ترسانة غامضة وطرفا النزاع يتبادلان الاتهامات
مفتشو الأسلحة الكيميائية في دمشق: الشيطان يكمن في التفاصيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تقضي مهمة مفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية، الذين وصلوا اليوم إلى دمشق، بالتأكد من الاتهامات المتبادلة بين النظام السوري ومعارضيه باستخدامها في النزاع، لكن ليس تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.
بيروت: الاسلحة الكيميائية السورية التي تعود الى عدة عقود من اكبر ترسانات الشرق الاوسط لكنها ما زالت موضع تكهنات اذ إن المعلومات العامة عنها غير متوفرة. وقد وصل فريق من مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية الاحد الى دمشق للتحقيق في الاتهامات باستخدام هذا النوع من الاسلحة في النزاع المستمر لأكثر من عامين.
وتقضي مهمة المفتشين بالتأكد من الاتهامات المتبادلة بين نظام الرئيس بشار الاسد ومعارضيه باستخدام اسلحة كيميائية في النزاع، وليس تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك. وامضى فريق المفتشين الذي يترأسه السويدي اكي سيلستروم ايامًا في لاهاي في انتظار المغادرة الى دمشق التي وصلها اليوم برًا قادمًا من بيروت.
ثلاثة مواقع
وبحسب الامم المتحدة، من المقرر أن يبقى الفريق في سوريا "لمدة 14 يومًا يمكن تمديدها بموافقة متبادلة". وقبل أسبوعين قالت الامم المتحدة إن الحكومة السورية وافقت على السماح لفريق الخبراء بالسفر إلى ثلاثة مواقع وردت أنباء عن استخدام أسلحة كيميائية فيها.
ومن بين المواقع الثلاثة بلدة خان العسل في حلب التي تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيميائية فيها في مارس (آذار) الماضي. وكان دبلوماسيون في الامم المتحدة افادوا مطلع آب (اغسطس) أن المفتشين سيزورون موقعين آخرين هما الطيبة في ريف دمشق، حيث رصد هجوم بسلاح كيميائي، ومدينة حمص.
الشيطان في التفاصيل
وفي وقت سابق، قالت الأمم المتحدة إن خبراءَها جاهزون لزيارة سوريا للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية خلال الحرب الأهلية لكن لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بشأن ضمانات سلامة الفريق. وقال إدواردو ديل بوي المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحافيين "الشيطان يكمن في التفاصيل.. والتفاصيل قيد البحث".
وتتهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة النظام السوري باللجوء الى الاسلحة الكيميائية عدة مرات ضد المعارضة. من جهتها، اكدت روسيا حليفة دمشق الاسبوع الماضي أن لديها الدليل على استخدام مقاتلي المعارضة السورية غاز السارين بالقرب من حلب في آذار (مارس) الماضي.
واقر النظام السوري للمرة الاولى في 23 تموز (يوليو) 2012 بأنه يملك اسلحة كيميائية لكنه اكد أنه لم يستعملها ابداً ضد شعبه مهدداً باستخدامها اذا حصل تدخل عسكري غربي.
اتهامات متبادلة
ويتبادل النظام والمعارضة المسلحة التهم باستعمال اسلحة كيميائية في النزاع الدائر منذ سنتين في سوريا، احدى الدول القليلة التي لم توقع معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، وبالتالي ليست عضوًا في المنظمة المكلفة مراقبة تطبيق تلك المعاهدة.
وبدأ تنفيذ البرنامج السوري خلال سبعينات القرن الماضي بمساعدة مصر ثم الاتحاد السوفياتي سابقاً، كذلك ساهمت فيه ايضاً روسيا خلال التسعينات ثم ايران إعتباراً من 2005، كما افادت منظمة "نوكليار ثريت اينيسياتيف" المستقلة التي تحصي المعطيات "المفتوحة" حول اسلحة الدمار الشامل.
ترسانة غامضة
واعتبرت محللة في برنامج الحد من الانتشار ونزع الاسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أنه "اكبر برنامج اسلحة كيميائية في الشرق الاوسط، أنشئ بهدف مجابهة البرنامج النووي الاسرائيلي".
واكدت أن الكثير من المعلومات جمعت حول هذا البرنامج بعد انشقاق بعض الضباط لكنها "بعيدة كل البعد عن أن تكون كاملة".
واكد خبير في مركز الدراسات حول الحد من انتشار الاسلحة في معهد مونتيري (الولايات المتحدة) أن الاحتياطي السوري يضاهي "مئات الاطنان" من العناصر الكيميائية المختلفة، بينما اعتبر اخصائي فرنسي في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية أن "مجموعة مختلف العناصر الكيميائية قوية".
واضاف في تموز (يوليو) 2012 أن السوريين "نجحوا في التحكم في توليف الاجسام الفوسفورية، أنه آخر جيل الاكثر نجاعة والاكثر سما في الاسلحة الكيميائية، وفي هذه العائلة نجد غاز السارين والفي.اكس" و"عناصر اقدم من ذلك بكثير مثل غاز الخردل".
وقصف الطيران الاسرائيلي في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) موقع صواريخ ارض-جو قرب دمشق ومجمعًا عسكريًا مجاورًا يشتبه في أنه يحتوي على مواد كيميائية، وتخشى اسرائيل نقل اسلحة كيميائية لحزب الله اللبناني، حسب مسؤول اميركي، وافادت صحيفة نيويورك تايمز أن الغارة قد تكون الحقت اضرارًا باكبر مركز ابحاث سوري حول الاسلحة البيولوجية والكيميائية.