واشنطن تسعى لتثبيت قدمها المرتعشة في المنطقة
إيران وسوريا ومصر على مائدة مباحثات بن زايد وكيري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حل ركب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يزور منطقة الشرق الأوسط،في الإمارات، حيث اجرى مباحثات تهم قضايا المنطقة مع القيادة الإماراتية، وقال المحلل السياسي محمد السعيد لـ"إيلاف" إنّ زيارة كيري تأتي كردّ على التحرك السعودي الخليجي المصري للردّ على التقارب الأميركي مع طهران.
أبوظبي: التقى الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في قصر الإمارات الأحد، جون كيري وزير الخارجية الأميركي والوفد المرافق له الذي يزور الإمارات حاليًا، في إطار جولة له في دول منطقة الشرق الأوسط.
واستعرض ولي عهد أبوظبي وجون كيري مجالات التعاون والشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، وذلك في إطار التعاون والتنسيق المتبادل الذي يخدم مصالح البلدين.
ملفات المنطقة
وكانت تطورات الأوضاع في البرنامج النووي الإيراني، والأحداث في مصر وسوريا حاضرة على مائدة المباحثات بين بن زايد وكيري. واطلع كيري ولي عهد أبوظبي على نتائج المفاوضات والمشاورات التي أجرتها القوى الكبرى 5+1 حول ملف إيران النووي، وما أحرزته من تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لحل سلمي لمسألة البرنامج النووي الإيراني.
كما تطرق اللقاء إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية مع مختلف القوى الدولية لحث ائتلاف المعارضة السورية لحضور مؤتمر جنيف 2، والعمل من أجل إنهاء النزاع المتفاقم في سوريا بما يضع حدًا لمعاناة الشعب السوري.
وتطرق النقاش أيضًا إلى أهمية دعم الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية في هذه المرحلة الانتقالية بما يخدم استقرار مصر ويدفع عجلة التقدم السياسي والاقتصادي إلى الأمام.
كما جرى تبادل وجهات النظر حول المستجدات الراهنة وتطورات الأحداث في المنطقة، إضافة إلى عدد من المواضيع والقضايا التي تهم البلدين. وأكد الجانبان في ختام اللقاء أهمية مواصلة دعم الجهود الإقليمية والمساعي الدولية لإحلال السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ارتعاش أميركي من تحالف سعودي إماراتي مصري
قال الباحث السياسي الدكتور محمد السعيد لـ"إيلاف" تعليقًا على زيارة كيري لمنطقة الشرق الأوسط، إن جون كيري يسعى خلال زيارته التي يقوم بها لمنطقة الشرق الأوسط حاليًا إلى محاولة تثبيت قدم واشنطن المرتعشة في المنطقة وقطع الطريق على روسيا التي تحاول جاهدة أن تحل محل واشنطن في المنطقة، وذلك بعد سقوط الاخوان المسلمين حلفاء أميركا في مصر، وعدم قدرتها على تحقيق الاستقرار لنظامي الاخوان أيضًا في تونس وليبيا، وسط اضطرابات امنية طالت في المقام الأول المصالح الاستراتيجية الأميركية الأمنية والسياسية في المنطقة.
واضاف أن التوتر الشديد في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة مؤخرًا وقيام الرياض برفض شغل مقعدها في مجلس الامن الدولي أرسل رسالة قوية وشديدة اللهجة لواشنطن بأنه يجب على الولايات المتحدة أن تراجع سياستها الفاشلة في المنطقة، وأن تعيد ترتيب اوراقها من جديد بعد أن لعبت على كل الأطراف سعيًا لتحقيق مصالحها الخاصة دون النظر الى مصالح شركائها الاستراتيجيين في المنطقة وخصوصاً الرياض والقاهرة وأبوظبي أثناء احداث ما يسمى بـ"الربيع العربي" وما بعده، خاصة بعد سقوط الاخوان في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013.
غضب خليجي من التقارب مع طهران
وأشار السعيد الى أن "واشنطن تعلم جيداً مدى الغضب الذي اثاره قرارها بمحاولة تحقيق التقارب مع طهران على حساب مصالح دول مجلس التعاون الخليجي، وما تبعه ذلك من محاولة السعودية والامارات ومصر تكوين تحالف كبير نحو سياسة جديدة تكون موجهة نحو روسيا في محاولة لصياغة نظام عالمي جديد يعمل على تهميش دور الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وإبراز دور الدب الروسي في المنطقة، وقد يكون ذلك عبر صفقة تتم فيها معالجة الأوضاع في سوريا ومصر".
محور أبوظبي الرياض القاهرة
كثرت الزيارات بين أبوظبي والرياض والقاهرة مؤخرًا. وبدأت بزيارة الشيخ محمد بن زايد الى الرياض لمقابلة العاهل السعودي الملك عبدالله بن العزيز، وتبعتها زيارة رئيس الوزراء المصري ووزير الخارجية الى ابوظبي، وتلتها زيارة الرئيس المصري الموقت عدلي منصور الى ابوظبي أيضاً، ومن بعدها جاءت زيارة وزير الخارجية المصري الى الرياض للقاء الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي.
وأخيرا جاءت زيارة الأمير سعود الفيصل الى أبوظبي للقاء رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد لتؤكد أن هناك تنسيقاً قوياً وعلى اعلى المستويات بين الدول الثلاث السعودية والامارات ومصر لإعادة التوازن الى المنطقة بما يحقق المصالح الاستراتيجية والأمنية والسياسية للعواصم الثلاث، حتى وإن كان تحقيق ذلك يتطلب اللعب بعيدًا عن واشنطن وتحجيم دورها في المنطقة للاعب جديد يمكنه تحقيق تلك المصالح للدول الثلاث خاصة بعد فشل سياسة أوبامافي سوريا وعدم قدرته على اتخاذ موقف جريء لاسقاط نظام بشار الأسد عسكرياً.
وأوضح المحلل السياسي السعيد أن هناك محاولات سعودية واماراتية لعقد صفقات تسليحية كبيرة لمصلحة الجيش المصري وتحديثه وتطويره، وذلك بعد قيام الولايات المتحدة بإيقاف معونات الأسلحة والطائرات المقاتلة التي كانت تقدم سنويًا للجيش المصري.
ونوّه السعيد إلى أنه نتيجة للمعطيات سالفة الذكر، فإن زيارة كيري جاءت الى المنطقة وخاصة الى القاهرة والرياض وابوظبي، بهدف ابعاد الدب الروسي عن المنطقة وقطع الطريق عليه من تكوين تحالفات استراتيجية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة مع السعودية والامارات ومصر. والتأكيد على أن علاقات واشنطن مع طهران لن تكون على حساب الدول الخليجية. وأن واشنطن يهمها استمرار علاقاتها القوية مع كل من السعودية والامارات.