قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مرة ثانية، يجد السفير الأميركي لدى مملكة البحرين توماس كراجيسكي نفسه في مرمى النيران، لكن هذه المرة من بوابة الطعام، وليس من بوابات تدخلاته المستمرة في الشأن الداخلي البحريني.
مع تواصل سخونة الأحداث في الشارع البحريني، بين مطالب الولايات المتحدة لحكومة البحرين بتطبيق توصيات "جنيف" ولجنة "بسيوني" والبدء بحوار جاد مع المعارضة، أعلن التلفزيون الحكومي عن خريطة برامجه الرمضانية، ومن بينها مشاركة السفير الأميركي لدى المنامة، توماس كراجيسكي، في برنامج للطبخ. وأثار هذا الإعلان جدلاً ساخناً في الأوساط الشعبية، بين مؤيد ومعارض، بين الجد والهزل، والتناقضات التي وحدها الشهر الكريم، كما احتج عدد من النواب وممثلي الجمعيات السياسية، الموالية للحكومة، على مشاركة السفير الأميركي في البرامج الرمضانية على تلفزيون البحرين لهذا العام. وتعرض السفير كراجيسكي لانتقادات سابقة من جانب الجماعات الموالية للحكم بسبب تأييده لبعض مطالب المعارضة، خاصةً في ما يتعلق بملفات "حقوق الإنسان"، وتوصيات لجنة "بسيوني"، الخاصة بأحداث العنف التي شهدتها المملكة الخليجية مطلع العام 2011، والتي عُرفت بأحداث دوار (اللؤلؤة) الذي تمت إزالته في العام الماضي بعد وصول الاحداث الى ذروتها. وفي أول رد فعل برلماني على الظهور المنتظر للسفير في البرنامج التلفزيوني لخريطة أبدى النائب محمد العمادي في جلسة النواب الثلاثاء (11 يونيو/ حزيران 2013) رفضه ظهور السفير الأميركي في برنامج طبخ ذكر أنه سيعرض على الفضائية البحرينية خلال شهر رمضان المبارك. وقال العمادي: "هناك صورة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها السفير الأميركي في البحرين، وهو يطبخ في أحد البرامج التي ستقدم على تلفزيون البحرين، ونأمل ألا تكون هذه الصورة صحيحة، نرجو توضيح حقيقة هذه الصورة وماذا يريد من الطبخ. وهل سيتم بث البرنامج؟! نرجو إبعاد السفير عن هذه البرامج وتكفينا طبخاته المدسوسة". وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للسفير الأميركي إلى جانب الإعلامية عهدية أحمد، التي تشارك في إعداد عدد من البرامج، المقرر إذاعتها في شهر رمضان، باللغة الإنكليزية. واستنكر المغردون هذه الطلة واصفين أنها طلة غير مشرفة نتيجة لمواقفه المسيئة للبحرين، وطالبوا ايقاف نشاطه وطرده من البحرين لأنه طال بالايذاء للشعب البحريني .. وتزايدت نبرة الانتقادات لمواقف إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في الشارع البحريني مؤخراً، من قبل الجمعيات السياسية الموالية للحكومة، لدرجة أن عدداً من النواب طالبوا بـ"طرد السفير الأميركي"، متهمين إياه بـ"الاصطفاف" مع مطالب المعارضة. كما شنت شخصيات مقربة من السلطة هجوماً على هيئة شؤون الإعلام، لموافقتها على مشاركة السفير الأميركي في البرامج الرمضانية، فيما علّق آخرون بأن "السفير ماهر في إجراء الطبخات السياسية، ولكن ما هي قدراته في طبخ الطعام" ؟. وفي الوقت الذي رفض فيه مسؤول في السفارة الأميركية التعليق على الجدل الدائر حول ظهور السفير، قائلاً إن مثل هذا الخبر منوط بهيئة شؤون الإعلام التي نشرته، فإن أكثر التعليقات تشدداً جاء فيه: "شبعنا من طبخات السفير".
تصريحات مثيرة ويشار الى أن السفير الأميركي دأب منذ تعيينه سفيرًا لدى المنامة على إطلاق تصريحات اثارت جدالاً واسعاً بين مؤيد من جانب المعارضة ومنتقد من جانب مؤيدي الحكومة، وهو كان أطلق أول تصريح في العام 2011 دعا فيه الحكومة البحرينية إلى تفهم مطالب شعبها، و"يتعين عليها تجنب الرد على التظاهرات بالقمع، وإنَّما عبر إصلاحات". وجاء تصريح السفير في وقته متزامناً مع إعلان الرئيس الاميركي باراك أوباما عن دعمه المطلق للحراك الشعبي الكاسح الذي يشهده أكثر من بلد عربي في سياق المطالبة بالمزيد من الحريات والحقوق، وفي مقدمتها حرية العمل السياسي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، ونبذ مبدأ احتكار السلطة، وتكريس مبدأ المواطنة بصرف النظر عن أي مائز قومي أو عرقي أو ديني أو مذهبي. ويشار الى أنه بعد مقابلة لصحيفة (الوطن) البحرينية مع السفير الأميركي حيث عبر فيها بشكل مفتوح عن ضرورة الحوار مع المعارضة جوبه بحملة برلمانية قاسية، حيث كان النائب في مجلس النواب عبدالحليم مراد رئيس كتلة الأصالة الإسلامية وصفه بـ "الخطر على الأمن القومي البحريني والخليجي". واشار النائب الإسلامي السلفي إلى أن البحرينيين شعروا عقب نشر لقاء السفير مع (الوطن) أنه عضو في جمعية الوفاق أو سفير لطهران وليس لأميركا. وقال مراد إن "الحوار خطير جداً وكشف بجلاء خطورة هذا الرجل على الأمن القومي للبحرين خاصة ومجلس التعاون عامة". واشار إلى أن السفير كراجيسكي "خرج عن اللياقة الدبلوماسية المعهودة في عمل السفراء وانحاز بشكل سافر للتنظيمات الموالية لإيران في البحرين والعراق ودافع عن نوري المالكي وكأنّه محامٍ عنه وادّعى أن السّنة أقلية في العراق ، مندون دليل ، وأن المالكي لا يهمشهم وطبيعي أن يكونوا أقلية في الحكومة".
موقف المعارضة وفي المقابل، فإن المعارضة البحرينية كانت قالت من جانبها على لسان القيادي في جمعية الوفاق خليل مرزوق: "نحن على علاقة مع جميع الدبلوماسيين، وليس لدينا ما نخفيه"، مشيراً إلى أن السفير الأميركي يلتقي الوفاق ويلتقي الأطراف السياسية الأخرى سواء كانت الحكومة أو الجماعات الموالية لها". ويشار إلى أن وزيرة الإعلام المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البحرينية سميرة رجب كانت شاركت في حفل استقبال في السفارة الأميركية في المنامة اليوم بمناسبة ذكرى الاستقلال في الصيف الماضي، وذلك بعد يوم واحد من هجومها على السفير الأميركي الذي اتهمته بالاجتماع مع "جماعات الفتنة"، في إشارة للمعارضة البحرينية. وكانت السفارة الأميركية في المنامة رفضت في وقت سابق التعليق على موافقة الحكومة البحرينية على مقترح برلماني بوقف تدخلات السفير توماس كراجيسكي في الشؤون الداخلية. كما كان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية رفض التعليق أيضًا، وقال ليس لدينا علم بأي تشريعات جديدة أو اقتراح. ويشار إلى أن حكومة البحرين كانت تراجعت عن تلك التصريحات بعد أن حذفت وكالة الأنباء الرسمية تصريحات حكومية بهذا الشأن ووجهت الصحف الحكومية لعدم نشرها.