قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يدرك الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه ليس المرشد الأعلى في بلاده، وبالتالي فإن صلاحياته محدودة، لكنه يحاول فك العزلة المفروضة على إيران من خلال رسائل إيجابية اتجاه الغرب، وربما ينجح في عقد لقاء قمة تاريخية مع باراك أوباما. تجهيزاً لأول مهماته على صعيد دولي بعد انتخابه، فإن الرئيس الإيراني حسن روحاني دشّن حملة إعلامية عبر صحف غربية برسائل واضحة المعالم في محاولة لإخراج بلاده من عزلة فاقت على الثلاثة عقود.وبينما يستعد روحاني للذهاب إلى الأمم المتحدة ومخاطبة العالم من منبرها على هامش اجتماعات الجمعية العمومية، ومع ترتيبات قد تنجح لعقد أول لقاء قمة بين رئيس إيراني ورئيس إميركي، فإن رسائله جاءت عبر مقالات نشرت في صحف أميركية وبريطانية. فبعد مقال له نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية الجمعة، أعلن فيه أن حكومته مستعدة للتوسط بين المعارضة السورية ونظام بشّار السد، فإن روحاني وجه رسالة جديدة عبر مقال نشره في صحيفة (إنديبندانت) البريطانية يوم السبت.وجاء المقال تحت عنوان:"رسالة إلى الغرب من الرجل الذي يريد أن يخرج إيران من الجمود"، وفيه قال الرئيس الايراني: "قبل ثلاثة شهور، من "التروي والأمل" حققت مكسباً كبيراً. فقد تبنى الايرانيون مقاربتي للشؤون المحلية والخارجية بعدما طال انتظارهم لها. انا ملتزم بتحقيق تعهداتي لشعبي، ومن بينها تعهدي الخوض في تفاعل بناء مع العالم". ويضيف روحاني: "لقد تغير العالم. لم تعد السياسات الدولية لعبة معادلة مجموعها صفر، وإنما ساحة متعددة الأبعاد حيث التعاون والتنافس غالباً ما يحدثان بالتزامن. لقد ولى زمن الصراعات الدموية".وقال: "ينتظر من زعماء العالم أن يحكموا عبر تحويل التهديدات إلى فرص. والتحديات عديدة امام العالم الجديد اليوم، ارهاب، تطرف، تدخل عسكري أجنبي، اتجار بالمخدرات، جرائم معلوماتية. كلها في اطار يكرس السلطة الجامدة واستخدام القوة الغاشمة".
ليس المرشد الأعلىوفي الصحيفة ذاتها، حسب ما ورد على موقع (بي بي سي العربي)، كتب ديفيد اوزبورن مقالا تحت عنوان: "رئيس لكنه ليس المرشد الأعلى، وهنا تكمن المشكلة بالنسبة إلى حسن روحاني"، ويقول الكاتب "لا شيء مؤكد بعد، لكن قمة كلام في واشنطن عن لقاء تاريخي محتمل سيجري في نيويورك الأسبوع المقبل بين باراك أوباما والرئيس الايراني الجديد حسن روحاني". وأضاف "يجري البيت الابيض حسابات صعبة للغاية عن ايران في أعقاب الهجوم الدبلوماسي الباهر والمفاجئ لروحاني، الذي تولى منصبه في أغسطس/ آب الماضي".ويلفت المقال إلى أن روحاني "تعهد في مقابلة مع محطة تلفزيونية اميركية قبل ايام فقط بألا يطور أي أسلحة نووية، وأطلق سراح سجين سياسي". ويمضي قائلاً "التردد الحذر الذي يبديه الأميركيون، فيما برزت الاسبوع الماضي رسالة شخصية كتبها اوباما الى روحاني الذي ارسل على ما يبدو ردأ بناءً، يترك إسرائيل أمام معضلة. وينحصر التحذير حالياً، بأن لا يتم الحكم على مظهر روحاني، وخصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي".وبحسب المقال، كل هذا يأتي فيما يخطط روحاني المعتدل وأوباما لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.
لقاء هولاند - روحانيوإلى ذلك، فإنه بعد مقال نشره في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الجمعة، طلب فيه الرئيس الإيراني لقاء نظيره الفرنسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل "للبحث في الملف السوري"، جاء الرد الفرنسي سريعاً.فقد أعلنت الرئاسة الفرنسية، يوم الجمعة، عقد لقاء ثنائي بين الرئيس فرنسوا هولاند والرئيس الإيراني الثلاثاء القادم في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذا الاجتماع سيتناول خصوصاً الأزمة السورية والملف النووي الإيراني كما أوضح مساعدو الرئيس الفرنسي، حيث أضافوا: "ما نريده هو أن تلتزم إيران كلياً، مثل غيرها من الأطراف الفاعلة، بالسعي إلى حدوث عملية انتقال سياسي حقيقي في سوريا".وكان الرئيس الإيراني اعلن في المقال أنه مستعد لتسهيل الحوار بين النظام والمعارضة في سوريا. وكتب يقول "إني أعلن استعداد حكومتي للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة". وقال روحاني إنه يعتزم اتباع سياسة "اللقاءات البناءة".
إيران شريك بالأزمةورداً على العرض من الرئيس الإيراني، اعتبرت فرنسا أن إيران ملتزمة كثيراً الى جانب النظام السوري.وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسي فيليب لاليو صرح في لقاء صحافي: "نعلم بمساهمة إيران كلها إلى جانب النظام السوري، وهي ليست دعماً سياسياً فحسب بل عسكرياً أيضاً، باعتراف السلطات الإيرانية". وتابع: "بالتالي لا يسعني أن أرى كيف يمكن لبلد مشارك بهذه الدرجة في هذه الأزمة إلى جانب أحد الطرفين، أي النظام السوري، أن يكون وسيطاً وهو دور يتطلب بحسب تعريفه الحيادية والوقوف على مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع".وتعتبر باريس أنه لقبول "عروض الخدمات التي قدمتها السلطات الإيرانية" للخروج من الأزمة السورية ينبغي أن تعترف طهران أولا بالاتفاق الدولي المبرم في جنيف في يونيو/حزيران 2012 والذي ينص على نقل السلطة في سوريا إلى حكومة انتقالية يعترف بها طرفا النزاع. وأوضح لاليو: "من أجل الخروج من الأزمة ينبغي على إيران أن تقدم إثباتاً على قدرتها على لعب دور مفيد، وهو أمر يجري بشكل خاص عبر الموافقة علناً على نتائج اجتماع جنيف 1" أي "نقل جميع السلطات التنفيذية بما فيها الجيش وأجهزة الاستخبارات إلى حكومة مؤقتة يتفق عليها الطرفان".وختم لاليو تصريحه: "لا يمكن للدول التي لم تنضم الى جنيف 1 أن تقترح لعب دور في إخراج سوريا من الأزمة"، مضيفاً "ليس لدي علم بأن إيران وافقت علناً على هذه النقطة بالذات".