أخبار

عشرات القتلى والجرحى في الأنبار وعوائل تهرب من منازلها

الأمم المتحدة تدعو بغداد إلى الكف عن القوة وتنفيذ اتفاقها مع الأنبار

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من الانهيار الأمني الخطير في محافظة الأنبار العراقية الغربية، ودعت الحكومة إلى تنفيذ الاتفاقات مع حكومة المحافظة المحلية، وطالبتها بضبط النفس، وعدم استخدام القوة، وأكدت على ضرورة جلوس السياسيين سريعًا لمناقشة التحديات الخطيرة التي تواجه البلاد.. فيما هاجرت عشرات العائلات منازلها بسبب الاشتباكات بين القوات الأمنية ومسلحي العشائر التي أسفرت حتى الآن عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 80، بينهم أطفال ونساء.

أسامة مهدي: أبدى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف قلقه إزاء الأوضاع في محافظة الأنبار، ودعا إلى ضبط النفس والمشاركة السياسية. وقال في تصريح صحافي، وزّعه مكتبه اليوم، "أشعر بالقلق إزاء التطوارات الجارية في الأنبار، وأدعو الجميع إلى التزام الهدوء والتقيد بالإتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اليومين الماضيين. يجب حلّ الخلافات عبر الحوار ومن خلال عملية سياسية شاملة تتيح لجميع المكونات الشعور بالمشاركة في بناء المستقبل الديمقراطي للبلاد".

للالتزام بالميثاق الوطني
وشدد على أن الحكومة العراقية تتحمّل "مسؤولية دستورية لحماية جميع المواطنين من الإرهاب مع مراعاة حقوق المواطنين العراقيين العاديين وتوفير احتياجاتهم الإنسانية وإظهار أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة". ودعا جميع القادة السياسيين إلى التقيد بالتزاماتهم بما في ذلك "ميثاق الشرف الوطني"(الموقع بين القادة السياسيين أخيرًا) وإلى الجلوس معًا، على وجه السرعة، لمناقشة التحديات الخطيرة التي تواجه البلاد".

وأشار إلى أنه فيما يستعد العراق لإجراء الإنتخابات في العام المقبل "ينبغي على جميع الأطراف والإئتلافات طرح برامجها المستقبلية، وأن تظل منخرطة بشكل كامل في العملية السياسية الديمقراطية". وقال "ستواصل الأمم المتحدة العمل مع حكومة وشعب العراق، لدعم التحولات الديمقراطية، كما تقف على أهبة الإستعداد للمساعدة على تيسير الحوار".

وكان وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي قد أعلن خلال مؤتمر صحافي في مدينة الرمادي أمس توصله إلى اتفاقات مبدئية مع مجلس محافظة الأنبار وشيوخها وعلمائها لإنهاء الأزمة المتفجرة، تتلخص في إطلاق سراح النائب أحمد العلواني ومحاسبة القوة العسكرية، التي قامت باعتقاله، وقتل شقيقه وكذلك إزالة خيام المعتصمين من قبل الشرطة المحلية حصرًا، وسحب قوات الجيش من المحافظة خلال 48 ساعة.

وأوضح أن قيام شيوخ عشائر المحافظة بإزالة خيام المعتصمين والمتظاهرين في المحافظة ستسهم في الإفراج عنه، طالبًا إياهم بالإسراع في إزالة خيام العشائر التي نصبتها في ساحة الاعتصام، قبل أن تتدخل قوات الجيش لإزالتها. وأشار إلى أنّ "خيام المعتصمين أصبحت مقار تستخدمها الجماعات الإرهابية لتنفيذ عملياتها الإجرامية ضد المدنيين الأبرياء، ولن نرضى بذلك"، مبينًا أن خيام المعتصمين أسهمت في تدهور الوضع الأمني في الأنبار" بحسب قوله.

وقد أزالت الحكومة المحلية اليوم تنفيذًا للاتفاق خيام ساحة الاعتصام، ويبقى على الحكومة من جانبها تنفيذ التزاماتها بإطلاق النائب العلواني، وسحب الجيش الآتي من محافظات أخرى من محافظة الأنبار.

عشرات القتلى والجرحى وعوائل تهرب من منازلها
إزاء اشتداد المواجهات المسلحة بين القوات الأمنية العراقية ومسلحي العشائر في مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار فقد هجرت العشرات من العوائل منازلها في المدينة. وأوضح مصدر أمني في الأنبار أن العشرات من المواطنين في أحياء العسكري والجغيفي والشهداء جنوب وشرق مدينة الفلوجة تركوا منازلهم بسبب الاشتباكات المسلحة، والتي تسببت في مقتل وإصابة عدد من المسلحين وعناصر قوات الأمن والعلاج وإلحاق أضرار مادية في عدد من المنازل.

وأشار إلى أن عشرة أشخاص قتلوا، فيما أصيب 40 آخرين في الاشتباكات التي تشهدها الفلوجة، مؤكدًا أن هناك 13 من الأطفال والنساء بين القتلى والجرحى، موضحًا أنهم قتلوا نتيجة قصف مدفعي على مناطق شرق المدينة. وكان زعيم مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس أكد في وقت سابق اليوم أن خيام ساحة اعتصام الرمادي قد رفعت، نافيًا وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش وآلياته جراء الاشتباكات مع أبناء العشائر، فيما أوضح أن الاشتباكات محصورة في شمال الرمادي، وأن الوضع تحت السيطرة.

وفي مدينة الرمادي عاصمة الأنبار قتل عشرة مسلحين، وأصيب 30 مسلحًا آخر بجروح في الاشتباكات التي تشهدها المدينة في الوقت الذي كانت تزيل فيه القوات الأمنية اعتصامًا مناهضًا لرئيس الوزراء نوري المالكي على الطريق السريع المحاذي للرمادي والمتواصل منذ نحو عام.

من جهتها أعلنت قيادة شرطة محافظة الأنبار العثور على سيارتين مفخختين في ساحة الاعتصام. وقال قائد الشرطة اللواء الركن إسماعيل المحلاوي في تصريح صحافي إنه "تم العثور وخلال عمليات التفتيش على سيارتين مفخختين في ساحة الاعتصام، وتم تفجيرهما تحت السيطرة من دون وقوع أضرار". وأضاف "كما تم العثور على مواد متفجرة وعبوات ناسفة داخل إحدى خيام ساحة الاعتصام".

وكانت قوة من شرطة الأنبار قد قامت صباح اليوم بتفتيش ساحة اعتصام الرمادي، فيما باشرت بالتعاون مع عشائر الأنبار برفع الخيام بحسب الاتفاق الأخير، الذي أعلن أمس، بين حكومة الأنبار المحلية وعشائر المحافظة بحضور وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي. وقد أقدمت السلطات الأمنية على قطع جميع الاتصالات الهاتفية واللاسلكية عن مدينة الرمادي وعزلتها عن محيطها الخارجي.

حظر للتجوال في محافظة صلاح الدين و5 نواب يعلقون عضويتهم
وأعلنت السلطات الأمنية فرض حظر شامل للتجوال في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد حتى إشعار آخر. وبدأ الحظر مساء اليوم وحتى إشعارٍ آخر، وذلك لدواعٍ أمنية على خلفية الأحداث التي تشهدها محافظة الأنبار المجاورة. وتشهد مدينة تكريت ومناطق أخرى من محافظة صلاح الدين حاليًا وضعًا أمنيًا غير مستقر، حيث جرت اليوم محاولة لاغتيال نائب رئيس مجلس المحافظة مخلف عودة الدليمي بانفجار سيارة مفخخة وسط المدينة.

وقد حذرت وزارة الدفاع العراقية، اليوم مما أسمته "التصعيد الإعلامي وإثارة الفتنة". وأكدت أن قوات الجيش لم تتدخل في رفع الخيام عن ساحة اعتصام الرمادي. وأشارت إلى أن رفعها تم بالاتفاق مع العشائر وبالتعاون مع الشرطة. وقال المتحدث باسم الوزارة محمد العسكري لفضائية العراقية شبه الرسمية إن "قوات الجيش لم تتدخل في رفع الخيم في ساحة الاعتصام في الرمادي"، موضحًا أن "الخيام تم رفعها بالاتفاق مع عشائر الأنبار، وبالتعاون مع شرطة المحافظة". وحذر العسكري من "الترويج والتصعيد الإعلامي من خلال سعي بعض الأطراف إلى إثارة الفتنة".

واليوم اقتحمت قوات أمنية فضائية الرمادي، واحتلت مبناها، وأوقفت بثها، حيث دأبت على نشر أخبار وتقارير عن مواجهة المسلحين للقوات العراقية والتصريحات والبيانات التي تصدرها شخصيات سياسية ودينية وعشائرية ضد المالكي. وحتى الآن فقد علق خمسة نواب عن ائتلاف العراقية عضويتهم في مجلس النواب احتجاجًا على أحداث محافظة الأنبار.

وأشار النواب الخمسة وهم كل من: إبراهيم المطلك وجابر الجابري وكامل الدليمي وطلال الزوبعي ووليد المحمدي في بيانات صحافية منفصلة إلى أنهم اتخذوا قرارتهم هذه بسبب ما يتعرّض له أهالي الأنبار من ممارسات تعسفية تقوم بها الحكومة تجاه المحافظة، وعدم التزامها بالحوارات مع وجهاء الأنبار لنزع فتيل الأزمة وحقن دماء أهالي الأنبار بوجه خاص والعراقيين بوجه عام.

فيديو عن القتال في الفلوجة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف