أخبار

الآباء يخشون أن يرتد تواطؤ اردوغان مع الجهاديين إلى نحر بلدهم

القاعدة تسرق الشبان الأتراك من أحضان أهلهم للجهاد في سوريا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تكثر قصص الآباء الأتراك الذين يبحثون عن أولادهم في معسكرات القاعدة بسوريا، بعدما جندتهم للقتال والموت ضد نظام الأسد. وهؤلاء الآباء يخشون أن يرتد تواطؤ حكومتهم مع الجهاديين إلى نحر بلدهم.
لميس فرحات من بيروت: لم يخطر ببال الموظف التركي المتقاعد فاتح يلدز ذات يوم أنه سيضطر إلى التوسل لقائد عسكري في القاعدة كي يعيد اليه ولديه. فبعد اسبوع من البحث عن الولدين بلهفة وقلق في خرائب شمال سوريا، يئس الأب من العثور عليهما، ثم سمع أنهما انخرطا في جماعة ترتبط بتنظيم القاعدة. فتوجه إلى ذاك القائد يناشده أن يعيد إليه ولديه. وقال يلدز: "أقسم لو كان لديّ سلاح لأطلقتُ النار على هذا الرجل".المشكلة أن القائد العسكري الذي تحدث اليه يلدز، وهو تركي من ترابزون على البحر الأسود، لم يفهم لماذا يريد هذا الأب عودة ولديه، فصرخ القائد الجهادي بوجه يلدز قائلًا: "إنهما هنا من أجل الشهادة"، مؤكدًا وجود ولدي يلدز في معسكر تدريب قرب حلب. ثم خاطب الأب قائلًا: "أأنت كافر كي تحاول حرمانهما من الشهادة والجنة؟". وعندما أعرب يلدز عن غضبه، وجه 20 مقاتلًا اسلاميًا سلاحهم الروسي نحوه. وقال: "لولا المرشد الذي كان معي لقتلوني". يلدز وغيره كثيريلدز واحد من عشرات الآباء في جنوب شرق تركيا الذين اختفى اولادهم عبر الحدود، للانضمام إلى جماعات اسلامية متطرفة في سوريا. وافادت وسائل اعلام تركية بأن شبانًا وشابات من انحاء تركيا غادروا بلدهم للقتال في سوريا. وقدرت احدى الصحف التركية بأن زهاء 500 تركي يقاتلون في صفوف المعارضة السورية المسلحة.ويتهم آباء من بلدة اديامان، حيث يعيش يلدز، السلطات التركية بغض الطرف عن حملة التجنيد التي تنظمها الجماعات الجهادية بين الشباب الاتراك. وقال صاحب متجر، طلب عدم ذكر اسمه، انه بدأ يخاف على ابنه من أن يغرر به الجهاديون. أضاف: "اتصل به مرتين أو ثلاث مرات،وهو في طريقه إلى المدرسة ومنها، واتصلُ به حين يخرج مع اصدقائه، أُريد أن أعرف أين يلتقيهم ومن معه، وإلا كيف أتأكد من انهم لن يكونوا مستهدفين؟"وتتذكر عائشة دمير كيف تغير سلوك ابنها حين بدأ يعاشر بعض الشبان، ثم اختفى وهو الآن في سوريا منذ اكثر من ستة أشهر. ونقلت عنها صحيفة غارديان قولها: "فجأة بدأ يطلب مني أن ارتدي حجاباً اسود، وقال لي أن حجابي الأبيض الخفيف آثم، يسمح للرجال برؤية شعر رأسي". دعوات لملاحقتهمتواجه انقرة ضغوطًا دولية كي توقف دعمها لجماعات اسلامية متطرفة في سوريا. ورضخت تركيا أخيرًا لهذه الضغوط بتجميد ارصدة مئات الأشخاص والمنظمات الذين يُشتبه بأن لهم ارتباطات بجماعات ارهابية. واشارت ايما سنكلير، الباحثة في منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان، إلى الانتهاكات التي ترتكبها عناصر متطرفة في المعارضة السورية المسلحة، قائلة: "على تركيا أن تتخذ جميع الخطوات اللازمة لملاحقة هؤلاء الأشخاص إذا مروا عبر أراضيها". وطالبت المنظمة تركيا بمنع وصول المقاتلين والسلاح إلى جماعات مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات ضد حقوق الانسان.وانضم زهاء 200 شاب من بلدة اديامان جنوب شرقي تركيا إلى جماعات جهادية في سوريا، بحسب بعض التقديرات.وقال يلدز: "لا أحد يريد الحديث عن ذلك. الكل خائفون من القاعدة على اطفالهم، خائفون من وقوع ابنائهم في قبضة الشرطة التي يؤيد بعض افرادها فكرة الشهادة"، مشيرًا إلى شاب عاد من القتال في سوريا إلى قريته في محافظة اديامان بسبب الاصابة. ذهب لزيارته عله يعرف شيئًا عن ولديه، "لكن اهله لم يسمحوا لي بالكلام مع ابنهم، كانوا خائفين من أن تعاقبه القاعدة". الزيارة ممنوعةعلي كارا أب آخر من دياربكر، زار حلب مرات عدة سعيًا إلى معرفة مصير ابنه الذي اختفى في سوريا. وقال انه سافر إلى كيليس الحدودية التركية، حيث عثر على مهرب أخذه إلى سوريا، "وهناك تنقلتُ من معسكر إلى آخر، ومن جماعة إلى أخرى بحثًا عن اجابة تدلني إلى مصير ابني الذي لا أعرف إن قُتل وأين قُتل".وعاش يلدز محنة مماثلة في حلب المدمرة باحثًا عمن يرشده إلى ولديه. وقال: "كنتُ اوزع صورهما على قادة القاعدة في المدينة، صورة في كل قاعدة من قواعدهم، وطفتُ الشوارع باحثًا عنهما، وفي النهاية صار الجميع يعرفني بأني التركي الذي جاء يبحث عن ولديه".واكتشف يلدز أن بعض المقاتلين كانوا متعاطفين معه، لكنّ آخرين كانوا عدوانيين. وقال لصحيفة غارديان: "كان هناك العديد من الاتراك، لكن كان هناك ايضًا شيشان وجزائريون وليبيون واوربيون".وحين وصل يلدز اخيرًا إلى المعسكر المنشود، قيل له إن المقاتلين الذين يتدربون ليس مسموحًا لهم باستقبال زائرين. وقال إنهم يتلقون تدريبًا على الأسلحة لمدة 45 يومًا، يتعلمون خلالها استخدام الأسلحة والقنابل اليدوية، وبعضهم يجري إعدادهم ليكونوا انتحاريين".وأكد يلدز أن عناصر تنظيم القاعدة يستخدمون الافلام واشرطة الفيديو لاقناع الشباب الاتراك بالانخراط في الجهاد في سوريا. حليف الغربويرى بعض الاتراك من سكان المنطقة أن سياسة تركيا في غض الطرف عن هذه الأنشطة يمكن أن ترتد إلى نحرها. وقال مختار احد الأحياء في اديامان لصحيفة غارديان: "حكومتنا تدعم الآن كل من يقاتل ضد الأسد، بصرف النظر عمن قد يكون، وذات يوم سينقلبون على تركيا ايضًا. فهم لن يتوقفوا على الحدود". واتفق معه يلدز قائلًا إنه سمع في حلب سوريين قالوا له إن الجهاديين "احالوا حياتنا جحيمًا، وهم الآن يأخذون اطفالنا". وطالب هؤلاء السوريون الحكومة التركية بوقف أنشطة الجهاديين والكف عن غض الطرف.وقال رضا فرات، وهو آب آخر من اديامان له ابن اختفى في سوريا، إن العديد من الجهاديين ينظرون بازدراء إلى الحكومة التركية رغم سكوتها عن نشاطهم في اراضيها. واضاف: "ان الجهاديين يقولون إن رجب طيب اردوغان ليس مسلمًا حقيقيًا لأنه حليف الغرب".في هذه الأثناء، أطلق فرات ويلدز لحيتهما بأمل العودة إلى سوريا ما أن يجمعا المال الكافي للسفر. وقال فرات: "من دون لحية لن اجرؤ على دخول أي معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة".وأكد يلدز أن عائلته كانت دائمًا ذات ميول يسارية، وأن اربعًا من بناته درسن في الجامعة. واوضح قائلًا: "في بيتنا، كنا دائمًا نقرأ الصحف الليبرالية العلمانية، لا أفهم كيف يمكن أن يتوجه ولديَّ إلى هذا النوع من الاسلام المتطرف".وأقسم يلدز أنه يستسلم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف