قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تتواصل التكهنات حول السبب الحقيقي لإقالة قدري جميل من منصبه، وفي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن الموضوع ليس إلا مكافأة لنائب رئيس الوزراء السوري ستتضح تفاصيلها لاحقاً، اعتبر آخرون أن موضوع الإقالة مرتبط بإجتماعات عقدها جميل مع مسؤولين أميركيين. رغم الغموض الذي أحاط بإقالة نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل، فإن تسريبات رشحت أن تكون للقرار علاقة بتحضيرات مؤتمر (جنيف2).وكانت حكومة بشار الأسد بررت قرار الإقالة المفاجىء بـ"غياب جميل عن مقر عمله دون إذن مسبق وعدم متابعته لواجباته كنائب لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة، فضلاً عن قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة". وبينما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي لقاء قدري جميل يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول مع روبرت فورد السفير السابق لدى سوريا في جنيف، فإنها رفضت التعليق على قرار الإقالة.وقالت بساكي إن فورد كان أكد خلال اللقاء ضرورة الحل السلمي للنزاع في سوريا، وتنحي الرئيس بشار الأسد وحاشيته المقربة عن السلطة. وربما تلقي تصريحات بساكي الضوء على السبب الحقيقي الذي قد يكون وراء إعفاء جميل من منصبه. يذكر أن قدري جميل شيوعي مخضرم نال الدكتوراه من جامعة موسكو وشغل منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الدولية وحماية المستهلك.والمسؤول المقال عضو في ما يصفه الرئيس بشار الاسد "بالمعارضة الوطنية"، وهي احزاب سياسية تعتبر نفسها منافسة للرئيس، لكن لم تنضم للانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ سنتين ونصف السنة.ولاحظ دبلوماسي غربي أن تصريحات بساكي تتماشى مع تصريحات كان أطلقها وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، الصديق المقرب لجميل، وعضو جبهة التغيير والتحرير تفيد بأن "واشنطن تفكر جديًا بفتح قنوات اتصال مع دمشق"، وإن كان حيدر اشار إلى أن البحث في هذا الموضوع يبقى سابقاً لأوانه طالما لم يتوقف الدعم الأميركي للمعارضة.
عقوبة أم مكافأة؟ورغم الغموض الذي رافق إقالة قدري جميل، فإن مصادر خبيرة بموقف وتفكير حكومة الرئيس بشار الأسد رأت أن "الإقالة قد تكون عقوبة في الشكل تتلوها مكافأة في المضمون لجميل".وفي مقال للكاتب السوري (السرياني) المعارض سعيد لحدو في (الحوار المتمدن) فإنه قال إن قدري جميل كان كُلِّف بمهمة تقديم نفسه كمعارض للنظام، وقام بلقاء السفير الأميركي في جنيف في 26 تشرين الأول لأخذ مباركة أميركا لاعتماده في وفد المعارضة الذي سيفاوض النظام. وأضاف لحدو: ولكن عندما فاجأه فورد بملاحظة أنه كيف يمكن أن يكون معارضاً في الوقت الذي مازال يحتل منصب نائب رئيس الوزراء. وهنا تفتقت عبقرية النظام وبدأ بتنفيذ الخطة (ب)، وذلك بتنفيذ عقوبة الإقالة لقدري (وربما بدري قد تكون أصح) شكلاً ليحتل الآن رسمياً موقع المعارض، وفي الآن ذاته يتم إعداده بعد إسقاط حجة فورد ليحتل وكمعارض هذه المرة منصب رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية التي لم تحبل بها بعد كل تحركات الإبراهيمي معززة بكل ما أراده لها من دعم الروس والأميركيين على السواء.
رسالة للكرملينوتزامناً مع تداعيات الإقالة، قال تقرير صحفي نشر في لندن إن اقالة جميل دليل على تشدد موقف الاسد مع اقتراب عقد مؤتمر السلام الدولي. وتقول صحيفة (ديلي تلغراف) إن جميل كان ينظر إليه على أنه الوزير المقرب من روسيا، وإن اقالته قد ينظر إليها على أنها رسالة الى الكرملين. وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من أن روسيا حليفة للأسد، توجد تقارير عن أن روسيا تأمل في استبدال الاسد برئيس آخر اكثر طواعية يمكنه تقديمه كـ (رئيس توافقي).وكان قرار الإقالة جاء مفاجئًا لجميل الذي أكد على الفور لـ (أنباء موسكو) عدم علمه مسبقاً به: " أنا لم تصلني أي ورقة رسمية من الحكومة السورية. أنا موظف حكومي، وأول مرة في حياتي يحصل معي مثل هذا الموقف، فأنا متعلم أن الأوامر والقرارات يجب أن تأتي مكتوبة، وحتى الآن لم يأتِني شيء"، وأضاف:"الإعلام بالنسبة لي ليس مصدراً في هذه الأمور".
عودة لدمشقوحول الأسباب التي يمكن أن تكون قد وقفت وراء قرار الإقالة برأيه، قال:"هذا السؤال يجب أن يرد عليه صاحب العلاقة الذي وضع الاستقالة وليس أنا".وأكد جميل أنه " سيعود قريبًا إلى دمشق "لأنني عضو مجلس الشعب. وسأعود بعد أن أنهي عملي هنا في موسكو". وكان جميل وهو احد اركان معارضة الداخل أعلن في وقت سابق أنه التقى للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية ممثلين لوزارة الخارجية الأميركية في جنيف.وأضاف جميل في تصريحات صحفية أن "23 تشرين الثاني يبقى موعداً واقعيًا لعقد مؤتمر جنيف - 2"، مشيرًا إلى "ضرورة إطلاق أعمال المؤتمر بمشاركة القوى المستعدة لذلك، وترك الباب مفتوحًا لغيرها من القوى". وإلى ذلك، قال تقرير لـ(رويترز) يشار إلى أن جميل بحث مع السفير فورد مؤتمر (جنيف 2) المقترح الذي يهدف الى اطلاق مفاوضات بين حكومة الاسد والمعارضة الساعية للاطاحة به.ونقلت عن مسؤول شرق أوسطي الذي طلب عدم نشر اسمه قوله إن جميل "التقى مع فورد عقب اجتماعه مع مسؤولين روس في موسكو. كان الاجتماع طويلاً لكن بلا طائل." وأضاف: "قدم جميل ما اعتبره فورد في ما يبدو مقترحات غير قابلة للتنفيذ في ما يتعلق بمحادثات جنيف. حاول ايضاً دون جدوى كسب الدعم الاميركي لضمه الى صف المعارضة في محادثات جنيف".ويشار في الختام إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تحرصان على بدء محادثات السلام السورية، لكنّ مقاتلي المعارضة يريدون ضمانات على المعارضة يريدون ضمانات على أنه سيتم إبعاد الأسد في حين ترفض حكومة الاسد أي شروط مسبقة قبل المحادثات.