وزيرا خارجيتي أميركا وبريطانيا يجتمعان الأربعاء لبحث التداعيات
باريس تشكك بمشاركة المعارضة السورية في "جنيف2"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ألقت فرنسا ظلالاً من الشكوك على مشاركة المعارضة السورية بمؤتمر "جنيف 2" بينما تشهد واشنطن محادثات حولآخر التطورات على الساحة السورية بعد التقدم الاستراتيجي لقوات نظام بشّار الأسد التي باتت على مقربة من معركة حلب بعد انجازها بمشاركة من حزب الله في القصير.
عمّان: قالت فرنسا التي أجرى وزير خارجيتها لوران فابيوس محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بمشاركة الأمير بندر بن سلطان رئيس مجلس الأمن الوطني إنه "من الصعب الآن إقناع المعارضة السورية بحضور مؤتمر جنيف2 لاسيما بعد خسارتها لمناطق استراتيجية في صراعها مع النظام السوري، والتي كان أبرزها خسارة مدينة القصير في ريف حمص.
يأتي ذلك، فيما يبحث وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ في واشنطن، اليوم الأربعاء، الوضع في سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي، أمس الثلاثاء، إن المحادثات سوف تجري في وزارة الخارجية وسيعقبها مؤتمر صحافي بعد الظهر.
ويأتي هذا اللقاء بين البلدين في وقت طلب فيه الرئيس باراك أوباما هذا الأسبوع من فريقه في مجلس الأمن القومي في البيت الابيض، "درس كل الخيارات الممكنة التي تسمح لنا بتحقيق أهدافنا لمساعدة المعارضة، أي إرسال أسلحة للمعارضة"، حسب ما ذكرت المتحدثة.
وتحاول الولايات المتحدة وروسيا عقد مؤتمر تحضره حكومة الأسد ومعارضوه في جنيف في يوليو تموز لكن لاتزال هناك خلافات بشأن عدة قضايا يجب تسويتها حتى يتسنّى بدء المحادثات.
استعادة التوازن
وقال وزير الخارجية الفرنسي لقناة فرانس 2 التلفزيونية: "يجب أن نمنع هذا لأنه اذا لم تتم استعادة التوازن في الوضع على الأرض فإنه لن يكون هناك مؤتمر في جنيف. لن توافق المعارضة على الحضور". وفرنسا من بين عدة دول غربية منها الولايات المتحدة وبريطانيا تقول إن الاسد فقد شرعيته كحاكم لسوريا لكنها تحجم عن تسليح مقاتلي المعارضة خشية أن يتولى اسلاميون متشددون الحكم.
وقال فابيوس: "بالنسبة لجنود المقاومة يجب أن تكون لديهم أسلحة لأن الأسد لديه طائرات وأسلحة قوية واستخدم أسلحة كيماوية. يجب ألا نسلحهم من أجل التسليح فقط، ولكن يجب أن تكون هناك إعادة للتوازن".
وأضاف أن باريس ستحترم اتفاقًا داخل الاتحاد الأوروبي بعدم تسليح مقاتلي المعارضة قبل الاول من اغسطس آب وذكر أنه تحدث إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الثلاثاء بشأن هذه المسألة. وأضاف: "لا أحد يتحدث عن إرسال جنود على الارض ولكن يجب أن يتمكن مقاتلو المقاومة من الدفاع عن أنفسهم".
صعوبة إقناع المعارضة
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لايو إن "اقناع مقاتلي المعارضة السورية بحضور محادثات للتفاوض مع حكومة الأسد، بات أكثر صعوبة، مع الضعف الذي أصابهم بعد خسارة القصير وانتكاسات أخرى". وأضاف: "نحن نشهد تحولًا واضحًا مع سقوط القصير... ويزيد القلق إعلان أن حلب هي الهدف التالي للنظام وحلفائه... نحن عند منعطف حاد في الحرب السورية".
وتابع أن "مسؤولاً فرنسيًا سيجري محادثات في تركيا في بداية الأسبوع المقبل، مع قائد الجيش السوري الحر في منطقة حلب العميد سليم ادريس"، وبدأ المسؤول أيضًا محادثات مع الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وغيرها، بشأن سبل تعزيز قوات المعارضة، بحسب لايو.
وأضاف "ينبغي استخلاص عبرة ما جرى في القصير وما يجري في حلب. العبرة الأولى هي ضرورة تعزيز العلاقات مع الائتلاف. والسؤال الذي يوجه إلينا هو هل سنخطو خطوة أخرى ونتيح السلاح؟".
وأردف المتحدث الرسمي أن التفكير في هذا السؤال وإجراء محادثات بشأنه، باتا أمرين ضروريين الآن بعد رفع حظر السلاح، الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا، والتغييرات المتسارعة في ميدان المعركة، قائلا "لا يمكننا أن نترك المعارضة في الوضع الذي هي فيه".
وفي الختام، قال لايو: "الاضعاف الشديد لأحد الطرفين لا يفيد جهود عقد مؤتمر جنيف. فحتى يتفاوض الجانبان ينبغي ألا يكون أحدهما ضعيفًا للغاية والآخر قويًا للغاية".