أخبار

حصار حمص مستمر وداريا تحت وابل البراميل المتفجرة

200 قتيل سوري في كل يوم تفاوض في جنيف-2

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كان من المفترض أن يكون جينف-2 نافذة حل في سوريا، لكن السوريين فقدوا 200 قتيل في كل يوم من أيام التفاوض.

بيروت: سجل المشهد السوري تناقضًا في الايام العشرة الاخيرة، بين مفاوضات وفدي النظام والمعارضة في مؤتمر جنيف-2، للبحث عن حل سياسي للازمة، وأعمال عنف ميدانية حصدت أكثر من مئتي شخص يوميًا.

القتل مستمر

افتتح مؤتمر جنيف-2 في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني (يناير)، بمشاركة نحو أربعين دولة أبرزها الولايات المتحدة وروسيا، ووسط اهتمام اعلامي كبير من كل العالم. وانتقل وفدا النظام والمعارضة بعد يومين إلى جنيف، حيث شرعا في مفاوضات باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، سعيًا للتوصل إلى حل للنزاع الدامي المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

إلا أن المفاوضات التي اختتمت اليوم لم تحد من العنف الدامي الذي حصد خلال تسعة ايام، نحو 1900 شخص، في قصف جوي ومدفعي واشتباكات وحصار وتعذيب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن اليوم لوكالة الصحافة الفرنسية إن عدد القتلى منذ فجر 22 كانون الثاني (يناير) وحتى منتصف ليل الخميس بلغ 1870 شخصًا، بينهم 498 مدنيًا، بمعدل يومي بلغ 208 اشخاص.

أرقام مخيفة

يضاف إلى هؤلاء 464 مقاتلًا معارضًا، و208 عنصرًا من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة، و454 عنصرًا من القوات النظامية والميليشيات الموالية لها، وثلاثة مسلحين أكراد، قضوا في قصف جوي طال مناطق عدة، وتفجيرات بسيارات مفخخة، إضافة إلى اشتباكات متعددة الاطراف بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، أو داعش وتشكيلات أخرى من المعارضة المسلحة، أو في معارك بين مقاتلين اسلاميين متطرفين والاكراد في شمال شرق البلاد.

ورأى المرصد أن الارقام مخيفة، وكان من الحري أن تنعقد جلسات جنيف-2 مع وقف كافة العمليات العسكرية، وتوقف الاعتقالات بحق المواطنين في سوريا. وطالب المرصد المجتمع الدولي بالعمل بشكل جاد وحقيقي لوقف القتل وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، قبل البدء بأي حل سياسي، "لأنه من المعيب والمخجل أن يقف موقف المتفرج على مأساة الشعب السوري".

حمص واليرموك

تركزت أعمال العنف خلال الأيام الماضية في حلب وريفها، وعلى اطراف العاصمة السورية والمناطق المحيطة بها. ويقول الناشط ابو كنان من داريا لوكالة الصحافة الفرنسية: "خلال المفاوضات، استمر القصف بالبراميل المتفجرة التي تساقطت كالشتاء على داريا".

أضاف: "اليوم الجمعة، سقط 12 برميلًا على الاقل، وفي الأمس قُصفنا باكثر من عشرين، معتبرًا أن جنيف-2 لم يحقق شيئًا، لم يفتح ممرات انسانية ولا أوقف الدم والحرب، ولا حتى القصف". وتابع: "لم يعد لدي امل، لا من جنيف ولا من أي مؤتمر آخر"، سائلًا: "أيعقل أن هذا نظام يفاوض؟ داريا تُباد بمن فيها لكي تستسلم أو تقبل بهدنة".

وبقي مصير حمص القديمة، المحاصرة لاكثر من 600 يوم، على حاله ايضًا، رغم أنها شكلت مادة أساسية في مفاوضات جنيف، إلا أن النظام سمح بادخال مساعدات انسانية ليومين متتاليين إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والمحاصر بدوره منذ اشهر.

ويقول يزن، الناشط في حمص القديمة، إن النظام يقول إن الناس ارهابيون في حمص، "فحتى اطفال ونساء حمص المحاصرين ارهابيون من وجهة نظر النظام، وبالتالي من المستحيل أن يدخل مساعدات لمن يراهم ارهابيين". وأضاف: "في نفس الوقت، يدخل مساعدات إلى اليرموك ليقول انه ادخلها إلى مناطق فيها مدنيون، اما المناطق الارهابية فلن يسمح بدخول شيء اليها".

لا تأثير

وكان الابراهيمي أعلن السبت الماضي تعهد الوفد الحكومي بخروج النساء والاطفال منها، وامله في ادخال مساعدات انسانية لنحو ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يقيمون فيها، ويعانون ظروفًا انسانية خانقة. إلا أن أيًا من هذه الخطوات لم تجد سبيلها إلى التنفيذ. واوضح يزن أن اهل المنطقة المحاصرة في حمص يرفضون دخول المساعدات فقط، من دون أي اتفاق على طرق وممرات آمنة لدخول الناس وخروجهم.

وتابع: "السكان لا يريدون دخول مساعدات تكفيهم ليومين او اسبوع في احسن الاحوال، ليعودوا من بعدها ويعانوا الجوع، يريدون حلًا نهائيًا كاملًا ينهي الحصار". وتعد حمص القديمة آخر معاقل المقاتلين المعارضين في ثالث كبرى مدن سوريا، والتي تتعرض لقصف شبه يومي من القوات النظامية.

ويرى سلمان الشيخ، مدير معهد بروكينغز في الدوحة، أن المفاوضات لا تؤثر على مسار النزاع، ولا حتى على الوضع الانساني، "والتحدي الاكبر هو معرفة اذا سيكون للدبلوماسية اي تأثير على الوضع". اضاف: "إلى الآن لم يحصل ذلك، وفي حال اتباع المسار نفسه بين النظام والمعارضة، فلن يكون ثمة تأثير كذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف