أخبار

ما يحصل أمر موقت وسيحل في القريب العاجل

هكذا تؤثر أزمة اميركا الاقتصادية على الضربة السورية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هل يكون لأزمة اميركا الاقتصادية أي تأثير على سائر الدول المجاورة؟ وأي تداعيات لهذه الازمة على امكانية توجيه ضربة لسوريا في حال راوغت في مسألة الكيميائي؟.

بيروت: يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي لـ"إيلاف" أن في الاقتصاد هناك المؤشرات العامة والمتعارف عليها عالميًا، واهمها نسبة الدين العام الى الناتج المحلي، وهذه النسبة يجب ألا تتخطى الـ60%، وفي الولايات المتحدة اليوم ونتيجة تداعيات الازمة المالية العالمية، لديها اليوم ازمة سيولة، مع ركود اقتصادي، ما دفع الحكومة الفيدرالية الى زيادة انفاقها، وذلك لتحرّك النشاط الاقتصادي، فضلاً عن مشاريع صحية وغيرها، ويهم الولايات المتحدة الاميركية أن تنفذها خدمة للشعب الاميركي، ويضيف يشوعي:" هذا كله يتطلب انفاقًا وهو مكلف، وهذا يسبب بعجز في الموازنة العامة، والعجز في الموازنة الفيدرالية يتسبب بزيادة الدين، وهذا يجعل نسبة الدين الى الناتج تتخطى الـ100%، ومن فترة زمنية، شاهدنا نزاعًا بين الحزبين، حول المسألة ذاتها، وما يجري اليوم مرتبط بالامس، ولدى الاميركيين خلاف، وهو أن الجمهوريين لا يريدون تخطي سقف الـ100% دين، والديموقراطيون يسمحون بذلك، لذلك قاموا حينها بنوع من التسوية، بأن يخفض العجز في الموازنة، وليس بفرض ضرائب على الاميركيين كلهم وإنما على الاثرياء منهم، أي المداخيل العالية.

ويتابع يشوعي:" اليوم هناك المشروع الصحي للرئيس الاميركي، وهذا يسبب العجز، ويطالب الجمهوريون بانضباط اعلى في موضوع الموازنة وعجز اقل وتطور بالدين يكون مضبوطًا، وكذلك نسبة دين الى الناتج لا تفوق الـ100%، وعادت الامور الى ما كانت عليه بالسابق، لأن المشروع الصحي يجب تطبيقه من قبل الرئيس الاميركي.

لذلك لم يجرِ التصويت على الموازنة، ولم تصبح نافذة، وليس كلبنان حيث القاعدة الاثني عشرية نبقى فيها 10 سنوات بلا موازنة ونصرف عشوائيًا ولا احد يسأل، إن اميركا دولة عظمى ولا يمكن تشبيهها بالدول النامية.

لا تأثير

ولا يرى يشوعي أي تأثير للأزمة الاميركية الموقتة على سائر المناطق، ويقول إنها عملية داخلية بحتة وعملية فيدرالية اميركا لا علاقة بها، كل اعمالها واشغالها وموظفيها كلهم امورهم "ماشية" هناك فقط الحكومة الفيدرالية وما لديها من موظفين، وهي مرحلة ظرفية ولن تستمر طويلاً.

عن تداعيات هذه الازمة على امكانية توجيه ضربة لسوريا في حال لم تمتثل الى تسليم الكيميائي لديها، يعتبر يشوعي أن ضرب سوريا غير مرتبط بموضوع التمويل، هي مسألة مرتبطة بالسياسة والاستراتيجيات، ولدى سؤاله بأن الاستراتيجيات تحتاج الى تمويل؟ يجيب:" إن الضربة العسكرية امر والسياسة أمر آخر، طالما أن الاميركيين يقومون بتنفيذ خططهم بالوساطة في سوريا، وبطريقة غير مباشرة، فإن الوضع في سوريا اصبح مكشوفًا من خلال تجميع ما يسمى بالارهاب لكي تتم تصفيته في مكانه.

ويرى يشوعي أن الصورة اصبحت اكثر وضوحًا حيث أن الاميركيين لا يريدون في المنطقة حكمًا مركزيًا قويًا، واصبحت ثابتة بالسياسة الاسرائيلية، وذلك داخل مصر وسوريا والعراق ولبنان والاردن وفلسطين أي دول الطوق، اذًا المشروع الجديد اليوم أقوى من تحالفاتهم السابقة مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وصدام حسين وغيرهما، هذا المشروع الجديد هو الاهم بالنسبة للاسرائيلي، وعندما نتحدث عن الاسرائيلي فإن الاميركي هو أداة التنفيذ.

الاقفال اليوم قد يفرض على اميركا تعليق انفاقها بمجالات عدة منها اجور العسكريين داخل وخارج اميركا كأفغانستان مثلاً، هل النفوذ الاميركي الخارجي مهدد اليوم؟ يعتبر يشوعي أن كل تلك التوقعات "لا أراها ترتكز على اسس، فالموضوع برمته ظرفي وسوف يحل بأيام عدة، واميركا كما ذكرت دولة عظمى، لا تستطيع منع الاجور عن موظفيها."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف