كلامه أثار عاصفة وخلق شرخًا جديدًا مع حلفاء الماضي
جنبلاط و14 آذار: احترام شخصي وانفصال سياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تعتبر قوى 14 آذار أن ما يجمعها برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هو احترام شخصي وانفصال سياسي على وقع مواقفه السابقة التي خلقت شرخًا بينها وبينه.
بيروت: يرى النائب السابق فارس سعيد ( الامانة العامة لقوى 14 آذار/مارس) في حديثه ل"إيلاف" انه على المستوى الشخصي لا يزال النائب وليد جنبلاط يتمتع باحترام من قبل قادة 14 آذار/مارس، نظرًا للتاريخ المشترك الذي عشناه معه منذ ال2000 حتى العام 2009، لحظة انفصل عن 14 آذار/مارس، اما على المستوى السياسي هناك قطيعة بيننا وبينه نظرًا لرؤيته لما يحصل في الداخل اللبناني، وبخاصة موضوع حزب الله، هو يضع هذا الموضوع تحت خانة الوحدة الداخلية، وتجنيب لبنان خضات وصدامات كما حصل في العام 2008، ونعتبر اليوم الا مبرر لان يعطي اي طرف في لبنان، بخاصة طرف وازن كوليد جنبلاط، الغطاء اللبناني لهذا الحزب الذي اصبح يومًا بعد يوم مكشوفًا امام الرأي العام اللبناني بانه لا يتمتع باي هامش وطني وانه جزء من الحرس الثوري الايراني في المنطقة، ويقاتل في بيروت كما في سوريا على وقع الاوامر الايرانية.
خارج سرب 14 آذار/مارس
ويؤكد سعيد ان وليد جنبلاط منذ 2 آب/اغسطس ال2009 انفصل عن 14 آذار/مارس، ولا اعتقد ان هناك نقاط التقاء بيننا وبينه، ما هو موجود بيننا وبينه الاحترام للشخص، انما هناك تباعد على المستوى السياسي.
ولدى سؤاله بان قوى 14 آذار/مارس لا تملك الاكثرية بلا وليد جنبلاط هل ستسعى الى ضمه مجددًا داخل سربها كي تحقق الاكثرية؟ يقول سعيد" انها مواضيع تفصيلية فوليد جنبلاط يحدد موقفه بالداخل في لبنان نظرًا لقراءته الاقليمية والدولية، وعندما يجد ان هناك مناخًا اقليميًا ودوليًا يسمح له بان يبتعد عن 8 آذار/مارس ويتقرب من 14 آذار/مارس، فلن يسأل احدًا، فهو سيأتي فورًا الينا وسيكون له اسباب تخفيفية من قبلنا، وسوف يقدم نفسه بشكل يتم قبوله من خلاله، وعندما يقرأ ان الظروف الاقليمية لا تسمح بان يقترب منا وان امن جماعته او امنه الخاص، او ما يقدمه من خصوصيات يتقدم المصلحة الوطنية، فسيقدم خصوصياته على هذه المصلحة.
ويلفت سعيد الى ان جنبلاط يحدد موقفه الداخلي نظرًا لما يحدث في المنطقة، وبعدما اتهمت المحكمة الدولية للمرة الخامسة عنصرًا ينتمي الى حزب الله بالاغتيالات في لبنان، وبعدما اعلن حزب الله تورطه بالقتل وبالقتال في سوريا، هناك ابتعاد كامل بيننا وبين فريق حزب الله، هذا لا يعني انه يجب الا يكون هناك علاقات على المستوى الوطني مع كل الطوائف في لبنان، والشيعة شيء وحزب الله شيء آخر، انما حزب الله كفصيل ينتمي الى الحرس الثوري الايراني ويلبي خدمات هذا الحرس في بيروت وسوريا، اعتقد اننا وصلنا الى حدود القطيعة نحن واياه.
تشكيك
اما النائب السابق انطوان اندراوس فشكك في وجود مخطط لدى النائب وليد جنبلاط لتعويم حكومة ميقاتي رافضًا تفسير مواقفه بأنّها تعكس وجود خلاف بينه وبين "المستقبل" أو بينه وبين فريق 14 آذار/مارس، وفسّر موقف جنبلاط بالقول"إنّ البلاد لا تستطيع البقاء بلا حكومة، والاستحقاق الرئاسي على الأبواب، وذاهبون الى فراغ دستوري كبير، فلنتفق أقلّه على حكومة للتخفيف من الفراغ قليلاً، لأنّ الإتفاق على رئيس ربّما اصعب".
وتمنّى اندراوس ان يُعقد لقاء قريب بين الرئيس سعد الحريري وجنبلاط، ولم يستبعد هذا اللقاء، وقال: "أعتقد انّ الطرفين سيسعيان الى ذلك، فــ 14 آذار/مارس لا تملك الأكثرية بلا جنبلاط، وعليها السعي للإبقاء على علاقة جيّدة معه، وأنا شخصيًا ضد الهجوم عليه واتّخاذ مواقف تقفل كلّ ابواب المفاوضات معه في المستقبل. في البلاد مشكلة طويلة عريضة، وعدم تأليف حكومة معناه عدم انتخاب رئيس جمهورية، وأهون الشرّين إذن تأليفها، ومن الأفضل لـ14 آذار/مارس حكومة مع الرئيس تمام سلام من حكومة مع ميقاتي وفراغ في الرئاسة الاولى، لأنّ تعويم ميقاتي بلا رئيس جمهورية سيكون كارثة على البلاد وعلى 14 آذار/مارس .
جنبلاط
وكان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط اعلن في حديث سابق انالمسؤولية تقع على 14 آذار/مارس في عرقلة عمل المؤسسات من خلال طرح معادلات غير واقعية وشروط ولاءات يصعب الالتزام بها، مشيرًا الى انه "في البداية رفع هذا الفريق الصوت عاليًا، وقرر أن يقاطع حزب الله، ربطًا بموضوع المحكمة الدولية، ثم عاد وقرر مقاطعة الحزب ربطًا بالقرار الاتهامي، ثم رفع الصوت بمقاطعته والهجوم عليه ربطًا بسلاحه وعدم الدخول في الحوار، ثم اكملوا على هذا المنوال ربطًا بتدخله في سوريا، علمًا انهم هم من تدخّل قبله، بدءًا من عقاب صقر وصولاً الى الشمال."
واشار جنبلاط الى انمشكلة هذا الفريق هي في إصراره على رفض مشاركة حزب الله في الحكومة، ثم المطالبة بخروجه من سوريا أو الإصرار على شطب معادلة الشعب والجيش والمقاومة من البيان الوزاري، هذا عدا ربطه كل خطابه السياسي بمسألة نزع سلاح حزب الله، الذي يعرف أكثر من غيره أن السلاح موجود، ولا يستطيع أحد في الداخل أن ينزعه. هذا السلاح أكبر من الداخل، ولم يعد مسألة داخلية، إنما هو جزء من المعادلات الاستراتيجية في المنطقة.