عملا لدى سوريا وروسيا في فترتي احتجاجات
سفيرا "الثورات الملونة" الأميركيان فورد وماكفول للتقاعد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع أنباء عن تقاعد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد في نهاية الشهر الحالي، صرح نظيره لدى روسيا مايكل ماكفول بأنه يتقاعد لأسباب عائلية، ويعتبر كلا السفيرين من سفراء "الثورات الملونة".
قال السفير الأميركي لدى موسكو مايكل ماكفول إنه يعتبر فشل بلاده وروسيا في قيادة جهود حل المسألة السورية في مرحلتها المبكرة إخفاقاً دبلوماسياً. وفاجأ هذا الخبر الأوساط السياسية إذ قلما يترك سفراء الدول مناصبهم بعد عامين. وكان ماكفول قضى عامين فقط في روسيا، حيث كان عيّن في كانون الثاني (يناير) 2012 حينما كانت العاصمة الروسية تشهد مظاهرات احتجاجية.
وعن سبب تقاعده، قال ماكفول لصحيفة (كوميرسانت) الروسية شبه الحكومية": "أرحل من روسيا لأسباب عائلية. فقد عادت عائلتي إلى كاليفورنيا في الصيف الماضي إذ يجب أن يكمل ابني الأكبر دراسته الثانوية.
وعندما رحلنا من هناك في عام 2009 وعدتُه بأننا سنعود بعد عامين. إلا أن غيابنا استمر خمسة أعوام. وليس هذا فقط، بل اضطر (ابنه الأكبر) إلى الانتقال إلى بلد آخر لا يعرف لغته. لكنه وافق على ذلك استجابة لطلبي.. إلا أنه عندما قال لي في الصيف الماضي إنه يريد العودة إلى الوطن، لم أملك أن أعترض".
الثورات الملونة
ويشار إلى أنّه حين تم تعيين ماكفول سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة في روسيا، قالت وسائل إعلام إنه خبير يتخصص في "الثورات الملونة" مثل الثورة البرتقالية في أوكرانيا. ويقول ماكفول: "في الحقيقة فإنني خبير يتخصص في الصواريخ البالستية العابرة للقارات.. وكنتُ جزءاً من جميع المحادثات الهامة بين الولايات المتحدة وروسيا خلال الأعوام الخمسة الأخيرة".
ويضيف السفير ماكفول إن ذلك أتى هكذا بالصدفة، "وليس من اجل المظاهرات الاحتجاجية"، مؤكدًا أن بلاده لا تريد إحداث أي ثورة في روسيا ولا زلزلة أوضاعها. وعما إذا تخللت عمله كسفير في روسيا إخفاقات يجيب ماكفول أنه يعتبر عدم تمكُّن روسيا والولايات المتحدة من إبراز دورهما الزعامي في المسألة السورية منذ ثلاثة أعوام إخفاقاً دبلوماسياً حقيقياً.
تقاعد فورد
إلى ذلك، ذكرت وكالات أنباء أن مسؤولين أميركيين قالوا يوم الثلاثاء إن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد سيتقاعد من منصبه في نهاية الشهر. وقالت وكالة رويترز للأنباء إنه لم يتضح على الفور سبب تقاعد فورد. ورفضت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية التعقيب على سؤال هل يعتزم فورد التقاعد.
وكان فورد الذي يتحدث العربية بطلاقة ساعد في المفاوضات مع جماعات المعارضة السورية لتنضم إلى المحادثات في سويسرا الشهر الماضي سعيًا إلى إنهاء الحرب الأهلية التي مضى عليها قرابة ثلاثة أعوام في سوريا.
ولم يتضح على الفور سبب تقاعد فورد، حسب (رويترز). ورفضت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية التعقيب على سؤال هل يعتزم فورد التقاعد.
وكان فورد قضى الأشهر الماضية في تركيا وأماكن أخرى في المنطقة لإقناع جماعات المعارضة السورية بحضور محادثات السلام، ومثّل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من المحادثات التي تساندها الأمم المتحدة والتي اختتمت في جنيف يوم الجمعة.
وقالت عدة مصادر إنه كان من المتوقع أن يصبح فورد سفيرًا للولايات المتحدة لدى مصر، لكنّ مسؤولين حكوميين مصريين رفضوا لأنهم رأوا إنه قريب جدًا من الأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط.
القاهرة ترفضه
وقال مسؤول سابق بوزارة الخارجية طلب ألا ينشر اسمه إنه بحسب فهمه، فإن الحكومة المصرية أوضحت أنها لا تريد أن يأتي فورد إلى القاهرة ليعمل سفيرًا للولايات المتحدة.
وحسب الممارسات الدبلوماسية المعتادة يكون هناك "توافق" يفاتح فيه بلد ما في العادة بلداً آخر قبل أن يرسل سفيراً إليه، وذلك لضمان أن يحظى اختياره بالقبول. وقال المسؤول الأميركي السابق الذي تحدث إلى مسؤولين مصريين في هذا الموضوع إنه في هذه الحالة لم يصل ترشيح فورد حتى إلى هذه المرحلة.
وأضاف المسؤول قوله: "المصريون لم يكونوا يريدونه. وحسب فهمي كان هناك استفسار غير رسمي قبل أن يطلبوا الموافقة. وهم لم يطلبوا الموافقة لأن جس نبض (المصريين) بشكل غير رسمي أظهر أنهم غير راغبين فيه."
مساعدة الاضطرابات
وأضاف قوله: "ما فهمته من الجانب المصري هو انهم أحسوا أنه ساعد على إذكاء الاضطرابات في سوريا بمساندته المتمردين، وأنه يحظى بالقبول لدى الإسلاميين." وقال المسؤول السابق إنه يختلف تمامًا مع ذلك الرأي.
وتمر مصر بحالة من الاضطراب منذ الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في عام 2011، والتي أعقبها عزل الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي على ايدي الجيش في يوليو تموز الماضي.
كان فورد الذي عمل أيضًا في العراق والجزائر وقام بمهمة في السفارة بالقاهرة، قد غادر سوريا في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 بسبب تهديدات لسلامته. وغادر دمشق بعد ذلك باربعة أشهر بعد أن أوقفت الولايات المتحدة عمليات السفارة مع تدهور الوضع الأمني في سوريا.
وفي آيار (مايو) عام 2013 عبر لفترة قصيرة إلى شمال سوريا للاجتماع مع زعماء المعارضة وكان أرفع مسؤول أميركي يدخل سوريا منذ بدء الحرب الأهلية.