أخبار

هربًا من البراميل المتفجرة

النزوح الكثيف يحوّل حلب إلى مدينة أشباح

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تشهد حلب نزوحًا جماعيًا من أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة نحو تركيا أولًا، ونحو أحياء واقعة تحت سيطرة النظام السوري، هربًا من الموت بالبراميل المتفجرة.

يبدو أن المخطط العسكري النظامي السوري بإفراغ المناطق الخاضعة للمعارضة من المدنيين، ليسهل تدميرها من دون ضوضاء المجتمع الدولي، في طريقه إلى النجاح، مع موجات كبيرة من النزوح تشهدها هذه المناطق، تحت وطأة القصف العنيف بالبراميل المتفجرة.

نزوح كثيف

فقد أفاد ناشطون سوريون اليوم الثلاثاء بأن عشرات العائلات الحلبية تنزح من الأحياء التي يسيطر عليها عناصر المعارضة المسلحة، باتجاه أحياء تسيطر عليها القوات الحكومية، هربًا من القصف الحكومي المتواصل على أحيائها، لليوم الرابع على التوالي، والذي تسبب منذ السبت وحتى اليوم الثلاثاء بمقتل أكثر من 120 شخصًا، جلهم من المدنيين. وقال ناشطون إن المستشفيات الميدانية تستغيث لأنها عجزت عن استيعاب المئات من الجرحى الذين يصلون إليها يوميًا، نتيجة القصف المستمر.

وقد أكد مركز حلب الإعلامي استمرار النزوح، وقال إن أحياء الميسر والمرجة والجزماتي والمعصرانية باتت أحياء أشباح، وإن أحد البراميل أصاب جامع عثمان بن عفان الذي يضم مدرسة للأطفال في منطقة العمالية في حي مساكن هنانو، ما أوقع قتلى بين الأطفال، وأدى إلى انهيار معظم الجامع.

إلى تركيا

وفي أخبار القصف المستمر على أحياء حلب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيش النظام قصف صباح اليوم الثلاثاء بالبراميل المتفجرة مناطق دوار الصالحين في مدخل حي المرجة، ودوار الحاووز، وحي الجزماتي، وأحياء القطانة والشعار ومساكن هنانو.

وكانت البراميل المتفجرة قتلت أمس الاثنين 18 شخصًا، هم تسعة رجال وخمسة أطفال وسيدة وثلاثة اشخاص مجهولي الهوية. واشار المرصد إلى أن الكتائب المقاتلة استهدفت بقذائف الهاون حي الميدان في حلب، الواقع تحت سيطرة النظام.

وأفاد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري، بأن بعض سكان الاحياء الشرقية من حلب تمكن من الانتقال إلى تركيا، "لكن قسمًا كبيرًا منهم، وبسبب المعارك الجارية في مناطق عدة من ريف حلب بين الدولة الاسلامية في العراق والشام وكتائب مقاتلة، لا ملاذ لهم الا التوجه الى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في غرب المدينة".

الأكثر دموية

إلى ذلك، أكد المرصد السوري أن كانون الثاني (يناير) المنصرم هو الاكثر دموية منذ انطلاقة الثورة السورية، إذ سجل خلاله مقتل 5794 شخصًا، بينهم 3013 مدنيًا، محملًا النظام السوري المسؤولية الاولى عن هذا التزايد الواضح بالخسائر البشرية، بسبب استمراره في استخدام كافة أنواع الاسلحة في استهداف المناطق المدنية والمرافق العامة والمشافي واليات تقل مدنيين.

واعتبر المرصد أن المجتمع الدولي شريك رئيس في إراقة الدم السوري، والتزايد اليومي في اعداد الضحايا بسبب صمته المخيف عن هذه الجرائم التي ترتكب في سوريا، مجددًا المطالبة بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت وترتكب بحق الشعب السوري على محكمة الجنايات الدولية.

ولفت المرصد إلى أن حصيلة القتلى في المعارك الدائرة بين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وبين مقاتلين من كتائب اخرى معارضة للنظام في مناطق عدة من سوريا، بلغت 1747 قتيلًا، منذ اندلاعها في مطلع كانون الاول (ديسمبر) 2013.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف