الجنرال والسياسي الإسرائيلي اعتزل غيبوبته الطويلة ويشيّع الاثنين
وأخيرًا مات شارون ..... !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن رسميًا السبت عن وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون عن 85 عامًا، بعدما دخل في غيبوبة استمرت ثماني سنوات إثر إصابته بسكتة دماغية، وتقرر تشييعه الاثنين في مزرعته.
نصر المجالي: يشيّع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الذي توفي السبت بعد ظهر الاثنين في مزرعته بجنوب اسرائيل، حسب ما اعلنت وسائل الاعلام المحلية نقلاً عن اللجنة الوزارية المكلفة تنظيم مراسم الدفن.
وقبل الدفن، سوف يقام احتفال رسمي في مقر الكنيست في القدس، على أن يسجى نعش شارون امام الجمهور الاحد في البرلمان بين الظهر (10,00 تغ) والساعة 18,00 (16,00 تغ)، حسب المصدر نفسه. كما من المقرر أن تقام مراسم تأبين رسمية صباح الاثنين في الكنيست قبل بدء التشييع. ومن المفترض أن يمثل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الولايات المتحدة في مراسم التشييع.
وكان المستشفى، الذي كان شارون يعالج فيه، أعلن أنه سيعقد مؤتمرًا صحافيًا في حوالى الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش،وكان الوضع الصحي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، آرييل شارون، تدهوربشكل كبير، وكانت عائلته تتوقع الأسوأ في أية لحظة.
وكان بيان صادر من مستشفى "شيبا" بالقرب من مدينة تل أبيب، الذي يرقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون، الخميس، قال إن وضعه الصحي ازداد سوءًا خلال الساعات الماضية، مضيفًا أن عائلته تحيط بسرير مرضه.
الجنرال والسياسي المخضرم
ويعدّ شارون من السياسيين والعسكريين المخضرمين على الساحة الإسرائيلية، والرئيس الحادي عشر للحكومة الإسرائيلية، وينظر إليه على أنه مهندس انسحاب الجنود الإسرائيليين من قطاع غزة وإخلاء المستوطنين اليهود منها في عام 2005.
بعيدًا عن السيرة السياسية الطويلة لشارون، ينظر إليه كقائد عسكري كبير من قبل الإسرائيليين، إذ شارك في أربع حروب خاضتها إسرائيل ضد العرب. لكنّ الفلسطينيين يعتبرونه عدوًا بسبب تحميله المسؤولية، ولو جزئيًا، عن مذبحة صبرا وشاتيلا، التي راح ضحيتها مئات الفلسطينيين في بيروت من قبل ميليشيات مسيحية لبنانية في عام 1983.
رئيس الوزراء
انتخب شارون رئيسًا لوزراء إسرائيل بعد 18 عامًا من ذلك، متعهدًا بتحقيق "الأمن والسلام الحقيقي". وعمل شارون عندما كان رئيسًا للوزراء على تشجيع بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي العربية المحتلة.
كما دشّن شارون بناء الجدار العازل المثير للجدل في أعقاب موجة من الهجمات، التي نفذها مسلحون فلسطينيون، كانوا قادرين على الدخول إلى إسرائيل، وخلفت قتلى إسرائيليين.
لكن شارون أمر في عام 2005 بالانسحاب الأحادي من غزة، رغم المعارضة الشديدة في إسرائيل. وغادر شارون حزب الليكود في السنة نفسها، وأسّس حزبًا بديلًا، هو حزب كاديما، وبدا وكأنه يتجه نحو ضمان إعادة الفوز في الانتخابات العامة، لكنه تعرّض لسكتة دماغية في عام 2006.
سيرة ذاتية
ولد شارون في قرية كفار ملال في فلسطين أيام الانتداب البريطاني، وهي اليوم إحدى بلدات وسط إسرائيل. وكان اسم عائلته الأصلي شاينرمان، وكان والداه من اليهود الأشكناز، الذين هاجروا من شرق أوروبا. إذ ولد أبوه في بولندا، بينما ولدت أمه في روسيا. وهو شخصية مثيرة للجدل داخل إسرائيل وخارجها.
وبينما يرى البعض شارون بطلًا قوميًا... يراه آخرون عثرة في مسيرة السلام، بل ويذهب البعض إلى وصفه مجرم حرب بالنظر إلى دوره العسكري في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982. وقد اضطر شارون سنة 1983 إلى الاستقالة من منصب وزير الدفاع، بعدما قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية الخاصة بالتحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا أنه لم يفعل ما يكفي للحيلولة دون المذبحة.
فاز في 2001 بغالبية ساحقة في الانتخابات الإسرائيلية العامة، إذ تبنى مواقف سياسية أكثر اعتدالًا. وفي سنة 2004 بادر شارون بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية من قطاع غزة. وفي كانون الثاني/يناير 2006 دخل في غيبوبة بعد جلطة دماغية.
وجَّه "صامويل" ولدَه "إرئيل" إلى دراسة الزراعة، وعمِل بالفعل في مزارع (الموشاف)، لكنه فضَّل بعد فترةٍ دراسةَ التاريخ والقانون بدلًا من الزراعة، فالتحق بالجامعة العبرية في القدس، ودرس التاريخ والعلوم الشرقية عام 1953م، ثم درس الحقوق في جامعة (تل أبيب) 1958م- 1962م، وأتقن أثناء دراسته العبرية والإنجليزية والروسية.
حياة عسكرية وجرائم
كان شارون انخرط في صفوف منظمة الهاغاناه عام 1942، وكان عمره آنذاك 14 سنة. وانتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس دولة إسرائيل.
شارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني، ووقع أسيرًا بيد الجيش العربي الأردني في معارك اللطرون عام 1948، وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي، المشير في ما بعد، والقائد العام للقوات المسلحة الأردنية، الذي عالجه ونقله إلى الخطوط الخلفية، ثم إلى المفرق في الأردن، حيث أقيم معسكر اعتقال الأسرى اليهود، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية.
وبعد فترة انقطاع عن الجيش قضاها على مقاعد الجامعة العبرية، عاود الجيش الإسرائيلي سؤاله للانضمام إلى الجيش، وترأس الوحدة 101 ذات المهام الخاصّة. وقدمت الوحدة 101 جهودًا عسكرية بالغة ساهمت في بناء دولة إسرائيل بعد خوض الوحدة مهمّات غاية في الخطورة، إلا أن وحدة شارون العسكرية أثارت الجدل بعد مذبحة قبية في خريف 1953، والتي راح ضحيّتها 170 من المدنيين الأردنيين.
قامت وحدة شارون بمجزرة بشعة في اللد عام 1948، وحصد خلالها أرواح 426 فلسطينيًا، بعدما اعتقلهم داخل المساجد.
اتهم شارون بالمسؤولية عن جرائم عديدة منها: مجزرة قبية 1953، قتل وتعذيب الأسرى المصريين 1967، اجتياح بيروت، مجزرة صبرا وشاتيلا، استفزاز مشاعر المسلمين باقتحامه للمسجد الأقصى المبارك سنة 2000، مذبحة جنين 2002، عملية السور الواقي، القيام بالكثير من عمليات الاغتيال ضدَّ أفراد المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
سجل صحي
منذ 1980، وشارون يعاني من السمنة وارتفاع ضغط الدم المزمن وارتفاع الكولسترول. علمًا أن طوله يبلغ 170 سم، ووزنه 115 كلغم. وعادة ما تكون سيارته الشخصية مخزنة بشكل جيد بالوجبات الخفيفة، والفودكا والكافيار، وكانت قصص الشهية والسمنة للأسطوري آرييل شارون مشهورة في إسرائيل، وكذا حبه للسيجار والتوسعة والأطعمة الفاخرة الاستهلاكية اليومية.
ورغم الكثير من المحاولات من قبل الأطباء، والأصدقاء والموظفين لفرض نظام غذائي متوازن على شارون، إلا أنها لم تنجح.
- في 18 كانون الأول/ديسمبر 2005، أصيب شارون بجلطة دماغية خفيفة، وهي نوع نادر نسبيًا يسمى الانسداد المفارق.
- 6 كانون الثاني/يناير 2006، خضع شارون لعملية استغرقت خمس ساعات لوقف النزيف في الدماغ وتخفيف الضغوط التي تراكمت على جمجمته. بعد العملية، عاد شارون إلى مصلحة الأعصاب في وحدة العناية المركزة.
- في 13 كانون الثاني/ يناير، بدأ الأطباء في فصل شارون عن المهدئات ليستيقظ ولتقويم الأضرار التي لحقت بدماغه، حالته تحسنت قليلًا في الأيام الأخيرة، مع التركيز على الحركات الصغيرة في الأعضاء والاستجابة للألم. فشل شارون في أن يستيقظ حتى بعد التوقف عن تلقي المهدئات.
- في يوم 15 كانون الثاني/يناير، خضع شارون لجراحة لمساعدته على التخلص من جهاز التنفس الصناعي بالاستعانة بفتحة في مقدمة رقبته، وبعد ثلاثة أيام، أبقي على الأنبوب التنفسي بسبب مشاكل فنية.
- 1 شباط/فبراير 2006 ، تم إدخال أنبوب تغذية في معدته، وأشير إلى أن الأطباء يعملون على تهيئته لرعاية طويلة الأجل.
- في 11 شباط/فبراير 2006، أجرى الأطباء جراحة طارئة لإزالة 50 سم من الأمعاء الغليظة التي أصبحت نخرية، أي ميتة، وفتح الانسداد.
- يوم 22 شباط/فبراير، خضع لإجراء عملية إضافية لتصريف السوائل الزائدة من بطنه، اكتشفت أثناء الفحص.
- في 28 أيار/مايو 2006، تم نقل شارون من عين كرم إلى مستشفى الرعاية الطويلة الأجل. وقال نائب رئيس وحدة أخرى من الرعاية الطويلة الأجل للاذاعة الإسرائيلية إن فرص الاستيقاظ بعد الغيبوبة ضئيلة جدًا.
- في 23 تموز/ يوليو 2006، أعلن متحدث باسم المستشفى أن حالة شارون تتدهور، مع تغيير في أنسجة المخ، ووظائف الكلى تزداد سوءًا، مع تراكم السوائل في الجسم. كما تم العثور على عدوى بكتيرية في الدم.
- في 26 تموز/يوليو 2006، تلقى ترشيحًا لدمه وعلاجًا بالمضادات الحيوية.
- في 14 آب/أغسطس 2006، قال الأطباء إن حالته تدهورت بشكل كبير، وكان شارون يعاني من التهاب رئوي مزدوج.
- في 29 آب/ اغسطس 2006، عولج بنجاح الالتهاب الرئوي، وغادر وحدة العناية المركزة إلى وحدة الرعاية طويلة الأجل.
- في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2006، تم نقله إلى العناية المركزة بسبب عدوى بكتيرية في القلب.
- في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2006، ذكر الأطباء أن "وظيفة قلبه تحسنت بعدما عولج من العدوى واستقرت حالته". بقي شارون في مركز الرعاية الطويلة الأجل. وقد أشار الخبراء الطبيون إلى أن القدرات المعرفية تدمرت عبر الزمن، وإلى أنه في حالة غيبوبة مستمرة مع فرصة ضئيلة جدًا لاستعادة وعيه.
- في 13 نيسان/إبريل 2007، أفيد أن حالة شارون قد تحسنت قليلًا، وذلك من حيث التحسس، القدرة على متابعة الأشياء بعينيه وتعزيز يديه، ومشاهدة التلفزيون في السرير.
غيبوبة مستمرة
- تشرين الأول/أكتوبر 2009، قال طبيبه إنه لا يزال في غيبوبة، لكن في حالة مستقرة.
- في 2010، قال مدير المستشفى المشارك في رعاية شارون إنه ليست لديه فرصة للانتعاش، مضيفًا أن "كونه على قيد الحياة إعطاء نظريًا لأمل فرصة الاستيقاظ، لكنه لن يحدث عمليًا". وقال الطبيب إن دماغه صار في "حجم ثمرة الغريب فروت "وإن أجزاء دماغية كثيرة إضمحلت وصارت مادة خام سائلة".
- 21 تشرين الأول/أكتوبر 2010، نعوم براسلافسكي الفنان رفع النقاب عن تمثال بالحجم الطبيعي لشارون في سرير المستشفى في تل أبيب. وقد سبب هذا المعرض بعض الجدل، مع وصف عضو الكنيست يوئيل حسون العمل بأنه "استراق النظر مقزز"، وقوله: "أعتقد أنه وسيلة رخيصة من الفنان للفت الانتباه إلى المعرض".
- في 12 تشرين الثاني/نوفمبر2010، تم نقل آرييل شارون من إقامة الرعاية الطويلة الأجل في المنزل لمدة 48 ساعة، وهو النقل الأول من ضمن خمس زيارات منزلية كان مخططًا لها. كانت الزيارة للتأكد من أنه تم تثبيت المعدات الطبية للعمل بشكل صحيح. لكنه في نهاية المطاف أعيد إلى وحدة الرعاية طويلة المدى، لأن العلاج كان مكلفًا جدًا.
- في تشرين الأول/أكتوبر 2011، صرح نجل شارون جلعاد "أنه كان حساسًا، ولكنه غير قادر على الحركة الكبيرة، وقال إنه ينظر إلى وجهي ويحرك الأصابع عندما كنت أطلب منه.
- يوم 27 كانون الثاني/يناير عام 2013، أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (IRMF) نشاطًا "كبيرًا" في الدماغ، حتى ولو أن اختبارات أخرى لا تبيّن ذلك.
ردود الفعل
القادة الفلسطينيون: مُجرم أفلت من العدالة
وصف القادة الفلسطينيون رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الذي توفي السبت بانه "مجرم" وابدوا اسفهم لانه لم تتم احالته على العدالة الدولية قبل وفاته. (التفاصيل)
أوباما عن شارون... كرس حياته لإسرائيل
قدم الرئيس الاميركي باراك اوباما تعازيه الى الاسرائيليين واسرة رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون الذي توفي السبت، معتبرا أنه "زعيم كرس حياته لدولة اسرائيل".(التفاصيل)
هولاند: لاعب رئيسي في تاريخ بلاده
أعلن الرئيس فرنسوا هولاند السبت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون كان "لاعباً رئيسياً في تاريخ بلاده"، وذلك بعد اعلان نبأ وفاته.(التفاصيل)
بان كي مون يشيد بـ"براغماتية" شارون
اشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت بـ"الشجاعة السياسية" التي تحلى بها ارييل شارون حين امر بالانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة العام 2005، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى الاقتداء بـ"براغماتيته".(التفاصيل)