أخبار

حملة نقد تنعي الفرانكوفونية اللبنانية

خطأ "فرنسي" في ورقة نقدية "لبنانية" جديدة يطرح تساؤلات حول الهوية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وقع خطأ لغوي في كتابة كلمة إستقلال باللغة الفرنسية على ظهر ورقة نقدية لبنانية جديدة تطبع بمناسبة 70 عامًا على استقلال لبنان، فأثار حملة نقد سلطت الضوء على مسألة الهوية في لبنان.
بيروت: لبنان الجميل، عنوانه 6 آلاف سنة حضارة، وشعاره "صدرنا الحرف إلى العالم"، ومن تقاليده إتقان بنيه لغات عديدة، واستخدامها في الحوار اليومي، حتى درجت دعابة مزج العربية بالفرنسية بالانكليزية في عبارة من ثلاث كلمات: "Hi، كيفك؟ ca va؟
خطأ "فظيع"ويفاخر لبنان الرسمي أيضًا بفرنسية ناصعة لا يتخلى عنها، تظهر جلياً على عملته الوطنية بوجه مخصص لها، بينما الوجه الآخر للعربية.وفي ذكرى مرور 70 عامًا على الاستقلال اللبناني، يضع مصرف لبنان في التداول، بدءًا من 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، نسخة جديدة من الورقة النقدية من فئة 50 الف ليرة لبنانية.وما إن طرحت صورة الورقة النقدية الجديدة حتى اصطدم الفخر اللبناني بأمه الحنون بخطأ طباعي، أكثر منه لغوي، إذ وردت كلمة استقلال باللغة الفرنسة مكتوبة بطريقة خاطئة، لكن صحيحة إن كان المطلوب كتابتها بالانكليزية. فوردت كلمة"Independence" بينما تكتب "Independance" بالفرنسية.
لا أهميةليست هذه نهاية العالم، ولا نهاية لبنان سويسرا الشرق ومنارة الدنيا، بالرغم من أن غلاة النقد أخذوا الأمر بجدية متناهية، وطعموا نقدهم بسخرية من الدولة اللبنانية، وقالوا على الدنيا السلام إن كانت ستخطئ بكتابة كلمة استقلال.إلا أن ثمة من واجه حملة النقد هذه بسؤال: "ما كان ليكون موقف هؤلاء لو أخطأ المصمم في كتابة كلمة استقلال بالعربية؟" وهذا سؤال منطقي يوجه إلى المتعلقين بأمجاد الانتداب الفرنسي، والآسفين على تراجع الفرانكوفونية في بلاد تسمي شوارعها فردان وويغان وغورو وفوش. لا شك في أن ايًا من هذا الانتقاد ما كان ليصدر، لأن لا أهمية للأمر حينها.ليس الأمر لغويًا صرفًا فقط، لكنه نحو أيضًا، ينحو بالأمر إلى مسألة الهوية في لبنان، بين عروبة لا تجد الكثير من المريدين، وأسلمة تعبث بالبلاد، وفرنجة تتقلص قيمها الصالحة، لتترك في نفوس اللبنانيين نتفًا من صراع لا ينتهي، عنوانه: "من أنا؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف