أخبار

نقل المعلومات من وإلى السجون وقيادة التظاهرات

نساء الإخوان يدرن الجماعة بعد اعتقال قيادييها

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تقوم نساء الاخوان اليوم بدور أساس في حشد التظاهرات ونقل المعلومات، وتسيير أمور الجماعة في غياب قيادييها المسجونين، فأطلقن جبهة الأنصارية من أجل ذلك.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين لا تؤمن بضرورة قيام المرأة بدور محور في المجتمع خارج المنزل، إلا أنها ترسم لها أدوارًا محورية في الأزمات التي تمر بها الجماعة، والدليل أن "الأخوات" هنّ من يقع عليهن الدور الأكبر حاليًا في عمليات الحشد في الشوارع، ونقل المعلومات والتعليمات من وإلى قيادات الجماعة الذين يقبعون في المعتقلات بمصر. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل دشنت مجموعة من الأخوات حركة جديدة باسم "جبهة الأنصارية"، الهدف منها مواجهة ما تصفه جماعة الإخوان بـ"الإنقلاب العسكري الدموي"، وقائده عبد الفتاح السيسي. مهام استخباراتيةتقوم المرأة في الإخوان بدور مهم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الجماعة، لاسيما بعد تعرض الغالبية العظمى من القيادات للإعتقال. وتتولى "الأخوات" مهمة التنسيق بين القواعد في الخارج والقيادات داخل المعتقلات. وكشف مصدر أمني لـ"إيلاف" عن قيام نساء الجماعة بدور إستخباراتي في هذه المرحلة من تاريخ الجماعة، يتمثل في نقل المعلومات من وإلى القيادات المعتقلة بالسجون، مشيرًا إلى أن "الأخوات" يقمن بهذا الدور إنطلاقًا من إيمانهن بأنهن جزء من الجماعة، وتنفيذًا لتعليمات الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة الذي وضع للنساء دوراً واضحاً في الجماعة أثناء الشدائد.وأرجع المصدر ذاته تعرض بعض بنات قيادات الإخوان للإعتقال، إلى أنهن مارسن دورًا في تلقي تعليمات من آبائهن داخل السجون، ونقلها لأعضاء الجماعة بالخارج، تتمثل في تعليمات الحشد والتظاهر في أماكن معينة، إضافة إلى قياداتهن المظاهرات، وتقدمهن للصفوف. ولفت إلى أن جهاز الأمن الوطني يتولى عملية تتبع ومراقبة نساء وفتيات الإخوان، ويرصد تحركاتهن في المدارس والجامعات، ولقاءاتهن بأصدقائهن، ولقاءاتهن مع ذويهن بالسجون. جبهة الأنصاريةودشنت نساء الإخوان جبهة جديدة تضم نساء وفتيات الجماعة لمواجهة السلطة في مصر. وأطلقت نساء الجماعة على تنظيمهن الجديد اسم "جبهة الأنصارية". وقالت مصادر مطلعة لـ"إيلاف" إن الجبهة النسائية الجديدة تضم نساء وفتيات الجماعة. ولفتت إلى أن النساء في الجماعة هنّ من يقدن العمل السري الآن، وعمليات تنظيم المظاهرات وإمداد الأعضاء بالمال أو الطعام أو الأدوات واللافتات، لاسيما في ظل صعوبة عمليات تعقبهن.وأوضحت المصادر أن الجبهة الجديدة تم إطلاقها من الصعيد بمحافظة المنيا، مشيرة إلى أن مواقع التواصل الإجتماعي تتداول مقاطع فيديو للإجتماع أو المؤتمر الذي دشنت فيه الجبهة، وتوعدت النساء فيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي بقتاله، وأنهن لن يدعنه يهنأ بأي شبر في مصر. قيادة التظاهراتتقود نساء الجماعة التظاهرات منذ تعرض قيادات الجماعة للإعتقال بعد فض إعتصام ميدان رابعة العدوية في 14 آب (أغسطس) الماضي، ومنهن زوجة خيرت الشاطر نائب المرشد العام، الملقبة بـ"المرأة الحديدية"، إلى جانب ابنته عائشة. وتقوم بالدور نفسه زوجة القيادي محمد البلتاجي، وسائر زوجات القيادات.تنظر الجماعة للنساء على أنهن الصف الثاني، ولهن أدوار متعددة. وقال الدكتور كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن الجماعة، لـ"إيلاف" إن تلك الأدوار مختلفة منها السياسي عندما كان الإخوان المسلمون يعتلون حكم مصر، حتى يظهروا للعالم أن هناك اعترافًا بحق المرأة في المشاركة السياسية، "لكنهم قصروا دور المرأة على نساء الجماعة فقط، فالأخوات لهن دور في الانتخاباتوله أهمية كبرى". وأوضح أن لهن دورًا كبيرًا في صنع الفارق الذي يحسم نتيجة الانتخابات، "فنساء الاخوان يعملن على جذب السيدات، حتى يستطعن كسب أصواتهن في الانتخابات، نظرا لأن نسبة السيدات في مصر تمثل ضعف الكتلة التصويتية للرجال".
أدوار محوريةوبحسب الهلباوي، الفترة الراهنة تشهد دورًا للنساء في الوقوف بجانب الجماعة، في وقت دخولهم جميعًا إلى السجون، نظرًا لأن رسائل حسن البنا قديمًا تحث على مشاركة النساء، والوقوف بجانب الرجال، والتي من خلالها قال لهم إن الإسلام أباح للمرأة شهود العيد، وحضور الجماعة، والخروج للقتال عند الضرورة الملحة، لكنه وقف عند هذا الحد، واشترط له شرطًا وهو البعد عن كل مظاهر الزينة وستر الجسم وإحاطة الثياب.ولفت إلى أن النساء عبر تاريخ الجماعة وعند تعرض القيادات للإعتقال كان لهن دور أساسي في نقل الخطابات ونقل الخطط والرسائل التي يريد الإخوان توصيلها لمنفذي خططهم في الخارج، مشيرًا إلى أن دورهن لا يقتصر فقط على ذلك، لكن يمتد إلى متابعة تنفيذ الخطة على ارض الواقع بالإضافة إلى الإنفاق على متطلبات هذا التنفيذ. للتخلص من نساء الإخوانإنه شرف للمرأة معاونة رجال الإخوان في حمل بعض الاعباء التي كانوا يحملونها من أجل المصلحة العليا للوطن. هكذا قالت كاميليا حلمي، القيادية بحزب الحرية والعدالة، وأضافت لـ"إيلاف" أنه بعد الانتهاء من التخلص من رجال الإخوان، يحاول الإعلام حاليًا الإجهاز على نسائهم للتخلص منهن، مشيرة إلى أن الإعلام حاليًا يريد أن يفاقم الأمور، فلم يجد شيئاً آخر للحديث فيه سوى نساء الجماعة.ونبهت إلى أن نساء الإخوان لا يرتكبن جريمة عند محاولتهن الدفاع عن الشرعية، "فجهاد النساء مذكور في السنة النبوية المطهرة".ونفت الاتهامات الموجهة لهن بالاتصال مع قيادات الإخوان في السجون، ونقل التعليمات والخطط للقواعد بالخارج. جهاد الأخواتمن جانبه، قال الدكتور محمد عبد السلام، الخبير في شؤون جماعات الإسلام السيسي، إن جماعةالإخوان المسلمين لديها كل شيء مباح، وكل الأساليب متاحة من كذب ونفاق والسماح للمرأة بالخوض في السياسة وعلو الصوت وغيره مما يعتبرونه محرماً على غير نسائهم. وأضاف لـ"إيلاف": "فكرة جهاد الأخوات معروفة منذ نشأة الجماعة، فنساء الإخوان يقمن بأدوار عديدة أثناء وجود القيادات في الحكم، لكن أدوارهن تتدرج بحسب الحالة التي توجد عليها الجماعة"، مستشهدًا بقيام نساء الإخوان بالحشد للتظاهرات في الفيوم، وبدور السيدة فاطمة عبد الهادي التي كانت تقوم بنقل الأخبار من زوجها إلى الخارج، الذي شنق مع سيد قطب في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتعرضت للسجن.ولفت إلى أن زوجة خيرت الشاطر اعتلت مكانه بعد سجنه، وتقوم بتحديد الادوار المختلفة داخل الجماعة لبعض النساء اللواتي ينتمين للجماعة وزوجات البعض الآخر من القيادات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف