أخبار

الوضع يتفاقم في سائر المناطق في أوكرانيا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كييف: تفاقم توتر الوضع الاحد في المناطق الاوكرانية مع تكثيف المتظاهرون تحركاتهم ضد المباني العامة التي ترافقت احيانا مع صدامات للتعبير عن عدم رضاهم عن التنازلات التي قدمتها السلطات.

ففي كييف تمكن المتظاهرون من احتلال وزارة العدل مساء الاحد في تحرك رمزي بعد ان اخرجوا امس مئات العناصر من قوات الامن المنتشرين في احد المتاحف بوسط المدينة. وبعد دخولهم بدون مقاومة طوقوا المبنى واخطروا الموظفين بانه ليس بامكانهم العمل اليوم الاثنين.

وتحشد المعارضة قواها في وسط كييف منذ رفض الرئيس اواخر تشرين الثاني/نوفمبر التوقيع على اتفاق لحرية التبادل مع الاتحاد الاوروبي مفضلا التقرب من روسيا. ثم اشتد الحراك فجأة خلال الاسبوع المنصرم ليصبح اشبه بحرب عصابات مما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى على الاقل في كييف، وامتد ليشمل الان سائر مناطق البلاد.

وباتت مقار الادارات العامة في معظم المناطق الغربية القومية التي تميل الى الاتحاد الاوروبي وتعارض بشدة الرئيس منذ ايام عدة في ايدي المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الحكام المعينين من قبل رئيس الدولة.

واصبحت الادارة الاقليمية مشلولة في 14 من المناطق ال25 بسبب المتظاهرين. ويحتل المتظاهرون المباني التي تضم مكاتب الحكام في عشر مدن من هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، غالبا على اثر مواجهات مع قوات مكافحة الشغب، كما يحاصرون اربعة مقار اخرى.

لكن مع ان هذه التحركات تجري عموما في المناطق الغربية لاوكرانيا فان المناطق الاخرى بما فيها الناطقة بالروسية لم تبق في منأى. ففي زابوريجيا في الجنوب هاجم ثلاثة الاف متظاهر مقر ادارة الحاكم قبل ان تفرقهم الشرطة.

واشار شهود عيان لوسائل الاعلام الى سقوط جرحى والى استخدام الشرطة الهراوات والقنابل الصوتية. كذلك جرت تظاهرات في سائر المراكز الاقليمية الكبرى تقريبا. في لفيف معقل القوميين في غرب البلاد حيث تحتل الادارة منذ الخميس، لم يعد بامكان الحاكم الوصول الى مكتبه والمجلس المحلي المؤيد للمعارضة بات عمليا مكلفا ادارة شؤون المنطقة.

وفي الجزء الغربي ايضا اعلنت المجالس المحلية في ايفانو-فرنكيفس وترنوبيل الاحد انها صوتت لمنع حزب المناطق بزعامة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وفي كييف احتشد الاف الاشخاص بين متظاهرين ومارة في ساحة الاستقلال المعقل الرمزي للحراك الاحتجاجي. لكن التعبئة لم تكن بحجم تلك التي سجلت اثناء التجمعات الحاشدة الكبرى ايام الاحد في الاسابيع السابقة وضمت مئات الاف الاشخاص.

وقال سيرغي مفضلا عدم اعطاء اسمه الكامل لفرانس برس "ان الناس خائفون، فهم يتعرضون لضغوط في عملهم" ان ابدوا علانية معارضتهم للحكومة. وفي مكان غير بعيد شارك الاف الاشخاص في قداس جنائزي في كاتدرائية سان ميشال عن روح متظاهر قتل يدعى ميخائيل يزنيفسكي.

فقد فقد هذا الشاب الذي يحمل الجنسية البيلاروسية حياته الاربعاء اثناء مواجهات عنيفة مع الشرطة في كييف. وعبر قادة المعارضة الذين شاركوا في الحفل عن تصميمهم على مواصلة معركتهم رغم الانفتاح غير المسبوق من قبل الرئيس.

فقد عرض فيكتور يانوكوفيتش منصب رئيس الوزراء على المعارض ارسيني ياتسينيوك ومنصب نائب رئيس الوزراء للملاكم السابق فيتال كليتشكو. كما اكد استعداده لمناقشة اجراء مراجعة للدستور بهدف التخلي عن جزء من صلاحياته في الحكومة.

لكن فيتالي كليتشكو اعتبر في حديث لصحيفة بيلد ام سونتاغ الالمانية ان مقترحات يانوكوفيتش "مسممة" وتهدف الى "تقسيم حركتنا المعارضة".

من جهته دعا الاتحاد الاوروبي الاثنين السلطات الاوكرانية الى "تنفيذ الوعود" التي قطعتها للمعارضة، مطالبا اياها في الوقت نفسه "التنصل بوضوح من جميع الذين استخدموا العنف"، وذلك في بيان لوفد الاتحاد الموجود في كييف.

واكد الاتحاد الاوروبي ايضا على "وجوب استمرار المفاوضات"، معبرا ايضا عن "قلقه بخصوص تدهور وضع حقوق الانسان" منددا بعمليات "التوقيف لاشخاص جرحى امام العيادات وبحالات اختفاء وتعذيب عدة".

وتوجه الاتحاد ايضا الى المعارضة داعيا اياها الى "الحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات والى التنصل بوضوح من جميع الذين لجأوا الى العنف". ويكثف الاتحاد الاوروبي الاتصالات بشأن الملف الاوكراني وقد التقى المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع ستيفان فولي الجمعة الرئيس وممثلي المعارضة.

كما ستزور وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون كييف الخميس والجمعة. وستفتح جلسة استثنائية للبرلمان تخصص للوضع السياسي غدا الثلاثاء، ما يضع ضغوطا على مختلف الاطراف للتوصل الى اتفاق قبل ذلك الحين.

وفي اليوم نفسه ستعقد قمة الاتحاد الاوروبي وروسيا التي يتهمها الاوروبيون باستخدام نفوذها لاقناع اوكرانيا بالعدول عن توقيع اتفاق شراكة مع بروكسل. وعبر وزير الخارجية الالماني فرنك فالتر شتاينماير عن "اقتناعه بان الامكانات الاخيرة للتوصل الى حل سياسي لم تستنفد بعد".

واجرى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من جهته مكالمة هاتفية مع كليتشكو دعاه فيها الى مواصلة الحوار. وقال فابيوس "ان العنف والتطرف لا يمكن ان يكونا الرد على تطلعات الشعب الاوكراني".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف