تجعلهم عرضة للتلاعب وتخلق منهم شخصية افتراضية
صور الاطفال عبر فيسبوك وتويتر: انتبه خطر القرصنة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر وغيرهما عرضًا يوميًا لصور اطفال يفخر بهم اباؤهم وامهاتهم خصوصًا، فهل من خطورة اجتماعية لتلك الظاهرة؟.
بيروت: "ماذا لو استعمل احدهم صور اطفالي لغايات غير شريفة"، تتساءل لمى فاخوري، لدى سؤالها هل تضع صور اولادها على صفحات المواقع الاجتماعي كفيسبوك وغيرها، وتضيف:"للاسف ان المجتمع الذي نعيش فيه يدفعنا الى الخوف حتى على صور اطفالنا عبر فيسبوك وتويتر.
الاف الامهات اللبنانيات وامهات العالم لا يشاركن لمى وجهة نظرها، لذلك ينشرن يوميًا صورًا لاطفالهن عبر فيسبوك تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الاخرى.
"نحن كأمهات، نرغب في اظهار صور اطفالنا لانهم الاقرب الى قلوبنا" تقول فدى الحسيني، انا فخورة باطفالي، لذلك احب اظهار صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن هل نحن نسيء الى اطفالنا باظهار صورهم للجميع؟ كل ما نقوم به يحتمل حسنات ومساوىء وحتى خطورة، تقول جنان رعد، هل اسمح للخوف بالدخول الى حياتي عندما انشر صورًا لاطفالي؟، انا اتساءل دائمًا ماذا لو استعمل احدهم صور اطفالي لاغراض غير صحية، هل يمكنني ان اطلب من جميع الاصدقاء الا يستعملوا صور اطفالي؟ طبعًا لا.
حادثة سيئة
سناء خولي تشير الى حادثة قرأت عنها، وهي ان احد المصورين المحترفين نشر صورًا لابنته عبر موقع فيسبوك، ثم اتضح له لاحقًا ان تلك الصور استعملت في اماكن اخرى لاغراض غير نزيهة.
ويُلاحظ اخيرًا نشر الامهات والآباء لفيديوهات وصور لاطفالهم يغنون ويرقصون على يوتيوب وفيسبوك، لكن الخوف اليوم الذي يتشاركه معظم الاهالي، يكمن في الاستعمال السيء للبعض لكل تلك الصور والفيديوهات.
مهى خيرالله لا تملك اجابة واضحة عن كل تلك المخاوف التي تُثار اليوم عن الاستعمال السيء للبعض لصور الاطفال عبر فيسبوك، وهي تتساءل هل صحي نشر صور اطفالها عبر فيسبوك وتويتر؟
وتضيف:"كلنا نحب ان نظهر جمال اطفالنا وحتى اللقطات الحلوة التي تجمعنا بهم، من اجل ان يراها من هم في بلد او قارة اخرى، من الاقارب والاصدقاء".
"عائلتي واصدقائي يعيشون خارج لبنان، تتابع" لذلك عندما ولدت ابنتي في العام 2011، نشرت صورها عبر فيسبوك وتويتر كي يروها، كي يشهدوا على الضحكة الاولى لها... الى ما هنالك، لكن عند بلوغها سن الستة اشهر توقفت عن نشر الصور، بل ارسلها فقط عبر البريد الالكتروني لانه اضمن واكثر سرية.
رأي اختصاصي
يرى المحلل الاجتماعي كمال ماضي في حديثه ل"إيلاف" ان الاطفال اليوم يولدون ضمن البيئة الرقمية ايضًا بالاضافة الى بيئتهم الاجتماعية، فمن غير المتوقع عدم رؤية صور اطفال لآباء فخورين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويؤكد ماضي انه من البديهي لكل ام و اب ان ينشرا صور اطفالهما، لان ذلك يشعرهما بالفخر والرضا، لانه عبر مواقع الانترنت فان الاشخاص يعرضون ما يهمهم بالدرجة الاولى. ويضيف:" بالنسبة لام تربي اطفالها ولا تعمل، فان مواقع التواصل الاجتماعي تبقى سد لفراغ ما تشعر به من خلال عرض صور اطفالها بصورة مستمرة عبر فيسبوك وتويتر.
لان ذلك يشعرها بالدعم من قبل الاهل خصوصًا اذا كانوا يعيشون في مناطق بعيدة عنها.
لكن رغم ذلك، فان تلك الام تقوم بخلق شخصية "خيالية" او "افتراضية" لطفلها، قد لا يكون هو راغبًا بها في المستقبل.