أخبار

إنتشار عسكري فرنسي مكثف في شوارع بانغي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بانغي: ما زال التوتر يسود صباح الخميس عاصمة افريقيا الوسطى بانغي التي انتشرت في شوارعها اعداد كبيرة من العسكريين الفرنسيين غداة يوم شهد اعمال عنف وفوضى قتل خلاله خمسة جنود تشاديون من القوة الافريقية لمساعدة افريقيا الوسطى (ميسكا).

واعلن الناطق باسم هذه القوة التي تعد نحو اربعة الاف جندي منتشرين الى جانب القوات الفرنسية من عملية سنغاريس وقوامها 1600 رجل "علمت ان خمسة جنود تشاديين قتلوا". واضاف "كانت الفوضى عارمة امس (الاربعاء) في المدينة واستمر ذلك حتى الليل"، موضحا "نحاول اليوم فهم ما حدث".

ولاحظ مصور فرانس برس صباح الخميس سيارة مكشوفة للجيش التشادي محروقة ولا تزال فيها جثة في حي غوبونغو القريب من المطار. وقد بثت عيارات نارية مجهولة المصدر تخللتها انفجارات، الذعر الاربعاء في احياء شمال العاصمة ثم قرب المطار الذي تسهر على امنه القوات الفرنسية وحيث يرابط رجال قوة سنغاريس ومختلف قوات ميسكا.

وتسببت اعمال العنف تلك في هروب الاف الاشخاص المذعورين الذي احتمى العديد منهم بعائلاتهم الى محيط المطار حيث قد تجمع اصلا عشرات الاف النازحين. وما زال مصدر تلك المواجهات واسبابها لم تتضح بعد.

لكن اعمال العنف تراجعت تدريجيا مع غروب الشمس حتى ساد هدوء نسبيا الليل باستثناء بعض العيارات الرشاشة المتقطعة، وعاد الهدوء صباح الخميس الى بانغي حيث انتشرت في شوارعها المؤدية الى المطار اعداد كبيرة من الاليات المدرعة وناقلات الجند، وقام الجنود الفرنسيون بعمليات تفتيش في الاحياء القريبة من المطار.

وافاد سكان حي غوبونغو حيث دمرت السيارة المكشوفة التشادية ان الجنود التشاديين تعرضوا لهجوم المليشيا المسيحية (للدفاع الذاتي) ليلا، وان الجنود التشاديين عادوا بعد ذلك الى الحي حيث اطلق النار باسلحة ثقيلة على المهاجمين، ما اسفر عن مقتل فتاة وفق السكان.

واعلن اللفتنانت كولونيل بونتيان هاكيزيمانا قائد الوحدة البوروندية لفرانس برس ان "العديد من مواقعنا هوجمت ليلا" مؤكدا "اننا تصدينا للمهاجمين دون ان تسقط اي ضحية في صفوفنا" وان "هذا الصباح" يقوم الجنود البورونديون "بدوريات في شوارع بانغي حيث يسود الهدوء".

وبدأ السكان يخرجون بحذر من منازلهم في حي غوبونغو وغيرها من الاحياء القريبة من المطار حيث انتشرت على الارض وسط الغبار رصاصات البنادق الرشاشة الثقيلة تدل على شدة مواجهات الليلة الماضية. وعلم مراسل فرانس برس عن عيارات نارية متقطعة في الحي الخامس من العاصمة عند حدود وسط المدينة في اتجاه المطار بوسط بانغي.

وكما جرت العادة كلما اشتدت اعمال العنف، سرت عدة روايات حول آخر احداث الاربع وعشرين ساعة فتحدث بعض السكان عن هجمات شنتها المليشيات المسيحية بينما اكد اخرون ان عناصر من حركة سيليكا الحاكمة شاركوا في المواجهات لصدهم.

وافادت منظمة اطباء بلا حدود عن نقل تسعة جرحى بالرصاص واسلحة بيضاء مساء الاربعاء الى اكبر مستشفى في بانغي. واكد احد سكان حي بي كاي5 الحي المختلط حيث الاغلبية من المسلمين قرب المطار ان جثث عدة اشخاص قتلتهم المليشيات المسيحية تسللت الى الحي، جمعت في احد المساجد.

وقتل حوالى الف شخص منذ الخامس من كانون الاول/ديسمبر في بانغي وغيرها من المناطق في هجمات المليشيات المسيحية وعمليات الانتقام من طرف سيليكا.

وبعد هدوء قصير استؤنفت اعمال العنف نهاية الاسبوع الماضي في بانغي واشتدت تدريجيا بينما يجهد الجنود الفرنسيون من عملية سنغاريس في احتواء الحريق الذي ما زال كامنا في مدينة كثرت فيها الاحقاد الدينية اذ ان العديد من المسيحيين الذين تعرضوا طيلة اشهر الى تجاوزات سيليكا اصبحوا يريدون الانتقام من المتمردين السابقين والمدنيين المسلمين المحسوبين عليهم.

واشتدت صعوبة مهمة الفرنسيين بسبب موقف حليفهما التشادي الذي يعتبر قوة اقليمية تحظى تقليديا بنفوذ في افريقيا الوسطى الذي لا يمكن الاستغناء عنه لاستتباب الامن في البلاد. وتنتشر القوات التشادية وقوامها 850 رجلا مجهزين ومدربين جيدا، في مختلف انحاء بانغي وتلعب دور حامي المسلمين وكذلك الرئيس بالوكالة ميشال جوتوديا (زعيم متمردي سيليكا سابقا).

ويتهم عدد من سكان افريقيا الوسطى القوات التشادية بانها تدعم متمردي سيليكا الذين يتحدرون في معظمهم من تشاد واطاحوا بنظام الرئيس فرنسوا بوزيزيه في اذار/مارس. وتورط العسكريون التشاديون مؤخرا في عدة حوادث منها اطلاق نار على زملائهم الافارقة من قوات بوروندي في ميسكا.

واعلنت ميسكا الاربعاء اعادة انتشار القوات التشادية في المناطق الشمالية الحدودية مع تشاد، وقد قتل 23 جنديا تشاديا على الاقل في افريقيا الوسطى منذ انتشار قوات نجامينا في البلاد وفق تعداد فرانس برس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف