إنتخابات محتدمة... عنوان الإستحقاق البريطاني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فتحت مراكز الاقتراع عند الساعة 6:00 ت.غ اليوم الخميس في بريطانيا حيث دعي اكثر من 45 مليون ناخب بريطاني للتصويت في انتخابات تشريعية يرجح فوز المحافظين فيها لكن من دون الحصول على الأغلبية المطلقة. وعشية يوم الاقتراع، حشد زعماء الاحزاب الثلاثة كل قواهم للحملة الانتخابية محاولين اجتذاب ملايين الناخبين المترددين في الانتخابات التشريعية الاكثر تزاحمًا منذ جيل.
براونزعيم حزب العمالبين انصاره
لندن: اطلق زعماء الاحزاب الثلاثة البريطانية ،غوردون براون زعيم حزب العمال البريطاني وديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين ونك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، مساء أمس الاربعاء نداءات حارة للمواطنين الذين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون لحثهم على التصويت لهم في وقت اظهر اخر استطلاع للراي بين البريطانيين قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع حصول حزب المحافظين على 35% والعمال 28% والديمقراطيين الاحرار على 28% ايضًا.
وكان قادة الاحزاب الثلاثة سرعوا عشية يوم الاقتراع وتيرة حملتهم، واقر كاميرون الاربعاء عبر المحطة التلفزيونية اي.تي.في "لم افكر مطلقًا بأنّ هذه الانتخابات ستكون سهلة"، وذلك بعد ليلة بيضاء تحدث خلالها مع صيادي سمك وسائقي سيارات اسعاف وعمال في الدوائر التي يجري التنافس عليها في شمال انكلترا.
واضاف زعيم المحافظين ردًّا على اتهامه بـ"الغرور" من قبل معارضيه، "ان البريطانيين لا يحملون لكم حكومة البلاد على طبق بل يرغمونكم، بحق، على استحقاقها".
وأكد استطلاعان نشرا الاربعاء -قبل توقف كل الاستطلاعات الخميس- تقدم المحافظين بثبات لكن بدون الحصول على هذه الأغلبية المطلقة التي تخوله تسلم مفاتيح 10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء) اعتبارا من الجمعة وتشكيل حكومة بدون عقد تحالفات.
واشار استطلاع كوم ريس لمحطة التلفزيون اي تي في وصحيفة ذي اندبندنت الى ان المحافظين احتلوا الطليعة بحصولهم على 37% من نوايا التصويت، امام حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء غوردن براون الذين نال 29% من نوايا التصويت والديمقراطيين الاحرار بزعامة نك كليغ الذين كان نصيبهم 26%، وهي ارقام لم تتغير عمليًا بالمقارنة مع ارقام الامس.
نك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار
لكن من الاخبار السارة النادرة في نهاية هذه الحملة بالنسبة إلى غوردن براون المهدد بهزيمة نكراء بعد 13 عامًا من الحكم العمالي، ما اشار اليه استطلاع اجرته مؤسسة يوغوف لصحيفة ذا صن ان المحافظين ما زالوا في الطليعة (35%) لكن العماليين استعادوا بعض النقاط (30% +2) على حساب الديمقراطيين الاحرار (24%. -4). وهي نتيجة تبدو مشجعة لرئيس الوزراء العمالي خصوصا وان اربعة ناخبين من اصل عشرة يعترفون بانهم لم يقرروا بعد لمن سيصوتون بحسب استطلاع كومريس.
واكد غوردن براون على الفور "عزمه" على المضي قدما اكثر من اي وقت مضى. وقال امام طلاب في جامعة برادفورد (شمال انكلترا) "هناك الاف من الناس لم يحسموا خيارهم بعد.. وسيقررون في الساعات المقبلة".
من جهته زار نك كليغ الذي برز بصورة غير متوقعة في هذه الحملة بعد اداء مميز اثناء المناظرات التلفزيونية الثلاث، ايستبورن (جنوب) قبل الذهاب الى درهام وشيفيلد (شمال) وهي دوائر محسوبة على العماليين وكانت تعتبر قبل شهر محصنة لا يمكن ان تميل الى الديمقراطيون الاحرار.
واشارت الصحف الى سيناريوهات مختلفة محتملة في السابع من ايار/مايو. والسيناريو الاكثر ترجيحًا هو ان تفرز الانتخابات "برلمانًا معلقًا" مع أغلبية نسبية للمحافظين. ويرى محللون انه ان اقترب حزب المحافظين من الأغلبية المطلقة (326 من اصل 650 نائبًا) فإن كاميرون قد يسعى الى تشكيل حكومة اقلية بدعم احزاب صغيرة مثل حزب ألستر الوحدوي، من دون الاضطرار للتحالف مع الديمقراطيين الاحرار.
وفي غياب دستور مكتوب تستند المملكة المتحدة في الواقع الى التقليد الذي درج على ان يشكل رئيس الوزراء الحاكم اول حكومة في حال افراز برلمان معلق حتى وان كان حزبه لا يحظى بأغلبية الاصوات.
آلية النظام الانتخابي البريطاني
ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين
تعتبر الانتخابات التشريعية البريطانية التي يتواجه فيها حزب العمال وحزب المحافظين، والديمقراطيون الاحرار، معادلة فيها ثلاث نقاط مجهولة يزيد من تعقيدها النظام الانتخابي البريطاني.
- تعتمد انتخابات مجلس العموم اي مجلس النواب، نظام الاقتراع الاحادي الاسم بالاكثرية في دورة واحدة. اي ان الناخب يختار مرشحًا واحدًا من بين مجموعة، ويفوز المرشح الذي ينال اكبر عدد من الاصوات. ويلائم هذا النظام الاحزاب الكبيرة على حساب الاحزاب الصغيرة.
- غالبا ما يعاد تقسيم الدوائر ال650 في انكلترا وبلاد الويلز، واسكتلندا وايرلندا الشمالية، بحيث يبقى متوسط الدائرة 70 الف ناخب مسجل. لكن اعادة النظر بالدوائر لا تجرى الا كل اثنتي عشرة سنة. ولأن اعادة النظر الجارية بدأت في العام 2000، تجرى هذه الانتخابات على لوائح تعود الى عقد من الزمن.
الإنتخابات البريطانيَّة تدخل مرحلة الهجمات الشخصيَّة
انتخابات بريطانيا.. ملاحظات في "الكلمة - الطامّة"
زعماء الأحزاب البريطانيّة يستعدّون للمناظرة الأخيرة
بيانات الأحزاب البريطانيّة أكثر مبيعاً من هاري بوتر!
أول مناظرة تلفزيونيّة بين الأحزاب البريطانيّة
المناظرة الأخيرة بين الزعماء البريطانيين تؤذن ببدء حرب الائتلاف
وبسبب تحركات السكان، يتراوح حجم الدوائر بين 22 و110 الاف ناخب، وهو وضع يميل لمصلحة حزب العمال كثيرًا. ومعاقل حزب العمال هي في المدن والدوائر التي يعتبر فيها عدد المسجلين اقل اهمية، وحيث الحاجة الى الاصوات اقل لانتخاب نائب. لذلك يمكن ان يخسر حزب العمال بالاصوات على المستوى الوطني، خلف المحافظين وبالتالي الديمقراطيين الاحرار، ويفوز على الرغم من كل شيء بعدد اكبر من المقاعد.
- ينتخب الناخبون نوابهم، لكنهم لا يختارورن مباشرة رئيس الوزراء.
- الحزب الذي ينال الاكثرية المطلقة في مجلس العموم (326 نائبا من اصل 650) تدعوه الملكة الى تشكيل حكومة ويعين رئيسه رئيسا للوزراء.
- اذا لم يحصل اي حزب على الاكثرية المطلقة، يصبح البرلمان "معلقا". وفي هذه الحالة، يواصل رئيس الوزراء المنتهية ولايته القيام بأعباء منصبه. ونظرًا الى عدم وجود دستور مكتوب، يقضي العرف بأن يبقى في منصبه حتى لو خسر بالاصوات والمقاعد. ويستطيع عندئذ ان يحاول ايجاد تأييد لدى احزاب اخرى. لكن اذا تشكل تحالف ضده يقدم استقالته.
- واذا تعذر التوصل الى حل سياسي، يستطيع رئيس الوزراء البقاء في منصبه حتى خطاب الملكة الذي يفتتح رسميا ولاية المجلس في 25 ايار/مايو. وهو مناسبة لتقديم برنامج الحكومة الذي يطرح للتصويت على الثقة.
عندئذ يكون الديمقراطيون الاحرار او الاحزاب الصغيرة هي من يصنع الملك: فدعمهم يمكن ان يتيح لحزب العمال الاستمرار في الحكم او فوز المحافظين بالسلطة. وتعود المرة الاخيرة التي لم يحصل فيه حزب على الاكثرية المطلقة، الى 1974. وفي تلك الفترة تمت الدعوة الى انتخابات جديدة بعد تسعة اشهر.
ويشغل حزب العمال 345 مقعدًا في الوقت الراهن، والمحافظون 193 والديمقراطيون الاحرار 63 مقعدًا.
استمرار التكهنات
ومع استمرار التكهنات بشأن النتيجة التي ستسفر عنها الانتخابات، أوردت صحيفة الديلي تلغراف أن حزب الوحدويين الديمقراطيين في ايرلندا الشمالية سيدعم المحافظين في تشكيل الحكومة إذا ما حصلوا على أكبر قدر من الأصوات.
لكن متحدثًا باسم المحافظين نفى هذه الانباء وقلل من أهمية الوحدويين الديمقراطيين. ومع اقتراب موعد الانتخابات، لا يزال المحافظون متقدمين على الأحزاب الأخرى في استطلاعات الرأي، بينما يحل الديمقراطيون الأحرار في المرتبة الثانية، ليتفوق بذلك على حزب العمال الحاكم.