دعا المعارضة الى المشاركة في المؤتمر بلا شروط
العراق: ندعم جنيف 2 للتوصل الى انتقال سياسي للسلطة بسوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن العراق دعمه لمؤتمر جينيف 2 للسلام في سوريا، ودعا المعارضة إلى المشاركة فيه بلا شروط، وحضّ على انتقال سياسي للسلطة.
أسامة مهدي من لندن: اعتبر العراق الاثنين انعقاد مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية فرصة مهمة للتوصل الى اتفاق لعملية الانتقال السياسي للسلطة داعيا المعارضة الى المشاركة في اعماله بدون شروط واكد رغبته في تطوير التعاون مع الاتحاد الاوروبي في مجالات الطاقة والتجارة وحقوق الانسان ودعم الديمقراطية.
الأزمة السورية ومؤتمر جنيف
جاء هذا الموقف العراقي خلال اجتماع عقده في بغداد اليوم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الاوسط في دائرة العلاقات الخارجية الاوربية هوجس مينكاريلي ورئيسة بعثة الاتحاد الاوربي السفيرة يانا هيباشكوفا في بغداد.
واشار الوزير خلال الاجتماع الى تطورات الازمة السورية مشددا على حرص العراق على دعم جهود المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية حول هذه الازمة الاخضر الابراهيمي لعقد مؤتمر جنيف 2 للسلام.
وأكد ان هذا المؤتمر يُعد فرصة مهمة للتوصل الى اتفاق لعملية الانتقال السياسي في سوريا "ينبغي على جميع الاطراف وفي مقدمتها المعارضة السورية المشاركة البناءة من دون شروط مسبقة والتفاوض على مستقبل البلاد".
يذكر ان زيباري ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلوا اتفقا خلال مباحثات في بغداد أمس على ان المتضرر الاكبر من الازمة السورية هما العراق وتركيا.
وقال اوغلو "نحن نرغب بمشاركة دول جوار سوريا في جنيف 2 وسنقوم بتفعيل الية التشاور المشترك مع العراق".
ومن جانبه اقر زيباري باختلاف وجهات النظر بين بغداد وانقرة حيال الملف السوري لكنه شدد على وجود امور مشتركة.
واوضح ان "كل دولة لها رؤيتها، ليس شرطا ان يكون هناك تطابق مئة بالمئة، لكن تركيا والعراق يدعمان مؤتمر جنيف 2 وتركيا لديها علاقات مع المعارضة ونحن لدينا علاقات مع المعارضة والحكومة لذا هناك مجالات ممكن ان نتعاون فيها حتى ان لم نكن متطابقين في الرؤية".
واضاف المهم ان "نعمل على ان لا تحصل فوضى في سوريا خاصة بعد ان تبين للجميع ان الخيار الامثل هو خيار الحل السلمي التفاوضي لاجراء انتقال سلمي للسلطة".
وفي وقت سابق اليوم الاثنين أبدى الائتلاف الوطني السوري استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 شرط ان يؤدي هذا المؤتمر الى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة والا يكون لنظام الرئيس بشار الاسد دور في المرحلة الانتقالية.
وفي ختام اليوم الثاني من المشاورات في اسطنبول، اعطت مختلف فصائل الائتلاف الوطني السوري في تصويت موافقتها المبدئية على محادثات السلام.
واشترط الائتلاف الذي يعد ابرز مكونات المعارضة ان "يسبق عقد المؤتمر إدخال وضمان استمرار دخول قوافل الاغاثة من الصليب الاحمر والهلال الاحمر وغيرها من الهيئات الاغاثية الى كافة المناطق المحاصرة والافراج عن المعتقلين، خصوصا النساء والاطفال".
تطوير علاقات العراق مع الاتحاد الاوروبي
بحث اجتماع زيباري مع وفد الاتحاد الاوروبي اتفاق الشراكة بين العراق والاتحاد لتعزيز علاقات التعاون وخاصة في المجالات السياسية والامنية في مكافحة الارهاب اضافة الى قضايا حقوق الانسان حيث اعرب الوفد عن تثمينه للدور الذي يقدمه العراق في استقبال اللاجئين السوريين مؤكدين استعدادهم لتقديم المساعدة في هذا المجال كما قال بيان صحافي للخارجية العراقية اطلعت عليه "إيلاف".
وجرى خلال الاجتماع ايضا بحث واستعراض العلاقات مع الاتحاد الاوربي وفق اتفاقية التعاون والشراكة الموقعة بين الطرفين العام الماضي حيث تشكلت لتطبيق هذه الاتفاقية ثلاث لجان حول الطاقة والتجارة وحقوق الانسان ودعم الديمقراطية.
وعقدت لجنتا الطاقة والتجارة اعمالهما في بروكسل خلال الشهر الماضي فيما تعقد الان لجنة حقوق الانسان ودعم الديمقراطية اجتماعاتها في بغداد.
وضمن آليات تنفيذ اتفاقية الشراكة ستعقد لجنة التعاون المشكلة من وكلاء الوزارات العراقية والمسؤولين المعنين في الاتحاد للتحضير لاجتماع اللجنة الوزارية المقبل والمنتظر اوئل العام المقبل في بروكسل مع البارونة كاثرين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوربي.
وكان العراق والاتحاد الاوروبي وقعا في بروكسل منتصف العام الماضي اتفاقا للتعاون والتنمية ولاسيما في مجالي مكافحة الارهاب والطاقة في مبادرة هي الاولى من نوعها في العلاقات بين الجانبين.
وقال زيباري ان هذه الاتفاقية مهمة وستؤمن عودة العراق كطرف سياسي وإقتصادي فاعل في المجتمع الدولي موضحاً أن الاتفاقية ستوفر استثمارات هامة ومتنوعة الأطياف للطرفين العراقي والأوروبي.
ومن جهتها قالت اشتون "انها المرة الاولى التي يوقع فيها العراق والاتحاد الاوروبي اتفاقا من هذا النوع واوضحت انه "يحسن ويوضح الترتيبات التجارية بين العراق والاتحاد الاوروبي لتعزيز الاستثمارات الحيوية والمساعدة على ادخال العراق في المنظومة الاقتصادية العالمية اضافة الى انه يحدد اطارا لمواصلة التعاون في عدة مجالات من الصحة الى التعليم والبيئة والطاقة.
كما شمل الاتفاق احكاما حول التعاون في مكافحة الارهاب ومكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل والدفاع عن حقوق الانسان.
ومنذ التغيير في العراق عام 2003 قدم الاتحاد الاوروبي حوالي مليار يورو الى العراق في اطار التعاون من اجل التنمية لاعادة اعمار العراق ولاسيما لتوفير الخدمات الاساسية وتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد.
يذكر ان مينكاريلي يقوم حاليا بزيارة مهمة الى العراق على رأس وفد يضم رئيس وحدة شبه الجزيرة العربية والعراق وايران وكذلك مسؤول ملف العراق وممثل عن حقوق الانسان في دائرة العلاقات الخارجية لعقد اجتماع لجنة حقوق الانسان ودعم الديمقراطية حيث اجرى عدة اجتماعات فنية مع مسؤولي وزارة الخارجية وعدة وزارات اخرى.