اي مرشح لايملك حق منح اخرين قطعا من الاراضي السكنية. ولان الهدايا والرشوات قد تعددت اشكالها، فإن الامر اطلق الكثير من الشائعات عما يقدمه هذا المرشح او ذاك من مكاسب مادية لناخبيه. وطالت احدى هذه الاشاعات الاعلامية بقناة العربية سهير القيسي التي حضرت الى بلدها لتلتقي الساسة وكبار المرشحين للناس عبر شاشات التفزيون.
ويبدو ان بعض القوى التي لم تعجبها متابعات القيسي وتركيزها على شخصيات معينة في مقابلاتها فقد انطلقت اشاعة قوية بأن رئيس ائتلاف وحدة العراق وزير الداخلية جواد البولاني قد اهداها ساعة ذهبية عقب اجرائها لمقابلة معه. وقد استدعى انتشار الاشاعة وترديدها الى اصدار القيسي بيانًا قصيرًا تقول فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا سهير القيسي أوضح التالي:
الأنباء التي أوردها الموقع المعروف باسم "براثا" عن أني استلمت هدية من البولاني، كلها أنباء كاذبة وعارية عن الصحة، ولو كان الهدف من بقائي في بلدي في هذه المرحلة الحساسة هو المال، لكنت رشحت طمعا بمنصب أو مقعد برلماني لكني أهدف إلى إيضاح الحقيقة للمواطن العراقي من خلال برنامج "سباق البرلمان"، دون أن ابحث عن مقابل سوى حب الناس".
ومن جانبه ابلغ البولاني مؤسسة "اتجاهات حرة" الاعلامية قائلا "إن تلك الإشاعة الرخيصة تحاول التغطية على رشى بعض السياسيين التي يقدمونها لشراء الذمم أو استمالة عطف الناخبين لكننا حين ننتقد عملهم لا نقدم بكل تأكيد على فعل الشيء نفسه".
وأضاف "إن الذين يطلقون تلك الإشاعات يؤكدون للناخب العراقي إفلاسهم السياسي و يسعون إلى تشويه سمعة خصومهم الذين بدأوا بسحب البساط من تحت أقدامهم من خلال طرح البدائل الواقعية التي تعمل على تغيير الوضع السيئ الذي تمر به البلاد".
واكد لي احد الناخبين ان العديد من المرشحين يحملون معهم نسخًا من القران الكريم، وما ان يقدموا هداياهم للناخب الا ويطلبون منه القسم عليه بانه سيتحب المرشح.. ومع تعدد الهدايا التي يحملها المرشحون.. يضيف الناخب ان الكثير يرفعون الان شعارًا يرددونه في مجالسهم الخاصة يقول "اقبض من الكل وصوت للذي تريد". وقد تصدت المرجعية الشيعية العليا لهذه الظاهرة واعنتبر ممثل للمرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني ان هذا عمل غير شرعي وان هذا القسم لا يؤخذ به كما انها بعثت بوكلائها الى القرى والارياف للاتصال بالناس وتوعيتهم حول الانتخابات ونوعية المرشح الذي ينتخبونه ورفض رشوات المرشحين.
أما المرشحون للانتخابات فإنّهم استغلوا فتح قناة العراقية المملوكة للدولة ابوابها لهم ليقدموا انفسهم الى الناخبين بدون مقابل فقد تنوعت اعمارهم وهيئاتهم وطريقة تقديمهم لأنفسهم بعد أن استبق لقب "دكتور" اسماءهم، بينما الكثيرون منهم لا يحملون اصلاً هذه اللقب العلمي الذي اصبح موضة يلصقها الكثير من الوزراء والقادة باسمائهم "وجاهة".
وفي تتبع للبرامج التي يقدمها هؤلاء المرشحون، فإنهم يقدمون وعودًا كبيرة لا تستطيع حتى الدولة بكل اجهزتها على تنفيذها. فمرشح يقول مثلاً انه سيعمل على اعادة تعمير البنى التحتية للبلاد.. واخر يعد باعادة الماء والكهرباء الى عهدها القديم بعد حرمان استمر ست سنوات.. ويقول ثالث انه سيزيد من عدد المستشفيات والمدارس بمحافظته. ولم يتوان مرشح اخر عن الوعد بالعمل على بناء جيش قوي وحفظ الحدود العراقية من الاختراق.. ثم اخر بأنه سيوفر عملاً لكل عاطل وانه سيعمل على تسهيل زواج الشبان والشابات.
ومع استمرار الحملة الانتخابية التي انفق عليها عشرات الملايين من الدولارات والتي تتوقف صباح السبت المقبل فإن اساليبها وطرقها تتعدد وتتكثف كلما اقترب موعد الانتخابات حيث تتزايد الرسائل الموجهة عبر الهواتف المتنقلة والعناوين الالكترونية وتتنقل العجلات حاملة ملصقات وصور المرشحين بين الازقة والشوارع واطلاق البالونات الضخمة في سماء المدن حاملة صور وارقام المرشحين والقوائم المرشحين عليها.
وفي اخر استفتاء اجرته قناة العراقية لموقف العراقيين من البرامج الانتخابية المطروحة عليهم، فقد قالت نسبة 52% من عينة تجاوزت الالفين انهم لايثقون بهذه البرامج بينما اشار 48 % انهم يمنحونها ثقتهم. وقد لوحظ تشابه البرامج الانتخابية التي سيخوض بها 165 حزبًا و12 ائتلافًا سياسيًا عبر 617 مرشحًا هذه الانتخابات المنتظرة والتي ستكون حاسمة في تقرير مستقبل العراق.
واليوم حذرت الحكومة العراقية من تنامي ظاهرة شراء الذمم والأصوات الإنتخابية من قبل بعض المرشحين ودعت المواطنين الى توخي اليقظة والحذر من الإلتفاف على توجيهات المرجعية الدينية التي تحرم شراء الأصوات الإنتخابية وبيعها، لما تمثله من تزوير للإرادة الوطنية وتخريب لعملية الإنتخابات. وطالب علي الدباغ الناطق باسم الحكومة القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي في تصريح مكتوب تلقت "ايلاف" نسخة منه جميع المواطنين الى نشر الوعي والمسؤولية بين الناخبين لتفويت الفرصة على من يحاول الإساءة إلى العملية الديمقراطية في العراق.
التعليقات
مثلكم تماما
عـــــ.ت -هؤلاء الناخبون مثلكم تماما : يقبضون من كل الجهات السائرة في فلك الأميركان ويصوّتون لأسوأ واحد فيهم !!!!
الواقع المؤلم
عراقي - كندا -للآسف الشديد , هذا هو واقع الحال لإغلب الكيانات والإئتلافات التي بنت مجدها الزائف على حساب معاناة العراقيين وخاصة الطبقة المسحوقة منهم , كل بلاء العراق وأزماته هو بسبب أفعال تلك الآحزاب وقياداتها التي لم تهتم إلا بالوصول للسلطة والمنصب ومحاولة التشبث بها بأية وسيلة ممكنة , هاهي مظاهر شراء الذمم والآصوات منتشرة للآسف , حيث يستغل المرشحون حاجة الناس الفقراء فيقومون برشوتهم ويصعدون على أكتافهم للمنصب الذي سوف يحقق لهم العيش الرغيد والإمتيازات اللامحدودة , أما عامة الناس فسوف يتم نسيانهم أو تناسيهم وتناسي كل الوعود الزائفة التي زعموا أنهم قادرون على تحقيقها , أتمنى من كل قلبي أن تأتي ضمائر نزيهة وأصوات شريفة الى المجلس النيابي بدلا من حفنة المنتفعين والجهلة ومزوري الشهادات وطلاب الجاه والسلطة , ولكن المعطيات الحالية على الآرض بالعراق لاتوحي بذلك التفاؤل ولاتشجع عليه !!
....
لور -لا تستطيع ان تمنع المحتاج من اخذ الهدايا وبركات المرشحين لكني لا ارى متقبل المال مضطرا لانتخاب هذا المرشح ولا حتى من ناحية اخلاقية لانه اولا ما يوزعه ليس من جيبه الخاص حتى لو ادعى ذلك وثانيا ان من يلجأ الى هذه الوسيلة هو من كان او سيكون السبب في بقاءك محتاجا
الحمد لله
حسن السماوي -مهما كانت هناك مساؤى خلال الحملة الأنتخابية حاليآ , فأن العملية الديمقراطية برمتها هي ممتازة جدآ أذا ما قارناها بأيام صدام أو الوضع السلبي الحالي في دولنا العربية التعبانة.. الحمد لله.. من كان منا يصدق أن يظهر أنسان بسيط على الشاشات العراقية ليسب المسؤولين الكبار ؟؟الحمد لله ..العراق يسير بألأتجاه الديمقراطي الصحيح
الرشاوي لتجويع الشعب
عراقي من المهجر -إذا أمن المرشح أنه يستطيع الحصول على الأصوات و النجاح بالإنتخابات من خلال شراءه تلك الأصوات و من خلال الرشاوي، فإعلموا أن هذا المرشح سيسعى دائما لتجويع الشعب و إبقائه على الجوع حتى يبقي الشعب على الحاجة له و لأمثاله، و حتى تصبح عملية التجويع عادة فكلما كان هناك إنتخابات يبقى مفعول عملية شراء الأصوات و الرشاوي الأقوى و الأكثر فعالية. إلا إذا أفاق الشعب و الناخب من غفلته.
عراقي متفائل
بهاء الشمري -انا شخصيا استلمت كارت شحن من احد مرشحي القائمة العراقيه وهو بعثي قديم ؟ ولن انتخبه لو يموت ؟ لاني سانتخب المالكي