محمد بن راشد يفتتح أول منتدى للإعلام الإماراتي

افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الدورة الأولى لمنتدى الإعلام الإماراتي، الذي يشكل فرصة للتعريف بالمجالات المفتوحة أمام الشباب لاختيار الإعلام خيارًا مهنيًا مجزيًا بعد تخرجهم.

أحمد قنديل من دبي: شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اليوم الأربعاء افتتاح أعمال الدورة الأولى لـ "منتدى الإعلام الإماراتي"، الذي يعقد تحت رعايته وينظمه نادي دبي للصحافة، بمشاركة لفيف من قيادات المؤسسات الإعلامية المحلية والإعلاميين والخبراء والمختصين في مجالات العمل الإعلامي، إلى جانب عدد كبير من الطلبة والطالبات الإماراتيين من دارسي علوم الإعلام، وبحضور عدد من كبار المسؤولين، إضافة إلى الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، والفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العالم في دبي، والدكتور عبدالله عمران تريم، رئيس دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، ومنى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.

زار المعرض
تفقد الشيخ محمد بن راشد المعرض المقام ضمن فعاليات المنتدى، الذي يقدم منصة تجمع بين شقي المعادلة الإعلامية من الناحيتين الأكاديمية والعملية، بحيث يكون اللقاء فرصة للتعريف بالمجالات المفتوحة أمام الشباب للالتحاق بالإعلام كخيار مهني عقب تخرجهم.

تشارك في المعرض 9 مؤسسات إعلامية إماراتية، علاوة على عدد من الطلبة والطالبات دارسي علوم الإعلام. وزار الشيخ محمد بن راشد أجنحة المؤسسات الإعلامية الوطنية المشاركة في المعرض، واستمع إلى شرح حول ما تقدمه من خلال مشاركتها في المعرض، لاسيما في اتجاه دعم جيل الشباب والتواصل الإيجابي مع طلبة الإعلام في الجامعات الوطنية.

تطور تقني
قال الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، خلال كلمته في المنتدى، إن دولة الإمارات تدرك التغير الكبير الذي أحدثته طفرة التطور التكنولوجي في العالم، وأثرت بصورة واضحة في قطاع الإعلام إلى حد التأثير في تعريف القطاع عينه، وإخراجه عن الإطار المألوف، ليضم وسائل اتصال حديثة باتت تمثل جزءًا من الفسيفساء الإعلامية، "فلم يعد الإعلام مقتصرًا على المؤسسات والإمبراطوريات الكبرى التي تملك الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزة، بعدما انضمت إلى المشهد وسائط حديثة يعبّر من خلالها جيش من الأفراد المستقلين عن آرائهم ويعلقون على الأحداث وينقلون الأخبار والمعلومات، حيث كان توالي ظهور مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2005 بداية لانتهاء المفهوم القديم للإعلام ووسائله التقليدية المتعارف عليها".

توظيف التواصل الاجتماعي
بيّن قرقاش أن الإعلام ما زالت قوته تتجلى في موضوعيته ومحتواه، وهي قيم تقليدية لا يمكن للتقنية الحديثة أن تقوّضها، "فما زلنا جميعًا نبحث عن المعلومة الدقيقة والتحليل المحايد ووجهة النظر التي تحترم عقولنا، وأرى شخصيًا أن هذا الجانب مهم ويعزز مكانة الإعلام الإماراتي"، مشيرًا إلى أن الشيخ محمد بن راشد هو أول قائد عربي وظف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال المباشر مع المواطنين والرأي العام، "وهذا أكبر دليل على إدراك دولتنا لتلك المتغيرات ومواكبتها إياها".

لافتًا إلى مبادرة الشيخ محمد الأخيرة بدعوة المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى المشاركة في العصف الذهني الأخير حول سبل تطوير التعليم والخدمات الصحية في الدولة، كخير نموذج لاستخدام مواقع التواصل بإيجابية، حيث وسّعت المبادرة من دائرة مشاركة المواطنين في طرح الأفكار لتكون المبادرة أحد تجليات المشاركة الشعبية في صنع القرار.

تنوع إماراتي
وأوضح قرقاش أن الإعلام الإماراتي يخاطب التنوع، "فهناك شريحة واسعة من القراء والمتابعين الذين يتحدثون لغة دون أخرى، وهذا التنوع نلمسه جميعًا في صحفنا وفضائياتنا وإذاعاتنا، بل التقنية الحديثة أضافت إلى الإعلام أصواتا جديدة، ومع أن هناك بعض الجسور التي تربط هذه الجزر، إلا أن المشهد الإعلامي في الإمارات يبقى معبّرًا عن هذا التنوع بكل إيجابياته وسلبياته، وأرى شخصيًا أننا ما زلنا في بداية الخطوات نحو خلق منهجيةٍ أفضل نحو الموضوعية والاهتمام بالمحتوى والاستثمار الأفضل للتنوع في المشهد الإماراتي".

كما أكد ثقته في أن التقنية الحديثة تضع الجميع أمام فرص جديدة، ومثال على ذلك أن بعض الحالات تتخطى فيها أعداد متابعي المواقع الإلكترونية للصحف بمراحل أرقام قراء نسخها الورقية، و"لا أخفيكم أنني من جيل يحترم التقنية ويدرك قدراتها الكبيرة على توسيع التغيير والتحول، ومن جيل يرى أن القيم الأساسية لأي عمل هي الأرضية الصلبة للنجاح و الاستمرار، ومن هذا المنطلق فإن عقلانية وثقافة الاعلام إضافة إلى تدريبه المهني وخبرته تمثل في رأيي المتواضع القيم الأساسية للنجاح".

توطين الإعلام
أوضح قرقاش أن سياسة الحكومة الاماراتية في توطين الإعلام واضحة ومعلنة، وقد عرضها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام، في شهر أيار (مايو) الماضي أمام المجلس الوطني الاتحادي، وأكد أن قضية توطين الكادر الإعلامي في الدولة هدف ومسؤولية وطنية وأخلاقية يجب أن نتكاتف جمعيًا لتحقيقها.

وكشف أن نسبة التوطين في المؤسسات الإعلامية الوطنية تبلغ 25.2 بالمئة، "وربما تكون هذه النسبة قد ارتفعت قليلًا خلال الأشهر الستة الماضية، والسؤال المهم هو كيف نرفع هذه النسبة؟. فالشيخ عبدالله بن زايد لم يحبذ فكرة تحديد كوته أو نسبة محددة للمواطنين في المؤسسات الإعلامية، لتفادي ما حدث في قطاعات أخرى من توطين غير حقيقي للوظائف الهامشية"، مؤكدًا أن الإعلام يتطلب الجمع بين الموهبة والخبرة، وراجيًا أن تضع المؤسسات الإعلامية الوطنية مسألة التوطين كمحور أساسي من محاور عملها.

نسب التوطين
من جانبها، قالت منى بوسمرة، مديرة نادي دبي للصحافة، إن منتدى الإعلام الإماراتي مبادرة مهمة تجمع أهل البيت الإعلامي في الإمارات، وتتيح لهم فرصة التحاور حول موضوعات يؤثرون فيها ويتأثرون بها، "والمنتدى يتطرق إلى الحديث عن الموضوعات الإعلامية الإماراتية القديمة المتجددة، وخاصة موضوع التوطين في الإعلام، لكون نسب التوطين في قطاع الإعلام الإماراتي وضمن مختلف مجالاته لا تزال بعيدة عن المعدلات المأمولة، حيث إن نسبة التوطين تراوح عند 25 بالمئة من مجموع العاملين في المؤسسات الإعلامية المحلية، وهي نسبة لا ترقى إلى طموح دولتنا في مسيرة نهضتها الشاملة".

ونوهت بوسمرة بأن النادي يركز على خروج المنتدى بتصورات لحلول فعالة للتحديات التي يواجهها الإعلام المحلي، معربة عن أملها في أن يكون المنتدى سببًا في تحقيق التقدم والتطور للإعلام المحلي وحافزًا محوريًا من حوافز تميزه، واستراتيجية النادي الجديدة تركز بالدرجة الأولى على فئة الشباب، باعتبارهم أساس النهضة وصناع القرار في المستقبل، مؤكدة أن توجّه النادي ينحو إلى تشجيع الشباب وتعزيز مشاركتهم في المجالات التي تخدم قطاع الإعلام، وهي أحد أهم أهداف إطلاق المنتدى، الذي يلعب فيه الشباب وطلبة الإعلام دورًا أساسيًا، كمشاركين ومتطوعين.