أخبار

برلين قد تشهد حلقة ثانية من مسلسل قيادة النساء للبلاد

وزيرة الدفاع الألمانية الجديدة ربما تكون خليفة ميركل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سجلت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل سابقة تاريخية عندما كانت أول إمرأة تتسلم منصبها الحالي في البلاد، لكنها على ما يبدو لن تكون الأخيرة في ظل وجود وزيرة الدفاع اورسولا فون دير لاين، والتي تقول إنها ما زالت في العقد الخامس من عمرها والمستقبلما زال أمامها.

قالت صحيفة "فرانكفورتر الجيماينة"، الواسعة الانتشار في ألمانيا إن وزيرة الدفاع الجديدة اورسولا فون دير لاين، ربما تكون خليفة انجيلا ميركل في منصب المستشارة الألمانية، فيما ذكر برنامج القناة الأولى في التلفزيون الألماني أنها الحلقة الثانية في سلسلة النساء اللواتي قد يقدن ألمانيا، بينما أطلقت جريدة "تاتس"، المقربة من حزب الخضر، لقب"المستشارة الاحتياط" على وزيرة الدفاع. ولم يكن ذلك القليل من التكهنات الصحافية العريضة وحديث الشارع حول مستقبل ابنة الديمقراطي المسيحي المخضرم، ورئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى الأسبق، ايرنست البريشت. ميركل والألقاب السياسية ونالت المستشارة انجيلا ميركل العديد من الألقاب السياسية خلال سنوات حكمها، فهي أول مستشارة ألمانية، وأول شخصية شرقية تتقلد هذا المنصب، وأول بروتستانتي من الحزب الديمقراطي المسيحي يقود هذا الحزب"، فضلاً عن كونها أول امرأة في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية تقود البلاد لثلاث دورات حكم متتالية. ولا تبدو اورسولا فون دير لاين أقل شأنًا من ذلك، فهي أول وزيرة للعمل في تاريخ ألمانيا، وأول وزيرة دفاع أيضاً، كما أنها أول وزيرة وناشطة سياسية تربي 7 أطفال( ولدان وخمس بنات). وبالمقارنة مع ميركل، في مجال الانحدار السياسي والعائلي، نجد أن فون دير لاين قد تربت في كنف عائلة سياسية مثقفة لها تاريخ طويل في الحزب الديمقراطي المسيحي، وكانت الطفلة المدللة لدى أبيها؛ ولم تنحدر من"منظمة الشبيبة الشيوعية" في ألمانيا الشرقية كما هو الحال مع ميركل. وزارات الدفاع والنساء ولايبدو أن تاريخ الوزارات في دول العالم يعرف الكثير من النسوة اللواتي تسلمن وزارات الدفاع في بلدانهن. وتكمن هنا الاشارة إلى انديرا غاندي(الهند) التي تولت مهام الدفاع موقتاً عام 1975، وبنازير بوتو(باكستان) عام 1988، وقبلهما سيريمافو بندرنايكا عام 1960. وواضح أن هؤلاء النسوة انحدرن من الشرق، من محيط القارة الهندية، وتقلدن هذا المنصب بسبب حالات طوارئ أو بسبب فراغ وزاري. ميركل والثبات الوزاري لا تميل المستشارة المحافظة انجيلا ميركل، كما هي الحال مع "عرابها" المستشار الأسبق هيلموت كول، إلى تغيير العديد من الوزراء عند بناء الحكومات الجديدة. لكن التحالف الكبير مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، فرض عليها تشكيل ثلثي الحكومة من الوجوه الجديدة. مع ذلك احتفظت ميركل بوزير داخليتها المخضرم فوفغانغ شويبله ووزيرة العمل(الدفاع حالياً) اورسولا فون دير لاين، ووزير الدفاع( الداخلية حالياً) توماس دي ميزيير بالنظر لخبرتهم وكفاءاتهم العالية. اورسولا فون دير لاين وحب السلطة عرفت اورسولا فون دير لاين كسياسية محنكة، وزيرة دؤوبة، تعرف ما تريد وقادرة على فرض أهدافها بقوة. فهي ذات كاريزما، وحب للسلطة، وتتمتع بولع ألماني متجذر بالنظام والبرمجة والانضباط. وهي تدير عائلتها، على هذا الأساس، وفق حياة مبرمجة، وتلتزم ببرنامج غذائي ورياضي منتظم. وعرف عنها ذات كيف، وبخت مديرة مكتبها الحامل في وزارة العائلة حينما شاهدتها تتناول طعاماً دسماً. وحققت اورسولا فون دير لاين الكثير للمرأة والأطفال خلال توليها وزارة العائلة، وخصوصاً على صعيد ربات البيوت، والأطفال لزوجين منفصلين، ولكنها عملت أيضاً على توسيع حقوق الرجال المطلقين إزاء أولادهم. وعملت بقوة من أجل العاطلين في وزارة العمل، ومن أجل توسيع الخدمات المدنية التي تعين المقعدينعلى التحرك بحرية، من خلال المصاعد الكهربائية في المترو، ورفع مستوى الأرصفة لتكون في مستوى واحد مع ارتفاع الترامات(قطارات الشوارع)...إلخ . وحوّلت وزارة العائلة، التي كان المستشار السابق جيرهارد شرودر يسميها"الوزارة الزائدة"، إلى وزارة حيوية ومهمة شغلت البرلمان الألماني طويلاً بقراراتها الخاصة بالشؤون الاجتماعية. وزيرة أصبحت نموذجًا للمجتمع وهناك برنامج اذاعي يومي ساخر(يبثه الراديو الغربي 2) اسمه"آل فون دير لاين"، يمثله 7 أطفال، ويتخذ من عائلة الوزيرة نموذجاً مصغراً للمجتمع الألماني. ومن المعروف أن الوزيرة لم تعترض يوماً على المفارقات المضحكة التي يبثها البرنامج بصوت ممثلة تقلد صوتها. ولدت اورسولا فون دير لاين عام 1955 بالقرب من مدينة بروكسل عاصمة بلجيكا. درست الاعدادية في بلجيكا أيضًا قبل أن تدرس الاقتصاد في غوتنغن وهانوفر في شبابها. درست أيضًا الاقتصاد والسياسة في"مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية السياسية"، ثم درست الطب في هانوفر ونالت إجازتها كطبيبة في مطلع ثمانينات القرن العشرين. تدرجت في الحزب الديمقراطي المسيحي لتصبح في قيادة الحزب في ولاية سكسونيا السفلى، ومهد هذا الانتماء الطريق أمامها إلى وزارة العائلة وشؤون الشباب في الولاية سنة 2003، ثم وزير العائلة الاتحادية عام 2005، ووزيرة العمل في العام 2009. و"مستشارة الدفاع" الألماني متزوجة من الطبيب البروفيسور هايكو فون دير لاين، عاشت مع عائلتها بين 1992-1996 في الولايات المتحدة، ومعروف عنها البقاء بعيداً عن الأضواء، وتجنبها المقابلات والمؤتمرات الصحفية، وحبها للعمل بصمت، ولكن بفعالية عالية. وزيرة الدفاع لم تخدم في الجيش وتعترف اورسولا فون دير لاين بأنها" لم تخدم يوماً في الجيش... ولا تمتلك خبرة في هذا المجال"، لكنها تقول إن ميركل تضع ثقتها الكاملة بقدرات وزيرة دفاعها الجديدة. خصوصاً إذا عرفنا أن الجيش الألماني يرتفع بعديده إلى 185 ألف عسكري يساعدهم 70 ألف مدني في أداء واجباتهم. كما أن المعارضة"الصغيرة"، ممثلة بحزب الخضر وحزب اليسار، راضية أيضاً عن اختيار فون دير لاين لوزارة الدفاع من قبل التحالف الكبير الحاكم. وبرر جريجور جيزي، زعيم حزب اليسار، ترحيبه بالوزيرة بالقول"إن امرأة لها سبعة أطفال لن ترسل أطفال الآخرين إلى الحروب". يبقى أن نشير إلى ما حدث قبل أكثر من سنة بعد أن أطاحت فضيحة" استخدام النفوذ" برئيس الجمهورية كريستيان فولف. إذ استغرب الجميع رفض فون دير لاين منصب رئاسة الجمهورية خلفاً للرئيس المنسحب، وقالت حينها انها مازالت في الخمسين، وأن مستقبلها السياسي مفتوح على مصراعيه أمامها. وواضح الآن أن الطموح نحو كرسي المستشارية، ومخططات المحافظين السرية مع فون دير لاين، قد تكون الدافع وراء هذا الرفض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف