وساطة أميركية تهدف إلى خلق أجواء إيجابية بين القادة
واشنطن تبحث مع المالكي ومعارضيه حل أزمة الأنبار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أعلن مسؤول أميركي في بغداد اليوم عن وساطة أميركية بين المالكي ومعارضيه لحل أزمة محافظة الأنبار الغربية، التي دخلت المواجهات المسلحة فيها بين الحكومة العراقية والعشائر ومسلحي تنظيم دولة العراق الإسلامية المرتبط بالقاعدة أسبوعها الثاني.
أسامة مهدي: أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بريت ماكجيرك عزم بلاده حل الأزمة في محافظة الأنبار، كاشفًا عن إجرائه اتصالات منذ وصوله إلى العاصمة العراقية قبل يومين مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ووزير المالية المستقيل القيادي في ائتلاف "متحدون للإصلاح" رافع العيساوي وزعيم مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة وعدد آخر من شيوخ الأنبار لحل الأزمة. وأشار إلى أن هذه الاتصالات تهدف إلى خلق أجواء إيجابية وإيجاد وساطة سياسية في هذا الشأن.
وقال ماكجيرك في مؤتمر صحافي في مقر السفارة الأميركية في بغداد إن "زيارتي إلى العراق جاءت لحل أزمة الأنبار، حيث اتصلت برئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ووزير المالية السابق رافع العيساوي وزعيم مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة وعدد من شيوخ الأنبار في هذا الشأن".
داعش تهديد شامل
وأضاف أنه التقى أيضًا محافظ الأنبار أحمد الذيابي للإطلاع على حقيقة الأوضاع في المحافظة ومجريات التطورات فيها. وعبّر عن قلق الولايات المتحدة من الأوضاع الحالية في محافظة الأنبار، معتبرة أن تنظيم "داعش" يشكل تهديدًا لها وللعراق.
وشدد على أن الولايات المتحدة تريد أن تساعد العراق على تدمير هذه الشبكة وعزلها عن العالم. وقال خلال تصريحاته التي نقلتها وكالة "المدى بريس" العراقية إن الولايات المتحدة بذلت جهودًا كبيرة من أجل تمرير قانون الانتخابات العراقية أخيرًا، مؤكدًا أنها ستعمل مع أي حكومة عراقية تفرزها صناديق الاقتراع. وأضاف أن الإدارة الأميركية بذلت جهودًا كبيرة من أجل تمرير قانون انتخابات مجلس النواب العراقي. وأوضح بالقول إن "واشنطن لا تجد مشكلة في التعامل مع أية حكومة ستفرزها نتائج الانتخابات المقبلة".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن موقف بلاده واضح بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 30 نيسان (أبريل) المقبل، معتبرًا أنه لا يوجد عذر لتأجيل الانتخابات، خاصة وأن هناك كتلًا مختلفة تتهيأ للمشاركة فيها.
وقد أجرى بريت ماكجيرك، وهو مستشار وزارة الخارجية الأميركية للشؤون العراقية والإيرانية، أمس مباحثات مع رئيس البرلمان العراقي ووزير الخارجية العراقيين، استهدفت توسيع التعاون الأمني والتسليحي بين البلدين لمواجهة إرهاب تنظيمي داعش والقاعدة الذي يضرب العراق.
فقد بحث ماكجيرك مع النجيفي "تداعيات الأزمة في محافظة الأنبار العربية بعد ارتفاع وتيرة العمليات المسلحة، وشددا على أن القاعدة هي الخطر الأكبر التي تهدد المنطقة والعالم". وأكد النجيفي أن استئصال هذه المنظمات الإرهابية يتم بتعاون جميع أطياف المجتمع العراقي على أساس قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية. وأضاف "إن هذه المنظمات تستثمر أخطاء الماضي والحاضر، والقضاء عليها يكمن في إيجاد الحلول السياسية، والعودة إلى إعطاء المهام والصلاحيات للإدارة المحلية ووضعها في المكان الصحيح"، كما نقل عنه بيان لمكتبه الإعلامي تسلمت "إيلاف" نسخة منه".
بحث تعميق التعاون الأمني
كما بحث ماكجيرك يرافقه روبرت ستيفن بيكروفيت سفير الولايات المتحدة الأميركية في العراق مع زيباري تطورات الموقف الأمني والإنساني في الأنبار وخطوات تعميق التعاون الأمني بين البلدين لمكافحة الإرهاب، حيث عبّر زيباري عن تقدير الحكومة العراقية للدعم التسليحي الأميركي للقوات العراقية "للارتقاء بقدراتها لمواجهة الإرهابيين والمتطرفين".
يذكر أن القوات العراقية تنفذ حاليًا حملة عسكرية واسعة في محافظة الأنبار الغربية سعيًا إلى استعادة السيطرة على مناطق في المحافظة، سيطر عليها مسلحون ينتمون إلى تنظيم "داعش". وقد دفعت المعارك الجارية بين الجيش العراقي ومسلحي القاعدة في الرمادي والفلوجة آلاف الأشخاص إلى الفرار، حيث ما زال مسلحون من العشائر وداعش يحيطون بمدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) فيما ينتشر آخرون من التنظيم عينه في وسط وجنوب مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.
وخلال صلاة الجمعة اليوم طالب الشيخ عبد الحميد جدوع إمام وخطيب جامع الفرقان وسط الفلوجة بحضور مئات المصلين زعماء العشائر بالتدخل لحل الأزمة التي تمر بها الفلوجة. وقال "لا تجعلوا من الفلوجة مكانًا لاستقطاب القتل والدماء"، مناشدًا الحكومة عدم استخدام الجيش للاقتتال الداخلي في المدن وإبقائه سورًا للوطن.
من جانبها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي أن المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة وسيطرة المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة على مناطق فيها وحولها تسببت بنزوح 13 ألف عائلة. وأكدت الجمعية أنها "تمكنت فرقنا من تقديم مساعدات إلى أكثر من 8 آلاف عائلة خلال الأيام الثلاثة الماضية في مختلف مناطق محافظة الأنبار" .
العشائر والشرطة تستعيد السيطرة على أحياء في الرمادي
هذا وأعلن مسؤول في إحدى العشائر العراقية الجمعة أن أفرادًا من العشائر وشرطيين عراقيين استعادوا السيطرة على اثنين من أحياء مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) من أيدي مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة.
وقال محمد خميس أبو ريشة لوكالة فرانس برس "لقد حررنا بالكامل منطقة ملاعب ومفوضيتها، إضافة إلى منطقة فرسان".