متحدرًا من بيت صانع للرؤساء والحكومات
أمل لبنان بحكومة جامعة معلق على نجاح مساعي جنبلاط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يغادر وليد جنبلاط جهدًا إلا ويبذله لتأمين استقرار لبنان، وتجمع كل الأطراف اللبنانية المتصارعة على أن مساعيه الحثيثة اليوم قد تعبد الطريق نحو تأليف حكومة جامعة ترضي الجميع.
بيروت: بالرغم من كل الملاحظات التي تبديها كل الأطراف اللبناني على المواقف غير الثابتة التي يتخذها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، لا يمكن إلا الاعتراف بأن جنبلاط يتحدر من منزل كان طوال عمره صانع الرؤساء والحكومات في لبنان العصر الحديث. ويبدو هو ايضًا لا يحيد عن تراث عائلته في هذا الشأن.
جنبلاط وبري
ففي ذروة الشقاق اللبناني، والافتراق حول طبيعة الحكومة التي يفترض بالرئيس المكلف تمام سلام تشكيلها، بين حيادية أو جامعة، تنعقد الآمال جميعًا على الاتصالات ناشطة التي يقوم بها جنبلاط على خط قصر عين التينة من جهة وقوى 14 اذار من جهة اخرى لتسهيل تأليف الحكومة.
فهو يواصل جهوده الحثيثة لتشكيل حكومة توافقية جامعة، انطلاقًا من صيغة 8+8+8، أي حصول كل من فريقي 14 و 8 آذار والتيار الوسطي على ثلث الحقائب الوزارية، بدلًا من الصيغة الحيادية التي كان يتجه الرئيسان ميشال سليمان وسلام إلى إعلانها، والتي تعتبرها قوى 8 آذار استفزازية. وتتلاقى جهود جنبلاط المكوكية مع مبادرات رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وفي هذا الاطار، نقلت تقارير صحفية عن النائب علي خريس، عضو كتلة التنمية والتحرير البرلمانية، قوله إن بري وجنبلاط اتفقا على صيغة ثلاث ثمانات التي طرحت سابقًا، "وهناك إتصالات على أعلى المستويات لتأمين توافق عام على تشكيل حكومة وحدة وطنية".
إخراج لبنان
وأضاف خريس: "المطلوب في هذه المرحلة الحرجة إخراج لبنان من هذه الوضعية الخطيرة جدًا، من خلال السعي الدائم لتشكيل حكومة تكون على أساس حكومة وحدة وطنية"، مؤكدًا أن لا انقطاع في الاتصالات مع سليمان، "وموفد جنبلاط يقوم باتصالات مع كل الفرقاء، بما في ذلك سليمان وسلام و14 و8 آذار، وتقوم حركة أمل بدور من خلال اتصالات تشمل الجميع، وليس هناك اي حديث عن وزيرين ملك من هذا الفريق وذاك كما أشيع".
وتابع خريس قائلًا: "هناك رفض لصيغة 9+9+6، ونحن نسعى إلى إيجاد حل إلا إذا أراد الفريق الآخر إبقاء البلد على ما هو عليه، فالفراغ قاتل والمطلوب تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن وعلى الفريق الآخر أن يشعر بالمسؤولية".
الجامعة أفضل
وفي السياق نفسه، نسبت صحيفة السياسة الكويتية للوزير ناظم الخوري قوله إن ثمة أجواء إيجابية مخيمة في الساعات الماضية، من خلال اتصالات جنبلاط، "إضافة إلى الحركة النشطة التي يقوم بها موفدو بري وحزب الله، على أن يتوج كل ذلك بتشكيل حكومة تحصن الاستقرار، فالحكومة الجامعة تبقى أفضل من غيرها".
أضاف الخوري: "كان الرئيس سليمان منذ الأساس ولا يزال ميالًا إلى الحكومة الجامعة، ولذلك طالت عملية التأليف كثيرًا، لكن القرار النهائي يبقى لرئيس الجمهورية وللرئيس المكلف".
وشدد الخوري على أن الحكومة الجامعة تحافظ على حسن إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وتحضير أجواء ملائمة بين القيادات لتسهيل إنجاز الانتخابات الرئاسية في موعدها، مضيفًا: "إذا لم تتمكن حكومة جامعة من تحقيق الاستقرار في البلد، فمن الصعب تصور المرحلة المقبلة التي تنتظر لبنان، والمجيء بحكم عسكري إلى البلد سيكون أسوأ وسنصل إلى طريق مسدودة".