رسالة توضح موقف وفد المعارضة من جنيف -2
الائتلاف الوطني لـ"إيلاف": لم نتنازل عن إسقاط الأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أمام الائتلاف الوطني السوري المعارض الكثير من الاستحقاقات في الفترة القادمة أولها مؤتمر جنيف 2 والتوافق على أسماء الوزراء في حكومة أحمد طعمة. ويبدو التوافق على جنيف -2 صعبا في ظل الاستقطابات الحالية داخل الائتلاف وعملية شد الحبال بين الكتل وإطلاق التصريحات الإعلامية التي تروج أن الائتلاف تنازل عن شرط إسقاط بشار الأسد وسيمضي نحو المؤتمر من دون شروط.
لندن: نفى المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي صافي تنازل الائتلاف عن شرط إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد قبل التوجه إلى مؤتمر جنيف -2. واعتبر في حديث مع "إيلاف" "أن النظام السوري يراوغ ويماطل وهو غير جاد بخصوص مؤتمر جنيف 2"، وقال "انه يظن شخصيا انه اذا كانت هناك ظروف مناسبة لانعقاد المؤتمر فلم لا ولكن طبعا هذا بعد تقديم الشروط التي يريدها الائتلاف ويصر عليها".
وأوضح "نحن في كل لقاءاتنا في زيارتنا الاخيرة إلى نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة قلنا إن هدف التفاوض يجب أن يؤدي إلى تشكيل حكومة بكامل الصلاحيات وتحول ديمقراطي بضمان دولي وغطاء عربي وجدول زمني محدد".
الضمانات الدولية
وأشار صافي إلى أنّه "بعد تقديم الضمانات الدولية سنطرح الموضوع للنقاش داخل الهيئة العامة للائتلاف وهي ستقرر الذهاب إلى جنيف 2- من عدمه". وأكد صافي "ان هذا ما تم طرحه امام الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي وأن ما سيتم التفاوض عليه هو آليات خروج الاسد". ورأى "انه لن يكون هناك انقسام داخل الائتلاف رغم وجود استقطابات"، لافتا إلى أن "هناك سوء ظن وسوء فهم لما يجري".
وحسم نجيب الغضبان سفير الائتلاف في الولايات المتحدة الاميركية "سوء الفهم" حيث أرسل رسالة توضيحية لاعضاء الائتلاف أوضح فيها ما جرى خلال زيارة وفد الائتلاف إلى نيويورك.
وقال "أجرى الوفد لقاءات هامة جداً على أعلى المستويات، شملت لقاءات مع ما يقرب من عشرين وزير خارجية، على رأسهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية، وأمير قطر، وعدد من السفراء والمسؤولين في الأمم المتحدة".
واعتبر الغضبان "من أهم الأنشطة التي قام بها الوفد، قيام رئيس الوفد في إلقاء كلمة بحضور كافة أعضاء الوفد والعاملين في مكتب نيويورك أمام أصدقاء الشعب السوري، حيث دُعي ممثلو ما يقرب من 114 دولة، رغم المعارضة الشرسة من روسيا وبعض حلفائها وبعض العاملين داخل الأمم المتحدة".
شرعية الائتلاف
وأضاف "حضر وفد الائتلاف اللقاء الوزاري العربي على مستوى وزراء الخارجية، داخل مبنى الأمم المتحدة، في سابقة هامة ترسخ اعتراف الجامعة العربية بالائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري". إضافة إلى ذلك، انضم بعض أعضاء الوفد إلى لقاءين مع مجموعة الـ11 من أصدقاء الشعب السوري، تم فيه نقاش جاد حول عدة مواضيع، أهمها كيفية تعاطي الائتلاف مع التغطية السلبية للإعلام العالمي لأحداث سوريا".
وأشار إلى لقاء وفد الائتلاف مع "الأخضر الإبراهيمي وفريقه، وآخر مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ونوابه، وأخيراً قام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باستقبال بعض أعضاء الوفد في مقر إقامته، بحضور نوابه والإبراهيمي".
وطغت أربعة محاور على نقاشات الوفد أوضحتها الرسالة وهي "النقاش الدائر حول مشروع قرار مجلس الأمن حول نزع السلاح الكيميائي، و تنامي قوة المنظمات المتطرفة داخل سوريا، و الكارثة الإنسانية في سوريا، وخاصة في المناطق المحاصرة، وأخيراً مؤتمر جنيف".
نزع الكيميائي
وعبّر الوفد عن عدم رضاه عن اختزال النقاش حول المشروع في السلاح الكيميائي، وعدم تعرضه لجرائم النظام بالأسلحة التقليدية، إضافة إلى أن القرار لا يندرج تحت الفصل السابع، ولا يشمل آلية واضحة للمساءلة والمحاسبة.
وقام الوفد بالتعبير عن هذه المواقف في اجتماعاته كلها، بدءا بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وكذلك من خلال كافة اللقاءات الإعلامية التي أجراها الوفد أثناء فترة تواجده.
أوضح الغضبان، أن أغلب الدول كانت تشارك أعضاء الائتلاف هذه الهواجس، وقال "تم نقل هذه المواقف منا، ومن وزراء الخارجية العرب من خلال بيانهم الذي أرسلوه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى الولايات المتحدة وروسيا عرابتي الاتفاق-الإطار الذي نص على نزع السلاح الكيميائي من النظام السوري".
وأضاف "عكس القرار بالنتيجة النهائية الحد الأدنى من الاتفاق بين الدول الخمس دائمة العضوية، وهو أول قرار يصدر حول سوريا من مجلس الأمن، ورغم قناعتنا بأن هذا القرار لا يرتقي إلى الحد الأدنى لما كنا نتمناه، فإن أهميته أنه قد يكون بداية لنهاية شلل مجلس الأمن، وهنا يمكن للدول الخمس أن تعمل على اتفاق آخر بشأن إيصال المساعدات الإنسانية، وهو ما ستحاول بعض الدول الصديقة العمل عليه، كما أن القرار بحد ذاته يفتح المجال أمام عملية متابعة، قد تعطي غطاء لعمل عسكري مستقبلي".
مؤتمر جنيف
يمكن تلخيص موقف وفد الائتلاف من جنيف بالنقاط التالية: "يؤيد الائتلاف الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري في رحيل بشار الأسد ونظامه ويضع البلاد على طريق الانتقال الديمقراطي، موضوع مؤتمر جنيف هو تطبيق بيان جنيف الأول، والذي يعني تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية، بما في ذلك المواضيع العسكرية والأمنية، أي أنه لا مكان للأسد لا في المرحلة الانتقالية أو المستقبل".
وأكد الوفد في نيويورك أنه لن يذهب إلى أي مؤتمر لايحدد الإطار بهذا الأمر. كما أكد الوفد أن موضوع المساءلة والمحاسبة بحق من ارتكب جرائم ضد الإنسانية يجب أن يكون جزءاً من أي حل سياسي.
ولن يقبل الائتلاف التدخل في تركيبة وفده إلى جنيف 2، خاصة من الطرف الروسي، ومع أن الائتلاف قد يرتئي أن يشمل ممثلين من خارجه، فإنه المعني بتشكيلة الوفد ليكون له طابع تمثيلي يستند إلى تأييد أغلبية القوى الثورية والعسكرية والسياسية والمكونات المجتمعية المنضوية تحت راية الثورة.
الغطاء العربي
وطرح أحمد الجربا رئيس الائتلاف ضرورة أن تقوم الدول الأربع الرئيسة الداعمة للثورة السورية عبر وزراء خارجيتها، وهي السعودية وتركيا والإمارات وقطر، بالطلب رسميا من الائتلاف بضرورة حضور هذا المؤتمر، إذا ارتأت أنه يحقق بالفعل طموحات الثورة السورية، وأن الحضور هو مصلحة سورية وعربية، ثم تقوم الجامعة العربية بتزويد غطاء عربي لأية عملية تفاوضية، بناء على المواقف الداعمة التي تبنتها الجامعة، وقد تمت مفاتحة هذه الدول بالأمر وتم الترحيب به.
وأبلغ الأمين العام للجامعة العربية، والابراهيمي، بأن صاحب القرار في الذهاب إلى جنيف من عدمه هو الهيئة العامة للائتلاف، ولذا فإن الإشاعات عن إعطاء موافقة رسمية للحضور أو تشكيل وفد، إلى غير ذلك، كلها لا أساس لها من الصحة.
وطرح الوفد رؤيته لبعض الشروط الهامة لإنجاح أية عملية تفاوضية، ومنها رفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية لها، وإطلاق سراح المعتقلين، هذه إجراءات يمكن أن تمتحن جدية الطرف الآخر.
وتم طرح موضوع التواجد الإيراني وحزب الله وباقي التنظيمات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام على أنه أولوية في أي عملية تفاوضية، وتم الطلب من كثير من الدول الفاعلة بضرورة اتخاذ قرار من الأمم المتحدة يدين وجود هذه الدول ويطالب بخروجها قبل الدخول في أي حل سياسي.
واختتم سفير الائتلاف توضيحه بالقول "نحن نتابع الجدل الدائر حول ضرورة حضور مؤتمر جنيف من عدمه، من المهم الارتقاء بمستوى النقاش ليكون جاداً ومسؤولاً، خاصة على ضوء الحالة الميدانية، واستمرار عمليات القتل والدمار، والتوازنات الإقليمية والدولية".
وطالب "بالابتعاد عن روح المزايدات والتخوين والانتباه إلى الدعاية التي يقوم النظام ببثها حول هذا الأمر، فقد لا يتعدى مؤتمر جنيف كونه معركة إعلامية ودبلوماسية موازية للمعركة الحقيقية على الأرض، لكنها في كل الحالات معركة لا مفر من خوضها والإصرار على الانتصار فيها".