وفدا سوريا حشدا مسؤولين بقدرات إقناع لا يستهان بها
في جنيف-2 رجال ونساء يتقنون فن الإجابة عن السؤال المحرج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ينعقد مؤتمر جنيف-2 السوري ضاجًا بوفدي النظام والمعارضة السوريين، يتناقشان ويختلفان، وينتحي كل منهما في غرفة، يتنقل بينهما الأخضر الابراهيمي مرسال هوى.
خارج أسوار جنيف-2، يقف الصحافيون والمراسلون الاعلاميون، يتنسمون خبرًا كي يسبقوا فيه أترابهم، وينتظرون مَن يخرج من الوفدين، ليتحلقوا حوله، إن قبل فسيمطرونه بوابل من الاسئلة والاستفهامات، بعضها شكلي، وبعضها إشكالي جدًا.
يعرف هؤلاء الصحافيون أي كتف تؤكل، إعلاميًا، ومن أي سؤال. فيعلمون بمن يستفردون، ومن يتجاهلون. فالوفدان المتفاوضان حشدا معهما رجالًا بقدرات كلامية لا يستهان بها البتة، بينهم رجال يتقنون فن الاجابة الدبلوماسية حين يحين دورها، وفن القسوة متى كانت لازمة. وبينهم أيضًا نساء لمعت نجومهن عاليًا، لا يمكن إلا الاعتراف بما لهن من أثر بالغ في صياغة الموقف داخل القاعة، وتبريره خارجها.
معارضة
في الأيام الماضية، برز بين صفوف المعارضة لؤي الصافي، المتحدث باسم وفد الائتلاف، مهيبًا بلغته العربية المتزنة غير الوعرة، وبلغته الانجليزية اللعوب، وبقدرته الفائقة على تحمل قسوة صحافيين موالين للنظام السوري مبتسمًا، حين يبادرون فورًا إلى جلده بعنف.
وإلى الصافي، يتحدث أحمد رمضان للصحافيين بصوت هادئ، يقارع السؤال بالحجة، والنفي بالعقل، والتلاعب بالكلام بتقصد في الاسهاب بالايضاح.
وللمعارضة السورية نساؤها، مثل ريما فليحان طليقة اللسانين، العربي والانجليزي، واضحة البيان، ما يجعلها في كل لحظة محجة المراسلين. وإلى جانبها تقف سهير الأتاسي، القوية الحادة التي لا تقبل إلا برحيل بشار الأسد، وبتشكيل هيئة انتقالية في سوريا من دونه.
موالاة
وكلمة "من دونه"، اي من دون الأسد، لا تروق كثيرًا لوزير إعلام النظام السوري عمران الزعبي، فيقف مزهوًا وسط الصحافيين، يتحدث إليهم وكأنه يوشوشهم أسرارًا عليا، رافضًا أن يكون أتى، ومن معه، إلى مونترو للمفاوضة على تنحي الأسد.
أما فيصل المقداد، فاختصاصه الاعلام الغربي، لأنه يتقن اللغة الانجليزية أولًا، ويعرف سبيل مخاطبة الغرب بدبلوماسية مميزة فعلًا، حتى قال بعض الصحافيين إن المقداد هو "الماشِطة" التي تزين وجه النظام السوري "العِكِر".
وكما في المعارضة، كذلك في الموالاة، نساء تتصدرهن منذ زمن بثينة شعبان، المستشارة الشهيرة للأسد، والتي اعتاد الصحافيون نبرتها المرتفعة إلى حدود التعالي، وطلاقتها بالإنجليزية، وتشبثها بأن رأيها هو الصواب، وكل ما يجافيه يجافي الحق والحقيقة.
ومع شعبان، برزت الاعلامية لونا الشبل، التي ذاع صيت صورتها يوم افتتاح جنيف-2، حين كانت توزع ابتساماتها وهي جالسة خلف وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أثناء مشادته وبان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة. والشبل طليقة بالعربية، من خبرة اكتسبتها أيام كانت مذيعة في قناة الجزيرة، تحل اليوم ضيفة على منابر ومحطات فضائية موالية للأسد، تحلل المواقف، تهاجم المعارضة، وتؤكد أن الأسد باقٍ.. إلى الأبد!