هي سلاح وسلطة وتهمِّش الآخر بعنفها
الصورة في الاحداث السورية: حرمة الميت مفقودة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تأتينا الصورة من الاحداث السورية مؤلمة عنيفة غير انسانية، تلك الصورة تشكل سلاحًا وسلطة وفي بعض الاحيان تهمش الآخر بعنفها وتقصيه، فهل باتت حرمة الميت مفقودة اليوم من خلال هذه الصور؟.
بيروت: من قال إن الصورة ليست سلاحًا، أو ربما سلطة، وسلطتها خطيرة ومخيفة، الصورة احيانًا "تقتل" على حد تعبير المخرجة الارجنتينية آنا كاتز، والصورة ليست حيادية على الاطلاق، هي تهميش للآخر، وتعنيف له.
الصورة رأي، موقف، ويبدو اليوم في الاحداث السورية أن الصورة أخذت أعنف مظاهرها، وليس المثل حول ضحايا الغوطة من جراء الكيميائي الا اكبر دليل على ذلك.
لا يمكن أن ننكر أن الصورة استخدمت في الدعاية في التلاعب في التضليل في الحرب النفسية، في الوقوف الى جانب فريق ضد "الآخر"، في تفسير جوانب من دوافع الحرب واسبابها ونتائجها في نقل ملامح مما تسببه من مآسٍ وآلام، وما تلحقه من تدمير وتهجير.
حرمة الميت مفقودة
يقول المحلل الاجتماعي رياض علم الدين لـ"إيلاف" إن الصور التي تظهرها الاحداث السورية تشير الى أن حرمة الميت مفقودة، في بلد لم تعد فيه مفردات الموت وصورها تحترم الفرد كقيمة انسانية واجتماعية.
وهذه الصور التي تأتينا من مختلف مناطق الحراك العربي وخصوصًا سوريا تعيد الى الاذهان تصرفات غير انسانية، احتلتها وسائل الاعلام كافة، وتتكرر المجازر المرتكبة اليوم بحق المدنيين العزل، اما هل الصورة المأساوية عن احداث سوريا في وسائل الاعلام كافة ميزة أم لعنة؟ يجيب علم الدين :" لا يمكن تجاهل الخبر لأهميته ولكن لتكراره اصبحت ردود الفعل الانسانية والاجتماعية حول موضوع سوريا باردة، اما تأثير فظاعة الصور على المشاهد، فيؤكد ان ما يجري من فظائع في سوريا له تأثير نفسي كبير وكارثي على الاشخاص، سواء في المجتمع السوري أو حتى كل من يتابع هذه الصور، بأي مكان في العالم، لان الصور الصادمة التي تأتينا من جراء الاحداث السورية، لا يمكن أن يتصورها في بعض الاحيان الذهن البشري، وهذا يؤدي الى صدمات لدى المشاهدين واحساس المواطن ، أو "الآخر" بالخيانة، ويمكن تشبيه الامر وكأن أي فرد يتعرض لاساءة من شخص قريب جدًا منه كالاب أو احد افراد العائلة.
اعلام رخيص
يعتبر جوزف فضول ( مصور صحافي محترف) أنه بقدر الامكان يعمل على التقاط صورة صحافية تعطي ما يريده من تلك الصورة، والصور التي نشاهدها اليوم من خلال التلفزيون واليوتيوب، تبقى اعلامًا رخيصًا برأيه كي يمرروا للناس الاجرام الذي يحصل لقلب الناس على ما يجري من خلال غايات مخبأة من وراء الموضوع.
وبرأيه الصحافي الحقيقي يأخذ الصورة الهادفة والتي تحمل المعاني.
وعندما كان يصور احداث الحرب اللبنانية كان يأخذفي الاعتبار "اللقطة" والصورة اكثر من تصوير الجثث بهدف التصوير فقط، ممكن "أن أصور جثة مثلاً يغطيها احد الاشخاص، بطريقة انسانية".
وبين اللقطة أو السكوب وعدم خدش مشاعر المتلقي هناك خيط رفيع على الصحافي أن يراعيه، وبحسب فضول الحياة هي الاساس في الصورة، وكذلك الموضوع، اليوم الصورة تظهر جثثًا فوق بعضها البعض، واعمال ذبح وجرائم ولا هدف من ورائها.
ويرى فضول أن الصحافي في كل مكان يبحث عن صورة "تتكلم" عن نفسها، وتعطي موضوعًا محددًا، وما يجري اليوم أن الاعلام رخيص ويقلب الناس على الوضع الموجود.