السفير الإسرائيلي في لندن: العملية ضد أسطول الحرية لم تكن موفقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الهجوم على أسطول الحرية: صحف الخليج تندد بـ "جريمة الحرب"
إردوغان: لن نتجاهل فلسطين ولن نتوقف عن دعم غزة
عضو الكنيست حنين زعبي: إسرائيل خططت مسبقًا لعمليَّات القتل
إسرائيل تهاجم "أسطول الحرية" ومقتل اكثر من عشرة اشخاص
اعترف سفير إسرائيل في لندن أن الهجوم ضد اسطول الحرية لم يكن خياراً موفقاً.
لندن، القدس: اعترف سفير اسرائيل في لندن الثلاثاء ان التدخل العسكري الاسرائيلي ضد اسطول صغير قريب من الفلسطينيين ومحمل مساعدة انسانية مرسلة الى غزة "لم تكن موفقة". وقال رون بروسور لاذاعة بي.بي.سي4 التي سألته هل خدمت العملية اسرائيل ام اساءت اليها، "من الواضح انها لم تكن موفقة، وهذه هي الحقيقة".
واضاف "لا بد من القول ان هذه العملية لم تنجح وخسارة الارواح البشرية امر مأساوي، لكن يجب الا ننسى ان الاشخاص على متن هذه السفينة قد تصرفوا بطريقة مرعبة". وفي وقت لاحق، ذكر السفير الاسرائيلي لمحطة سكاي نيوز، ان "ما حصل هو مأساوي بالتأكيد".
وقال لاذاعة بي.بي.سي انه تم ابلاغ الاسطول الصغير "مرارا" بوقف القافلة قبل ان تشن القوات الاسرائيلية هجوما. وقال ان مناقشات حول العملية تجرى في اسرائيل، مشيرا الى ان "ناشطين" على متن احدى السفن كانوا يلوحون بسكاكين وقضبان من الحديد في وجوه عناصر الكومندوس الاسرائيلي.
واضاف السفير الاسرائيلي "حاولوا فعلا القيام بكل شيء للتسبب بمواجهة، وهؤلاء الناشطين غيروا ابعاد ما يفترض انه مشكلة انسانية". واشار بروسور الى "ان شيئا لم يحصل" على صعيد العنف على خمس من سفن الاسطول الست، وكشف ان اسرائيل "في حالة حرب" مع الارهابيين في غزة وتحاول حماية نفسها.
40 بريطانياً على الاقل شاركوا في "اسطول الحرية"
ذكرت وزارة الخارجية البريطانية الثلاثاء ان نحو 40 بريطانيا كانوا على متن سفن "اسطول الحرية". وقال متحدث باسم الخارجية "نعتقد ان حوالى 40 بريطانيا شاركوا في الاسطول، لكن ونظرا لعدم وضوح الوضع، نحاول وبشكل حثيث تحديد عددهم بالضبط والتاكد من امكانية التقائهم بموظفي القنصلية البريطانية".
وفيما سارع المسؤولون البريطانيون الى تقديم الايضاحات، اعرب اقارب النشطاء البريطانيين عن قلقهم على مصير هؤلاء الذين يعتقد انه محتجزون لدى السلطات الاسرائيلية.
وقالت ريشتل بريدجلاند التي كان صديقها بيتر فينر على متن الاسطول "من الفظاعة ان لا اعرف ما الذي حدث له، ومن الفظيع ايضا ان الحكومة البريطانية لم تبذل المزيد من الجهد لانها لا تريد وقوع خلاف بينها وبين اسرائيل".
واضافت "يجب ان يؤكدوا على ضرورة السماح للبريطانيين بالاتصال بنا لانهم لم يفعلوا اي شيء مخالف للقانون". وقالت اغي دونافان شقيقة احدى الناشطات وتدعى ايوا جاسفيتش انها لم تسمع اي انباء عن شقيقتها وتامل ان تكون بخير.
وصرحت لاذاعة البي بي سي "نحن جميعا في العائلة حاولنا الاتصال بها .. ولم يتمكن اي منا من الوصول اليها". واضافت "وردت انباء انه جرت مصادرة الهواتف النقالة لكافة ركاب السفن، وربما يكون هذا هو السبب".
محللون: الهجوم على أسطول المساعدات كارثة لصورة إسرائيل
إلى ذلك، يقول محللون ان الهجوم الذي شنته البحرية الإسرائيلية على اسطول صغير ينقل مساعدات انسانية زاد من عزلتها الدبلوماسية ووجه ضربة جديدة الى مسيرة السلام التي تتعثر انطلاقتها.
وقال المفكر الإسرائيلي الشهير عاموس عوز في تصريح اذاعي "نحن في طريقنا لان نصبح شعبا موبوءا في جميع انحاء العالم، بهذه العملية". واضاف الكاتب اليساري "انها ليست فقط مسألة صورة، انها كارثة اخلاقية لإسرائيل. والحصار الذي فرض على غزة بعد خطف جلعاد شاليط لم تنجم عنه اي فائدة" في اشارة الى الجندي الإسرائيلي الذي خطفته حماس في 2006.
واكد عاموس عوز "لا يمكن ان نفرض حصارا على مليون ونصف مليون غزاوي لأن مجموعة فلسطينية خطفت جنديا إسرائيليا". من جهته، اعتبر القائم بالاعمال الإسرائيلي السابق في انقرة الون لييل "من وجهة نظر إسرائيلية، ما حصل هو اسوأ سيناريو".
واضاف هذا المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية ان "الجيش سقط في فخ الاستفزاز الذي نصب له. لكن هذا السيناريو كان متوقعا منذ موافقة الحكومة على مهاجمة السفن". وقال لييل ان العملية الإسرائيلية "قد تنجم عنها عواقب خطرة على العلاقات مع العالم الاسلامي عموما وتركيا خصوصا". ولم يستبعد الدبلوماسي السابق "قطع او على الاقل تعليق العلاقات الدبلوماسية مع انقرة التي شهدت تدهورا كبيرا حتى قبل العملية".
لكنه اكد في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية ان "الازمة الحقيقية" ترقى الى مستوى العلاقات مع الفلسطينيين. وقال لييل "اننا نتخيل بطريقة سيئة في هذا الاطار كيف يمكن ان تخرج المفاوضات مع السلطة الفلسطينية من المأزق الراهن".
ويتوقع الدبلوماسي السابق ان تزيد حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على غزة "والرابح الاكبر" من هذه المواجهة، "الضغوط لوقف هذه المفاوضات" غير المباشرة التي بدأت الشهر الماضي برعاية الولايات المتحدة.
من جهته، كشف المستشرق موشيه موعاز ان "كل التفسيرات التي قدمتها إسرائيل حول تصرف الناشطين (في الاسطول) لا تبرر في نظر العالم اجمع مقتل مدنيين في مواجهة مع جيش نظامي، فهؤلاء المدنيون كانوا يقاومون اقتحاما".
ويعتبر هذا الاستاذ في الجامعة العبرية في القدس ان "حماس خرجت كبيرة" من هذه المأساة التي حصدت تسعة قتلى من المدنيين. واضاف "في نهاية المطاف، يتعين على إسرائيل ان ترفع الحصار عن قطاع غزة وتتفاوض مع حماس التي توافق على مبدأ هدنة مديدة".
وبالاضافة الى ترسيخ موقع حماس، يتوقع الخبير السياسي الفلسطيني عبد الهادي مهدي "مصالحة وطنية بين الفلسطينيين" الذين يشعرون ان "إسرائيل تحاصرهم جميعا". وفي انتظار المصالحة، "رفعت المجزرة الغضب والحرمان لدى الفلسطينيين الى ذروته"، كما قال.
ولا تنجم هذه المشاعر عن "الاعمال الوحشية الإسرائيلية" فقط كما قال، بل ايضا من "ضعف الادانات الاوروبية والاميركية". في المقابل، بلغ نفوذ تركيا اعلى مستوياته لأنها "تستعيد" برأيه "دورا تاريخيا في الزعامة الاقليمية وتبدو رمزا للتضامن" مع سكان غزة الذين يواجهون الحصار الإسرائيلي المستمر. ويؤيد هذا الرأي كاتب الافتتاحيات الإسرائيلي ناحوم بارنيا الذي يتوقع "ترسيخا لمحور تركيا-ايران-سوريا-حماس" جراء الازمة التي غرقت فيها إسرائيل.